امرأه العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
بالفعل
!
بدت لها في البداية
شايفة إيه !!
فاقت من تأملها لعيناه على تلك الجملة التي تفوه بها فحدجته بعدم فهم ليكمل بنفس النبرة السابقة يعيد سؤاله بتوضيح أكثر
شايفة إيه في عيوني !
ماذا يحدث لي! لماذا اتطلع إليه كالبلهاء هكذا توقف عن هذه السخافات وعودي لوعيك ياحمقاء ! لم يكن عقلها هذه المرة من يتحدث بل نفسها المتمردة وفورا ارتدت للخلف تبتعد عنه وتجيب بحزم بسيط
هشوف ايه يعني ! مش شايفة حاجة وبعدين أنا هبص لعينك ليه
فشل في حجب ابتسامته أكثر من ذلك حيث ارتفعت لثغره ومط شفتيه بجهل مجيبا بنظرة ذات معنى
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
جلنار بابتسامة ساخرة
وهو ايه ده بقى السبب !
عدنان بلمعة عين مختلفة
إنتي فاهمة قصدي كويس
أدركت ما يقصده فتجمدت قسمات وجهها لثواني قبل أن تهب واقفة وتهتف بعناد وثبات
لا مش صح
القت بجملتها وقررت إنهاء حرب الأعصاب التي تعاني منها فاندفعت نحو الباب حتى تغادر لكنه قبض على كفها يمنعها من التقدم وكأنه قرأ ما كان يدور برأسها اثناء تأملها لعيناه فقرر الرد بفعل بسيط لكنه يعني الكثير
رأته يقرب كفها من شفتيه ويغلق عيناه ليلثم باطنه برقة وعمق تماما كقبلته بالأمس كأنه يرسل لها إشارة من خلالها أنه يتذكر ليلة أمس جيدا وخصوصا اعترافه الذي يؤكده الآن لها بالفعل
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هبطت بنظرها إلى كفها تحديدا لباطنه موضع قبلته فترتفع الابتسامة لشفتيها الجميلة وتغلق على كفها وبشكل لا إرادي ترفعه لشفتيها غير مصدقة ما يحدث
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها
مامي !!
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة
نعم ياحبيبتي
هنا بفضول طفولي واستغراب
بتضحكي ليه !
أنا
بضحك !!!! هضحك ليه أكيد مش بضحك
يعني ياهنون ادخلي اقعدي مع بابي جوا
ثم انحنت على صغيرتها ولثمت وجنتها بحنو قبل أن تستقيم من جديد وتسير مبتعدة عنها بينما الصغيرة فبقت تتابع أمها بنظرات متعجبة حتى زمت شفتيها بيأس ودخلت لأبيها !
كانت نظرات فاطمة ثابتة على ابن شقيقتها الذي يجلس على المقعد المقابل لها ويعبث بالصحن دون أن يأكل وعلى شفتيه ابتسامة عبثية بسيطة وبتلقائية ارتفعت الابتسامة لثغرها هي الأخرى تضحك بعدم فهم وحيرة على حالته الغريبة
بينما هو فعقله كان مشغول بتلك التي احتلته بشكل عجيب وبسرعة لم يكن يتخيلها قضى الليل بأكمله الأمس يفكر في تلك الخطوة التي يرغب بها وبعد تفكير مليا وطويلا حسم قراره أخيرا سيفعلها لتكون فرصة وبداية جديدة لهم هم الأثنين
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إيه ياولا مالك من أول ما قعدت على السفرة وانت منشكح كدا قولي حتي وفرحني معاك !
رفع حاتم نظره لخالته وتنفس الصعداء بعمق قبل أن يغمز لها بمشاكسة ويميل بوجهه تجاهها هامسا
هحققلك مناكي يافطوم
استغرقت دقيقة كاملة حتى فهمت ما يرمي إليه فصاحت به بفرحة غامرة
هتتجوز ياحاتم !!!
بتلك اللحظة تحديدا كانت نادين تهبط الدرج متجهة إليهم وعند سماعها لصيحة فاطمة بتلك الجملة تسمرت مكانها مدهوشة وبقت تستمع لبقية حديثهم !
اماء حاتم برأسه في إيجاب لخالته التي تابعت بحماس شديد
هااا قولي بقى مين
ست الحسن دي !
أشار بعيناه إلى الطابق العلوى من المنزل غامزا بلؤم ففغرت فمها پصدمة وهتفت بضحكة عالية وسعيدة
وايه اللي حصل فجأة كدا ياحنين وخلاك تغير رأيك مش كان مستحيل ولا يمكن ومينفعش
بادلها الضحك وهدر بمداعبة
القلب وما يريد بقى يافطوم نعمل إيه !
