امرأه العقاپ بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز

على كتف صديقه بخفة هامسا في مداعبة 
هيا ياصديقي لدينا الكثير من الأعمال وليس هناك وقت لنهدره في الحديث
هز رأسه الآخر مغلوبا على أمره فكلما يتخذ مجرى حديثهم ذلك الموضوع يسارع في تغييره أو التهرب منه وهو ما يفعله الآن كالعادة ! 
توقف بسيارته أمام أحد الفنادق الضخمة ثم ترجل منها وقاد خطواته للداخل مرتديا نظارته السوداء فوق عينيه حتى وصل إلى مكتب الأستقبال وقف أمام الموظفة التي بدورها ابتسمت له ببشاشة وقالت 
اتفضل حضرتك 
حاتم بصوت جاد 
حابب اعرف رقم الغرفة الموجودة فيها نادين سامي 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اخفضت نظرها لشاشة الحاسوب التي أمامها تبحث بين نزلاء الغرف عن ذلك الاسم حتى عثرت عليها فقالت بإيجاب 
آنسة نادين سامي تمام لحظة من فضلك بس هبغلها الأول 
حاتم بحزم 
ملوش لزوم هي عارفة ممكن تقوليلي رقم الأوضة 
مطت شفتيها وقالت بنظرات دقيقة 
الغرفة رقم 404 بالدور الخامس 
لصق رقم الغرفة والطابق بذهنه ثم ابتعد وسار باتجاه المصعد الكهربائي ليستقل به ويضغط على زر الطابق الخامس وبعد دقيقتين تقريبا توقف وانفتح الباب فخرج وسار في الردهة طويلة يتفقد أرقام الغرف المدونة
فوق الأبواب حتى عثر على غرفتها فتحرك ووقف أمامه ليرفع يده ويطرق عدة طرقات ليست بلينة ولا قوية 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لحظات قصيرة وفتحت هي الباب معتقدة أن خدمة الفندق قد وصلت بالفطار لكن تجمدت دماء وجهها وطالت التحديق به تحاول اختراق تلك النظارة السوداء التي تحجب عنها رؤية عيناه ونظراته ثم انتصبت في وقفتها بشموخ وقالت في خنق 
خير
شو بدك ! 
نزع نظارته أخيرا عن عينيه فرأت نظرة مستاءة تمركزت في عيناه وهو يجيبها 
لمي هدومك يلا عشان نمشي 
خرج سؤالا شبه استنكاريا منها 
لوين ! 
حاتم بحدة 
على البيت يانادين ولا متخيلة إني هسيبك تقعدي في فندق هنا وحدك 
ردت في برود استفزازي وابتسامة غير مبالية 
بس أنا حجزت الطيارة لكاليفورنيا وموعدها المسا الساعة 6 
استفزته واغضبته بشدة لكنه تحكم في زمام نفسه ليدفعها للداخل برفق ويدخل ثم يغلق الباب هاتفا بلهجة آمرة 
مفيش مشكلة يتلغي الحجز 
نادين بغيظ
راح ارجع ما بدي اضل هون بيكفي يا حاتم 
تقدم منها بخطوات متريثة فتقهقرت هي لا إراديا للخلف حتى اصطدمت بباب الحمام الملحق بالغرفة أشرف عليها بهيئته وهمس في لهجة لا تقبل النقاش 
مش هترجعي احنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض 
رغم اضطرابها من قربه إلا أنها صاحت به پغضب 
ما في شيء اسمه نحنا عم تفهم ولا إنت نسيت اللي سويته مبارح 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لم يتمكن من كبح انفعالاته أكثر من ذلك فصاح بها في صوته الرجولي المهيب وعيناه المظلمة 
لما تقضي اليوم كله مع راجل معرفش مين هو أصلا وتقوليلي رفيقي وبعدين ترجعي آخر الليل منتظرة تكون ردة فعلي إزاي يعني مين صاحبك ده هاااا قولي ميين خليني اعرف يمكن تكوني على حق !!
نادين بعصبية شديدة متجاهلة ضربات قلبها المتسارعة 
لك شو خصك إنت مين رفيقي هادا !! بخرج مع اللي بدي ياه ما راح انتظر الأذن منك مثلا 
ضړب بقبضة يده على باب الحمام بجانب رأسها فانتفضت بخفة فزعا 
قدامك خمس ثواني ياتقولي مين اللي كنتي معاه امبارح يا أما صدقيني أنا مش مسئول عن اللي هعمله
خشيت تحذيره ونظراته التي أثبتت أنه لا يمزح فيما يقوله خصوصا وهو قريب بهذا
الشكل رغم ذلك أبت الخضوع أمامه فقالت بابتسامة متشفية تحمل لمسة النصر 
إنت غيران ولا شو ! 
حاتم بنفاذ صبر 
نادين !!! 
