نزيله المصحه بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز

ستكون علي مايرام حينها وهذا هو الاهم فأحيانا كثيره يضطر الانسان في سبيل التعافي من مرض ما ان يتخلي عن كل مسبباته من عادات او حتي اشخاص مهما كانت ذو اهمية له فراحته بالتأكيد هي الاهم وشفائه هو الاولي وتحرير هذا الطوفان الكامن سيكون هو مهمة الطبيب حمزه من اليوم 
استمر بعدها فالتحدث اليها حتي وان لم تجبه فيكفي انه تيقن انها تستمع جيدا وكلماته تعطي التأثير المطلوب حتي وان كان مفعوله بطيئا فهو افضل من العدم 
جلس معها حوالي الساعة تقريبا وهو يتحدث ويتحدث لا يعلم كم مر عليه من الوقت ولكنه لم يشعر به فهو لاول مره يكون في وضع المتحدث لا المستمع ويجد من يسمعه بانصات دون مقاطعه مثلما يفعل هو ووجد ان في هذا الشيئ راحة حقيقيه لدرجة انه نسي نفسه وتطرق لحياته الشخصيه يحكي لها متاعبه 
لكنه تدارك نفسه اخيرا واردف ضاحكا والله القعده دي ماكان ناقصها غير فنجانين قهوة مظبوط وكانت الدنيا بقت تمام الا قوليلي ياود بتحبي القهوة صمت قليلا امام نظرتها المفاجئه اليه واردف سريعا سؤال مش المفروض يتسأل صح اصل مفيش حد مبيحبش القهوة فالدنيا دي غير لو كان عنده مشكله ولازم يعالجها بالتأكيد 
قالها ثم هم واقفا وعدل نظارته وامسك حقيبته ونظر لها نظرة اخيره وهمس لها مطمئنا راجعلك تاني كمان شويه
وكمان هجيبلك معايا مفاجأه هتعجبك اوي كان يتمني ان يري لهفة الفضول في عينيها ولكنه لم ير بدلا عن ذلك سوي نظرة قاتمة خالية من المشاعر تخبره بان لاشيئ فالعالم الان يستطيع ان يجعلها سعيدة 
خرج حمزه متوجها الي غرفة المړيض ١٠٦ ليلقي عليه نظرة عابره ويري مدي سوء حالته التي وجدها مثلما توقع وظل يلعن الطبيب جورج في سرة الاف المرات ثم وضع خطة لعلاجه وقرر ان ينفذها بنفسه مهما كلفه هذا من مشقة وتعب لأن حياة انسان وعودته الي رشدة تستحق 
خرج بعدها متوجها الي حديقة المشفي وهو يطالع ساعته التي شارفت عقاربها علي الاشارة للساعة الحادية عشر واوشك لقائه قريبا بمن ستكشف له الغاز حالة ود امامه كأوراق التاروت 
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٤
اسرع الطبيب حمزه خطواته الي حديقة المشفي بعد ان جابها بعينيه ذهابا وايابا 
ولم يجد سوى امرأة في العقد الثالث تقريبا من عمرها تجلس بجوار رجل عجوز وهو نزيل بالمشفي يعرفه حق المعرفه
فهو المشرف على حالته وسيدة حوالي في الخمسين من عمرها متشحه بالسواد يظهر عليها الوقار تجلس على كرسي خشبي رافعة رأسها للأعلي تتأمل في بنيان المشفي بشرود فذهب اليها على الفور وقلبه يحدثه بأنها هي الشخص المنشود 
وتأكد من صحة احساسه حين اقترب منها فأنتبهت له ووقفت وهي تطالعه وابتسامة حنونه شقت محياها واتسعت حين تحدث اليها سائلا 
حضرتك ام ود
فأجابته بصوت حنون تقدر تقول كده يابني 
ضم حمزه حاجبيه متعجبا وقام بعدل نظارته ولم يخفي عليها استغرابه فاردفت مكمله 
متستغربش يابني انا اللي كلمتك فالتليفون وقولتلك اني ام ود بس الحقيقه اني مش امها ود معندهاش ام ولا اب ود يتيمه لكن لو باعتبار ان الام هي اللي بتربي وبتحب وتصون وتكبر مش الام اللي بتولد فأنا امها 
انا الداده بتاعتها واللي ربيتها من وهي حتتة لحمه حمره واعتبرتها بنتي وحته من روحي