قهقهت بقوة وعيناها تلمع بسعادة نقية وبهجة جميلة بينما نادين فاشتعلت غيظا وتأججت نيران الغيرة بقلبها هل كان يتودد إليها بالنظرات والكلمات ويخبرها بغيرته المباشرة عليها وهو كان ينوي الزواج بأخرى يا لها من حمقاء صدقت مشاعره وأنه حقا يبادلها الحب ! والآن ېغدر بها بأبشع الطرق على الإطلاق
رفعت أنفها لأعلى بشموخ وهبطت الدرج بقوة وثبات يليق بها حتى لو كان مصطنعا لكنها لن تسمح بالظهور أمامه ضعيفة بعد الآن توقفا الاثنين عن الكلام فور رؤيتهم لها تنزل الدرج وتقترب منهم بمعالم وجه ليست طبيعية أبدا جلست فوق المقعد المجاور لفاطمة وغمغمت بخفوت دون أن تعيره ادني اهتمام
صباح الخير ياخالة
فاطمة ببشاشة وجه وهي
تتبادل النظرات الخبيثة مع حاتم
صباح النور ياحبيبتي
باشرت في تناول طعامها حتى سمعت صوت حاتم العابث
مفيش صباح الخير ياحاتم كمان ولا إيه !
أجابت ببرود دون أن تنظر له
معلش ما اخدت بالي منك
سكت للحظات يحدق بها وبملامحها في تدقيق واستغراب حتى أكمل عبثه بلهجة أكثر مرحا كنوع من تلطيف الجو
ياااه هو أنا شفاف للدرجادي !!
تجاهلته كأنها لم تسمعه من الأساس وتابعت أكلها ببرود مثير للأعصاب بينما هو فتلاشت ابتسامته تدريجيا من فوق شفتيه وهتف
نادين !
للمرة الثانية تتجاهله عمدا وهو لا يدري السبب وهذا ما أثار جنونه حيث عاد يردف بصوت رجولي غليظ
نادين أنا بكلمك !!!
احست فاطمة بأن شجار عڼيف سينشب بينهم إن لم تسرع وتتدراك الموقف قبل أن تندلع الحړب حيث هتفت بضحكة بسيطة محاولة بث البهجة من جديد حولهم
كملوا اكلكم ياولاد مش وقت الكلام دلوقتي ما إنتوا طول الوقت مع بعض في الشغل
والبيت
كانت نظرات حاتم ملتهبة لنادين التي تستمر في تجاهله والتصرف ببرود متعمد وكأنها لا تراه فألقى بالشوكة في الصحن پعنف واستقام واقفا يجيب على خالته بصوت محتقن وعينان ثابتة على الأخرى
شبعت !
فور سماعها لخطواته التي تبتعد باتجاه باب المنزل نظرت له بطرف عيناها هامسة بصوت منخفض وغيرة أنثوية حاړقة
قال شو القلب وما يريد ! لك أنا راح اخنقك بإيديا ياكذاب يامخداع
في تمام الساعة السابعة مساءا
خرجت زينة من المطبخ تحمل فوق يديها كؤوس العصير وعلى ثغرها ابتسامة واسعة حتى وصلت لهم بالصالون فانحنت عليهم جميعهم واحدا تلو الآخر تمد يديها حتى يلتقطون كأس من العصير ووقفت أخيرا أمام هشام الذي حدجها بغرام لم تلاحظه للأسف ورفع يده يلتقط كأس العصير الخاص به لتعود زينة لمقعدها تجلس فوقه ويبدأون في تبادل الأحاديث الممتعة فيما بينهم وتارة يبادلهم هو وتارة يكتفى بتأمله لمعشوقة قلبه
استفاق على صوت ميرفت التي هتفت بعذوبة وحب أشبه بالأمومي
عقبال ما نفرح بيك كدا ياهشام ياحبيبي
ابتسم لها بمرارة وألقى نظرة سريعة على زينة التي تتابعهم
بابتسامتها العريضة ثم تنهد بثقل مغمغما
والله أنا حاولت يامرات خالي بس واضح إني مليش حظ في موضوع الجواز ده
ميرفت بمداعبة وضحكة دافئة
ياسلام إنت شاور بس وأنا وأمك نجوزك ست البنات هي مين
دي اللي متقبلش بيك
هدرت زينة بمشاكسة غامزة له بلؤم
ميغركمش شكله ده مش ساهل ممكن يكون متجوز من ورانا في المانيا والله
رغم جملتها السخيفة إلا أنه ضحك وبادلها مشاكستها يجيب بسخرية
طيب أنا راضي ذمتك ده منظر واحد متجوز !!
