فيروز
المحتويات
بشراسة
_ و حياة فيروز عندي هرميكي من هنا و هقول لابوكي علي كل حاجة
هز رأسها بين يده و هو يقول بزئير من اعماق قلبه
_ كل حاجة فاهمة
ابعدها من يده و هو ينظر اليها مشمئزا منها و هو يدلف الي الداخل غير عابئ بصوت بكاءها نظرت اليه و هي تسير خلفه تصيح به بصوت مخټنق
_ انت حالف علي المصحف انك مش هتقول كلمة في الموضوع دا
_ يعني انتي في الموضوع
تقدم منها بخطوات واسعة ل تتراجع هي للخلف و هي تقول سريعا
_ لا لا معملتش حاجة انا مليش دعوة بحاجة
نظر اليها مطولا مضيقا عينه و من ثم تركها و ذهب نحو الشرفة و هو يدفعها مبتعدا عنها و يغلق باب الشرفة خلفه استند علي الشرفة و هو يمرر يده علي وجهه بتأفف مستغفرا الله داخله رفع رأسه الي الاعلي ناظرا الي السماء و هو يهمس
ارتدت زينة ملابسها و همت للخروج ل زيارة خالتها اصغر شقيقة ل والدتها و الاقرب سنا الي زينة فهي تكبرها بخمسة اعوام فقط الأقرب لها من بين عائلة والدتها امسكت باحمر الشفاه نظرت اليه و من ثم وضعته مرة اخري بضيق تخرج من غرفتها تودع والدتها و تخبرها انها سوف ترحل
اغلقت باب الشقة و نزلت الدرج واضعة حقيبتها علي ذراعها ما ان عبرت الطابق الموجود به شقة عمها حتي وجدت فتاه تصعد الدرج و هي تعدل من هيئتها بعد درجة و الاخري ما ان وصلت اليها حتي تحدثت الفتاه بصوت رقيق قائلة
نظرت اليها زينة باستفهام ل تتحدث الاخري بهدوء
_ هو شقة استاذ حسام المحامي انهي واحدة
نظرت اليها زينة تتفحصها من اعلي الي اسفل و هي تقول بحدة مغتاظة
_ لية
_ نعم !!
سألت الأخري مستغربة حدة نبرتها و سؤالها و لكنها تحدثت مرة اخري
_ لو سمحتي فين شقته يا آنسة
اشارت زينة بضيق نحو الشقة ل تبتسم لها الفتاه شاكرة أياها و من ثم تصعد نحو الشقة في حين اختبئت زينة تستمع الي ما سيدور بينهم ...
_ ازيك يا استاذ حسام انا ناريمان لسة فاكرني
دقق فيها حسام قليلا و من ثم تذكر من تكون ل يتحدث قائلا
_ اه طبعا فاكرك يا آنسة اتفضلي
اشارت بيدها بنفي و هي تقول
_ لا مفيش داعي انا اسفة اني جيت هنا بس المكتب مقفول
_ و لا يهمك اتفضلي جوا نتكلم
هزت رأسها بنفي و هي تبتسم قائلة ببساطة
_ شكرا لو حضرتك رايح المكتب نروح سوا
هز رأسه بإيجاب و هو يقول مشيرا الي الداخل
_ ثواني هجيب حاجة من جوا
هزت رأسها بايجاب مع ابتسامة رقيقة ل تركض زينة سريعا علي الدرج حتي تعجبت منها ناريمان و بسرعة البرق فتحت باب الشقة و دلفت الي المرحاض تأخذ منه سطل بلاستيكي مليئ بالمياه و ركضت به علي الدرج وقف علي اول الدرج و حين خرج حسام من الشقة و اغلق الباب القت المياه عليه ل تصعد شهقة متفاجأة منه بعد القيت الماء بالكامل عليه نظرت ناريمان اليه و الي من القي الماء پصدمة لما حدث رفع عينه اليها نظر اليها پغضب و هو ېصرخ بها بغيظ
القت السطل من يدها تضع يدها علي فمها مصطنعة الصدمة و هو يقول
_ اية دا هي جت عليك يا حسام
