امرأه العقاپ بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز

فهتفت بترقب 
آدم زعلك في حاجة !! 
رمقتها زينة بيأس وتمتمت لأول مرة بصوت مبحوح دون خجل أو ارتباك كعادتها 
خالتو بليز متكلمنيش عن آدم أنا وإنتي عارفين إنه مبيحبنيش ومش هيحبني 
تنهدت أسمهان وقد ظهرت القوة على ملامحها فقالت بنظرة جانبية لئيمة 
ومين قالك إنه مبيحبكيش !
وقع أثر جملتها على أذنها وقع الرعد حيث حدقت بخالتها في صدمة امتزجت بالفرحة الداخلية والأمل الذي سرعان ما عاد يلمع في عيناها وهي تهتف بتلهف
وعدم تصديق 
هو قالك إنه
بيحبني ! 
ضحكت أسمهان وقالت بهدوء في نظرة تنضج بالخبث 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مقالش وحتى لو مبيحبكيش بس أنا عارفة ابني كويس وعارفة هو بيعزك إزاي يعني لو استغليتي النقطة دي لصالحك هتكسبي قلبه بسهولة وآدم مش زي عدنان خالص آدم بأبسط الأشياء والأفعال تقدري تكسبيه وتخليه يحبك 
انطفأ اللمعان في عيناها من جديد واجفلت نظرها أرضا بحزن متمتمة 
أنا مش في باله أساسا ياخالتو وخلاص مبقيش عندي طاقة أحاول تاني حاسة إني بهين نفسي ومش بعيد يكون بيحب واحدة تاني عشان كدا مش ملتفت ليا خالص 
أسمهان بحزم ونبرة جادة 
وفكرك إني هقبل إنه يتجوز واحدة غيرك
زينة بابتسامة منطفئة 
أنا اللي مش هقبل لو مكنش بيحبني 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أسمهان بثقة وعينان كلها خبث 
هيحبك متقلقيش 
لم تنظر لخالتها فقط استمرت في التحديق بالفراغ أمامها في بؤس وتحاول منع الأمل من التمكن منها من جديد حتى لا تعطى لنفسها آمال واهنة مبنية على حججة وهمية ! 
رنين الهاتف لا يتوقف منذ لحظات وهو منشغل بآخر التجهيزات لافتتاح معرضه الذي سيكون بعد يومين لكن الرنين الصاخب يشتت ذهنه وبدأ يزعجه فترك ما بيدها واتجه نحوه والتقطه وكان على وشك أن يجيب على المتصل
بعصبية وانفعال لكنه هدأ فور رؤيته لاسم أخيه يصدح على الشاشة أجاب مسرعا وتمتم 
إيه الأخبار يا Boss 
عدنان بصوته الخشن 
أنا وصلت مصر وجاي في الطريق إنت فين 
آدم باندهاش بسيط 
وصلت مصر ! طيب اتصل بيا حتى وقولي على العموم أنا في المعرض 
جبت سيرة لماما ولا فريدة على حاجة 
هتف آدم ضاحكا بخفة 
عيب عليك أصلا ماما كل يوم بتسألني عليك وأنا بسببك هتحدف في ڼار جهنم من الكدب اللي بكدبه عليها 
ثم استكمل وهو يسأله بجدية واهتمام هذه المرة 
المهم طمني جلنار وهنا كويسين 
كان يقف مستندا بظهره على السيارة فالټفت برأسه للخلف حيث كانت جلنار تجلس في المقعد المجاور لمقعده الخاص بالقيادة بينما صغيرته فقد غفت بالمقعد الخلفي ونامت عاد يشيح بنظره عنهم وأجاب على آدم 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كويسين استناني في البيت عشان عايز نتكلم شوية 
آدم باقتصاب بسيط ممزوج بمرح 
لازم دلوقتي ! 
