نزيله المصحه بقلم ريناد يوسف
المحتويات
فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله
حسام سيبها ويلا تعالى
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة من راسه ثم تقدمهم دخولا الي الفيلا وهن اتبعنه مباشرة
نظرت الي نظرة رضى ثم قامت برفع يدها والتلويح لى بها مودعة وتحركت بعدها نحوا الفيلا وما ان فعلت ذلك حتي تحركت انا بالسيارة مبتعدا وانا افكر بعقل مشتت
لم يعامل ذلك الحسام سيدة عجوز بهذه الفطاظه وعلى حسب ماقصت لي وما استشفيته من حديثها فهى من قام بتربيته والسهر على خدمته والاعتناء به بجانب اعتنائها بود لسنوات
دخل الي مطبخه بعد ان ابدل ملابسه بأخري بيتية مريحه
وقام بتحضير غداء له من المواد المتاحه عنده
فأكل ثم جلس على اريكته المحببه امام التلفاز ولكن هذه المره لم يفتح التلفاز ولكنه فتح حاسوبه لكي يتصفح المواقع الالكترونية قليلا ويعرف مالجديد الذي حدث في السويعات القليلة الماضيه
ولم يعلم كم مضي وهو يتأمل صورها المحمله عليه والتعليقات التى تحت كل صوره
الي ان ثبت على صورة لود ووقف امامها وقتا طويلا يطالعها بإعجاب شديد فقد كانت هي الاجمل من بينهم
حيث ابتسامتها كانت تعكس سعادة حقيقيه
وكذلك لمعة عينيها وحتي شعرها الكيرلي المتطاير وقد التصقت بعض خصلاته بوجهها وللوهلة الاولى تظنه يتراقص هو الاخر فرحا لسعادتها
ثم عاد بعد دقائق حاملا معه دفترا للرسم وقلما من الفحم
وجلس امام الصوره وبدأ في ممارسة هوايته المفضله فأمضي وقتا طويلا لم يشعر به وهو منخرط في تجسيد تلك الملامح على ورقته البيضاء فيتأملها برضى بعد انهاء كل خط من خطوط وجهها وهو يراه مطابقا لصورتها
الي ان توقف اخيرا ورفع الرسمه وابتسم ابتسامة رضي وهو يطالعها وقد اصبحت نسخة من الصوره الاصليه لا يوجد بها اي اختلاف سوى انها بلون واحد ولكن هذا لم يؤثر علي جمال الرسمه اطلاقا بل زادها جمالا
تركها بجوار الحاسوب ونهض
ليرى مايحتاجه المنزل من اعملال وتنظيف وايضا اليوم هو ميعاد غسل ملابسه فبدأ في جمعهم من جميع انحاء المنزل وهو يتذمر داخليا لقيامه بتلك المهمه الشاقه بالنسبة له والتي كم تمني لها حلا ولكنه لم يجد حلا انسب من غسلهم بيديه وتوفير المال ووقت النزول الي المغسله والتي كانت بعيدة عنه نوعا ما
جن الليل وظل الطبيب حمزه ينتظر مهاتفة السيدة كريمه له مثلما وعدته وللأسف انتظر طويلا وهو يطالع شاشة هاتفه بين الحين والآخر كانه يحثه علي الاعلان عن مكالمتها
ولكن للأسف هذا لم يحدث فاضطر الي الاستسلام للنوم قليلا لكي يعطي حق بدنه عليه فغدا ينتظره يوما حافلا جديدا ويجب ان يواجه مرضاه وهو يتمتع ببعضا من القوه وبعضا من النشاط والكثير الكثير من الصبر
مر الليل وبدأت صيحات المزعج الصغير تتعالى وتتعالي لتصل لمسامع حمزه ويؤدي مهمته في ازعاجه ثم ايقاظه وها هو يتلقي ضړبة شديده من حمزة على رأسه اخرسته وهذا دليل انه نجح فى ايقاظه واتم مهمته بنجاح
نهض حمزه وقام بصنع معشوقته وبدأ بها يومه فعادت الاشياء الي وضعها الطبيعي امام عينيه وبدأت الافكار تترتب تلقائيا داخل رأسه وعادت اليه مظاهر الحياة رويدا رويدا مع كل رشفة الي ان انهي قدحه كانت الدنيا قد عادت الي نصابها الصحيح
