نزيله المصحه بقلم ريناد يوسف
المحتويات
وهو غارق في التفكير في الطريقه التي يجب ان يتبعها للدخول الي عقل تلك الصامتة العنيده ونزع شرنقة الصمت من حولها لتخرج من صمتها ويقودها الي فضاء الامل الواسع فتنطلق مرفرفة الى سماء الحياة من جديد
تنهد بقوة قبل ان يقف داعيا السيدة كريمه للخروج والاكتفاء بهذا القدر رغم رؤيته للاثنتين وقد استكانت كل واحدة فيهم في احضان الاخري كأسير عاد لوطنه بعد غياب
فاردف بنبرة هادئه
كفايه كده ياأم
ود النهارده عشان وقت الزيارات انتهي وميعاد مرواحي انا كمان جه وبالمره عشان اوصلك فطريقي وتكمليلي اللي وقفنا عنده
اومأت السيده كريمه برأسها للطبيب حمزه ايجابا
متتالية
مودعة اياها بعيون تنطق ألمامما آل اليه حال صغيرتها
ومن ثم قامت بوضع رأسها علي الوسادة برفق وحنو بالغ
وما كان من ود الا ان فتحت عيناها لثانيتين تتأكد من وجود السيدة كريمه بجانبها
واغلقتهم مرة اخرى حين اطمأنت انها لا تزال بجوارها
حتي تبعث الطمأنينه في نفس ود اكثر وتجعلها تنام ملئ عيونها نوما حين تطمئن للمساتها الحنونه
وما ان شعرت بانتظام انفاسها مجددا حتي قامت بتدثيرها بالغطاء الخفيف الذي كان بجوارها
ورفعت يدها التي كانت لاذالت متعلقة بثوبها فقبلتها على معصمها فوق الشاش الملتف حولة قبلة حنونه وقامت بدسها تحت الغطاء
خرج الطبيب حمزه برفقته السيدة كريمه وتوجها الي سيارته وقام بفتح الباب لها وساعدها في الصعود في المقعد الامامي بجواره واغلق الباب وركب هو ايضا وتحرك بالسياره
كريمه وبس يابني انا قولت للاستاذ قاسم الكلمتين دول ولقيت وشه انشرح وابتسم كأنه كان مستني علامه من ربنا يحسم بيها امره وكلامي دا كانله هو العلامه
وابتدا يفتح الاكياس بفرحة ومد ايده طلع فستان عرايس صغير ابيض علي مقاس ود ورفعهولها قدامها وهي شافته وطارت من الفرحه وخطفته من ايد باباها وحطته علي جسمها وفضلت تلف بيه بسعاده وهي بتضحك وباباها يضحك معاها
وبعد شويه لقيته بصلي وفتح كيس تاني اتأكد من اللي جواه الاول ومدهولي
اخدته منه لقيته فستان سواريه أزرق جميل اوي بطرحته بجزمته ابتسمت وقفلت الكيس وبصيتله وسألته
خلاص نويت
قاسم استخرت عقلي ياكريمه وحسبتها ولقيتها انسب خطوه لمصلحتنا كلنا
رديت عليه بهدوء فعلا هي انسب خطوه ربنا يسعد قلبك يااستاذ قاسم ويوفقك يارب
قاسم بمرح تسلميلي ياكريمه عقبالك
انا سمعتها ونكست عيوني بحزن ومردتش عليه وهو فهم
واتدايق انه قالي حاجه فكرتني بموضوع هو عارف اد ايه بيجرحني
وهو اني كنت بحب جوزي اوي وعاهدت نفسي من بعده اني مش هخلي حد يلمسني ولا يدخل قلبي وكون اني انفصلت عنه بارادتي فدا بسبب اني مرضتش ان وحده تانيه تقاسمني فيه وشفت اني مش هستحمل دا وفنفس الوقت هو من حقه انه يكون اب فأنسحبت من حياته لكن هو فصل فحياتي وقلبي لانه كان ونعم الزوج وبرغم اعتراضه على طلاقه ليا الا انه احترم رغبتي وطلقني وانتهت حياتنا بمنتهي الهدوء والموده زي مابدأت بهدوء وعلي المحبه
استاذ قاسم بنبره نادمه وبأسف حقيقي قالي
انا آسف ياكريمه ماقصدتش اقلب عليكي المواجع بس انتي بنفسك اللي قولتيلي ان الواحد محتاج لشريك للحياة وانه مينفعش يعيش وحيد!
