امرأه العقاپ بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز

حامد مستني برا روحي البيت وأنا موجود هنا وهبلغلك بأي تطورات متقلقيش 
التفتت برأسها نحو عدنان وهتفت رافضة وهي تهز رأسها بالنفي 
لا أنا هفضل موجودة لغاية ما يفوق 
آدم متنهدا بعدم حيلة 
وجودك مش هيفيد بحاجة والله صدقيني ريحي في البيت وتعالي بكرا الصبح 
جلنار بإصرار 
قولتلك مش همشي يا آدم
جلنار بلاش عناد اسمعي الكلام حتى ماما وفريدة هيروحوا البيت وإنتي كمان لازم تمشي عشان هنا مينفعش تسبيها وحدها
عندما نطق باسم هنا
لان اصرارها قليلا والتفتت بنظرها تحدق بعدنان في تمعن قبل أن تعود بنظرها لآدم وتقول بعينان راجية 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
طيب همشي بس وعد إنك هتتصل بيا لو حصل أي حاجة وكمان أول ما يفوق كلمني 
ابتسم لها بلطف وتمتم بإيجاب 
حاضر هتصل بيكي والله متقلقيش 
تنهدت الصعداء بحرارة وهي تلقي النظرة الأخيرة عليه من خلف الزجاج ثم استدارت وسارت مبتعدة عن الغرفة بصعوبة كمن أجبرت على الرحيل وصلت إلى بوابة المستشفى بعد لحظات من السير للخروج من المستشفى وجدت حامد بانتظارها أمام السيارة فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه ثم استقلت بالمقعد الخلفي للسيارة واستقل هو بمقعده ثم هتف
هو يسألها بتأكيد 
عند الحجة انتصار مش كدا ياهانم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اماءت له بالإيجار في وجه عابس وتمتمت 
أيوة ياحامد
داخل منزل الخالة انتصار 
كامنة في غرفتها منذ عودتها تجلس على مقعد خشبي قديم أمام النافذة ومستندة بمرفقها عليه واضعة كفها أسفل وجنتها تتأمل الفراغ من أمامها بشرود وعينان دامعة لا تفهم
لما البكاء لكن قلبها يؤلمها عليه وهناك صوت خاڤت في أعمق ثناياها ينادي به يرغب في رؤيته سالما يتحدث وربما أيضا يغضب كعادته وينشب شجار عڼيف بينهم ككل مرة 
فتحت هنا الباب بهدوء ودخلت ثم اقتربت من أمها فجففت جلنار دموعها بسرعة والتفتت برأسها تجاه ابنتها تقابلها بابتسامة حانية حتى وصلت ووقفت أمامها فسألت الصغيرة بعبوس 
هو بابي ليه مجاش ياماما 
بابي تعبان شوية ياروحي والدكتور قاله لازم يقعد عنده لغاية ما يخف وعشان كدا هو قعد مع الدكتور في المستشفى بس وعد إنه أول ما يبقى كويس هنروح أنا وإنتي ونشوفه 
زاد عبوس الصغيرة وتحول إلى حزن فور سماعها بمرض أبيها ثم قالت بملامح وجه بائسة لا تليق بوجهها الملائكي الصغير أبدا 
بس أنا عايزة اسوف اشوف بابي هو وحشني 
تمالكت جلنار زمام دموعها بصعوبة وردت عليها مبتسمة بثبات مزيف 
مش هينفع ياحبيبتي الدكتور قال مينفعش حد يشوفه أول ما يبقى كويس زي ما قولتلك هاخدك ونروحله تمام 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هزت رأسها بالموافقة مغلوبة على أمرها ثم طرحت سؤالها الثاني وهي تمعن النظر في وجه أمها وعيناها السابحة في الدموع 
إنتي زعلانة عشان بابي تعبان 
أخذت نفسا عميقا في محاولة بائسة منها لمنع دموعها من الأنهمار لكنها فشلت وسقطت دمعة متمردة من عينها ثم هزت رأسها بإيجاب تؤكد سؤال صغيرتها وهي تفرد ذراعيها 
وأنا كمان زعلانة 
بتلك اللحظة اڼهارت جميع حصونها الضعيفة وتوالت الدموع على وجنتيها بغزارة لكن دون صوت دموع ألم وخوف وشجن أبدا لم تتخيل أن يأتي يوم وقلبها ينفطر حزنا وخوفا عليه من الفقدان 
قطع اللحظة الدافئة والمؤثرة بين الابنة والأم دخول الخالة انتصار التي فتحت الباب وهي تحمل فوق ذراعيها صينية نحاسية اللون وفوقها ثلاث صحون كل صحن يحتوي على نوع طعام مختلف ابتعدت هنا عن أمها ونظرت إلى الخالة ثم ركضت إليها وتعلقت بقدمها تقول بصوت عابس وعينان شبه دامعة 