ويشاء السميع العليم اني اكون عاقر ومخلفش زي مايكون رصدني ليها هي وبس وعوضني بيها وعوضها هي كمان بيا عن امها اللي اتحرمت منها قبل الاوان 
تبسم الطبيب حمزه قائلا ربنا عوضه كبير وله في شئونه حكم 
طيب اتفضلي اقعدي يام ود احنا هنفضل واقفين ولا ايه احنا ورانا كلام كتير اووي وقعدتنا هتطول وسامحيني اسألتي هتبقي كتيره ومرهقه 
ردت عليه وهي تجلس انا تحت امرك فاللي عايز تسأله ومعاك الوقت اللي تعوزه 
انا جايه النهارده عشان افيدك بكل حاجه تساعد في شفا بنتي وتخليها ترجعلي من تاني 
حمزه عظيم طيب مبدأيا كده
احكيلي عن طفولة ود كانت عامله ازاي 
اخذت السيده نفسا عميقا وزفرته قبل ان تردف 
كانت طفولتها مميزه اوي وجميله كانت طفله مرحه بتحب الحياة كانت زي الفراشه بتتنقل بخفه من مكان لمكان طول اليوم وتلعب لكن محدش كان بيسمعلها صوت 
كانت هاديه جدا ذكيه لماحه ډمها خفيف لمضه لما تتجادل مع حد ميقدرش يغلبها بالكلام رغم صغر سنها باباها كان مدلعها لاقصي درجه وخصوصا بعد ماماتت مامتها بقالها هو الام والاب والاخ والصاحب يخلص شغله في الشركه اللي شغال فيها ويجي جري عليها مكنش بيستحمل غيابها عنه ساعات
كانت اسعد بنت فالدنيا لغاية ما وصمتت لتأخذ نفسا عميقا وتزفره بحسرة ولم يتحمل دكتور حمزه ان تقف عند هذه النقطه الفارقه فاردف يحثها ان تواصل حديثها 
هاه يام ود وبعدين كملي لغا ية ماأيه!
كريمه لغاية ماعم ود ماټ فحاډثة عربيه عمها دا كان طيب جدا ميتخيرش عن باباها وكان هو وابو ود روحهم فبعض ومبيستحملوش علي بعض الهوا الطاير فالوقت دا ود كان عندها ٧ سنين
عمها دا ساب وراه مراته اللي كانت وقتها عندها ٣٠ سنه وابن عنده ١٠ سنين 
ابو ود بعد مۏت اخوه هو اللي اتكفل بيهم مصاريف ورعايه وكل يوم كان يخصص من وقته ساعه ياخد ود ويروح يقضيها معاهم يطمن عليهم ويشوف طلباتهم ويهون عن ابن اخوه مۏت باباه 
الكلام دا استمر سنه كامله لغاية بعد سانوية المرحوم عم ود السنه دي الولد اتعلق فيها بعمه جدا وعمه كمان اتعلق بيه وكان يشوف فيه اخوه اللي ماټ 
بعد السانويه بقي ام الولد دا فجأت الاستاذ قاسم بأنها جايلها عريس وهتتجوز
واترجته لو دا حصل مياخدش حسام من حضانتها ويسيبه معاها وهي وعدته بانها هتاخد بالها منه وعمرها ماتقصر معاه فأي حاجه
وان الولد الافضل ليه يفضل مع امه مش هيبقي حرمان من الام والاب 
ابو ود صعب عليه الولد ووافق انها يسيبه معاها لكن بشرط انه يتطمن عليه باستمرار ويعرف اخباره وتبعتهوله يوم فالاسبوع يقضيه معاه وهي وافقت وبعدها معداش شهر وتم الجواز 
وعلي الاتفاق الولد كانت تبعته لعمه كل يوم جمعه يقضي اليوم كله مع ود ومع عمه وكان يبقي مبسوط اوي باليوم دا
وصمتت دقائق كاد الطبيب حمزه ان ېحترق فيهم فضولا لكنه صمت اشفاقا عليها لكي يعطيها قسطا من الراحه فقد تحدثت كثيرا لدرجة انها بدأت تأخذ انفاسها بصعوبه واستمر يراقبها عندما 
قامت بفتح حقيبة يدها واخرجت من انبوبا اسطوانيا وقامت بفتح فمها وبخ الرزاز داخله من الانبوب مما جعل الطبيب حمزه يشفق عليها اكتر وصمت نهائيا تاركا لها الوقت الكافي لتستريح 
وبالفعل مرت دقائق الي ان انتظمت انفاسها وعاودت الحديث من تلقاء نفسها  
عدوا حوالي ٥ شهور علي الجوازه وكلنا لاحظنا ان حالة الولد فتأخر صحيا ونفسيا وبدنيا ودا كان هيجنن عمه وكل مايسأل الولد عن ايه اللي تاعبه وموصله لكده الولد يقوله مفيش وكلمة مافيش تطلع منه بتنهيدة تعب زي مايكون راجل كبير شايل هم الدنيا والعيشه 
