لحن الحياه ل سهام صادق

موقع أيام نيوز


حقي وطلعه عليها 
وتابع وهو يحرك كفه علي بطنها المستديرة ببروز صغير أصبح واضح
انا عارف أنها مزعجه ومتبطلش حركه وتعباك معاها
كان يشكو لصغيره وينظر إليها 
انا مزعجه ياجاسم 
فتأملها بحب 
جدا ..كلمه إزعاج ديه قليله عليكي 
فمدت كفها تلامس خده بحنو ثم مالت عليه تقبله 
بحبك 
كلمه نطقتها اصهرت بينهم كل متاعب الحياه 

لتجد نفسها بين ذراعيه وهو يحرك يداه بحنو على موضع الآلم برأسها. 
رحلت ورد وعادت للمنزل الذي خرجت منه مکسورة الخاطر ولكن اليوم عادت بأرادتها ولم تجعل عائشة وجواد يخبروا كنان بشئ ولا حتي عظيمه وليليان كانت هي صاحبة الفكرة 
وحزنت على حال فريدة فقد علمت أنها ذهبت الي الضيعه التي تقع فيها مزرعة ملك للعائله للانفراد بنفسها فهي لم تعد تحتمل نظرات الزائرين لها من شفقه 
ونظرت إلي عائشة وجواد الواقفين جانبها بسعاده ..فقد عادوا بها وتخيلوا سعاده كنان بالامر حينما يعود من عمله ليلا فهو أصبح يأتي للمنزل متأخرا .. فهي أحبت عائشة بعد ان علمت حكايه والدتها وماعاشته من حياه قاسيه 
.
وقفت والدة ريم تطالع الشقة بأعين منبهرة لا تتمتم الا بكلمه واحده ماشاء الله 
كان ياسر ينظر لوالدتها بحب حقيقي فهم اناس بسطاء وأحبهم وعلم سبب طيبه ريم لتهتف والده ريم بحنان 
متغيرش عفش البيت يابني ..حرام العفش جديد 
فأبتسم ياسر لها بلطف ونظر لريم التي تقف صامته 
لاء طبعا ريم زي اي عروسه وكل حاجه جديده تجلها 
فأتسعت إبتسامة تلك السيده الطيبه وهي داخلها لا تتمني أكثر من ذلك لابنتها ..فهي لا تريدها ان تعيش حياه معدمه وتشقي مثلها 
داخلها كان آلم لا تقوي علي تحمله وهي تري سعاده والدتها وايضا والدها ..فياسر أصبح لديهم رجلا شهم الطباع خلوق فهو لا يريدها الا بشنطة ثيابها ليس استخفافا
بهم وبفقرهم بل لأنه يري ان هذا واجب عليه فيكفيه أنهم اعطوه جوهرة
وتذكرت تلك الكلمه ..لتبتسم ساخره وهي تردد داخلها جوهرة ستعود لهم مطلقه بعد أشهر 
ولم تسمع حديث ياسر ولا والدتها الدائر عن موعد إختيار الأثاث الجديد.
انتظرته كثيرا حتى غفت من شدة الارهاق ليردف كنان للغرفه غير منتبها لوجودها ولكن بعد برهة وقف متسع العينين غير مصدق ما يراه 
ورد 
انتى حقيقه ورد 
فضحكت وهي تحرك رأسها 
لا انت تحلم كنان 
فضحك وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه 
إذا مدام حلم فسأغرق به 
لتتآلم من خشونه لحيته الطويله ..فأبتعد عنها خاشيا من ان يكون ضغط علي بطنها دون قصد
ماذا ورد ما بكي 
لتضحك علي فزعه ..ناظرة للحيته ..ففهم مقصدها فحرك كفه عليها ضاحكا 
أصبحت كرجل الكهف ..
وتابع بمزاح
انتم المصريات عقابكم قاسې ..تحزنوا تهجروا علي الفور 
فكتمت ضحكتها بصعوبه لتنظر له بعبوس مصطنع 
وماذا عن نسائكم كنان 
فضحك بسعاده حقيقيه وقد تأكد بالفعل انها هنا وليست حلم .. فزوجته الشقية قد عادت وغمز لها بمكر واستمتاع
نصالحهم
اليوم علم ان بسمه قد رحلت من كندا .. نظره واحده ألقتها عليه حين اتت الشركه تجمع اشيائها وتقدم استقالتها ..وكأنها كانت تلومه انطفأت داخليا وخارجيا وقد شعر بالآلم من أجلها وهذا مازاد قسوته علي مرام 
كان متكئ بجسده علي الأريكة يقلب بقنوات التلفاز بملل .. ليجد مرام تقف أمامه ب رداء نوم قصير ثم چثت علي ركبتيها 
كريم انا اسفه .. انا عارفه اني كنت انانية بس انا بحبك سامحني 
فأشاح وجهه للجهة الأخرى يؤلمها بكلماته
ادفعي تمن انانيتك شويه يامرام 