بابي تعبان وماما زعلانة يانينا انتصار 
نظرت انتصار إلى جلنار نظرة معاتبة لعدم تمالكها نفسها أمام الصغيرة ثم وضعت الصينية فوق الفراش وانحنت على هنا تحتضن وجهها الصغير بين كفيها وترد عليها بحنو وحب 
بابي تعبان شوية صغنين أوي ياحبيبتي وإن شاء الله هيبقى كويس وزي الفل 
ثم ألقت نظرة سريعة على جلنار التي تتابعهم بعيناها وانحنت على أذن هنا وهمست 
و زي ما إنتي بتحبي بابا وزعلانة إنه تعبان ماما كمان زي كدا
التفتت الصغيرة برأسها ناحية أمها ثم عادت بها أخرى إلى الخالة وسألت بحزن به لمسة الاطمئنان 
يعني بابي هيبقى كويس 
طبعا هيبقى كويس ياحبيبتي إن شاء الله يلا بس إنتي زي الشطار كدا اجري على السرير ونامي عشان بابي لما يرجع ميزعلش إن هنون بتنام متأخر 
ابتسمت هنا بلطافة وجهها الملائكي ثم ركضت فورا نحو الفراش وتدثرت بالغطاء فضحكت انتصار بخفة وارسلت لها في الهواء ثم حملت الصينية مرة أخرى وأشارت لجلنار بأن تلحق بها 
الخالة انتصار كانت تعمل خادمة في منزل نشأت الرازي وكانت علاقتها بوالدة جلنار جدا وتحبها كثيرا ساعدتها في تربية جلنار من الصغر لذلك تعتبرها جلنار والدتها الثانية حتى بعد ۏفاة أمها في سن صغير كانت انتصار دائما

بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها 
خرجت خلفها وجلسا على
الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة 
كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي 
جلنار برفض 
مليش نفس يادادا 
احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار 
مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت 
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة 
اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه 
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم 
دي حاجة ودي حاجة الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة 
لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء 
لا طبعا مش بحبه !! أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل
في الأول والآخر هو أبو بنتي بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار بابتسامة مستنكرة 
عارفة وعشان كدا مستغربة ! عموما ربنا يقومه بالسلامة يارب 
همهمت جلنار بخفوت وصوت يكاد يسمع 
يارب
على الجانب الآخر من العالم بمدينة كاليفورنيا بأمريكا 
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج الجميع تباعا من الغرفة وقفت نادين وحملت أوراقها واشيائها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يجبرها على
الجلوس ويهتف بجدية 
اقعدي احنا لسا مخلصناش كلامنا
ردت عليه بقسۏة غير معهودة منها 
بعتقد انو خلص ممكن تترك إيدي
تأفف حاتم بنفاذ صبر ثم هب واقفا واتجه نحو باب الغرفة في خطوات قوية واغلق الباب پعنف ثم عاد لها وهتف بشيء من العصبية 
نادين أنا خلقي ديق وإنتي عارفة كدا اتكلمي وقولي إيه اللي حصل 
طالعته بابتسامة ساخرة وهدرت بعد ثواني معدودة من التحديق به في عدم اكتراث 
وأنا مو طلبت منك تهتم بشو مضايقني إنت ياللي سألت وأنا رديت وقلتلك ولا شيء 
حاتم پغضب 
ياسلام امال إيه موضوع الصور ده وكذاب ومعرفش إيه !!
نادين ببرود تام وهي تهم بالانصراف 
بتقدر تعتبرني ما قلت شيء
القت بجملتها واندفعت نحو الباب في خطوات سريعة فلحق بها وجذبها من ذراعها هاتفا بسخط 
أنا لسا مخلصتش كلامي يانادين 
نظرت ليده المقبضة على ذراعها بقوة فاشتعلت نيران ڠضبها وصاحت به منفعلة
وهي تسحب يدها من بين قبضته 
وأنا بالنسبة إلي الكلام خلص ياحاتم ما تنسي حالك وتقربلي بهاي الطريقة مرة تاني عم تفهم ولا شو !