انتصب عدنان في وقفته والټفت حول السيارة ليفتح باب مقعده ويجيب على أخيه بصرامة 
دلوقتي يا آدم سلام 
اغلق الاتصال واستقل بالسيارة بجوارها وسط نظراتها الدقيقة له وهي تقول بخفوت 
آدم ده 
رد عليها دون أن ينظر لها في صوت أجش 
امممم هنروح عند ماما الأول عشان تشوف هنا وبعدين هوديكي البيت 
اشتعلت نيران
الغيظ في عيناها فهتفت في صوت حاولت خفضه 
مش هروح البيت ده أنا مامتك عايزة تشوف هنا يبقى تاجي في بيتي 
هتروحي ياجلنار أنا مش بخيرك بعدين هما كلهم كام ساعة وهتمشي 
جلنار بعصبية وتصميم 
ولا دقيقة حتى مش كفاية هستحمل مامتك كمان هستحمل فريدة وحركاتها المستفزة
عدنان ببرود تام 
خلاص يبقى اوصلك البيت واخد بنتي واروح بيها تشوف جدتها
ضحكت ساخرة وقالت بشراسة 
بنتي مش هتبعد عني لحظة واحدة أنا إيه اللي يضملي إنك تاخدها ومترجعهاش ليا تاني أو مراتك الحرباية دي تعمل حاجة في بنتي 
استقرت في عيناه نظرة متقدة حدقها بها لكنها لم تكترث وهتفت باستهزاء 
إيه لتكون اضايقت عشان غلطت في سفيرة الأفاعي بتاعت سيادتك !
أوقف السيارة جانبا وانحنى بوجهه عليها يهمس في نبرة مريبة وڠضب مكتوم 
أنا مش عايز اتعصب واعلي صوتي عشان البنت نايمة خلي يومك يعدي علي خير ويا تيجي معايا من غير كلام كتير يا تروحي على البيت وتستنينا هناك
صرت على أسنانها بغيظ تحاول تمالك أعصابها وهي تطيل النظر في وجهه وبالأخص عيناه القاسېة فبادلته نظرته القاسېة بأخرى خالية من المشاعر فقط البغض الذي يظهر بينما هو فهدأت نفسه الثائرة قليلا وقال وهو يعود وينتصب
في جلسته ليبدأ في تشغيل محرك السيارة من جديد 
أفهم من سكوتك ده إنك هتيجي خلاص
لم تجيبه فقط ظلت ټضرب بمشط قدمها على أرضية السيارة في شكل متتالي بغيظ واحتدام جعل وجنتيها البيضاء إلى حمراء واستمر اهتزاز قدمها هكذا للحظات طويلة وهو يتابعها بعيناه حتى وجدته يضع كفه على فخذها يمنعها من الحركة أكثر ويقول بحدة 
اثبتي عصبتيني !! 
دفعت يده عن جسدها ورمقته بنظرة شرسة لم تغضبه بقدر ما أعجبته وجعلته يبتسم بتلذذ وكانت صيحتها المنذرة فور نظرتها تماما 
قولتلك مليون مرة متلمسنيش 
رمقها بنظرة جانبية في ابتسامة كانت شبه باردة لكنها في الحقيقة تضمر خلفها سخط مكتوم ووعيدا لها حين ينفرد بها بمنزلهم ستكون قد حانت لحظة عقابه الحقيقي لها ! 
في مساء اليوم وفقا لفرق التوقيت بين مصر وكاليفورنيا 
كان بإحدى الحانات المشهورة يجلس على المقعد المرتفع أمام البار وبيده كأس قصير بيضاوي يمده إلى الشاب الذي يقف على البار فيملأ جزء صغير منه ليعود هو بالكأس إلى فمه
ويبتلع النبيذ كله دفعة واحدة 
لا يأتي إلى هنا إلا نادرا واليوم شعر بأنه في حاجة ليتغيب عن الواقع لساعات ويتناسى همومه وصلته الأخبار برحيلها صباح اليوم معه لم تخبره حتى ومنذ آخر مقابلة بينهم أو بالأحرى منذ عودة ذلك الشيطان لم تسأل عنه وتجاهلت وجوده تماما هل كل ما فعله من أجلها ذهب هباءا هكذا بلحظة واحدة ! لكنه هو المخطئ كان عليه أن يتفهم من البداية حنينها وعشقها الدفين للرجل الذي كان سببا في ټدمير زهرته المتفتحة هو من أوهم نفسه ومنح ذاته آمال حمقاء مثله وصدقها والآن يتسكع ويتخبط في أحزانه الساذجة كما وصفها !! 
بدأ يفقد توازنه شيئا فشيء وكذلك وعيه من فرط كمية النبيذ التي تناولها وكان على وشك أن يمد الكأس مرة أخرى حتى يملأه له لولا اليد الرقيقة التي قبضت على رسغه أولا ثم انتزعت الكأس من قبضته وهتفت في عتاب باللغة
الإنجليزية 
حاتم لقد بحثت عنك بكل مكان ماذا تفعل هنا ! 
