فيروز
المحتويات
و كره يملئ قلبها حتي شكل غمامة سوداء يجعلها لا تري امامها اي شئ سوا الحقد و الكره و الغيظ و هي تنطق قائلة
_ بس لو من الست فيروز كنت حبيته مش كدا
اغمض عينه مټألما يضع يده علي قلبه الذي يعتصره الألم ل يفتح عينه يلتفت اليها و هو يقول بقوة و صوت حاد
_ ايوة كنت هحبه عشان ابنها عشان حتة منها عشان نضفتها و طاهرتها
_ فيروز دي اكتر واحدة في الدنيا بكرهها بتحبوها علي اية علي عيونها اللي هبلاكوا و لا قوامها فيروز مش بالطاهرة اللي بتتكلم عليها بيها دي دي غبية غبية
_ هي بردو اللي غبية
تحولت ملامح وجهه الي شرسة أكثر و هو ينطق بكره
_ و انتي مريضة
الټفت مرة اخري يكمل سيره الا انها اسرعت خلفه تمسك بذراعه باكية تقول برجاء
_ عشان خاطري يا شهاب انا بحبك ادينا فرصة تحبني زي مانا بحبك
ابعد يده عنها بحدة و قرب وجهه من وجهها ينظر الي عينها و ببطئ همس لها
تقدم نحو غرفته و قبل ان يغلق الباب نظر اليها من اعلي الي اسفل و قال باستهزاء
_ اه و ابقي اجري علي عمي قوليله علي اللي قولتهولك دا زي ما جريتي عليه كدا تقوليله انك حامل مني
مال برأسه الي اليمين و هو يضيق عينه قائلا
_ مع ان انا و انتي عارفين دا حصل ازاي
اغلق الباب بقوة بوجهها ل تسرع
نحو باب الغرفة تطرق عليه و هي تقول بشراسة من داخل قلبها الحاقد المليئ بالغل
_ حبها براحتك كدا كدا عمرها ما هتبص في وشك تاني انا عارفاها كويس و انت كمان عارفها عمرها ما هتسمع منك كلمة عمرها ما هترجع زي الاول حتي لو روحت قولتلها كل حاجة احنا معدناش ننفع غير بعض فاهم
زمجرت بقوة من قلبها و ذهبت الي الغرفة المجاورة في حين تسطح هو علي الفراش يشعر بأعياء شديد و يشعر ان قلبه سيخرج من محله مصدر دقات متتالية بقوة كبيرة ألمت صدره وضع يده علي قلبه و هو يغمض عينه يريد النوم و التخلص من هذا الألم الذي يفتك به و هو يهمس بكلمات اعتذار منبعثة من قلبه نحو معشوقته الوحيدة عيون الفيروز هو يعلم صدق حديث ياسمين انها لن تنظر إليه حتي بعد ذلك تنهد مرة أخيرة و هو يهمس پألم
ابدلت فيروز ملابسها و جلست بارهاق علي الفراش بجوارها نظرت الي صديقتها و الدموع تلتمع بأعينها ل تبتسم ساخرة علي نفسها و هي تقول پألم مزق قلب الاخري من نبرتها التي تبث عن جرحها الغائر بقلبها
_ انا لسة بحبه يا زينة
شهقة بقوة ب بكاء ېمزق نياط قلبها و من ثم رفعت رأسها اليها و هي تهمس بشفاه مرتجفة بضعف
اڼفجرت ب البكاء بقوة و هي تحاول كبح صوتها الا انها لم تستطع ل تبدأ بترك زمام الامور الي قلبها الذي يأن پألم ل تتقدم منها زينة و ټحتضنها بقوة تحتويها بين ذراعيها بحنان و هي تربت علي ظهرها تهمس بحزن شديد علي حالها الذي لم يتبدل يوم منذ خطبة شقيقتها
_ اهدي يا فيروز عشان خاطري هو اللي واطي و جبان خان كل اللي بينكوا
ل ترفع رأسها و هي لازالت تحتضن زينة ل تقول بتشتت و ضياع
