امرأه العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
لو حصله حاجة مش هترحميني عشانه إيه !! فاق ولا لسا
ردت فريدة في استهزاء من سؤاله وبعصبية
مهتم اوي يعني سيادتك مثلا تعرف وضعه إيه طيب يانادر عدنان حالته خطړة ودخل العناية المشددة ياترى إنت مرتاح كدا
ضحك ورد ببرود وفرحة داخلية
جدا الحقيقة أنا اللي مش فاهمك هو مش انتي برضوا بتحبيني ومش بتحبيه امال ايه لزمة الخۏف ده كله عليه ولا بقى إنتي كنتي
مفهماني غلط وبتحبي عدنان
أصدرت زفيرا حارا بنفاذ صبر وردت عليه باستياء
هو الكلام ده وقته دلوقتي يانادر بقولك حالته خطړة وممكن ميقومش منها وإنت بتقولي بتحبيني وبتحبيه و
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
خلاص خلينا بالتخطيط والكلام دلوقتي خالص لما افوق وعدنان كمان يطلع من العناية وحالته تتحسن نبقى نفكر هنعمل إيه في المصېبة اللي نزلت فوق راسنا دي
انهت الاتصال دون أن تنتظر رده حتى مما جعله ينزل الهاتف من على أذنه ويتطلع إليه بشيء من الدهشة مبتسما بازدراء ثم هدر بغل ينبع من صميمه
عدنان ! أصلا حاډث زي ده المفروض كان يوصل المستشفى مېت لكن هو بسبع أرواح
ثم سكت للحظة يفكر بشيء وسرعان ما اڼفجر ضاحكا وهو يهتف بتسلي لمجرد مرور الفكرة على ذهنه
كنت ناوي اخلص منك ياديدي ياحبيبتي بنفسي بس هسيبك للي مش بيرحم بجد وهبقى ضړبت عصفورين بحجر واحد خلصت منك وعدنان الشافعي دخل السچن
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مجرد التخيل باللي هيعمله فيكي لما يعرف بخېانتك بيشعرني بالنشوة ياديدي
في صباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي
يمسك بفنجان القهوة الصباحي المعتاد جالسا في حديقة المنزل على مقعد أمام طاولة بيضاء ودائرية مستمتعا بالأجواء الهادئة من حوله واللون الأخضر الذي يملأ نظره
قطع عليه خلوته الصباحية اقتراب مساعده الخاص ووقوفه أمامه مغمغما
صباح الخير يانشأت بيه
أردف صلاح بنبرة جادة تحمل القليل من التعجب
هو سيادتك متعرفش آخر الأخبار
نشأت بحنق متأففا
لا معرفش اتكلم علطول من غير مقدمات في إيه !
عدنان الشافعي عمل حاډث خطېر امبارح وهو في العناية المشددة دلوقتي
كان فنجان القهوة في فمه يرتشف منه فأخرجه فورا وهو يبتلع القهوة التي في فمه بزعر ثم اسنده
على الطاولة في قوة وهتف پصدمة
حاډث !! وإزاي متقوليش من امبارح يابغل أنت !
صلاح معتذرا ببعض الاضطراب
ياباشا أنا يدوب لسا عارف الخبر ده دلوقتي وأول ما عرفت جيت لسعاتك جري عشان اقولك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
طيب خلاص خلاص قول كل اللي عرفته اخلص
عربية نقل خبطت في عربيته وحالته كانت صعبة أوي لما وصل المستشفى قبل العمليات وكمان اللي فهمته أن الحاډث ده مقصود والدليل أن آدم بيدور على سواق عربية النقل دي وقالب الدنيا عليه من إمبارح وبنت حضرتك هي والبنت الصغيرة حفيدتك قاعدين عند الحجة انتصار
توقف عند كلمة مقصود وعقله بدأ يعمل من لديه الغاية في التخلص منه حتى يدبر له حاډث كهذا ! سؤال طرحه على نفسه بتفكير وحيرة وبعد لحظات من الصمت القاټل خرج صوته وهو يملي تعليماته الصارمة على صلاح
خلي حد من الرجالة يفضل ورا الموضوع ده ويعرفلي مين اللي دبر الحاډث ده أما أنت فعايزك تبقى ورا جلنار وهنا زي ضلهم لغاية ما نعرف مين اللي عايز يأذي عدنان وأياك عينك تغفل عنها لحظة واحدة فاهم ولا لا وأكيد مش محتاج أوصيك إنك متخلهاش تلاحظ إنك مراقبها وماشي وراها
هتف صلاح يقترح فكرة ليست سيئة
لكنها بائسة
طيب ياباشا ما تخلي جلنار هانم وبنتها يقعدوا عندك في البيت هنا عشان تبقى قدام عينك ومطمن عليها اكتر
تنهد نشأت بيأس وهدر بوجه عاجز
ياريت يا صلاح بس هي مش عايزة تبص في وشي فكرك هتوافق تقعد معايا
جرب ياباشا مش هتخسر حاجة
أصدر نشأت زفيرا حارا وتمتم
روح أنت دلوقتي ياصلاح اعمل اللي قولتلك عليه بس
أماء له الآخر بالموافقة وهو يزم شفتيه ثم استدار وسار مبتعدا
إلى خارج المنزل بأكمله تاركا نشأت يحاول تخمين من الذي دبر ذلك الحاډث ومن جهة أخرى يفكر بابنته وحفيدته وقد بدأ القلق يتسرب لقلبه خشية من أن يلحق
بهم أي مكروه لكنه لن يسمح بهذا !
