نزيله المصحه بقلم ريناد يوسف
المحتويات
علي الغلطه اللي إرتكبتها فحقي وحقكوحق مهنتك قبل مني
ولما تعرف الحقيقه وتتأكد إنك كنت غلطان أبقي إعتبر العلقھ دي درس ليك يخليك متسمعش من طرف واحد بعد كده
أنهي جملته ونهض من مكانه وأخذ حقيبته وتحرك خطوتان ولكنه توقف حين شعر بشيئ قوى يرتطم به! ويدان تلتفان حول خصره
وحينما تأكد إنه عبدالله ضحك وصمت وهو يستمع الي همسات عبدالله له
ربنا معاك يابني ويردلك الغايب ويرجعلك حقك وينتقم من كريمه شړ إنتقام
قالها ثم إبتعد عن حسام مفسحا له المجال كي يستطيع المغادره ولكن حسام ظل واقفا لبرهة فقد تذكر أنه نسي إبلاغ رجال الحراسه بالحضور إليه!
وصاحبه عبدالله الي الخارج وظل واقفا معه يتلفت يمينا ويسارا ويهرول لينظر أعلي السلم وأسفله في كل دقيقه كي يتأكد أن لا أحد يتربص لحسام من أعدائه
الي أن وصل الرجال وحاوطوا حسام وأخذوه للأسفل محبوسا وسط قفص من بشړ
وغادر حسام أخيرا بعد أن افشي للطبيب حمزه جميع الأسرار الدفينه وسرد له أدق التفاصيل
وحتي السمراء الهادئه لن ينكر أنه إشتاق اليها قليلا أيضا
ولكن الشوق الأكبر والحنين الأعظم كان لتلك الهاربه البعيده لكنها قريبه المتمرده عليه لكنها تسكنه
العاصيه لكنه يعشق ذلك العصيان إبنته وأخته ورفيقته وربيبته وحبيبته وكل العلاقات التي تجمع بين البشر يشعر بها حسام نحوها دفعة واحدة
أنثى بمذاق القهوة ٢٦
عاد حسام أخيرا الي الفيلا وبمجرد دخوله تهللت أسارير الجميع فعلى الرغم من أن الوقت كان متأخرا والساعة شارفت على الثانية عشر ليلا إلا أن الجميع كان مستيقظ
حتي قاسم الصغير كأنه شعر بإشتياق أبيه له وقرر أن يطفئ له شوقه بغمرة بين يديه الصغيرتين
جلس حسام على الاريكه وقد بدا واضحا جليا عليه أنه منهك الجسد خائر القوي كأنه قد أتي للتو من سباقا أو نزالا عڼيفا
فتقدمت نحوه والدته وجلست بجواره وهمست له بحنو بالغ
يابني إرحم نفسك من الشغل شويه حرام عليك صحتك
ياريت التعب كله تعب شغل ياأم حسام كان زماني مرتاح البال
فتنهدت سعاد وهي تنظر لتلك التى فهمت مقصده وما الذي يرمي إليه بكلامه وتحركت علي الفور تاركة المكان حتي لا تسمع ما هو المزيد من حديث حسام والذي حتما سيدور كله عن ود
فأردفت سعاد وهي تراقبها تبتعد وحتي عيون حسام كانت تراقبها هي الآخرى
والله أنا البنت دي صعبانه عليا جدا حاسه إني ظلمتها ظلم بين لما أقتنعتها تتجوزك
مع إن إقناعها مكنش صعب بالمره لانها كانت بتكنلك المحبه من الأول لكن الشهادة لله حالها دا ميرضيش حد
تنهد حسام وأشاح بوجهه بعيدا عن أمه فآخر ما يحتاجه في هذه اللحظه هو التوبيخ
فشعرت سعاد به وغيرت مجري الحديث قولي معرفتش حاجه عنها وعن كريمه برضوا
فهز حسام رأسه نافيا
فأكملت هي بنبرة لائمه
قولتلك ياحسام نبه علي كل اللي في المستشفي يمنعوا عنها الزياره وإن محدش يدخلها لغاية ماتاخد التقرير وتنقلها لمستشفي خاصه قولتلك إحرص إن كريمه متوصلهاش لأنها لو وصلتلها مش هتسيبها هناك وأهو حصل
قولتلك يومها إن دكتورها إتصل بيا وأنا قطعت عليه أي فرصه للتواصل وقولتله إني أمها ومش مطلوب منه أي حاجه غير إنه يحافظ على حياتها وبس أيه اللي حصل وخلى كريمه تعرف توصلها
حسام