_ ايوة لية عمل كدا لية يعمل معايا كدا .. طب لية اختي تعمل معايا كدا يا زينة لية يخنوني كدا يا زينة انا بحبهم اوي لية يا زينة
انخرطت بالبكاء مرة أخرى و هي ټحتضنها ل تغمض زينة عينها ل تسقط منها دمعة علي وجنتها و هي تقول بهدوء
_ فوضي امرك لله يا فيروز ربنا ياخدلك حقك منهم انتي مغدرتيش بحد بالعكس هما اللي غدروا بيكي
ابتعدت فيروز عنها تمسح دموعها و هي تقول بهدوء
_ لا مش عايزة يحصلهم ربنا يسعدهم
دفعتها زينة برفق و هي تقول بغيظ
_ هتشليني اوعي
وقفت تتأفف رافعة خصلاتها المتمردة الي الاعلي و هي تقول
_ انا هروح اجيب اكل و عصير و نتفرج علي فيلم حلو كدا و نروق دماغنا من كل دا بلا رجالة بلا قرف
ما ان انتهت من جملتها حتي صدح صوت هاتفها بالغرفة يعلن عن اتصال ل تتحدث بلهفة
_ حسام
اڼفجرت فيروز ضاحكة علي مظهرها بعد أن كانت تمثل دور المرأة القوية نكزتها زينة بضيق و هي تأخذ الهاتف من اعلي وحدة الادراج بجوار الفراش فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تقول سريعا بابتسامة متسعة
_ حسام انت فين مبتردش عليا لية
استمعت الي تنهيدة طويلة منبعثة منه و من ثم تحدث قائلا
_ انا تحت في البيت لقيت مسدجات منك كتير قولت يمكن يهمك
_ طب كنت فين اليومين دول
صمت بعد ان استمع اليها قليلا ثم استمعت الي صوته يصدح بالطرف الآخر قائلة
_ مش مهم بس لو عايزة تعرفي عايز اعرف قبلها اية اللي حصل و اية اللي امي قالتهولك .. سلام
اغلق الهاتف ل تنظر الي فيروز و هي تضع الهاتف اعلي وحدة الادراج مرة أخرى تقول بهدوء
_ عايز يعرف اللي مامته قالتهولي
اجابتها فيروز ببساطة
_ طب ما تقوليله يا زينة ما هو لازم يعرف اللي عملته مامته يا بنتي
قضمت اظافرها و هي تقول
_ ما هو انا غلطانة يا روز بردو انا صدقت و حتي مسألتوش الكلام دا صح
و لا غلط لو عرف اني صدقت فيه كدا ممكن هو اللي يبعد عني
عقدت فيروز قدمها أسفلها و هي تقول بهدوء
_ بصراحة يا زينو هيبقي عنده حق لان كان لازم تقوليه و تسأليه و انا قولتلك و انتي مش بتسمعي الكلام
هزت زينة رأسها بايجاب ثم همست بتعقل
_ عندك حق كان لازم يعرف
تأفقت و هي تقف تخرج من الغرفة و هي تقول
_ انا هروح اجيب الحاجات و انتي افتحي اي فيلم بقي كوميدي كدا اللاب عندك اهو و هنهيص للصبح عشان دماغي خلاص مش عايزة افكر تاني ابدا النهاردة
بعد ان قضت سهرتها برفقة صديقتها التي هونت عليها يوم لم يكن ل يمر دونها لقد هونت عليها صعوبة ذلك اليوم دلفت الي منزلها مغلقة الباب ل ينتبه اليها والدها الذي يجلس علي مقعد بالردهة يمسك بهاتفه ل يبتسم و هو يقول
_ صباح الفل يا حبيبتي تعالي
اسرعت تحتضن والدها و هي تجلس علي مرفق المقعد و هي تقول مقبلة وجنته
_ صباح النور يا حبيبي وحشتك صح
وضع هاتفه علي المنضدة و هو ينظر اليها قائلا بخبث
_ لا كنت بتعود عشان لما تتجوزي و تمشي تروح بيت علي