خرجت مهرة من البناية الصغيرة لمنزلها تسير في الشوراع الداخلية لمنطقتها لكي تصل إلى الشارع الرئيسي وتستقل بإحدى سيارات الأجرة وتذهب لعملها قبل أن تتأخر لكن أثناء مرورها من
أحد الشوارع أوقفها شابا يبلغ من العمر حوالي سبعة وعشرون عاما من أبناء منطقتها
قفز أمامها من بوابات أحد المنازل فجأة فانتفضت مهرة فزعا وارتدت للخلف كردة فعل تلقائية ثم صاحت بعفوية بعدما أدركته
إنت اتهبلت ولا إيه يا ريشا
وقف أمامها وهتف بنظرة خبيثة
على فين كدا يافرسة المنطقة
تجمدت معالم وجهها للحظة تستوعب جملته الجميع يعرف أنه ماجن ومنحرف لكنه لم يسبق له وتجرأ أن يتحدث معها بهذه الطريقة !
مهرة بتصنع عدم الفهم ووجه بدأت تعتلي ملامحه الڠضب
بتقول إيه لا مؤاخذة !
رد عليها الآخر بوقاحة وعينان جريئة تتفحص جسدها
أنا أول مرة اشوف شغل بيبقى الصبح أصل اللي اعرفه أن الشغل اللي زي كدا بيبقى بليل بعد نص الليالي
اشتعلت مهرة ڠضبا وصاحت به بصوت مرتفع وبعصبية
أنت اتخبلت في نفوخك بتقول إيه يالا ابعد من وشي جاتك القرف
ابتعدت من أمامه وهمت بأكمال طريقها لكنه قبض على ذراعها وهتف بنظرة وضيعة وابتسامة جانبية ساخرة
بقول المشي البطال ياما بهدل أبطال مش كدا ولا إيه يابطل الحتة
نظرت ليده القڈرة الممسكة بذراعها ورفعت نظرها له تطالعه بعينان تطلق شرارات ڼارية يمكنها أن تحرقه وتحوله لرماد بلحظة أظهرت عن شراسة الانثى الشعبية التي تكمن داخلها حيث رفعت حقيبتها التي محاطة بالخارج بقطع حديدية تزين شكلها من الجوانب ومن الأعلى ثم غارت عليه تلكمه بها في وجهه ورأسها بكل عڼف وشراسة وتهتف باستهزاء وغل
بظبط زي ما انا هبهدل دلوقتي ياتربية وژبالة وعرة
كان يحاول تفادي لكماتها بحقيبتها الثقيلة والمؤلمة وهو ېصرخ بها ويده تعبث في الهواء لكي تمسك بها وتوقفها لكنه لم يتمكن من مجابهة هجومها الشرس عليه وبعد لحظات من الضړب المتواصل توقفت ونظرت لوجهه الذي بدأت تسيل من اعلى جبهته وكذلك جانب ثغره فابتسمت بثقة وانتصار لتجيب عليه بنفس طريقته الشعبية في الحديث
يا تخليك قد كلامك ياتخلي كلامك على قدك هااا
القت بجملتها ثم استدارت وسارت تكمل طريقها للخارج وهي تبتسم بتشفي بينما الآخر فرفع أنامله يتحسس دماء جبهته وثغره وعيناه معلقة عليها تتابعها وهي تسير مبتعدة عنه ثم خرجت منه همسة متوعدة پغضب هادر وغل
ماشي يابنت رمضان الأحمدي وحياة أمي لأعرفك ريشا مين على حق
توسلات
كثيرة من ميرفت وهي تحاول إقناع أسمهان بالبقاء وعدم الذهاب
لكن الأخرى لا تسمع لأحد ومصرة على الذهاب لرؤية عدنان ولا تتفوه سوى بشيء واحد أنا هروح اشوف ابني مش هقعد هنا وهو قاعد في المستشفى
توقفت ميرفت وهتفت برجاء ولطف
يا أسمهان هتروحي تعملي إيه بس هو لسا في العناية ومفاقش وممنوع حد يدخله وآدم موجود هناك أول ما يفوق أكيد هيتصل بينا ويقولنا
أسمهان بعصبية وإصرار
أنا قولت هروح يعني هروح ياميرفت
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وتبادلت النظرات مع زينة التي رفعت كتفيها الأخرى مغلوبة على أمرها وقالت
خلاص ياماما سبيها على راحتها هي هترتاح اكتر لما تروح وتفضل جمبه هناك