هم ان يغادر المطبخ بعد ان انهى قدحه ولكنه توقف وقام بالالتفاف وتقدم نحو خزانة المطبخ ففتحها واخرج منها مجا حراريا مهمته هي الاحتفاظ بالمشروبات ساخنه
فقام بصنع المزيد من القهوة
ووضعها به وحمله وخرج مبتسما فارتدي ملابسه واخذ حقيبته بعد ان وضع بها فنجانان فارغان والمج المملوء بالقهوهبعد ان اغلقه بإحكام والدفتر الذي به الرسمه
وغادر منزله الي وجهته اليوميه وهو يشعر بقليل من التفائل اليوم لا يعلم مصدره ولكن لا يهم المهم انه موجود
وصل الي مشفاه وبعد روتينه اليومي مع مديره ومروره بطقات المشفي المعتاده وجد قدماه تاخذه اليها هي اولا فدخل اليها هي ليستهل بها يومه
فقد اصبحت لديه مثل قدح قهوته لا يكتمل يومه بدونها متي حدث هذا وكيف وليس لها الا يومان فقط في حياته! حقيقتا لا يملك اجابة لهذا السؤال ولكن هذا ما قد حدث بالفعل
واصبحت هذه الجميله تستولي هي وحالتها على كل تفكيره منذ ان رأها لاول مرة
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٧
دق جرس الباب يعلن عن حضور احد ما فهرول اليه عبدالله وهو يتمني ان يكون الشخص المنتظر ولا احد سواه
وكم رقص قلبه طربا وحمد الله الذي استجاب رجائه حين رأي حسام هو من يقف بالباب ينتظر الاذن بالدخول
فرحب به عبدالله ترحيبا حارا ودعاه الي الداخل علي الفور وتقدمه نحو غرفة حمزه وتبعه حسام
اما حمزه فبمجرد أن سمع صوت حسام اعتدل في جلسته
فقد دلف الي غرفته منذ قليل كي ينال قسطا من الراحه وظن أنه سينعم بدقائق قبل مجيئ حسام يبسط فيها اطرافه وعضلاته التى اجهدها كثيرا اليوم وهو يتحامل عليها كي يثبت لاخته وزوجها انه شفى تماما دون ان يكون كذلك
دلف عبدالله الي غرفة حمزه اولا واخبره بسعادة عارمه ان حسام قد اتي ونظر لحسام واردف
ادخل ياحسام واقف ليه ادخل ياحبيبي دانا وحمزه مستنينك من بدري
وما أنهي جملته حتي دلف حسام علي الفور والقى التحيه علي حمزة الذي رحب به ورد عليه التحيه بأحسن منها
وتقدم حسام بعدها نحو الاريكه وجلس وهو ينزع عنه حقيبته ويتنهد بإجهاد واضح
وقام عبدالله بأغلاق باب الغرفه بعد أن اخبر سماح زوجته بلغة الإشاره ان تسرع في إنجاز ماكلفها به منذ قليل
وهي فهمت علي الفور وأومأت له بطاعه
واقترب عبدالله كي يجلس بجوار حسام ولكنه اعدل عن قرار جلوسه الآن
وهو ينظر الي حسام ويري التعب باد علي ملامحه وتاكد من ذلك حين بدأ حسام بفرك مقدمة رأسه بديق
فعاد عبدالله وفتح باب الغرفة مرة أخرب وخرج منه وعاد بعد قليل حاملا لكوب من الماء البارد وكأس من العصير
وقدمهم لحسام الذي اخذ الماء منه سريعا بعد أن شكره
وشربه كله دفعة واحدة كأنه عائد من سباق ماراثون وقد جف حلقه من الجرى فيه
ووضع عبدالله الصينية بالعصير علي المنضدة امام حسام وجلس اخيرا بجواره
ونظر حسام الي الاثنين حمزة وعبدالله بعد أن انهي شربه للماء
وتبسم وهو يرى الفضول يتناثر من اعينهم فإعتدل في جلسته واردف متسائلا
هاه وصلنا لحد فين امبارح
فأجابه عبدالله سريعا
وصلنا لغاية مااكتشفت ان فيه ناس مؤذيه وعرفت حقيقتهم بس مكنتش قادر تتكلم عشان متتاذيش
ها قول بقي مين هما الناس دي واكتشفت عنهم ايه
انا من امبارح وانا بخمن ومقدرتش اوصل لحاجه!
