لحن الحياه ل سهام صادق
المحتويات
يبدو عليها أثر عبث يديه
وارتد للخلف بخطوات مذعوره وهو يشعر بالعطش أكثر اليها ..فأبتعد أكثر عنها وصوت بكائها وانينها يعلو
ليتجه نحو أقرب أريكه يتمدد عليها ثم أغمض عيناه لعله يفيق مما هو فيه .. ليزداد اضطراب أنفاسه وعرقه الذي بدء يتدفق بغزاره
وقفت تائهة في مكانها ترتجف پخوف ..لأول مره تري الرجل الذي احبته هكذا .. لأول مره تخافه
ريم
وقبل ان تسألها عن حالها .. سمعت صوت أنفاسها الهادر فهتفت مهرة بقلق وهي تنظر لجاسم الذي يقود السياره ويصطحبها للغداء
انتبه جاسم للحديث ولكن ظلت عيناه مثبته علي الطريق وأخيرا خرج صوت ريم بتعلثم
مهرةخلي جاسم بيه يلحق مستر ياسر في شقته ..شكله تعبان اوي
كانت مهرة علي وشك ان تسألها كيف علمت بذلك
فأنقطع الخط وعادت تدق عليها ولكن الهاتف قد انغلق
فنظرت مهرة لجاسم بقلق
جاسم ..ياسر تعبان وفي شقته
وريم عرفت ده ازاي ..ده كان لسا مكلمني من ساعتين
فحركت رأسها دون فهم ناظرة إلي هاتفها
معرفش حاجه ده الكلام اللي ريم قالته وتليفونها اتقفل
ازاي اوافق أروح بيته ..انا الغلطانه
انصرف الطبيب بعد ان طمئنه علي حالة ياسر وان ما به ليس الا أنه تحت تأثير مخدر من الأنواع المنشطه
وقد قالها
الطبيب مبتسما بمغزي فهمه جاسم علي الفور فهو في الاصل طبيبا صيدليا ولكن اخذ عقله يدور بنقطه ياسر ومنشط كيف هذا ..ياسر لا يهوي النساء يعيش على ذكرى زوجته .. رجلا كل حياته في العمل ولمعت عيناه عندما تذكر ريم
ودار عقله بجميع الاحتمالات فخرج من غرفة ياسر بعد ان أعطاه الطبيب حقنة تجعله يغفي براحه حتي يعود إلى كامل وعيه
ومر الوقت وهو جالس بالخارج ينتظر استيقاظه .
عاد جاسم ليلا ينظر إلي زوجته الجالسه علي الفراش تقضم أظافرها بتوتر .. فخلع سترته بأرهاق متسائلا
فين ورد
ورد خرجت مع أكرم
وتابعت بلهفة
طمني ايه اللي حصل ..ريم عرفت ان ياسر تعبان ازاي
وخرج من المرحاض يجفف شعره ..ليجد مهرة تقف أمام المرحاض تنتظره بلهفه وفضول وقبل ان تسأله هتف
مش هتلاقي غير الصمت لو سألتي فغيري الموضوع يامهرة
وكادت ان تجادله الا ان إشارة من نظره عيناه ..جعلتها تصمت فلو لم يخبرها فستهاتف ريم غدا لتلتقي بها وتعرف منها ما حدث
وأقنعت نفسها بالأمر ..لتنظر إليه وهو يعدل من هندام قميصه القطني ويمشط خصلات شعره بأصابعه ثم هتف بنبرة حازمه قبل ان يغادر الغرفه
اللي حصل في الشركه ده ياريت ميحصلش تاني
كانت تظن أنه نسي أمر مافعلته مع كنان ولكن يبدو ان زوجها يخزن لها ما اقترفته لنهاية اليوم
وبعدها تركها تنظر إليه متسعة العينين من مزاجه تلك الليله
لاء شكل الليله ديه محتاجه سيطرة علي لساني ..ده مش طايق نفسه ولا طايقني
لم يتناول العشاء معها ودخل لغرفة مكتبه يتابع عمله وينظر للايملات التي كان عليه مطالعتها بالشركه .. ومر بعض الوقت وهو جالس هكذا
ولكن شرد قليلا وهو لا يصدق إلى الان ان رفيف من وضعت لياسر المخدر فمن سيفعل ذلك فهي من أعدت القهوه ولكن نفس السؤال الذي لم يجد له اجابه لماذا تفعل ذلك
وعاد بذاكرته لبضعه أشهر قبل رحيل عمار لديه وقد اعترف له لما حدث مع رفيف معتذرا منه
وابتسم ساخرا علي حاله فيوما كان معجب بها وبجمالها وثقافتها ويريدها زوجه له
وانقطع حبل أفكاره وهو يجد مهرة تحمل طبقين بهم قطع كعك وبجانبهم أكواب من الشاي وهتفت بحماس كي تلطف الجو المشحون بينهم