رفع نظره لها وابتسم ببلاهة ثم أمسك بالكأس مرة أخرى ورفعه أمامها يريها ما الذي يفعله وهم بأن يقربه من فمه لكنها انتشلته من يده بحدة وقالت 
يكفي يبدو إنك شربت كثيرا هيا سأصطحبك للمنزل 
أجابها بصوت ثملا بعدم اكتراث وهو برفض النهوض 
سأبقى لبعض الوقت اذهب إنت
اخرجت من حقيبتها نقودا ودفعتهم لصاحب الحانة ثم أمسكت بذراع حاتم تساعده على النهوض وهي تهتف پغضب 
هيا سنذهب لن
اتركك أكثر من ذلك ستؤذي نفسك 
نهض من على المقعد وسط جذبها له وبمجرد وقوفه اختل توازنه وكان على وشك السقوط لولا أنها لحقته ليستند عليها وسارا معا للخارج 
همهم في نبرة مهمومة 
ذهبت وتركتني ! 
لم تجيب عليه فقط ظلت تحاول مساعدته على السير حتى لا يسقط وتتجه به نحو سيارتها حتى اصبحا على بضع خطوات صغيرة منها فسمعته يهتف للمرة الثانية بعدم وعي وهو يبتسم بابتسامة لعوب 
إنت جميلة جدا اليوم ما رأيك في أن نقضى بعض الوقت اللطيف معا ! 
رفعت رأسها لها وحدقته بدهشة ثم قالت بابتسامة جانبية في حدة متحدثة بلغتها الأم اللبنانية 
ما راح حاسبك هلأ مشان شكلك مو بوعيك أبدا بالصبح بس تفيق بيكون النا كلام تاني 
قهقه بخفة ثم وصلا إلى السيارة ففتحت هي باب المقعد الخلفى وساعدته على الدخول والجلوس وقبل أن تغلق الباب وتتجه إلى مقعد القيادة
الخاصة بها هتف هو يستكمل كلماته الغير واعية وهو يغمز 
لن اتركك اليوم فليكن بعلمك ! 
أجابته بغيظ محاولة كتم ابتسامتها من كلامه الغريب 
اصمت ولا تجعلني اندم على قدومي إليك ياوقح
ثم أغلقت الباب واتجهت إلى مقعدها وحركت محرك السيارة منطلقة بها نحو منزله الخاص بينما هو فأرجع رأسه للخلف واغمض عيناه بعدما بدأ النوم يصعد لعيناه ولا يستطيع مقاومته 
خرج نادر من مكتبه وقاد خطواته نحو مكتب عدنان وقف أمام المكتب والټفت برأسه يمينا ويسارا يتأكد من عدم ملاحظة أحد له فمد يده وهم بأن يمسك بالمقبض لولا الصوت الأنوثي الذي استوقفه فالتفتت بجسده للخلف ناحيتها لتهتف الفتاة في تعجب 
نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه ! 
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة 
نعم ! 
الفتاة في رسمية وجدية 
مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود 
نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته 
وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي الأوامر

دي
تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا 
ثم الټفت بجسده مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم 
أخيرا لقيتك خلينا نتفرج ونستمتع بمشاهدة الامبراطور الأكبر لأل الشافعي وهو بيخسر تعب ومجهود سنين 
أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح ! 
توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف باسما 
يلا ياهنايا عشان نشوف نينا 
اعتدلت جالسة وتلفتت بعيناها الناعسة حولها حتى أدركت المكان فابتسمت بعفوية وأخذت تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنهم بينما هو فنزل من السيارة وفتح باب المقعد الخلفي ومد ذراعيه لها فتعلقت به وحمله هو على ذراعيه بعدما لثم شعرها بعدة قبلات حانية ثم نظر إلى جلنار التي مازالت جالسة بمقعدها ولم تنزل وقال بنبرة باردة 
هتفضلي قاعدة في العربية
ولا إيه ! 
هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق 
متتأخروش 
لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على الباب في حماس برئ لرؤية جدتها وبعد لحظات قصيرة فتحت لهم سيدة في نصف الأربعين من عمرها ولجمت الدهشة لسانها وهي تحدق بعدنان وهنا التي تقف أمامه وسرعان ما ارتسمت البسمة المشرقة على شفتيها وقالت بفرحة عذبة 
حمدلله على السلامة ياعدنان بيه 
وانحنت قليلا على هنا وقبلتها
بحب وهي تقول بمشاكسة 
وحشتينا ياهنون 
ابتسمت هنا بخجل بسيط على خادمة منزل والدها التي تعرفها وتحبها كثيرا وردت عليها برقة 
وإنتي كمان ياطنط 
ضحكت السيدة وضمتها إليها
تم نسخ الرابط