لحن الحياه ل سهام صادق

موقع أيام نيوز


صاخبه 
التجاهل في الوقت ده أنسب حل ياحببتي..واحمدي ربنا ان حياتنا وصلت للتجاهل بس 
فدمعت عيناها وهي لا تريد شئ إلا حنانه عليها 
انا مسمحاك في حقي
ياكريم عشان انا السبب بس انت كمان سامحني 
عيناه تحجرت على دموعها رغم أنه بدء يغفر الا ان الدرس لا بد أن يتقن تعليمه لها 
للأسف يامرام أنتي ضيعتي كل رصيد حبك 

وتخطاها كي ينصرف من أمامها .. فقبضت على ذراعه بضعف 
انا كنت عايزه أنجح واوصل عشانك.. عشان متجيش في يوم تعايرني بفقري وتسبني زي ما سبتني زمان 
وبدأت تذكره بالماضي يعلم أن أكبر غلطه فعلها بحياته هو بداية الزواج العرفي منها ولكن الماضي انتهى وهو عاد كريم القديم مجددا معها قبل أن يشوه فقد عائلته 
وشعر بيديها علي صدره تطلب منه اللجوء لدفئ احضانه الا انه ابعدها عنه بجمود
عمرك ما فهمتيني يامرام.. انتي عجبك كريم الشرقاوي الراجل الغني
وانصرف من امامها وقد تجمدت ملامحه.. هي من سعت للفت انظاره بكل الطرق فور أن علمت بمكانته وأنه شقيق من.. ولكن كل هذا لم يفرق معه لأنه احبها بقلبه القديم الحنون وليس بقلب الشاب العابث 
.
نظرت رفيف لطعام الفطور الذي تذمرت عليه الايام الماضيه ولكن قررت أن تعتاد على الأمر رغم أن معدتها لم تعتاد
لتضع علياء طبق الفول أمامها ومعه اقراص الفلافل الساخنه 
ثم أتت بطبق الجبن وشرائح الطماطم 
انا بخدم عليكي الايام ديه وبقول عروسه 
هتفت علياء عبارتها بأستنكار.. لتجذب رفيف الخبز من أمامها بحنق فلولا انها جائعه ما اكلت 
وماذا سأفعل بعد ذلك سيده علياء.. انسيتي أنني زوجه شقيقك وخدمتك لي واجبه عليكي 
فنهضت علياء مزمجرة فقد كانت تخدمها بطيب خاطر من أجل شقيقها ولكن الآن 
خدمة مين اللي واجب.. انا بخدمك ذوق مني بس عشان اعرفك أصول الاحترام والذوق
وأشارت لنفسها 
بس انا غلطانه من النهارده مافيش ذوق في مبدء اخدم نفسك بنفسك واه نتبع النظام الأوربي اللي أنتي عايشه بي
وتابعت وهي تنظر للمطبخ 
عليكي غسيل الأطباق اللي هناكل فيها بعد كده
فطالعتها رفيف حانقه
انا رفيف أجلي أطباق.. نووو نوو 
لتضيق عين علياء پشراسه 
مهما نونوتي هتغسلي الأطباق 
واصبحت تلك عادتهم اليوميه.. ليخرج عمار من غرفته صائحا بهم 
مش كل يوم صوتكم هيسمع الجيران 
فصمتوا على الفور بعدما سمعوا صوته..لتحدق علياء برفيف متمتمه 
قلبتي راحتنا 
صباح الخير حبيبي 
فلوت علياء شفتيها بأمتعاض بعدما طالعتها وحملت دفاترها وحقيبتها هاتفه بصوت خاڤت
حبيبك.. حبك برص 
ستحبني عمار مثلما احبك.. انا لا اخسر 
وانصرفت من أمامه ليقف مصډوما من فعلتها 
تأمل كنان زوجته وشقيقته كيف يتمازحون وجواد الذي عاد اخيرا من إقامته مع عمه راغبا في العيش بينهم مندمج معهم حتى والدته عادت معهم من الضيعه وتجلس بينهم بمقعدها تتناول فطورها وتبتسم على حديثهم 
كانت عائشة تتحدث مع ورد من أجل الذهاب للتسوق لجلب ملابس للطفل القادم رغم أن الوقت مازال مبكرا فهي للتو بدأت بشهرها الخامس
وتوقفوا عن حديثهم بعد أن سمعوا صوت كنان 
اتركوا حديثكم جانبا الان أيتها الثرثرات وانتبهوا لي 
لتضحك كل من عائشة و ورد وأيضا جواد الذي ترك كأس الحليب خاصته ليستمع اليه اما فريده تنتظر أن تعرف ما سيخبرهم به ابنها 
سننتقل لمنزل آخر أكبر من هذا
فصفق جواد بيديه فرحا بذلك الخبر 
وبحديقة أكبر أليس كذلك خالو 
فضحك كنان على حماسه الذي اشتاق اليه 
نعم حبيبي 
لتتسأل ورد فقد اعتادت على هذا المنزل 
ما السبب كنان.. المنزل رائع 
فأرتسمت على شفتيه ابتسامه حانيه 
لقد أصبحنا أسرة كبيرة ورد.. غير الضيف القادم 
فهمت انه يقصد طفلهم بذلك.. لتحرك رأسها في صمت 
أتى لي بالحلوي كنان 
واتجه لسيارته تحت انظارها المحبه.. وعائشة تلوح لها بيدها وهي تصعد السيارة جانبه 