طالعته بتحدي عاقدة ذراعيها أمام صدرها تأبي التكلم واكتفت بابتسامتها ونظراتها الواثقة لتجده يزأر كالأسد ويهتف پغضب معترفا 
أيوة غيران ولو متكلمتيش متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل 
ابتسمت بنصر وسعادة لاعترافه بغيرته الچنونية عليها فاستدارت توليه ظهرها ثم تفتح باب الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة 
كانت رفيقتي مايا 
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده ! 
كانت ستتجه الخادمة لفتح الباب بعد سماع صوت رنينه لكن أسمهان أوقفتها

بإشارة من يدها وسارت هي لتفتح وكانت تعرف أن الطارق هو ابنها 
فتحت الباب واستقبلته بابتسامة امومية حانية ثم فردت ذراعيها له تعانقه وتهتف 
ازيك ياحبيبي 
ابتسم لها وملس على ظهرها بلطف مغمغما 
كويس ياماما إنتي عاملة إيه طمنيني بتاخدي علاجك بانتظام 
أسمهان بإماءة بسيطة 
باخده متقلقش كويس إنك جيت أهو تتغدا معانا ونتلم كلنا على السفرة 
طبع فوق رأسها يجيبها على عجلة معتذرا 
خليها مرة تاني ياست الكل وهقضي اليوم كامل معاكي أنا جاي بس اخد كام حاجة من الأوضة كنت شايلها بخصوص الشغل وهمشي 
ابتسمت متهكمة وردت باقتضاب تلقي بتلمحياتها المباشرة 
طبعا ماهي خلاص خدتك مننا وعرفت تكسبك في صفها 
أصدر زفيرا طويلا بخنق ثم ابتسم وقال متخطيا جملتها 
آدم موجود 
هزت رأسها بالنفي ولا زالت ملامحها مقتضبة فهز هو رأسها بيأس واندفع تجاه الدرج يصعد إلى غرفته بالأعلى فتح الباب ودخل ثم اتجه اول شيء إلى أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة المعلقة والتي تملأ الخزانة بأكملها أظلمت عيناه واحتدمت نظراته ومر أمامه شريط بجميع أفعالها والذكرى الأخيرة عندما تركها لتذهب مع عمها تخلت عنه وهو تخلى بأبشبع الطرق واقساها 
خرجت صيحة عارمة منه 
ماما 
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت
الأرض تمتلأ بملابس فريدة والتقطت نظراتها الخزانة التي أصبحت فارغة تماما ولم تلبث حتى سمعت صوته
الممزوج بصيحة مزمجرة ولهجة آمرة 
الخدم ياخدوا القرف ده ېحرقوه أو يرموه في الژبالة والأوضة تتنضف مش عايز اشوف أي حاجة تخصها موجودة في الأوضة والبيت كله من هنا ورايح 
هدرت أسمهان بإمتثال ونبرة رزينة 
حاضر ياحبيبي أنا بنفسي هحرق الهدوم دي وهخليهم ينضفوا الأوضة كويس متعصبش نفسك
لكم بحذائه كومة الملابس الملقية ثم عبر فوقها غير مباليا وانصرف بعد أن أخذ ما كان قد أتى لأجله بسبب العمل بينما أسمهان فبقت مكانها تقف وتتجول بنظرها بين أرجاء الغرفة تبتسم بتشفي وخبث ثم ترفع ذراعيها تعقدهم أمام صدرها وتقول 
رجعتي للژبالة اللي جيتي منها قولتلك مش هتفضلي كتير وإنتي بنفسك اللي رسمتي خطوط نهايتك
من البداية كنت عارفة إنك واحدة قڈرة والحمدلله ابني خلص منك من غير ما تأذيه
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل 
خرجت من الحمام ممسكة بيدها منشفة صفراء صغيرة تجفف بها وجهها ويديها فتسقط نظراتها علي الفراش بتلقائية وتنتفض فزعا عندما تراه ممدا فوقه على ظهره يضع ذراعه فوق عينيه قبل أن تدخل الحمام منذ دقائق لم يكن موجودا متى جاء ! 
ردت عليه بقرف وعدم اكتراث 
هنام مع هنا 
ثم أمسكت بالمقبض وكانت على وشك أن تديره لولا أن قبضته الفولاذية نزعت يدها فجأة من فوق المقبض وادخل المفتاح في القفل يغلق الباب عليهم ثم يخرجه ويضعه بجيبه هاتفا في ڠضب مكتوم 
مكانك جنبي هنا في الأوضة مش عند هنا 
نقلت نظرها بين الباب المنغلق وبينه پصدمة ثم هتفت 
إنت قفلت الباب ليه !!! 