لقيت نفسي قاعده لوحدي وانت مرضتش تتعشا قولت اجيب الكيكه اللي عملتها ونقعد نتسلي وناكل ونشرب الشاي ونرغي شويه
فطالعها بفهم وهو رافع حاجبيه
نرغي وأكيد في نفس الموضوع
وتابع وهو يعود لمطالعه ما أمامه
خدي بعضك وامشي انا ولا جعان ولا فاضي اتسلي
وفجأه وجدها أمامه تجذبه من ذراعيه
ابدا ده انا مش ماشيه غير لما تدوق من الكيكه اللي عملتها ..ديه كيكه بمقادير تركيه ياجاسم عملتها مع ورد وقولت لا يمكن اكلها الا لما جوزي حبيبي يجي
وجذبته بقوه أكبر كي تحركه من مقعده
يلا نقص الشريط
وضحكت وهي تتابع
قصدي ناكل الكيكه وتقولي رأيك
ونهض معها مرغما وجلس جانبها فهو يعلم أنها ستستدرجه لتعلم ما حدث ولكن سيلتزم الصمت
ونظر لشكل الكعكه مضيقا عيناه
انتي متأكده أنك انتي اللي عملاها
فأبتسمت وهي تعطيه طبقه
انت ليه شاكك في قدراتي المطبخيه
فضړب جبهتها بعد ان تناول منها الطبق
قدرات مطبخيه مصطلحاتك ديما بتبهرني ياحببتي
وأخذ يستطعم بشوكته الكعكه فقد كان طعمها لذيذ ولكن لا يصدق انها صنع زوجته
هحاول أصدق ان انتي اللي عملتيها من غير مساعدة ورد
فضحكت وهي تأكل القطعه التي بشوكتها وشهقت فجأة بعدما وقفت القطعه بحلقها وأخذت تسعل الي ان أعطاها كأس الشاي خاصتها سريعا ناظرا لها بقلق وارتشفت بعض قطرات الشاي وعادت تأخذ أنفاسها بعدما هدء السعال ونظرت إليه ثم هتفت بأعتراف
مش انا اللي عملت الكيكه ديه ورد
فطالعها جاسم للحظات ثم اڼفجر ضاحكا من اعترافها وكأنها خاڤت من كذبتها
دفعته علي صدره برفق
متضحكش
فوضع الطبق الذي يحمله وأخذ منها كأس الشاي وابتسم وهو يحدق بها
تعرفي انى بحب چنونك علي هبلك ده
فأبتسمت بأستحياء ثم اتسعت عيناها وهي تتذكر أنه يذمها
انا مجنونه وهابله
فمال نحوها يعبث بخصلات شعرها ضاحكا
ديه مميزات ياحببتي فيكي وانا بذكر دلوقتي مميزاتك
ولثم وجنتيها بقبلااات دافئه وامتدت يديه يعبث بلياقة منامتها فتسألت
هو ايه اللي حصل مع ياسر وريم
عايزه أعرف حصل ايه
وصدح صوت أكرم عاليا بالخارج وهو ېصرخ ب ورد علي تركها المطعم بعد ان انضم لهم كنان
نظر جاسم إليها وأخذ يزفر أنفاسه بقوه علي وجهها وهي تكتم صوت ضحكاتها حتي لا يفتضح أمرهم.
بتضحكي علي ايه ..علي خيبتك
فأنفجرت ضاحكه بخفوت وهي تطالعه كيف أبتعد عنها
بصراحه بقيت تصعب عليا بس متقلقش كله في ميزان حسناتك ياحببتي
ونهضت من فوق الاريكه راكضه لخارج الغرفه بعد ان طالعها بنظرات حانقه
واتبعها وهو يجدها تقف بينهم تسألهم عن سبب صراخهم
________________________________________
و ورد تهتف بضيق
الأستاذ بيقولي مبسوطه ومقضياها خروج وهو هنا قاعد في قلق ومدام نفسيتي ارتاحت أرجع معاه علي تركيا ..ده كان عايز يخدني معاه علي المطار يامهرة ومجهز كل حاجه وهو اللي قايله يخرجني
وصعدت لاعلي تبكي علي كلمات كنان وهو ينعتها ببرودة القلب وهو لا يقدر علي بعدها
لتنظر مهرة لاكرم معاتبه
ليه عملت كده .. ورد هترجع كده كده لكنان بس محتاجه وقت تهدي وتريح اعصابها
فنظر إليها أكرم متأسفا
الراجل بيحبها يامهرة وسايب شغله وحياته وجايه وراها يتحايل ويعتذر وندمان كفايه كده عليه
فتهكم وجهها فهو من فعل ذلك فليتحمل وسمعت صوت جاسم مؤكدا
أكرم عنده حق يامهرة ..كنان ندمان
فوقفت تحدق بهم هم الاثنان ثم تركتهم وهي تهتف
خليه يندم أكتر وأكتر
.