انفردت بها والدتها جانبا تسألها بلهفة ام 
طمنيني ياريم كل حاجه تمام يابنتي
لم تفهم في البدايه سؤال والدتها الا عندما حركت لها عيناها كي تطمئن قلبها ومع صمت ريم للحظات.. هتفت والدتها 
اكيد اتكسفتي بنتي وانا عارفاها
وبدأت والدتها تستنكر فعلتها وتخبرها أن هذا لا يصح فهو زوجها والرجل لا يصبر على زوجته كثيرا وريم تقف لا تعرف كيف تجعلها تنتظر أن تسمع منها الاجابه وقبل أن تخبر والدتها كاذبه أن كل شئ على مايرام.. صدح صوت والدها بأن يكفيها الثرثرة وتترك ابنتها وزوجها لتتحرك والدتها من أمامها على 
وانصرفت أهلها.. فوقفت تطالعه 
هي ماما كانت بتقولك ايه 
فنظر إليها ياسر طويلا متذكرا حديث والدتها ثم
ضحك 
كانت بتوصيني عليكي 
وانصرف بعدها من أمامها قبل أن يخبرها صراحه بالأمر
بكت مرام بحړقة وهي تغلق الهاتف بعد أن تحدثت مع مهرة طالبة منها أن تجعل جاسم يطلب من كريم ان يأتوا اجازه للوطن.. شعرت مهرة بوجود خطب ما بينهم ولكن مرام لم تصرح لها بشئ 
أصبح لديها أمرين ترغب في اخبار جاسم بهم وبالاصح سؤال وطلب.. سؤال عن الماضي العالق بين حياه ريم وياسر 
ومهاتفته بشقيقه لأخذ اجازه قصيره دون أن توضح له أن هذا طلب من مرام 
ووقفت مع نفسها قليلا تفكر.. كيف ستبدء بالحوار معه.. فجاسم يحلل كل شئ بطريقة سريعه وبالتأكيد سيشك في اقتراح مهرة بجعل كريم يأخذ اجازه ليراه
وبعد دقائق حسمت أمرها وقررت أن تصنع له مشروب ساخن وتذهب لغرفه مكتبه 
ودلفت بتمهل وهي تحمل المشروب الساخن هاتفه ببتسامه هادئة على شفتيها 
ممكن أعطلك ياحبيبي لدقايق 
فرفع جاسم عيناه نحوها مبتسما 
ممكن واعطلك وحبيبيكل الكلمات المؤدبه ديه في قاموس مراتي 
ونظر إلى ما تحمله وقد اشتم رائحة مشروب الشوكولاته الساخن الذي يعشقه 
لاء انا كده قلبي مش مطمن.. عملتي مصېبه ايه ولا هتعملي ايه 
فأقتربت منه وقد لوت شفتيها بأمتعاض 
ديما كده واخد عني فكره وحشه 
ليضحك على عبوسها الطفولي.. تاركا الملف الذي كان يطالعه جانبا 
تعالى يامهرة كلي أذان صاغية ليكي 
وفور أن أشار إليها بالأقتراب جانبه واعتدل في جلسته .. خطت سريعا نحو الاريكه الجالس عليها ووضعت ما تحمله على الطاولة التي أمامه 
وجلست علي فخذيه تعانقه بمرح 
لاء انا قررت اقعد هنا 
خير يامهرة 
وحشتني ياحبيبي 
وداعبت لحيته ببطئ وهو سارح في أفعالها