رفع حاجبه في استنكار ملحوظ بنظرته من أسلوبها الجديد ولاحت ابتسامة متسلية فوق ثغره على عكس حالته الغاضبة منذ قليل 
وجدته يتقدم نحوها بخطوات متريثة وتلك الابتسامة المريبة تزين وجهه ارتبكت وتوترت بشكل ملحوظ وبشكل تلقائي منها تقهقهرت للخلف وهي تهتف بتحذير سخيف وترفع سبابتها المضطربة مثلها تماما في وجهه 
لا تقرب حاتم لا تقرب قلتلك !!
لا يبالي لتحذيرها اللطيف كان هدفها بث الخۏف بهذا التحذير ولكنها فعلت العكس ظلت تتراجع وقد نست أن نهاية هذا الاتجاه هو الحائط فاصطدمت بظهرها به والتفتت برأسها للخلف تتطلع للحائط بتوتر ثم عادت برأسها إليه وحدقته بشراسة تليق بجمال أنثى فاتنة ورقيقة مثلها 
ازدردت نادين ريقها بارتباك واستحياء ملحوظ على وجهها ابتسامته ونظراته أذابتها في لحظة كقطعة ثلج وضعت فوق النيران ظلت تتأمله بهيام ولسانها انقعد فلم تتمكن من الرد عليه استمرت فقط في التحديق به مسلوبة العقل 
ابتسم باتساع اكثر حين رأى سكونها التام واستسلامها وهي تتطلع إليه بعينان شاردة فغمز لها بعيناه البندقية وتمتم شبه ضاحكا 
شششش سرحتي في إيه 
فاقت من رحلتها القصيرة على أثر صوته وغمزته فزاد توترها وخجلها أكثر وبعفوية وضعت يديها الناعمتين على صدره ودفعته بعيدا عنها فارتد هو للخلف وهرولت هي نحو الباب تفر منه قبل أن يمسك بها مرة أخرى فتحت الباب وكانت على وشك الرحيل لكنها توقفت والتفتت له برأسها هاتفة بغيظ ووعيد حقيقي 
راح حاسبك على هاد الشي اللي سويته هلأ
تفوهت بتلك الجملة ورحلت فورا دون أن تغلق الباب حتى خلفها من فرط توترها بينما هو فضحك بخفة وهو يلوح بيده في عدم حيلة 
عودة إلى القاهرة في مصر 
أخرج آدم هاتفه من جيب بنطاله بعد ارتفاع صوت رنينه الصاخب قرأ اسم المتصل الذي ينير الشاشة ثم رد بخشونة صوته الرجولي 
هاا عملت إيه 
رد عليه الطرف الآخر بأسف 
للأسف يا آدم بيه لغاية دلوقتي مقدرتش أوصله 
صړخ
به بصوت جهوري لكن سرعان ما حاول إخفاض نبرته عندما تذكر أنه موجود بالمستشفى 
وهو أنا باعتك تدورلي عليه عشان تقولي مقدرتش اوصله بكرا عايز ده يكون قدامي وقبل ما البوليس يمسكه فاهم ولا لا 
أجاب عليه الآخر بنبرة متلعثمة قليلا تحمل القليل من الخۏف 
حاضر يابيه 
انزل الهاتف واغلق الاتصال ثم اتجه نحو أقرب مقعد وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه متأففا بإرهاق وتعب لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل 
اوقف الطبيب وسأله باهتمام 
طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي 
لمس الطبيب نبرة القلق والارتعاد في صوت آدم فابتسم له وقال مربتا على كتفه بنبرة متفائلة 
للأسف لسا زي ماهي بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان 
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى 
يارب متشكر جدا يادكتور
على إيه ده واجبي 
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن ثم تحرك بقدماه نحو زجاج
الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب 
أنا شاكك في حد وصدقني لو طلع هو السبب في الوضع اللي إنت فيه دلوقتي ده مش هرحمه
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال
ورفعت الهاتف تضعه على أذنها تجيب بشيء من السخط 
خير 
نادر مبتسما بسخرية ونبرة لا تبشر بخير 
اخبار اللي
تم نسخ الرابط