صعدت الدرج اليها بلمح البصر و هو يختصر الدرج ل طول ساقه حتي وصل اليها و لم تلحق هي الركض و الهروب منه وقف امامها يصك علي اسنانه و هو يقول بخفوت
_ بتهزقيني ادام الزباين يا زينة اقسم بالله نفسي اضربك بالقلم احولك دلوقتي
ارتجفت تحاول الهروب الا انها نظرت الي ناريمان و هي تقول
_ معلس يا قمر اسبقي انتي بقي عشان استاذ حسام مضطر يغير هدومه
نظرت ناريمان اليها و من ثم نظرت الي حسام قائلة
_ طب انا هروح استناك عند المكتب يا متر
انصرفت ل يتقدم منها و هو ينظر اليها پغضب رفع سبابته يحذرها و هو يقول بحدة
_ اللي عملتيه دا قلة ادب يا زينة و خصوصا ادام واحدة هتبقي خطيبتي
اتسعت اعينها مع انتهاءه من جملته و امتلئت عينها بالدموع رغما عنها و هي تهمس متسائلة
_ بجد انت هتخطبها
هز رأسه بايجاب و هو يلتفت عنها نازلا الدرج تاركا قلب ټحطم خلفه و فتاه كادت ان ټموت قهرا علي جملة قالها مغتاظا مما فعلت ما كاد ان يفتح الباب حتي نزلت هي الاخري علي الدرج تنادي باسمه الټفت اليها ل ينظر اليها ل تتحدث هي تكز علي اسنانها
_ بكرهك
اكملت طريقها نحو الاسفل ل تتحول ملامح وجهه الي البهوت ل يتحرك خلفها و هو ينادي باسمها بلهفة حتي يراضيها و لكنها لم تقف انما ذهبت و لم ترد عليها ل يتنهد بضيق و هو يضرب علي جبهته بكف يده يبدو ان الامر قد تعقد و لم ينحل لم يكن اغاظتها الا ضړبة قاسېة له تلك الكلمة خرجت بجدية تامة من قلبها
متسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة في حين دخلت إليها والدتها بصنية عليها طعام الفطور تقدمت منها حتي جلست جوارها و هي
تضع الصنية علي وحدة الادراج مررت يدها علي خصلات شعرها و هي تقول بابتسامة
_ عاملة اية دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بهدوء مبتسمة و هي تقول
_ الحمد لله يا ماما انا كويسة
ابتسمت والدتها و هو تربت علي كف يدها و تبدأ في إطعامها و هي تقول
_ يلا بقي افطري عشان تاخدي الدوا و ادهنلك ظهرك
بدأت بالافطار حتي انتهت و ناولتها الدواء و عاونتها بالاستدارة حتي وضعت علي هذا الدهان الطبي المخصص ل ظهرها و من ثم اراحت ظهرها من جديد اغمضت فيروز عينها براحة في حين قالت بهدوء ل والدتها
_ ماما لو زينة كلمتك متقوليلهاش اي حاجة عشان بس متقلقش ابقي هاتي اكلمها
نهضت والدتها عن الفراش جوارها و هي تهز رأسها بايجاب ما كادت ان تأخذ الصنية حتي طرق باب الغرفة و صدح صوت شهاب من خلفه و هو يقول
_ طنط هناء اقدر ادخل
دق قلبها و اصبح كقرع الطبول و تهدجت انفاسها لا تريده ان يكون جوارها لا تريده ان يتحدث اليها و تضطر هي رغما عنها بالرد و لكنها بالاخر مدينه له بالشكر لانقاذها من بين براثن ذلك الحقېر .. وضعت هناء الصنية مرة اخري و امسكت بالحجاب المجاور ل فيروز و تضعه علي رأسها و هي تدثرها جيدا بالغطاء الخفيف و سمحت له بالدخول دلف الي الغرفة و نظر اليها و كأن لم يري شيئا بالغرفة سواها ابتسم باتساع و هي تنفس رائحتها المنتشرة بالغرفة ل يقول بهدوء