اللي حصل إن كريمه عرفت توصل لنفس الدكتور اللي كلمك وقدرت بالخداع تفهمه إن ود ضحيتي أنا وإنتي ومش بس كده دي خلته هو بنفسه اللي هرب ود من المستشفي كمان
تبسمت سعاد بسخريه ثم أردفت
طول عمرها كريمه عامله زي الساحر كل مايمد أيده جوا البرنيطه بتاعته يطلع بحاجه جديده غير متوقعه بالمره
فأضاف حسام على جملتها متهكما
ومش أي ساحر دي كبيرة السحره دي عندها القدره إنها تقلب الحقايق فثانيه وبترتيب وحبكه ميخرش الميه
سعاد
مش جديد عليها طول عمرها أستاذه في الحته دي
فأومأ لها حسام مؤيدا ثم نهض بإبنه ونظر الي الأعلي قبل أن يبدأ بالصعود تحت أنظار أمه المشفقة علي حاله
فدلف الى الغرفه وبحث بعينيه عنها فوجدها واقفة فى الشرفهعاقدة ذراعيها فوق صدرها وشعرها الحريري يتطاير بفعل نسايم الهواء
فتقدم عليها بخطوات بطيئه وماأن أصبح خلفها مباشرة حتي قرب قاسم منها فإرتمي عليها قاسم بجسده مما جعلها تبتسم إبتسامتها المعتاده وتأخذه بين أحضانها ثم غادرت الشرفه وذهبت لتجلسه وتجلس معه فوق السرير
وأخذت تحادثه وتداعبه
ثم إنضم إليهم حسام فجلس بجوارهم وقد إتكأ علي السرير وأخذ يراقبهم وهم يضحكون سويا أمام عينيه
وتمني في قرارة نفسه لو أنه عشق سمر بدلا
عن ود وتزوجها وكانت قسمته الأولي لكان أصبح الآن حتما أسعد رجل علي وجه الأرض بهذه السمراء الهادئه الحنونه ذات الوجه البشوش
فتنهد بثقل وماإن
فعل ذلك حتي نظرت إليه وهي لازالت محافظة على إبتسامتها الكاذبه وأردفت له بنبرة هادئه تبعث الطمأنينه وتبث الأمل
متشيلش نفسك هم أكتر من طاقتك ياحسام هتلاقيها دلوقتي وترجعها وكل الأمور هتتحسن وحده وحده بإذن الله
فتبسم حسام
وهو يجول بعينيه في ملامحها وأردف هامسا
سمر هو إنتي ازاي كده! إنتي ازاي قادره تكوني هاديه ومسالمه وقنوعه للدرجه دي إزاي متحمله كل حاجه مني بالرضى دا
فأجابته سمر بنفس الإبتسامه
عشان بحبك
فرد عليها بعد أن هرب بعينيه نحو الشرفه وبدأ يراقب النجوم المتلألئه التي تزين ثوب الليل القاتم
عمري ماإقتنعت بإن ممكن حد يحب حد بالطريقه اللي إنتي بتقولي إنك بتحبيني بيها دي
طول عمري بقول إن عمر الحب مايوصل الإنسان للمرحله دي من الجلد والتحمل اكيد فيه أسباب تانيه
فضحكت سمر بخفه وكأنه القي علي مسامعها دعابة طريفه وضحكتها جبرته علي النظر إليها ثم أردفت وهي تنظر في عينيه مباشرة
مش غريبه إن إنت بالذات اللي تقول الكلام دا ياحسام!
فديق حاجبيه بتساؤل وهو ينتظر منها توضيع أكثر فأوضحت له على الفور يعني فعلا إنت مش شايف إنك واصل للمرحله دي وأكتر مع ود!
طيب ياتري إنت فيه أسباب تانيه لتحملك ليها وجلدك عليها غير حبك ليها
ياتري فيه حاجه تانيه غير عشقك ليها مخلياك تغفرلها كل ذلاتها وتفضل معاها مهما أذتك أو ۏجعتك
وخصوصا إن ود حطمت معاك الرقم القياسي في الأذي والۏجع
أكيد لأ ياحسام أكيد مفيش أي سبب تاني غير الحب لأن الحب هو الشعور الوحيد اللي بيذل صاحبه الذل دا
تعرف إني طول الوقت بكون مشفقه عليك بسبب عذابك من ود
واللي بكون حاسه زيه بالظبط ناحيتك ودايما بحس إن نفس الۏجع بالظبط إتقسم مابينا إحنا الإتنين
تلاشت إبتسامة حسام وقد إقتنع تماما بكلام سمر فهي للأسف أصابت الهدف تماما ونعم هو بالفعل كذلك فلماذا يلوم عليها إذا!