انكمشت ملامحها بضيق و هي تقول بحزن
_ كدا يا بابا ماشي شكرا و انت كمان علي فكرة موحشتنيش
ضحك هو عاليا و هو يربت علي كتفها قائلا
_ و انا اقدر ميوحشنيش القمر بتاعي يعني
_ بس تعرف كويس يا بابا انك فتحت موضوع علي كنت عايزة اتكلم معاك شوية
قالت بعد ان حسمت امرها بالرفض القاطع ل زواجها منه ما كادت ان تكمل حديثها حين اشار إليها والدها بالتحدث و هو ينظر اليها باهتمام الا ان صوت والدتها التي رحبت بها من الخلف اخرجها من الحديث بجدية
_ روز جيتي يا حبيبتي
ابتسمت فيروز و هي تذهب نحو تقبل وجنتها و هي تقول
_ ايوة يا ست الكل
_ كويس انك جيتي يا حبيبتي عايزاكي تودي حاجات لاختك نسيتها
قالت والدتها جملتها و هي تتجه الي محل حقيبة سوداء تحملها و تمدها نحو فيروز التي بهتت و شحب لونها و هي تقول
_ ما تروحي انتي يا ماما انا مش عايزة اروح عايزة انام منمتش من امبارح
تنهدت السيدة هناء و هي تقول بهدوء ناظرة الي زوجها
_ ابوكي مش راضي يخليني اروح اتكلم يا اكرم
الټفت اليها والدها يتحدث إليها بجدية
_ معلش يا روز روحي انتي يا حبيبتي لا انا و لا امك هنروح عند اختك اليومين دول خليهم براحتهم شوية انتي روحي اديها الحاجات دي من علي الباب و تعالي
اهتزت بؤبؤت عينها و هي تقول برجاء
_ مش عايزة اروح يا بابا عشان خاطري
امسكت والدتها بيدها تجعلها تمسك بالحقيبة و تربت علي كتفها قائلة
_ معلش يا حبيبتي دا صد رد و هي في العمارة اللي جنبنا اهي مش هتأخد دقيقتين و تعالي نامي
نظرت اليها فيروز بقلة حيلة و هي تهز رأسها بايجاب قائلة
_ حاضر يا ماما
فتح الباب و خرجت ذاهبة نحو شقة شقيقتها اضطربت انفاسها و هي تري ان المصعد يقترب من الطابق الخامس ابتلعت ريقها بصعوبة حين فتح باب المصعد أمام الشقة تماما تقدمت نحو الشقة و هي تدعو ان لا تقابله ابدا طرقت الباب بضعف ل تغمض عينها تضغط علي جرس الباب استمعت الي صوت فتح الباب فتحت عينها ببطئ ل تتنهد براحة حين وجدتها ياسمين ل تمد يدها بالحقيبة و هي تقول برسمية
_ ماما بعتالك الحاجات دي
امسكت ياسمين بالحقيبة تضعها امام الباب من الداخل و من ثم تنظر إليها بأعين شامتة قائلة بخبث
_ ازيك يا فيروز و الله وحشتيني
_ شكرا
اجابت فيروز بأقتضاب و ما كادت ان تغادر الا ان تحدثت ياسمين مرة اخري قائلة بميوعة زائدة
_ معلش بقي مش هعرف اقولك ادخلي اصل احنا عرسان جداد و قاعدين براحتنا اكيد مقدرة مش كدا يا حبيبتي
ابتسمت فيروز ببرود و هي تهز رأسها قائلة
_ مين قال اصلا اني كنت هدخل
رفعت رأسها شامخة ذلك ينافي الي قلبها الذي يدق
پعنف و كأنها ضړبتها في مقټل بحديثها لكنها تحدثت بثقة اصطنعتها هي قائلة
_ اصل عايزة اقولك ان الملايكة مبتدخلش مكان فيه شياطين
التفتت مغادرة دون اي كلمة اخري ل تصك الاخري علي اسنانها بغيظ ل تدب بقدمها علي الارض پغضب حين اغلق باب
متابعة القراءة