عمه مااستحملش وراح علي العنوان اللي ساكنين فيه علي غفله واخدنا معاه انا وود زي مايكون رايح زياره لابن اخوه واخدنا معانا اللي فيه النصيب 
وصمتت لاخذ نفس عميق وزفرته ثم اكملت 
وصلنا وكانت منطقه شعبيه الي حد ما يعني مش فنفس مستوى المنطقه اللي احنا ساكنين فيها واللي كانت هي كمان ساكنه فيها لكنها مش الاسوء يعني 
ركن الاستاذ قاسم عربيته ونزلنا من العربيه ودخلنا العماره ووصلنا للدور اللي ساكنين فيه ووصلنا قدام الشقه اللي هما فيها واللي كان الاستاذ قاسم عارف رقمها من حسام ابن اخوه  
ولسه الاستاذ قاسم بيرفع ايده عشان يضرب الجرس سمعنا صوت صړاخ جاي من جوه الشقه وكان واضح انه صوت ام حسام بصينا لبعض وبدال مالاستاذ قاسم كان هيرن الجرس بقي يخبط علي الباب بأديه الاتنين ويرزع عليه پخوف وخصوصا لما صوت حسام تداخل مع صوت الصړاخ وقتها ابو ود مفضلش فيه ذرة عقل وكان هيكسر الباب من كتر الخبط 
لكن من غير فايده ولا فيه حد بيفتح واللي زاد استغرابنا راجل كان نازل من فوق وبصلنا وبص للشقه وقال بديق 
تاااااني!! 
وكمل طريقه فالنزول كان اللي بيحصل دا شيئ عادي وبيحصل دايما 
وقتها ابو ود الډم غلى فعروقه وطلب مني اني ابعد انا وود وابتدا يكسر فالباب بقوة جسمه كلها ومره بعد مره نجح انه يكسر الباب ودخل الشقه مندفع مع فتحة الباب واللي شافه وشفناه لجمنا كلنا 
ام حسام كانت علي الارض حاضنه ابنها حسام پخوف والراجل اللي كانت متجوزاه ماسك حزام ونازل فيها ضړب وعنيه بتطق شرار زي مايكون غول
وصمتت مجددا لتأخذ نفسا عميقا وتزفره مجددا ليتحرك الطبيب حمزه في مكانه متململ بقلة صبر 
فكل هذا ولم تصل لود فى الحديث ولكن يبدوا ان ماتسرده له علاقة بحياة ود القادمه ويجب ان يستمع اليه عدل نظارته وتنحنح جاليا حنجرته كما لو كان سيتحدث لكن هذا لم يحدث 
وكان مجرد تمويه لحثها علي اكمال حديثها فأكملت علي الفور
جري ابو ود علي الراجل ومسكه من وسطه ورماه بعيد عنهم والاتنين اول ماشافوه كأنهم شافو طوق نجاه وحسام صړخ بأسمه باستنجاد وامه كمان الفرحه بانت علي وشها الهزيل وهي شايفه ابو ود ماسك جوزها ومكتف حركته
وسأله بغيظ الدنيا كلها بتضربهم ليه عملولك ايه عشان تضربهم الطفل الصغير دا عملك ايه عشان تعمل فيه كده رد عليا 
رد عليه الراجل بكل صلافه وبرود ونبرة بلطجيه وانت مين انت وايه اللي دخلك شقتي بالطريقه دي وليك ايه عندي بضړب ليه وماضربش ليه امشي اطلع بره بيتي بدال مااوديك فستين داهيه 
ابو ود پغضب انا عم حسام ياحيوان وبقولك بټضربه هو ومامته ليه قالها ولكمه علي وشه بقبضة ايده خلي الډم سال من شفته وود شافت المنظر دا وخبت وشها فيا پخوف 
الراجل بعد ماضربه ابو ود اټجنن ورفع ايده عايز يردله الضړبه لكن ابو ود كان اسرع واقوي وابتدا يضرب فيه بكل عڼف وفكل مكان لغاية ماخلاه وقع على الارض سايح فدمه
ووقتها بس قدرت ام حسام تتكلم بصوت يادوبك طالع الحقنا ياقاسم الحق ابن اخوك علي الاقل وخده عندك انا غلطانه اني قولت اخده عندي انا خليت ابني يتعذب معايا من غير ذنب 
قاسم وهو بينهج وبيمسح حبات العرق اللي علي جبينه سألها هو بيعمل فيكم كدا ليه الحيوان ده
ام حسام عايز ياخد الشقه
تم نسخ الرابط