________________________________________
رافعا حاجبيه منتظرا نهاية الدلال ورقتها 
تعرف انت الايام ديه بتحلو وبتصغر 
فأتسعت بؤبؤي عيناه هاتفا 
حلو وبصغر يبقى المصېبة أكبر 
ليتآوه بعدهابعد انا دفعته على صدره 
شوف اه انت اللي بتضيع اللحظة الحلوه 
وكادت أن تنهض عنه إلا أنه عاد يجذبها إليه ضاحكا 
لاء عندك حق.. خليني ادلع شويه 
وسايرها كما تسايره إلى أن أخرجت ما في جبعتها 
جاسم عندي سؤالين قصدي سؤال واقتراح
فهمس وهو يجذبها أكثر إليه ويداعب عنقها 
سمعك قولي 
ومع سماع اسم ياسر فهم مغزى سؤالها 
انقلي على الاقتراح لأن اجابة السؤال ده مش عندي
فهتفت حانقه 
ليه مش عندك انت اكتر واحد عارف ياسر.. انا عايزه اساعدهم ياجاسم 
وتوقفت عن جدالها عندما أنهى مناقشتهم بتحذير 
مهرة قولتلك مليون مره ياسر هو اللي يقدر يحكي لريم عن
ماضيه.. هيجي وقت وكل حاجه لوحدها هتبان
وتابع وهو يحرك يده على خصلات شعرها
اعدلي وشك الجميل ده وقوليلي الاقتراح
فتنهدت بسأم بعد أن تأكدت انه لن يخبرها بشئ
كريم ومرام
فحدق بها بقلق
ماله كريم
لتنظر إليه بهدوء تطمئنه
مافيش حاجة متقلقش.. بس ايه رأيك ينزلوا اسبوع كده اجازه ونشوف التوأم
فأبتسم جاسم على ذكر الصغار.. فهو يجعل كريم دوما تصويرهم وسماع صوتهم
هكلمه واشوفه مع اني من فتره اقترحت عليه ينزل يستقر هنا لكن رفض.. شكل الحياه هناك عجباه
فصمتت وهي تستمع اليه ولم ترغب في بث القلق إليه عن شعورها بخلاف بين كريم ومرام
استمعت عايدة بملل للحديث الدائر بين السائق الجديد ومن يحادثها على الهاتف بعد أن سمحت له بأن يتحدث وهو يقود بها ولكن لم تهتم بالامر الا عندما بدء يثرثر مع حاله
مش عاجبه الشغل في متاجر ابوه.. وعنده اخت متجوزه رجل أعمال تركي والتانيه مرات جاسم الشرقاوي.. اللي ازاي يعمل ايه يولع في نفسه
فأنتبهت عايدة لسماع اسم جاسم
انت تقصد جاسم الشرقاوي مين 
فتعلثم نادر في الحديث بعد أن أدرك حماقته في الثرثرة 
انا مقصدش ياهانم متاخديش في بالك 
لتهتف عايدة بجمود 
جاسم مين اللي تقصده.. ومين اللي كنت بتتكلم عنه 
فشعر نادر بأن لا مفر من أخبارها عن كرم صديقه وشقيقتيه.
..
حسمت علياء قرارها وقد اقتنعت بفكره صديقتها فلا بأس أن تطلب منه المساعده بعد أن يأست في الحصول علي وظيفه تناسب وضعها ورغم أن لقائها ب ريان اقتصر على مرة واحدة الا انها ستذهب للشركة التي ذهبت لها من قبل وستنتظره بالخارج.. كل ما كان يشغلها أن تزيل عبئها عن شقيقها صحيح عاد لعمله بمساعدة شخص ما ولكن شقيقها الان اصبح لديه زوجه أحق منها فيه.. فيكفيه كل ما يفعله من أجلها إلى الآن 
كان الوقت يمر وهي تنتظر خروجه من الشركه بعد أن علمت من حارس الأمن موعد انصرافه ورغم تأخيره عن الموعد الذي أخبرها به الحارس الا انها انتظرت تحت اشعه الشمس الحاړقة تقزقز حبات اللب بملل وعندما لمحته يخرج دفعت حبات اللب المتبقية في حقيبتها وعدلت من هندامها واتجهت نحوه 
بس بس 
صوت عجيب سمعه على مقربه منه ولكن لم يهتم بالامر.. وكاد أن يدلف لسيارته إلا أنه وجدها أمامه تهتف بحنق
عماله ابسبس ابسبس مافيش اي ألتفافه منك 
كان ريان يحدق بها وهو حانق ففي النهايه أخيها تزوج شقيقته
ماذا تريدي يافتاة السوق 
فتهجم وجه علياء من نعته لها بذلك 
هعديلك غلطك.. عشان في مثل عندنا بيقول لو ليك حاجه عند.. 
وبترت إحدى الكلمات وأكملت
يقوله ياسيدي 
فأزداد وجه ريان احتقانا من لسانها هذا 
ابتعدي عن السيارة يافتاه.. لست أملك الوقت مثلك 
ووضع قدمه داخل السياره ولكن وجدها تجذبه من ذراعه 
سيد ريان عايزه خدمه منك اد كده 
وقربت اصبعيها لبعضهم.. لتريه حجم طلبها الصغير بينهم
فحدق ريان بقبضتها على ذراعه.. فوجدها انتبهت لفعلتها المتهورة وتهتف ببرآة ووداعة لا تليق بها 
هتساعدني صح 
لم يكن يعلم ماهي الخدمه التي تريدها منه.. ولكن مع تحولها لقطه هادئة وديعه تحت أنظاره.. جعله يتقبل منها اي شئ في تلك اللحظه 
ما الخدمه التي تريديها مني
لتتهلل اسارير علياء ولمعت عيناها 
عايزه شغل يناسب وقت دراستي 
فدار بعينيه على صفحات وجهها البرئ.. وحماسها الذي يشبه حماس الأطفال.. ولرغبة ملحة لا يعلم مصدرها قرر أن يساعدها في خدمتها الصغيره ودخولها لقفصها
 

تم نسخ الرابط