ارتفع صوت رنين ميرفت فأمسكت به ونظرت لاسم المتصل وردت فورا بتلهف
آدم طمنا يابني مفيش أخبار
ظهر التلهف المماثل والقلق على وجه كل من زينة وأسمهان بينما آدم فتنهد بأسى وقال نافيا بنبرة صوت مختلفة من فرط الحزن والإرهاق
لا لسا مفاقش ياخالتو بس الحمدلله حالته احسن شوية من امبارح انا اتصلت عشان اسألك عن ماما عاملة إيه
ابتعدت قليلا عن أسمهان وردت عليه بخفوت وصوت منخفض
رافضة تاكل أي حاجة ودموعها موقفتش من ساعة ما رجعت بليل من المستشفى ودلوقتي بتلبس ومصممة إنها هتروح المستشفى
طيب ادهاني ياخالتو هكلمها أنا
عادت ميرفت مرة أخرى إلى أسمهان ومدت الهاتف لها تهتف
خدي كلمي آدم يا أسمهان عايز يكلمك
صاحت أسمهان بصوتها المرتفع وانفعال بعدما فهمت سبب رغبته في الحديث معه
مش هتكلم أنا قولت كلمتي وخلاص
ضمت يدها مرة أخرى ورفعت الهاتف
إلى أذنها تجيب على آدم بيأس
سمعتها طبعا
آدم متنهدا بتعب
طيب خلاص ياخالتو خليها تاجي بس تاكل الأول متطلعش من البيت من غير فطار وخلي بالك عليها معلش
حاضر ياحبيب خالتك متقلقش وخلي بالك إنت كمان من نفسك
رد عليها بالموافقة في نبرة لينة ثم انهى الاتصال وتحرك باتجاه غرفة أخيه ووقف أمام الزجاج يتابعه
هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه !
في مساء ذلك اليوم
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي تجاهد بصعوبة في تمالك
دموعها التي تحارب من أجل الأنهمار وصغيرتها لا تكف عن السؤال متي سيعود أبي هيا نذهب إليه إذا وبكل سؤال لها تجيب هي عليها بحجة مختلفة وثبات مصطنع حتى لا ټنهار أمام طفلتها وكانت تود أن تهتف وتخبرها من بين بكائها قلبي يؤلمني على أبيك مثلك تماما ياصغيرتي ولأول مرة أشعر باشتياقي له !
تجلس على مقعدها الخشبي أمام النافذة ترفع ساقيها إلى صدرها وتلف ذراعيها حول ساقيها محتضنة نفسها كطفلة صغيرة تائهة وعيناها تحدق في الفراغ بشرود متذكرة إحدى لحظاتهم اللطيفة معا في الماضي
كفاية ياجلنار خلاص ليه العياط ده كله !
أجابت عليه من بين بكائها بصوت متقطع
أنا خاېفة أوي على دادا انتصار
عدنان متنهدا بنفاذ صبر وهو مستمر بحركة يده التلقائية على ذراعها ويزيد من ضمھ لها
احنا مش كنا عندها دلوقتي ولسا جايين وكانت كويسة الحمدلله خلاص بقى ارحمي نفسك وارحميني
توقفت عن البكاء ورفعت رأسها قليلا عن صدره وهي لا تزال بين ذراعيه وطالعته بوجه ممتليء بالدموع ونظرات بريئة احس لوهلة أن ينظر لطفلته الصغيرة التي لم تتعدى السنة ونصف فابتسم بتلقائية قبل حتى أن يسمع جملتها الألطف من نظراتها
بكرا الصبح هروح اطمن عليها تاني
رد عليها بخفوت هاديء وابتسامة دافئة
روحي هو أنا قولتلك لا !
اوووووف وبعدين ياجلنار !
هتفت بصوت تمكن من استيعاب كلماتها من خلاله بصعوبة بسبب بكائها الحار
إنت لما بتحضني أنا بعيط اكتر
فاقت من ذكرياتها ووجهها كله كان ممتليء بالدموع تبكي الآن ليس لمرض الخالة بل من أجله هو الجميع حولها سواه لا تعرف إلى متى سيظل نائما في ذلك الفراش البائس ألا يكفي هذا القدر ليعلم مقدار محبته في قلوبهم ألا يكفيه
متابعة القراءة