ثم اعتدل في جلسته ونهض من فوق الأريكة وازاحها من أمامه وسار نحو غرفته ليتوقف ويلتف إليها 
انتي اللي بنيتي الجدار ده بينا ..رغم اني اديتك كل حاجه انتي عايزاها
واكمل سيره ليغلق باب الغرفة خلفه فسقطت دموعها حتى خرجت صوت شهقاتها المتآلمه
.
انتظرت يوم عيد ميلاده بفارغ الصبر كي تفاجأه بالتخطيطات التي ستفعلها له.. فقد جهزت كل شئ ولم تخبره قبل ذهابه للعمل انها تعلم أن اليوم عيد ميلاده ..
رغم أنه ذات مرة أخبرها أنه لا يفضل تلك الأشياء ..
ولكن لا بأس ان تسعده ويحتفلوا معا متذكرين اللحظات الجميله والمضحكه التي مرت بعمرهم والأحلام التي تحققت 
ولا تعلم لما جاء بذهنها ان تهاتف مني وهي تغادر مكتب السيد فؤاد بعد ان اعطت لاحد زملائها أوراق قضيه 
وفور ان فتحت مني الخط هتفت بدعابه 
ما تاخدي جاسم وتسافروا كده شهر شهرين أه ارتاح شويه من طلباته واوامره 
لتضحك مهرة وهي تسير بجانب الطريق .. فأخذت مني تخبرها عن ضغط العمل وتسألها عن حالها الي ان توقفت عن الحديث بعدما دلفت نرمين للغرفه متجها إلى غرفة جاسم بغنج عجيب تلك الأيام 
فهتفت مني بحنق ولم تعي ان مهرة مازالت معها علي الهاتف
لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده ..من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود 
مين اللي هيعمل مفاجأة 
لتتذكر مني مهرة ..فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها 
نرمين ياستي عايزه تعمل مفاجأه لجاسم 
..
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه 
وانتقلت اعين البعض نحوها .. لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها 
فتقدمت نحوه كما تقدم هو الآخر إليها ..فأعطته باقة الأزهار بسعاده وحماس أرادت ان ترسل به رسالتها لمن تقف تحدق بهم 
كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
حلوه مفاجأتك ديه ..بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده .. مش ورد بس 
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ..ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك اليوم 
وألتقطت يده بيدها ونظرت لهم ضاحكه 
ممكن اخطفه منكم 
فضحكوا علي عبارتها ..ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها 
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار .. فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
وبعدما دخلوا لغرفة مكتبه ..حاصرها مبتسما ومال نحوها 
فين هدية عيد ميلادي 
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده 
في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك 
لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم 
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه .. لتدفعه عنها برفق 
قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه 
انحرف يعني مع ستات غيرك 
فحدقت به پشراسه وهي تضغط علي أسنانها ..ليهتف ضاحكا 
شريره انتي يامهرة
لاء انا بخۏفك بس .. عشان متفكرش تبص لغيري
فأبتعد عنها ليطالعها بتحديق ثم
اڼفجر ضاحكا 
انا توبة خلاص بعد ما اتجوزتك .. هو اللي يغلط مره يفكر يغلط تاني 
وتعلقت عيناه بها وهو يجدها تدور حول نفسها بغنج ورقه 
انا غلطه ياجاسم
فعاد يحاوط خصرها مجددا وهو يدفعها نحو الحائط 
أجمل واحلي غلطه عملتها رغم مصايبك وجنانك 
ومال نحوولكن طرقة علي باب الغرفه ثم انفتح الباب سريعا ..لتقف نرمين مرتبكه شاحبة الوجه من رؤيتهم هكذا.
الفصل