أما حمزه فقد قضى ليلته يتقلب فى فراشه والقلق قد قض مضجعه
فلم يزور النوم عينيه في هذه الليله ولم يغمض له جفنوهو يفكر من أين سيبدأ غدا وماذا سيفعل إن تأكد بأنه بالفعل إرتكب تلك الحماقه وأطلق العنان لشړ مستطر يتمثل في شخص كريمه
وماذا إن إكتشف العكس وتأكد أن حسام بالفعل هو المذنب
وما كل هذه الأوراق الا زورا
والندبات الا آثارا لحوادث أخري غير تلك التي ذكرها وكلها كانت من تأليفه
كيف سيتصرف حينها
وكيف سينجوا من قبضته وإن كان هذا صحيحا فبالتأكيد هو الآن محاطا بأعين رجاله الخفيه من كل إتجاه
تدارك نفسه ونفض رأسه من التساؤلات أخيرا عند بزوغ الفجر
فنهض من فراشه يستعد ليوم جديد
اصبح حمزه على يقين بأنه سيكون حافل بالكثير من المتاعب والصدمات وربما خيبات الأمل أيضا
فغادر غرفته وتوضأ وصلي الفجر وجلس داعيا متضرعا الي الله أن يكشف له بصره وينير بصيرته ويسوق اليه الحقيقة دون عناء
وقضي بعدها الساعات الفارقه بين رحيل الليل وقدوم ضوء النهار وهو يشعر إن المده ليست أبدا مجرد ساعات بل إنها عادلت أيام طوال ثقال
وها هو يرتدي ملابسه إستعدادا للخروج وبمجرد إنتهائه غادر الغرفه وغادر الشقه علي الفور غير آبه بصوت عبدالله المنادي عليه يسأله عن وجهته
ولا هرولته خلفه كي يلحق به
فحمزه يعلم جيدا أن عبدالله إن علم إنه ذاهب لتقصي الحقائق وتحري الصدق في قصة حمزه وود لن يتواني عن ملاحقته أينما ذهب
فهو يعلم جيدا الي أي مرحلة يصل فضول زوج أخته
صعد حمزه في سيارته وبعد دقائق من التفكير قام بتشغيل المحرك وكان هذا الوقت كافيا كي يقرر نقطة إنطلاقه من أين ستكون
وقاد السياره الي شوارع جديده عليه لم يلج اليها قبلا
وصولا الي المنطقه المنشودة وحين تأكد أنه وصل الي المكان المطلوب أوقف السيارة وترجل منها
وأخذ يتلفت يمينا ويسارا باحثا عن شخص معين يرى في ملامحه الطيبه وإستعداده لمساعدة الغير وإستمر البحث
حتي وجد رجلا يعبر الشارعوتنطبق عليه هذه الصفات
فتحرك نحوه علي الفور وهو يهتف
ياعم إنت ياخال ممكن سؤال الله يكرمك
فتوقف الرجل عن السير ونظر إليه وأجابه مبتسما
أومر ياغالي
فرد عليه حمزه على الفور
مايؤمر عليك ظالم معلش كنت عايز أسال عن وحده هنا في المنطقه بتشتغل خياطه
أو يمكن بطلت دلوقتي عشان دي كانت شغلتها من وقت طويل
الست دي كانت معاها بنت صغيره إسمها سمر وكنت جاي أسأل عن عنوانهم بالظبط عشان أطلب بنتها الصغيره للجواز
فضحك الرجل قبل أن يردف لحمزه
ياااه إنت تقصد الست فاطمه! طب وهو فيه حد فالمنطقه كلها مايعرفهاش يابني! دي بركة المنطقه وأميرة الحته كلها
بس للأسف حظك وحش ياأستاذ عشان بنتها سمر إتجوزت من سنين ومش بس كده دي مخلفه كمان بس الظاهر إنك كنت بعيد عن البلد وعشان كده مسمعتش
أجابه حمزه وهو يتصنع الحزن والتفاجؤ
أيه دا بجد ياخساره مليش في الطيب نصيب
هو فعلا أنا كنت مسافر بره البلد عشان كده ماعرفتش يلا عموما الجواز قسمه ونصيب ربنا يهنيها مع جوزها
فرد عليه الرجل مؤكدا
فعلا الجواز قسمه ونصيب بس الشهاده لله مش البنيه فبيت جوزها وغايبه عننا
متابعة القراءة