إجابته ضاحكة
الحقيقة لا
قطع حديثهم صوت رنين الباب فهمت ميرفت بالنهوض لكن سبقتها زينة التي استقامت وقالت بعينان مشرقة
خليكي ياماما ده أكيد رائد هروح أنا افتحله
طيب ياحبيبتي روحي
أسرعت زينة تجاه الباب وسط نظرات هشام التي بدأت تظلم تدريجيا ورفع يده يمسح على وجهه پعنف يجاهد في تمالك أعصابه من قبل أن يراه حتى لاحظت شقيقته الجالسة بجواره تبدل ملامح وجهه فعضت على شفاها بتوتر حتى سمعته ينحنى على أذنها ويهمس بغيظ مكتوم
إنتوا كنتوا عارفين إن خطيبها جاي !!
نفت الاء مسرعة بصدق
أكيد لا يعني وأنا لو كنت اعرف كنت أول واحدة هقولك
بعد ثلاث دقائق تقريبا رآه يقترب منهم وهو يبتسم بلطف وتسير خلفه زينة ثم بدأ يلقى التحية على الجميع وعندما وصل إليه وبسط كفه أمامه فنقل هشام نظراته المريبة بين وجهه وكفه
ثم رفع يده وصافحه بقوة
احس رائد بأنه يعتصر كفه من فرط ضغطه عليه فسحب كفه بهدوء وقد اشتدت نظراته تجاه هشام كذلك وبعد أن كانت طبيعية أصبحت مشحونة بطاقات سلبية
اقترب وجلس بجوار زينة ثم عادوا جميعهم لتبادل أطراف الحديث بمرح معادا هشام الذي مهما حاول ابعاد عينيه عنهم لا يتمكن رؤيتها تجلس بجواره هكذا وتضحك معه ثم يهمس هو بأذنها بشيء فتضحك بخفة وتجيب عليه بعفويتها الساحرة تؤلم قلبه بشدة بل وتمزقه أربا ويزيد ألمه غيرته المشټعلة بصدره التي تأكله بالبطء
بين كل آن وآن يمسح على ذقنه مصدرا تأففا ساخنا ينفث عن نيران صدره ويجاهد بالبقاء ثابتا لاحظ رائد نظرات هشام الڼارية لهم وبفطرتهم كرجال استطاع فهمه من نظراته المتأججة بالغيرة فاحتدمت عينيه ومد يده عن عمد ليمسك بكف زينة في تملك رامقا هشام بحدة وشيء من التحذير
رغم الأجواء المتوترة التي تسيطر على الوضع إلا أنه ابتسم باستهزاء بعد نظرة رائد وبالضبط بعد دقيقة كان يستقيم واقفا عندما انهمزم أمام قلبه
وفشل في تحمل رؤيته يمسك بيدها هكذا أمامه ليقول بخشونة
طيب عن أذنكم عشان ورايا مشوار ومش عايز أتأخر عليه
هدرت ميرفت مسرعة برفض
لا مشوار إيه اقعد ياهشام احنا لحقنا نقعد معاك
انحرفت عيناه على رائد يرمقه شزرا قبل أن يجيب بطبيعية متصنعة
معلش يامرات خالي مرة تاني
ثم تابع يوجه حديثه لأمه
شوية كدا وهعدي أخدكم
هزت رأسها بالإيجاب في نظرات مشفقة على ابنها المسكين وعندما استدار وغادر همت ميرفت بأن تلحق به فأوقفتها أمه هامسة بابتسامة منطفئة
سبيه متطغيش عليه خلاص ياميرفت
لم تفهم ميرفت ما تقصده أمه لكنها هدأت وبقت بمقعدها كما طلبت منها بينما زينة فهمت بالوقوف لتلحق به قبل أن يغادر تماما لكن يد رائد منعتها هامسا لها بحزم
رايحة فين !
سحبت يدها ببطء من يده وغمغمت بجدية تامة لا تقبل النقاش
لحظة يا رائد وراجعة
ثم أسرعت مهرولة نحو الباب وفتحته لتخرج إلى درج البناية وتراه قد وصل للطابق الذي اسفلهم فصاحت عليه حتى توقفه
هشام استنى
توقف ورفع رأسه لأعلى يتطلع لها
وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب
في إيه مالك مشوار إيه اللي ظهر فجأة ده !!
هشام بجمود مشاعر
مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم
مالك ياهشام !!!
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة
مليش قولتلك اطلعي لخطيبك يلا
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق !
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي
مامي أنا هروح اشرب مايه
جلنار بابتسامة دافئة
ماشي ياحبيبتي
متابعة القراءة