كريمه انا قولتلك الواحد محتاج شريك يقاسمه همومه ويشيل معاه وانا الحمد لله معنديش هموم ولا حمول عشان تتشال يعني مش محتاجه شريك معايا لاني معنديش حاجه اشاركه فيها اصلا سيبك مني انا بس وقولي ايه اللي فباقي الاكياس ده
فضحك وهو بيطلعلي من الاكياس بدله لحسام جميله وبدله له هو زيها بالظبط وفستان سواريه لونه سكري رقيق وجميل ومعاه جزمه وطرحه بلونه وواضح طبعا انه كان لسعاد ام حسام
وكمان شاورلي علي العلب وقالي ان فيهم جاتوه لكتب الكتاب اللي هيتم بكره وطلب مني اني اشيله فالتلاجه
وبعدها اخدني انا وود ورحنا لحسام وامه فشقتهم واداهم حاجتهم واتفقوا ان كتب الكتاب هيكون بكره العصر عند خالتها فبيتها فابو الغيط ودا لانها عايزه تفرح وتحس انها ليها عيله واهل ويتكتب كتابها وسطهم وطبعا الاستاذ قاسم ممانعش ابدا واحترم رغبتها ورجعنا انا وود البيت ووصلها هي وحسام عند خالتها عشان قالتله انها هتبات هناك الليلادي عشان تجهز لبكره
وتاني يوم كلنا جهزنا انا والاستاذ قاسم وود واخدنا علب الجاتوه معانا ونزلنا ركبنا العربيه ورحنا علي عنوان بيت خالة سعاد لكتب الكتاب وهناك بقي سمعت وشوفت اللى زود قلقي منها وخلى الفار لعب فعبي
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٦
نظر الطبيب حمزه الي السيدة كريمه وانتبهت لها كل حواسه وهو ينتظر خروج الكلمات منها كأنتظار اب لولادة طفله فأردفت الاخري سريعا لكي لا يطول انتظاره اكثر
روحنا بيت خالتها يبني وكان بيت بسيط وباين عليهم انهم ناس علي اد حالهم اوي
استقبلونا وسعاد الشهادة لله كانت غاية فالجمال بالفستان اللي اختارهولها قاسم وبصراحه كل اللي اشتراهولنا كان علينا جميل ويخطف
من يومه قاسم وهو ذواق وذوقه جميل في كل حاجه
دخلنا وكانت الست لامه جيرانها وحبايبها وعاملين هيصه واخدت مننا الجاتوه ودخلت المطبخ عشان تحطه فأطباق وتقدمه للناس وانا دخلت وراها اساعدها
طلعت هي الاطباق والشوك وانا ابتديت احط فيهم الجاتوه وهي واقفه جمبي بتاخد وترص على الصواني عشان تطلع بيه
لكنها سابت اللي فأيدها وخرجت لما سعاد شاورتلها من باب المطبخ قبا ما تدخل الاوضه اللي قصاد المطبخ وخالتها دخلت وراها وقفلوا الباب عليهم
فالوقت دا انا كنت خلصت حط الجاتوه على الاطباق وشلت الصينيه وخرجت بيها عشان اوزع علي الناس لكن استوقفني كلامهم اللي برغم انه بصوت واطي لكنه كان مسموع
سعاد هاه ياخالتي الست جابتهولك انا كنت شايفاها بتناولك حاجه فالمطبخ
خالتها ردت عليها ايوه ياسعاد اهو خدي خبيه فصدرك واول ماتروحي شقتك انتي وجوزك اعملي زي المره اللي فاتت بالظبط مع اني عند كلامي انه ملوش لزمه طالما الاولاني شغال وجايب نتيجه زي الفل اهو والراجل متدهول على بوزه!
