امرأه العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
الغرفة وقالت بإشراقة وجه بريئة ولطيفة مثلها
مامي تيتا برا وبابي
قالي اقولك تيجي
رفعت حاجبها منذهلة وردت
تيتا برا !! طيب ياحبيبتي روحي وقولي لبابا جاية
ابتسمت جلنار بانتصار وثقة فور رحيل ابنتها هاتفة في وعيد
ولسا يا أسمهان هانم هتشوفي مني كتير الأيام الجاية
خرجت بعد دقائق ورأتهم يجلسون في الحديقة فذهبت لهم وتقدمت نحوهم بخطوات واثقة ونظرات كلها شموخ حتى وصلت وجلست على مقعد مقابل لعدنان وكانت أسمهان تجلس على الأريكة في المنتصف بينهم
لحظة من الصمت مرت حتى سمعت أسمهان تهتف باقتضاب لكنها تجاهد في إظهار الصدق المزيف في اعتذارها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لا يهمها اعتذراها
بقدر ما يهمها أن تراها تطلب العفو منها هكذا وأمام ابنها بعد كل ما فعلته معها منذ بداية زواجها الاعتذار ماهو إلا بداية فقط وإرضاء لكرامتها
حصل خير يا أسمهان هانم
عدنان كان واثق فيا
رأت جلنار نظرة ڼارية في عين أسمهان مما زادت من سعادتها الداخلية بينما عدنان فكان يتابعهم بصمت وجملة جلنار الأخيرة ادهشته قليلا
ارتفع صوت هنا وهي تصيح على أبيها تطلب منه أن يأتي إليها فاستقام واقفا واتجه نحو ابنته وانتهت الجلسة عليهم هم فقط قبل أن تهتف أسمهان ببنت شفة قالت جلنار في ټهديد وشراسة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان بيتمناه وبيستناه من سنين ده غير محاولاتك للتخلص مني أنا اعتبري ده أول تحذير مني ليكي
الفصل الثلاثون
ذلك الټهديد السخيف ! لم يحرك شعرة واحدة منها وبقت صامدة تحدق بجلنار في ابتسامة متهكمة وبعد ثوان من السكون المريب بينهم خرج صوتها المستنكر
ومين قالك أنهم هيصدقوا كلامك أساسا
عادت جلنار إلى مقعدها تجلس بارتياحية وتقول بثقة
رأت الضحكة تنطلق فوق شفتيه ترمقها باستهزاء وخبث ثم اختفت ابتسامتها وسكنت في مقعدها تكتفى بتبادل النظرات الڼارية معها !
يجلس هو وخالته حول طاولة الغذاء وعيناه تتفقد المقعد الفارغ من الطاولة فنظر إلى الخالة وسأل باستغراب
نادين ليه منزلتش
غمغمت فاطمة بنبرة عادية تماما
قبل ما ترجع إنت من برا خرجت قالت رايحة تعمل مشوار سريع وراجعة
استنكر الإجابة التي على حصل عليها وارتفع حاجبه اليسار بنظرات مدهوشة ثم هدر في حزم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فاطمة ببرود أعصاب غريب
معرفش بس أكيد عارفة المكان اللي هتروحوا طالما خرجت وحدها متقلقش هي زمانها على وصول دلوقتي
ضغط على الشوكة التي بيده في ڠضب دفين ثم ألقاها بقوة داخل الصحن محدثة صوتا مزعجا واستقام واقفا يخرج هاتفه ويبتعد بضع خطوات عن خالته ليجري اتصال بها
بعد انتظار للحظات طويلة والكثير من الرنين أجابت أخيرا بصوت مبهج
الو نعم يا حاتم
إنتي فين
كانت نبرته بمثابة الڼار التي أحرقت بهجتها لكنها تحفظت بلطافتها وهي تجيب عليه
مع رفيقي
ردها كالبنزين فوق الڼار حيث لاحت الابتسامة الساخرة على شفتيه يرد بلهجة لا تبشر بالخير
نعم ياختي مع مين !!!
نادين ببساطة وهي تضحك بطريقة أثارت جنونه أكثر
مع رفيقي ياحاتم عم اقلك هو اجى زيارة على مصر وحب يشوفني فأجيت لاشوفه
سمعت صوته الغليظ يهدر في ڠضب
ومقولتليش ليه إنك هتطلعي ورايحة تشوفي البيه رفيقك ده
نادين بابتسامة ماكرة تتصنعها بمهارة
الو حاتم صوتك ما عم يوصلي
بدأ يفقد تمالك أعصابه فهتف بنبرة شبه مرتفعة مستغلا جملتها بأنها لا تسمعه
إنتي فين يانادين !
