امرأه العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
بها وبعد لحظات من الرن المستمر انفتح الاتصال أخيرا وثواني حتى ظهر وجهها بشاشة الهاتف كانت قاطبة حاجبيها من اتصاله حتى وجدته يهتف وهو يوجه الهاتف عليه هو وهنا ويقول باسما
هنون بتقول إنك كنتي زعلانة ياماما الصبح عشان سابتك وجات معايا فقولنا نتصل ونشوف ماما لسا زعلانة ولا إيه بظبط
كتمت جلنار ضحكة عالية كانت ستنطلق منها ورسمت العبوس والضيق على وجهها بمهارة لتجيبه بتأكيد
ردت هنا على أمها بوجه حزين لعبوس والدتها
خلاص مش تزعلي هنجبلك شيكولاته احنا وجايين
هتجبيلي قد إيه !
فتحت ذراعيها على أخرهم وقالت برقة
كتييييير أوي قد كدا مش صح يابابي
أجابها عدنان ضاحكا
صح ياروح بابي تحبي نجبلك حاجة تاني ياماما واحنا جايين
كفاية الشيكولاته
تفوهت به جلنار وهي شبه ضاحكة حتى قالت بتذكر وجدية
أكلتوا ولا لسا
ردت هنا مسرعة وحماس
لسا طنط ليلى راحت تجيب الأكل
هتفت جلنار باهتمام وحزم
خلي بالك ياعدنان ومتجبوش أكل مش healthy وأهم حاجة تخليها تغسل إيدها كويس أوي قبل الأكل وكمان
خلاص ياجلنار أنا عارف كل ده أكيد متقلقيش كل حاجة زي الفل الحمدلله يلا سلام هقفل عشان ورايا كام حاجة عايز اخلصها
يلا قولي باي لماما
لوحت هنا بيدها لأمها ثم كتمت بكفها الصغير على فمها ترسل لها في الهواء من خلف شاشة الهاتف ففعلت جلنار بالمثل وهي تضحك بحب ودفء
دوى صوت رنين باب المنزل فور انتهائها من حديثها مع ابنتها وزوجها في الهاتف ضيقت عيناها باستغراب وظنته في باديء الأمر أنه حامد فاتجهت نحو الباب وفتحت في وجه معالمه عادية تماما حتى رأت أبيها أمامها فتحولت لنظرات الدهشة الممتزجة بالاستياء
عاملة إيه يابنتي
جلنار بجفاء وصرامة
جاي ليه !! ياترى هتسلمني لمين المرة دي كمان !!
أنا عملت كدا لمصلحتك ياجلنار
صاحت به منفعلة
مصلحتي في إني أبعد
لا المرة دي مختلفة صدقيني هو عايزك إنتي وبنته بجد اديله فرصة وكمان ارجعيلي يابنتي ابوس إيدك
اطالت النظر إليه واحست بأنها ستضعف أمامه رغم كل ما فعله بها سيظل أبيها ولن تتمكن من حمل الضغينة والكره له في قلبها ولته ظهرها وقالت بقسۏة وصوت مبحوح
يابابا لو سمحت مش عايزة اشوفك وياريت متجيش تاني كمان أنت بعتني من الأول وتخليت عني فمتحاولش تمثل قدامي دلوقتي مشاعر الأبوة اللي ممكن تكون مش حقيقية أساسا
تحرك خطوة نحوها حتى وقف خلفها مباشرة وبمجرد ما لمس كتفها بيده نفرت منه بتلقائية وقالت وهي تبتعد عنه أكثر
قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو !
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة
كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة التي لم ينتبه لها أحدا سواها
انتشله من شروده صوت صديقه زياد الذي هتف بسعادة وعين تلمع بوميض النصر
مبروووك يافنان اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي
مش هبيعها
رد زياد بتعجب
هي إيه دي اللي مش هتبيعها
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة
اللوحة دي
هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه !
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة
حاجة زي كدا
هتف زياد بمرح ضاحكا
مش مهم ياعم المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي
الله يبارك فيك
طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول البيضاء بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة
بعد مرور ساعات بسيطة
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية
منزلتش تاكل ليه دي كمان !!
زمت أسمهان شفتيها وقالت بعدم اكتراث
معرفش سيبها ياحبيبي هي لو عايز كنت نزلت واكلت
عض على
شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف !
فتح الباب على مصراعيه پعنف ودخل فوجدها تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها تعبث به اندفع نحوها وجذب
الهاتف من يدها هاتفا بزمجرة
قاعدة هنا ليه !! الأكل لما يتحط ياهانم الكل يكون على السفرة
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد
مش عايزة اكل ياعدنان
ليه بقى إن شاء الله
ردت عليه بحنق دون أن تنظر له
وإنت مهتم بيا كدا ليه كفاية شكك فيا وكأننا متجوزين إمبارح ولا قعدتك عندها تلات أيام مبتجيش البيت هنا وسايبني
انحنى بنصف جسده عليها وهمس في نظرة ممېتة وڼارية
أنا مشكتش فيكي من فراغ
هبت واقفة وصاحت به پغضب ودموع حقيقية انهمرت على وجنتيها
إنت بتعاملني بطريقة عمرك ما عاملتني بيها قبل كدا بعدت عني أنا مشوفتكش ليا تلات أيام غير امبارح في المعرض متخيل حتى مش بتتصل بيا ياعدنان وبتحاسبني دلوقتي على تغيري معاك طيب ما أنا اتغيرت بسببك شايفاك إزاي اتغيرت من وقت ما رجعت الهانم وأنت قاعد عندها علطول تفكيرك فيها علطول وخۏفك عليها وكنت بتحجج وتقولي إنك خاېف على بنتك بس الحقيقة كانت إنك زي ما خاېف
على بنتك خاېف عليها كمان لما اتجوزتها وعدتني وقولتلي مستحيل يكون في قلبك واحدة غيري وإنك متجوزها عشان الطفل اللي نفسك فيه مش اكتر وبعدها هتطلقها وجابتلك الطفل اللي نفسك فيه طلقتها لا
بالعكس بقيت أحس إنها بتسحبك واحدة واحدة من غير ما تحس ولا أي حد فينا يحس لغاية ما اهو أنت شايف بعينك الوضع وصل لفين
توقفت عن الكلام وجففت دموعها ثم استكملت بصوت مبحوح وهي مطرقة أرضا
متحاسبنيش على حاجة إنت السبب فيها
لانت نظراته ونبرته
أمام كلامها ودموعها ولوهلة رغب بضمھا لصدره ليشعرها بحنانه مرة أخرى ويمطرها بحبه لها كالعادة لكن لا يزال الشك الذي تعشش في ثنايا يمنعه وبإمكانه القول أنه فقد جزء كبير من ثقته بها
تنهد الصعداء بعدم حيلة وقال بنبرة لينة
متعيطيش يلا تعالي ننزل عشان تاكلي
صړخت
به بعصبية وعينان ممتلئة بالدموع
مش عايزة اطفح ياعدنان سبني لوحدي لو سمحت أو اقولك روحلها تاني كمان أصلا مبقتش فارقة معايا من زمان اوووي
دهشه ردها عليها مما جعله يقف للحظات يتطلع إليها بعدم استيعاب واردف بابتسامة تحمل الاستنكار والصدمة بآن واحدا
مبقتش فارقة !!
اشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى بينما هو استمر في التحديق بها ينتظر منها أي توضيح لكن لا رد وفقط دوى صوت رنين هاتفه في جيبه فأخرجه وتطلع باسم المتصل وكانت جلنار القى نظرة مطولة عليها قبل أن يستدير وينصرف إلى الخارج مجيبا على الهاتف شبه منفعلا
خير ياجلنار
أتاه صوت صغيرته العابس وهي تقول
بابي إنت مش جاي !! إنت قولتلي هتيجي ومش هتتأخر
مسح على وجهه متنهدا وقال بخفوت في لطف
أنا جاي ياحبيبتي متقلقيش استنيني ومتناميش
عادت البهجة لصوتها حيث ردت عليه بفرحة
حاضر هستناك
في الداخل التقطت فريدة الوسادة الصغيرة والقتها بعرض الحائط هاتفة في صوت مبعثر وبائس
غبية إيه اللي قولتيه ده بدل ما تصلحي الوضع وتمحي شكه فيكي نيلتي الدنيا اكتر كان لازم يعني تنفعلي وتقولي اللي شايلاه جواكي !!
في مدينة كاليفورنيا بأمريكا تحديدا داخل منزل حاتم
يجلس بغرفة مكتبه الخاصة وأمامه حاسوبه النقال يتنقل بين الصور بقلب منفطر اشتاق لها كثيرا ولا ينكر هذا ومشاهدته لصورها ربما ترضى القليل من شوقه وتطفي النيران المشټعلة في صدره من فراقها حديثهم الأخير معا وكلماتها لا تزال تتردد في أذنه هي لديها الحق بكل كلمة لم يكن موجودا في الوقت التي كانت فيه بحاجة إليه وحين عاد كان الآوان قد فات لكن هذا لا يمحي حقيقة حبه لها وأنه لا يزال حتى الآن يريدها وقلبه يعاني من فراقها
انفتح الباب وظهرت من خلفه نادين وهي تحمل فنجانين من القهوة فانزل غطاء الحاسوب قليلا حتى لا ترى الصور ونظر لها مبتسما فقالت وهي تقترب منه وتضع القهوة على سطح المكتب أمامه
شو عم تسوي
حاتم ببساطة وهو يتلقط فنجان القهوة
ولا حاجة ميرسي على القهوة
نادين وهي تدقق النظر به
العفو بس ليش شكلك مو عاجبني في شي صار ولا شو !
مفيش حاجة يانادين متقلقيش أنا مخڼوق شوية بس
جلست على المقعد المقابل له واستندت بمرفقها فوق سطح المكتب واسندت كفها أسفل وجنتها متمتمة برقة
تليق بجمالها المذهل
ويا ترى شو السبب
ابتسم لها وقال بغمزة مشاكسة
طبعا لما تبعدي عني ببقى مخڼوق ومش طايق نفسي
قهقهت بخفة على مشاكسته وبادلته إياها وهي تتصنع الخجل
لك عم تحرجني هيك والله
علت ضحكته الرجولية وبعد لحظات قصيرة تلاشت ابتسامته تدريجيا وجمدت ملامحه ثم نظر لها وسأل بنظرات تائهة
نادين هو إنتي شيفاني شخصية إزاي !
تعجبت من سؤال وطالت النظر في وجهه ومعالمه العابسة فتنهدت بحرارة وقالت بنعومة مبتسمة
عم شوفك أفضل صديق وأخ وأب إنت بتعرف إني ما إلى حدا غيرك يكفي إنك ضليت جمبي في أوقاتي الصعبة وما تركتني بنوب لحالي يمكن ما قلتلك هاي الكلام من قبل بس حقيقي إنت كل بنت تتمناك رجال وقلبك كبير وكتير حنين وأهم شي إنك مخلص في حبك لأي شخص بحياتك يعني عن جد أنا ما بيكفيني اليوم كله مشان احكي عنك واوصفك السنين اللي بينا ومواقفنا مع بعض هي ياللي
متابعة القراءة