_ صباح الخير
ردت هناء بلطف و هي تحمل الصنية مرة اخري
_ صباح النور يا شهاب
نظر إلي فيروز و هو يقول
_ انا جاي اطمن علي فيروز
اشارت هناء بيدها الي المقعد البلاستيكي و هي تقول
_ اقعد يا شهاب علي ما ادخل الصنية و اجبلكوا عصير
هز رأسه و هو يجلس علي المقعد قائلا
_ براحتك يا طنط
خرجت هناء نحو المطبخ تاركة الباب مفتوح خلفها ل ينظر شهاب الي فيروز و هو يقدم المقعد حتي يكون جوار الفراش امسكت بحجابها و هي تبتلع لعابها بارتباك تحاول ان تخفي قلبها النابض بقوة بين ضلوعها يظهر دقاته في حال هبوط و صعود صدرها باضطراب وضع يده بخصلات شعره و هو يقول بتساؤل
_ عاملة اية دلوقتي
هزت رأسها و هي تهمس بجمود و لا زالت تنظر امامها و لا تنظر اليه ابدا
_ كويسة .. شكرا
_ فيروز انا جنبك دايما مش هسيب حاجة تأذيكي ابدا
توسل باعينه ان تصدق جملته ل تلتفت برأسها اليه و هي تقول بحزم
_ شكرا يا جوز اختي خليك في اختي و بس و شكرا علي اللي عملته جدآ شكرا
اغمضت عينها تخفي عينها المليئة بالدموع جملته إصابتها كخنجر مسمۏم قد استمعت تلك الجملة قبل ذلك كثيرا منه كانت تلك الجملة في الماضي تزين يومها و تطغي السعادة علي حياتها و يرفرف قلبها في فرحة عارمة اما اليوم فهي بالنسبة لها چرح كبير مؤلم و لن يلتأم ابدا همس باسمها بلوع و هو يقول
_ انا عارف انك مش طايقاني و لا عايزة تشوفيني بس و الله العظيم لو اقدر اتكلم هقولك علي كل حاجة مش هقدر يا فيروز
وضعت يدها علي اذنها و هي تقول بحدة
_ و انا مش عايزة اسمع اي حاجة لا دلوقتي و لا في اي وقت انا اعتبرت انها كانت مرحلة و عدت مرحلة من اسوء مراحل حياتي كمان و مش عايزة افتكرها تاني ابدا
نظر اليها مطولا حديثها ايضا يمزقه و لا يدري احدا به تظنه خائڼا جبانا هو بالاصل كذلك في عين نفسه و لكن لا يريد ان يسمع منه هذا يكفي ما يفكر به يكفي ما يشعر به يكفي ألم فوق ألمه نطق قلبه قبل لسانه بلقبها المفضل لديه
_ عيون الفيروز
و لكن ايضا الآن لم يعد لديه تأثير عليها نظرت اليه بجمود و نظرات مېتة لا روح فيها و هي تقول بخفوت غاضبة
_ متقولش الاسم دا بضايق منه بكرهه
دلفت والدتها بصنية عليها كؤوس من العصير قدمت ل شهاب
لكنه القي نظرة اخيرة علي فيروز قبل ان تقف معتذرا من هناء خارجا من الغرفة بل من المنزل كاملا يريد ان يتنفس يشعر بانفاسه تنحصر بصدره ټخنقه لم يدري ان قدمه تقوده الي اللامكان فقط يسير يتنفس الهواء من حوله لعله نيرانه المستعرة داخله تهدئ و تلطف من چروح عميقة داخل قلبه
مر اسبوعين و قد تعافت فيروز و بدأت في ممارسة حياتها العادية جلست بالردهة جوار والدها الذي احتضنها سعيدا بشفاءها في حين نظر الي شهاب قائلا بتساؤل
_ عملت اية في اللي قولتلك عليه يا شهاب
نظر إليه شهاب مدقق النظر فيه و ظهر الحزن جالي علي وجهها و هو يقول بهدوء
_ سألت
متابعة القراءة