فهمت أنه ينوي المجيء إليها حتى يأخذها بنفسه فردت ببرود حتى تزيد من إشعال النيران أكثر
ما في داعي تيجي هو راح يوصلني بسيارته على البيت
سمعت صوته
غريب ومخيف قليلا كأنه شخص مختلف
يوصلك بسيارته !!! طيب معلش هقطع اللحظة على رفيقك واجي انا اوصلك للبيت ممكن !
استشعرت النيران الملتهبة التي تخرج من صوته إليها في الهاتف وكادت أن تضحك قبل أن تتمالك نفسها ووتتهرب من الرد عليه بذكاء كالمرة السابقة
حاتم الو ما عم اسمعك الشبكة هون كتير سيئة حاتم حاتم أنا راح اقفل هلأ وبرجع بتصل بيك بعدين تمام
وفور خروج آخر كلمة من فمها أنهت الاتصال لټضرب بأذنه صافرة الإغلاق فينزل الهاتف ببطء ويتطلع في شاشته بأعين ملتهبة مخرجا من بين شفتيه زفيرا ناريا كمحاولة بائسة للتحكم في انفعالاته لكن خرجت همسة مشټعلة منه وساخرة يعيد كلمتها
رفيقي ! امممم وماله
ثم الټفت إلى خالته التي ترمقه مبتسمة كأنها تنتظر منه أن يخبرها بمحادثته معها وماذا قالت له فيبادلها هو الابتسامة لكن بأخرى مغتاظة
صوتها المرتفع وشجارها مع أبيها كان يسمعه كل من يمر أمام غرفة المكتب رغم رفضها لذلك الزواج إلا أنه حدد الموعد غير مباليا لرغباتها سواء رفضها أو موافقتها أجبرها ووضعها أمام الأمر الواقع حتى لا تجد مفر سوى القبول والخضوع لقراراته القاسېة
خرجت من مكتبه وهرولت راكضة باتجاه الدرج ووجهها تملأه الدموع كله مازال عقلها لا يستوعب أن خلال أيام ستكون زوجة ذلك الرجل المجهول هي حتى لم تراه من
قبل كيف ستكون زوجته !
بينما تركض على الدرج والرؤية أمامها تهتز بسبب الدموع الممتلئة في عينيها اصطدمت برجل كانت وجهته معاكسة إليها هو يصعد الدرج وهي تنزل فارتدت للخلف وكادت أن تسقط لولا أنه أمسك برسغها وجذبها حتى تستعيد توازنها
كانت عيناه بندقية واسعة ولديه نظرة ثاقبة حاجب كثيف ومقتضب وشعر أسود غزير مع بشړة حنطية مائلة البياض بينما جسده فكان صلب وضخم
مقارنة بهيئتها الناعمة ملامحه القاسېة والصلبة ذكرتها بطائرها المفضل الذي يمتلك نفس العينان البندقية الواسعة والحاجب المقتضب حتى نفس النظرات الثاقبة التي تشعرك بأنها تخترقك طائر العقاپ
اضربت وابتعدت عنه تهتف باعتذار وصوت مبحوح
أنا آسفة
تطلع عدنان في وجهها الغارق بالدموع وعيناها الحمراء من فرط البكاء وشعرها المنسدل فوق كتفيها بعبث أصبحت وجنتيها البيضاء حمراء من بكائها وڠضبها هيئتها الناعمة والرقيقة كانت جميلة مع ملامح وجهها البريء وهي تبكي كالأطفال اللطيفة غضن حاجبيه واردف بتعجب
إنتي كويسة !
رفعت أناملها الرقيقة والمرتعشة تجفف دموعها وتوميء بالإيجاب متمتمة
أيوة بعتذر مرة تاني كنت نازلة مستعجلة
ومخدتش بالي
أنهت جملتها واندفعت تكمل طريقها على الدرج للأسفل مسرعة فالټفت برأسه للخلف في استغراب ثم اعتدل وهم بأن يكمل هو أيضا طريقه لكنه لمح عقدا على الأرض انحنى والتقطه بأنامله يقلبه بين يديه بتدقيق ثم عاد فورا ينظر إلى الأسفل لكنها اختفت تماما فأغلق كفه على ذلك العقد وأكمل طريقه وصل أمام مكتب نشأت فاقترب من طاولة المساعدة الخاصة به وألقى بالعقد على سطح الطاولة يهتف في عدم اهتمام وبنبرة غليظة
في آنسة كانت نازلة السلم وبتعيط لو رجعت تاني اديها السلسلة بتاعتها دي
دققت المساعدة النظر في العقد وحين أدركت جملته وأن صاحبة العقد كانت تبكي فهتفت وهي تهم بالتقاط العقد
ده أكيد لجلنار هانم بنت نشأت بيه
رأت الجمود على معالمه بعد سماعه لجملتها وقبل أن تمد يدها لتأخذ العقد وجدته يضرب بقبضة يده فوق العقد ويغلق عليه بين كفه ليأخذه مرة أخرى ثم يتجه نحو مكتب نشأت ويدخل بعد أن وضع العقد في جيب سترته
عودة للوقت الحاضر
استيقظ من تلك الذكرى وهو يمسك بيده ذلك العقد يتطلع إليه في شرود مرت السنين منذ زواجهم ولم يعطيها عقدها لا يعرف لماذا يحتفظ به حتى الآن معه لكن ربما قد حان الوقت المناسب حتى يعود ذلك العقد إلى مكانه حول تلك الرقبة البيضاء والرائعة !