________________________________________
الواحد والخمسون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أرتجفت عيناها المثبته على ذلك المشهد وكلمات شقيقتها صداها مازال يقنع قلبها بأن تحارب من أجل حبها لتخرج من شرودها على صوت جاسم الجامد وهو يسألها بضيق ملحوظ حاول أن يداريه حتى لا يحرجها فهي موظفة ذو كفاءة لديه
خير يانرمين في حاجه مهمه عايزه تبلغيني بيها
فهتفت نرمين بتعلثم وعيناها ثاقبة نحو مهرة التي وقفت بجانب جاسم بزهو تعدل من حجابها وابتسامتها تنير وجهها
إجتماع مع الشركاء الأتراك بعد ساعه.. حبيت افكر حضرتك بس 
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وقلبها يصارع رغبته في الفرار فالوضع أصبح لا يحتمل.. فمشهد اقترابه من زوجته وسعادتها جانبه يجثم على أنفاسها بقسۏة
لينظر لها جاسم متذكرا ذلك الاجتماع الذي سيحضره خارج الشركه ثم اجابها بحسم 
ريان هو اللي هيحضره معاكي يانرمين 
فحركت رأسها بثقل وانصرفت بعد ان وقعت عيناها على مهرة التي تبدلت ملامحها للجمود والشراسه 
وأبتسم وهو يطالع زوجته وقد اخذت تضغط على اسنانها بقوه وتحدق بالباب المغلق الذي أغلقته نرمين للتو..واتسعت ابتسامته وهو يناديها 
مهرة 
ولكن لا رد منها أتاه فهي مازالت جامده الملامح وكأن نرمين مازالت أمامها وعاد يهتف بأسمها ضاحكا 
مهرةنرمين خرجت من بدري على فكره 
فأنتبهت لصوته الضاحك وهو يطالعهافزفرت أنفاسها بقوة لعلها تخلص نفسها من ثباتها هذا
وارتسمت على شفتيها ابتسامه رقيقه وحدقت به بعمق 
هو مينفعش تنقل نرمين ياحبيبي.. انا مش بقول تطردها انقلها بس 
ف لاح الجمود على ملامحه واتجه ناحية مكتبه 
تاني يامهرة.. قولتلك أني شغلي مبدخلش فيه بحبه ومش بحبه.. مدام نرمين ناجحه في شغلها يبقى خلاص.. غير ان مش شايف تصرف منها يخليكي تغيري كده 
وتابع وهو ينظر لعيناها 
مبحبش غيرة الستات اللي ملهاش اي مبرر.. تمام 
فتمالكت حنقها سريعا وعادت تبتسم.. فهي أصبحت تفهم طبيعة زوجها وتتأقلم على طباعه 
تمام 
واقتربت منه تعانقه بلطف ودلال 
همشي انا بقى وانت كمل شغلك ياحبيبي 
وطبعت على وجنته ثم ضحكت 
كبرت ياحبيبي سنه زيادة وعديت منتصف التلاتين.. عجزت ياجاسم 
وتأوهت بآلم ويداه تقرص وجنتيها بقوه 
لطيفة ياحببتي 
لتضحك على حنقه وازدادت ضحكاتها وهي تجده يشير على نفسه 
انا في رعيان الشباب 
فوقفت تضع بيدها على بطنها من شدة الضحك.. ليجذبها إليه متذمرا كالأطفال 
عجبك الهبل اللي بقيت فيه بسببك 
فأبتسمت بعشق حقيقي واندفعت تلقى نفسها على صدره وتحاوط خصره بذراعيها 
انا بحبك اوي ياجاسم هفضل احبك لحد ما أيدينا وملامحنا تعجز 
وشعرت بذراعيه تضمها بتملك لجسده 
وانا مش عايز اكمل عمري اللي جاي الا بيكي ومعاكي
فبكت وهي تشعر بالخۏف من القادم من حياتهم.. فأبعدها عنه برفق 
بټعيطي ليه يانكديه 
ومد يداه يمسح دموعها مبتسما وهي سارحه في لمساته الحانية على وجهها 
لا انا عايز النهارده رومانسيه.. صحيح يامهرة متلبسيش اي فستان ولا تظبطي نفسك ياحببتي بقيت اتشاءم من الحاجات ديه 
لتتسع عيناها ثم اڼفجرت ضاحكه وهي لا تصدق ان الامر وصل به هكذا 
ورفعت يديها نحو وجهه تمسح على خديه تداعبه وهي تضحك 
ده انت اتعقدت 
فطالعها بنظرات مستاءة
ياحرام 
فأزداد حنقه منها 
كله منك يامهرة.. ما ديه آخرة الجواز بنستحمل ولنا
 

تم نسخ الرابط