أوشك حسام ان يفتح فمه ولكن قاطعه حمزه قائلا
ياريت ياحسام تمشى بترتيب الاحداث بحسب ترتيب السنين وتحكي كل اللي حصل معاك في كل مرحله عمريه عشان منرجعش بالاحداث تاني للماضي من مرحلة متقدمه من الحكاية
فأومأ له حسام بالموافقة وبدأ في إكمال مابدأه من حيث انتهي ورجعوعا بالاحداث للوراء واردف
بمجرد ماعشنا مع بعض كلنا فبيت واحد انا وعمي قاسم وامي وود وكريمه
بدأت حاجات غريبه تحصل او مش تحصل بدأت تظهر والظاهر انها كانت بتحصل من زمان واحنا مكناش واخدين بالنا ليها
امي بدأت تلاحظ انصياع عمي التام لكريمه وكلامها وارائها وتأييد لكل قراراتها
وأي حاجه تقولها تبقي هي الصح وتتنفذ بدون تفكير او ادني معارضه
وخصوصا لو الحاجه دي تخص ود
وفى كل مره كانت أمي تحاول انها تقرب لود بانها تعملها حاجه حلوة
او تشتريلها حاجه كانت كريمه ترفض
وحتي الحاجه اللي كانت امي بتشتريها لود كانت كريمه تاخدها من امي قدام عمي قاسم وبعد مايمشي ترميها فى الزباله قدام عيونها وتقول أن ود محبتهاش
كانت بتتعامل دايما وكأن ود ملكية حصريه بتقتصر عليها هي وبس
حاجه خاصه بيها ومش من حق اي حد في الدنيا انه يتدخل في أي حاجه تخصها
اكلها شربها لبسها هي الوحيدة المسئوله عنهم
وحتى مصروف البيت كان عمي يمسكهولها هي ولما امي تتكلم كان يقولها سيبي البيت يمشي علي نظامه القديم كريمه بتعرف توازن اموره كويس
وبرغم حبه لأمي اللي كان واضح جدا فمعاملته معاها ونظراته ليها الا ان حبه ليهاوأي حاجه تانيه في الدنيا فى كفه وكلام كريمه واوامرها فالكفه التانيه
وكفة كريمه دايما هي اللي بتطب
طبعا امي زي اي زوجه حست بإهانه وغيره ازاي وحده ست غيرها تبقي متحكمه فجوزها وبيتها بالطريقة دي وهي تكون عبارة عن صفر عالشمال!
دا حتي الأكل كا بيتعمل علي حسب مزاج كريمه او مزاج ود
وانا وامي مجبورين ناكل اللي يتعمل ويتقرر حتي لو مش بنحبه
وعمي شايف وساكت
واقصي حاجه يعملها لما امي تعترض انه يقول هي مقفلتش عليكي المطبخ هي تطبخ اللي هي وود يحبوه وانتي وحسام اطبخي اللي تحبوه
وبالفعل امي عملت كده وبقت تطبخ ليا انا وهي اكل لوحدنا
مع انها مكانتش حابه دا وكانت بتعتبره تبذير وخصوصا وهي شايفه أن الاكل اللي بيفضل منه كتير ويترمي
لكن للصراحه الاكل اللي كان بيترمي هو اكل كريمه لأن
متابعة القراءة