سعاد معلش ياخالتي زيادة خير وزيادة تأكيد وزيادة دهوله قالتها وتبعتها بضحكه قطعتها عليها خالتها وهي بتقولها
ايوه بس ياريت بقي متنسينيش وانتي بتكبشي من الخير وتحطي فعبك يابنت اختي خالتك تعبت معاكي برضوا ومتنسيش ان كل دا تخطيطي ولولايا عمر قاسم ماكان هيتجوزك ولا يبصلك
سعاد مټخافيش ياخالتي والله اول ماايدي هيجري فيها القرش مش هنساكي ابدا
ردت عليها خالتها والله يابنت اختي عارفه انك كلامنجيه واني مش هاخد منك لا حق ولا باطل دانتي لما بتسلفيني ١٠٠ جنيه بتقفيلي فنص زوري لغاية مااردهالك
سعاد طيب وهو انا كان فأيدي ياخالتي ولا معايا واتأخرت
مانتي عارفه البير وغطاه وعارفه ان المجحوم جوزي التاني نفضني وخلاني عالحديده وخد اللي ورايا واللي
قدامي ابن الجزمه دا وسابني اشحت اللقمه انا وابني من قاسم شحاته
الخاله مانتي لو كنتي جيتيلي وقتها كنت خليته زي الكلب تحت رجلك
بس معلش محدش بياخد اكتر من نصيبه
سعاد ايوه بس دا ميمنعش اني هجيلك فاقرب فرصه تعمليلي حاجه ليه تخلي كل قرش اخده مني ياخد
من روحه وصحته راق ويبقي عايش لا طايل حيا ولا مۏت
الخاله من عيوني بس انتي شخللي وانا اعملك اللي عايزاه
وصمتت كريمه لثانيتين لتلتقط انفاسها ثم اكملت
انا يبني سمعت الكلام دا والفار لعب فعبي وفدماغي وقلبي وقع فرجليا وقولت فسري اعوذ بالله ايه الناس الكفره اللي بتتعامل بالسحر والاعمال دي
مشيت من قدام الاوضه وانا خاېفه وجسمي بيترعش وبقيت ابص شايفه كل اللي فالبيت شياطين والعياذ بالله
ابتديت اوزع عليهم الجاتوه بأدين بتترعش واثناء منا بعمل كده سمعت صوت خلاني فزيت من الخۏف لدرجة ان الاطباق اللي عالصينيه عملوا صوت
خالة سعاد اسم الله عليكي ياحبيبتي مالك اټخضيتي كده ليه دنا بقولك عقبال ماتفرحي بود وحسام!! لا دانتي نجمك خفيف اووي
قالتها واخدت مني الصينيه وابتدت توزع هي مكاني وانا رحت مكان ماواقفه ود وقعدت عالكرسي وحضنتها وضميتها عليا پخوف وبصيت للاستاذ قاسم وانا حاسه انه ميستهلش انه يناسب الناس دي ابدا وندمت اني فلحظه اشتركت فچريمة اقناعه بسعاد
لكني لما شفت السعاده اللي علي وشه سكت وقولت خليها تعدي وبعدين دا عمل بالمحبه اكيد مش هيضره يعني
انما لو سابها ممكن تعمل فيه زي ماهتعمل فطليقها وتأذيه وممكن تموته خليه عايش ومبسوط بالخداع بدال مايموت بالمړض وبنته المسكينه دي تتيتم من كله
خلص كتب الكتاب ورجعنا كلنا انا وقاسم وود وسعاد وحسام ووصلني انا والولاد الاول علي شقتنا عشان يروح هو وسعاد على شقة سعاد ويباتوا هناك الليلادى
نزلت انا والولاد وبصيت لقاسم وانا محتاره عايزه اقوله خلي بالك ومتاكلش او تشرب حاجه من ايد سعاد النهاره لكني تراجعت اصل ازاي اقوله متاكلش من ايد مراتك ولما يسألني عن السبب هقوله ايه
سكت وباركتلهم كمان مره واخدت الولاد وطلعت بيهم وهو مشي بالعربيه وفضلت ادعيله كتير ان ربنا يسترها معاه وينجيه من كل كيد
اغمضت عيناها مع انتهاء جملتها الاخيره وهي تلقف انفاسها وقامت بوضع يدها علي صدرها لثوان اخري ثم اكملت حديثها حين ادركت ان المسافه قد تقلصت والطريق اوشك على الانتهاء
وباتوا الليله دي فشقة سعاد وقضوا كمان النهار ورجعوا تاني يوم بالليل ووش الاستاذ قاسم كان منور كأنه رجع عشر سنين لورا
وابتدت الايام تمر وللحق شفت الاستاذ قاسم سعيد جدا وسعاد شايلاه على كفوف الراحه وهو اي حاجه نفسها فيها يجيبهالها واي حاجه تطلبها يلبيها
لكن هي طلبتها مكانتش بتخلص ابدا لدرجة انه مسكها هي المرتب وقالها هاتي
متابعة القراءة