نظرت رفيف لناريمان اللي اقټحمت مكتبها وهتفت بسعاده
نجحت خطتنا أليس كذلك
فأبتسمت إليها رفيف
لم يأتي للعمل ولم تأتي هي أيضا ..يبدو انها كانت ليله حافلة
فأتسعت ابتسامة ناريمان وهي تتذكر ريان عندما يعرض الزواج علي ريم وترفض ..فكيف ستقبل الزواج به بعد ما حدث بينها وبين ياسر وغير سمعتها التي ستتولي تلك المهمه هناء سكرتيرة ياسر
ففي كل الاتجاهات عند عودت ريان من سفره سيدرج ان ريم ليست الفتاة التي يظنها .. سيثيروا الشكوك بين علاقتها ب ياسر
وزفرت رفيق أنفاسها بحنق
ماذا فعلتي مع السيد عدنان ..هل قبل منحك عمار كحارس شخصي لكي
فحركت ناريمان يدها علي خصلات شعرها وهي تتذكر ليلة أمس وهي تقضيها مع عدنان والذي يعمل عمار حاليا حارس له
لا تقلقي .. سيعمل لدي من بعد غد
وضحكت بأستمتاع
وستسير خطتنا كما اتفقنا
فنهضت رفيف من مقعدها وانحنت نحو صديقتها
ريان لن يتزوجك ناريمان لا تحلمي بهذا الشئ وانا فعلت ذلك معك لأني اعلم بحب ياسر لريم ولكن لن يعترف بشئ وسيظل
هكذا فأردت تحركيه
وابتعدت عن صديقتها ..فأخذت ناريمان تطالعها بضيق من أخبارها الدائم بأن شقيقها لن يتزوجها فهي تعلم ذلك وليست بحاجه لمعرفتها ولكن تأمل في يوم ان يدرك ريان حبها ولكن مدام لن تجعله يتزوج تلك الفتاة التي هي متأكده أنه إذا تزوجها ستمتلكه لها وحدها عكس زوجته السابقه التي كانت نسخه منها ومن رفيف
حمل كريم حقيبة سفره ..فرحلة عمله التي أجلها في تلك الليله بعد ما حدث مع مرام وبعد ما مر به
ووجد مرام تقترب منه متفاجأه
انت مسافر ياكريم
فطالعها ببرود اعتادته منه
انتي شايفه ايه
واتجه نحو غرفة أولاده يقبلهما وهي تتبعه متسائله
ديه رحلة لندن اللي اتأجلت مش كده
فخرج من غرفة صغيريه ولم يعد يحتمل اهتمامها هذا فهتف ساخرا
اه رحلت لندن اللي اتأجلت عشانك
واقترب منها بفحيح وهو يحدق بها
كنتي عايزه تجهضيه واه اتحققتلك أمنيتك في نفس الليله
وحمل حقيبته بعدها وانصرف ليتركها تقف مصدومه من معرفته .. ووضعت بيدها علي شفتيها تكتم شهقتها ثم ركضت خلفه تهتف بأسمه ولكن قد رحل
..
تغيبت عن عملها امس فأخذت والدتها تسألها عن السبب أخبرتها عن عدم ذهابها لعملها مرة أخرى فهتفت والدتها بقلق
حصل حاجه في شغلك ياريم اتطردتي يابنتي
ومن دون اجابه ضړبت علي صدرها
هندفع فلوس الجمعية منين اللي دخلناها عشان عملية ابوكي
واخذت تذكرها بقيمة المرتب وحالهم وان والدها لم يعد قادر علي العمل ولكن عندما رأت الدموع بعين ابنتها ..احتضنتها مشفقة
خلاص يابنتي مش مهم ..ربك مبينساش عباده تدبر
وخرجت والدتها من غرفته ..فجلست علي فراشها باكيه متذكرة المسئوليات التي أصبحت علي عاتقها
صحيح
متابعة القراءة