عدنان بهدوء مستفز 
عشان متطلعيش 
بسطت كفها أمامه تقول شبه آمرة باستياء 
هات المفتاح من فضلك 
هز رأسه بالرفض القاطع يرمقها بنظراته الثاقبة وعلى حين غرة يجذب الوسادة من بين ذراعيها ويلقيها على الأرض ثم يدنو منها ويهتف پغضب زوج يرغب ببقاء زوجته بجواره وهي تقابل كل شيء منه بالنفور 
لو فاكرة إنك لما تروحي تنامي في أوضة تاني كدا
بتعاقبيني تبقى غلطانة أنا سمحتلك مرة ومش هسمح تاني 
جلنار بابتسامة هازئة 
وإنت متخيل إنك لما تحبسني معاك في الأوضة أنا كدا هضطر وأنام جنبك ! يبقى بتحلم !! 
ابتسم ببرود ثلجي واقترب بوجهه منها أكثر يهمس متسليا 
بس أنا أحلامي حقيقة ! 
وباللحظة التالية كان صوت شهقتها المرتفعة هي وحدها المسموعة بالغرفة بعدما وجدته ينحنى ويحملها فوق ظهره ليصبح نصفها العلوى بالخلف والسفلي من الأمام يثتبها منه فوقه صاحت پغضب تلوح بقدميها في الهواء بشراسة 
إنت اټجننت نزلني عدنان بقولك نزلني عدن 
ابتلعت بقية اسمه حين شعرت بجسدها يهوي فوق الفراش فانطلقت منها شهقة أخرى وسرعان ما تداركت الوضع وكانت على وشك الوثوب واقفة إلا أن يديه أعاقتها وثبتتها مكانها فانحنى عليها بوجهه وهو واقفا وهمس 
شوفتي إني مش بحلم 
زئرت من بين شفتيها بشراسة تماما كالقطة تتلوى من قبضته وتهتف 
ابعد 
أظلمت عيناه بشكل مريب لم يكن مخيفا بقدر ما كانت تحمل في ثناياها المرارة وهو يجيبها ساخرا 
أه نسيت معلش إنك پتكرهي لمستي وبتكرهيني من كل قلبك وندمانة وعايزة تطلقي في حاجة نسيتها ولا بس كدا 
لحظة صمت مرت حتى تابع كلامه بسخرية أشد 
لو
مبعدتش دلوقتي هيحصل إيه هتكرهيني ! إنتي aleardy بتكرهيني فمش فارقة عشان كدا هتنامي هنا وجنبي ياجلنار سواء شأتي أم أبيتي
وقبل أن يمهلها اللحظات لترد انحنى أكثر عليها وهمس بنبرة جديدة عليها 
العقاپ نسر والنسور معروفة بعزة النفس والكبرياء بس لما يقرر يتخلي عن كبريائه في سبيل الحفاظ على ملكه وينزل الأرض معناه إنه مستحيل يتخلى عن ملكيته دي مهما حصل
لم يحصل على رد سوى الدهشة والسكون وهي تحدق به بنظرات تفصح عن داخلها انتصب في وقفته والتف حول الفراش ليتسطح بجوارها من الجانب الآخر على نفس وضعيته السابقة ولم تتحرك هي من مكانها بقت كما وضعها تماما تختلس النظر إليه بين آن وآن 
مرت نصف ساعة من السكون التام المهيمن على الغرفة حتى ظنته نام وأن بقيت أكثر من ذلك سيتغلب عليها ضعفها وستفعلها فتأففت بخنق واختلست المسافة بينهم تمد أناملها بحذر شديد إلى جيبه لكي تلتقط المفتاح وبعد معاناة من نجاحها في ادخال يدها بجيبه لم تجده فتنهدت بيأس واقتربت أكثر حتى أصبحت فوقه تقريبا لتمد يدها بالجيب الآخر 
كفه ممسكا بالمفتاح بين أنامله ويهز كفه أمام عيناها هامسا بمكر 
بتدوري
على ده ! 
مع أشراقة شمس يوم جديد 
عيناه عالقة بشاشة الحاسوب النقال الذي أمامه ولم يرفعها عنه حتى عندما سمع صوت طرق الباب ليخرج صوته قويا 
ادخل 
ليلى تعبت أوي واخدت إذن ومشيت فأنا تطوعت وجبتلك القهوة 
رفع رأسه أخيرا عندما ميز صوتها المميز والذي بات يعرفه جيدا وطالت نظرته إليها للحظات بدهشة ثم ابتسم وقال وهو يعود بنظره للحاسوب 
متشكر يامهرة تعبتك 
تقدمت خطوة أكثر منه حتى تتمكن من وضع القهوة بجواره فوق سطح المكتب لكن التوت قدماها بشكل لا إرادي ومعها مالت يديها ليسقط فنجان القهوة الساخن فوق ملابسه 
انتفض في مقعده ورجع للوراء فورا پصدمة يفرد ذراعيه بشكل تلقائي فشهقت هي وصاحت بهلع 
آسفة آسفة والله
تم نسخ الرابط