فتح عيناه على أثر الرنين المرتفع لهاتفه مد يده وضغط على زر كتم الاتصال وعاد يلقي برأسه مرة أخرى فوق الوسادة مغمضا عيناه بنعاس ولكن الرنين عاد يصدح من جديد فأصدر تأففا عاليا بنفاذ صبر ليمد يده ويجذب الهاتف يجيب على المتصل بحدة دون أن يعرف هويته
الو
توترت قليلا من نبرته لكنها ردت برقة
أيوة يارائد مش بترد عليا من امبارح ليه قلقت عليك !
معلش ياحبيبتي اتأخرت في الشغل ومكنتش فاضي ونمت متأخر حتى مروحتش النهارده
زينة باهتمام ملحوظ في نبرتها
طيب إنت كويس يعني
هز رأسه بالإيجاب وهدر
ايوة كويس متقلقيش إنتي عاملة إيه
كويسة الحمدلله
أبعد الغطاء عنه ونزل من فوق الفراش يسير إلى خارج الغرفة ويجيب بتساءل
إنتي في البيت مش كدا
زينة بعفوية
أه كنت ناوية نخرج أنا وسمر بس هي تعبت ومش هتقدر تطلع
غمغم مبتسما بمداعبة
طيب أنا هخلص اللي ورايا وبعد كدا هاجيلك ونخرج مع بعض
تهللت اساريرها لتجيبه بتشويق وفرحة
بجد !
أيوة بجد طبعا
عضت على شفاها بحماس وخجل بسيط تتمتم برقة معهودة منها
وأنا منتظراك متتأخرش !
مقدرش أتأخر عليكي ياحبيبتي
انهى معها الاتصال فشعر بكف ناعم فوق كتفه من الخلف الټفت برأسه ورمقها مبتسما بدون مشاعر ثم انزل كفها بلطف وعاد
لداخل الغرفة فلحقت به وسألته بتعجب
انت هتمشى !
رائد بإيجاز وهو يرتدى ملابسه
أيوة ورايا شغل
اكتفت بالمتابعة في صمت وبداخلها تشتعل من الغيرة فقد سمعت مكالمته مع تلك الفتاة التي فضلها عنها وقرر الزواج بها بدلا منها هي ومنادته لها ب حبيبتي زادت من سوء الوضع لديها
أبعد كلتا يديه عنها وادخل كف في جيبه يخرج العقد ثم يرفعه ليمسك طرف بيد واليد الأخرى لفها حول حتى يلتقط الطرف الآخر ويعود بالطرفين للخلف يعقدهم حول
التقطت عيناها ذلك العقد المفقود منذ سنوات من أين عثر عليه ! فقد بحثت عنه كثيرا حتى فقدت الأمل ولم تجده تطلعت لانعكاسه في المرآة بدهشة فقرأ هو من نظراتها ما يدور بذهنها وظهرت ابتسامته الواسعة فوق شفتيه
حتى وجدته ينحنى عليها من الخلف يهمس بالقرب من أذنها في عاطفة
أول مرة اتقابلنا فيها لما كنتي في الشركة عند نشأت ونازلة السلم وبتعيطي وخبطتي فيا بعد ما مشيتي لقيته على الأرض اخدته
ولما وصلت عند مكتب نشأت اديته للسكرتيرة على أساس إنك لو رجعتي تاني تدهولك بس لما قالتلي إنه اكيد بتاعك إنتي اخدته تاني
مرت دقيقة من الصمت بينهم كانت هي تستعيد تلك الذكرى في عقلها وبتلقائية ترفع أناملها للعقد تتحسسه برقة ثم التفتت بجسدها كاملا له وهمست بحيرة
ومدتهونيش ليه بعدين !
مش عارف بس من وقتها وأنا محافظ عليه معايا وأعتقد إن جه وقته دلوقتي أنه يرجع لمكانه
رأى الابتسامة الجميلة تزين شفتيها ثم اخفضت نظرها تمسك بالعقد بين كفها الناعم وتتطلع إليه بفرحة متمتمة
زعلت جدا لما وقع مني العقد ده غالي عندي أوي وبحبه جدا
عدنان بنظرات غرامية ومحبة
حتى أنا غالي عندي
ابتسمت باستحياء جميل ثم قالت مسرعة وهي تهم بالانصراف
أنا هروح اشوف هنا بتعمل إيه
قبض على رسغها
متابعة القراءة