فيروز
المحتويات
ما عرفت اني وسيلة لست الحسن و الجمال اشبع بقي بيها
ل يشير الي بطنها و هو يقول
_ و الواد اللي في بطنك
رفعت سبابتها بتحذير امام وجهه و هي تقول
_ انت عارف انه ابن شهاب يا علي هتستعبط ما احنا دفنينه سوا .. هااا هتيجي معايا و لا أية
_ و هنقولهم اية بقي
ازاحته عن باب الحمام و هي تدلف الي الداخل تقول بلا مبالاه قبل ان تغلق الباب
جلس بالعيادة الخاصة به و لم يدري كيف وصل إلي القاهرة كيف مر الطريق عليه كيف مر بسلام نظر إلي بعض الاوراق الموجودة امامه مدون بها كل شئ يخص حالة هذا المړيض استند علي سطح المكتب و هو يضم رأسه بكلتا يديه و هو يهمس الي نفسه
_ لازم تركز لازم تركز دي حياة بني ادم بين ايدك انت اللي هترفع نفسك لسابع سما انت تقدر دا كان حلمكوا سوا حياة بني ادم بين ايدك
_ الو يا شريف لا رجعت .. مقدرتش اقعد بس هرجع تاني عندي عملية في العيادة و هرجعلهم .. لية لية دا يوجع القلب يا شريف
صمت قليلا متنهدا بتعب شديد و هو يقول
ضحك بقوة بهسترية و بطريقة غير مبررة ثم طرق بيده بقوة علي سطح المكتب و هو ېصرخ
_ هسكت و هسكت لحد اما اروح افرشلها عفش بيتها بايدي
تنفس بقوة و هو يقول پغضب
_ اهدي لامتي اهدي لية ربنا ياخدني و يريح قلبي تعبت تعبت دا كله عشان حبيت عمك منه لله كنت قولت لابوها و كان اتصرف و لا قټلها و انا مالي استر علي واحدة زي دي لية
_ لحد امتي يا شريف انا مش طايق
جبل مايل علي صدري و مش قادر اتنفس .. لا يا شريف مش هتحس بيا محدش هيحس بيا ربنا وحده اللي عالم اللي في قلبي دلوقتي
اغلق الهاتف بوجه شقيقه و هو يهمس بنيرة خاڤتة
_ محدش عارف حاجة و لا حد هيعرف كله اصم و ابكم و لا حد شايف و لا حد حاسس
جلست فيروز بجوار والدها تميل علي كتفه و تتمسح به كهرة صغيرة و والدها يبتسم و يعلم ان تلك الصغيرة بالتأكيد تريد شئ ما منه نظرت اليه فيروز تسبل عينها ببراءة و هي تهمس منادية بأسم ابيها ل يهمهم والدها منتبه اليها ل تتنحنح و هي تقول بهدوء
_ بابا يعني احنا كل مرة بنيجي هنا اقولك خرجني لوحدي و فسحني مش لازم مع حد و انت تقولي عشان خاطر اختك مش هينفع لوحدك كمان عشان ماما و عمتو ادي ياسمين اتجوزت ممكن بقي اخد بابا حبيبي يفسحني لوحدي عشان يبقي اخيرا عشت يوم مميز هنا
_ عشان خاطري يا بابا
نظر اكرم حوله و هو يضيق عينه يتفحص المكان حوله و حين وقعت عينه علي زوجته و شقيقته الذان يجلسان بجوار بعضهم البعض بالشرفة يتبادلون الاحاديث حتي نظر الي فيروز و تحدث قائلا
_ قومي البسي و اياكي تجيبي سيرة لهناء
ضحكت فيروز و هي تقف عن الأريكة تلاعب حاجبيها بمشاكسة و هي تقول
_ خاېف من ماما يا بابا هقول علي فكرة
ما كاد والدها ان يقف عن الأريكة و هو يرمقها پغضب حتي فرت من امامه الي غرفتها سريعا و قد تعالت ضحكتها بمرح ل يبتسم والدها بحنان و هو ينظر بأثرها ...
_ اكرم
اتاه صوت زوجته ل يتنحنح و قد يخشي ان تكون قد علمت زوجته ان سيمرح من دونها و تقيم القيامة فوق رأسه ل يلتفت اليها سريعا و هو يقول
_ ايوة يا حبيبتي جاي
تقدم منها ل تخرج من الشرفة و تنظر اليه قائلة
_ هو مش ياسمين اتأخرت هي و علي برا هي قالت لجوزها ليجي و يزعل يا اكرم
تنهد براحة انها لم يعلم شئ و هو يقول
_ لا متقلقيش هي قالتلي انها قالت لجوزها و انا كلمته قال انه جاي بليل و بعدين يا هناء ما هما بيشتروا هدوم اكيد هيتأخروا
_ انا بس خاېفة يحصل بينها و بين جوزها مشكلة يا اكرم اصل بصراحة حاسة ان شهاب قافش كدا و بيتعصب بسرعة
قالتها هناء بنبرة قلقة ل يربت اكرم علي كتفها و هو يرد مطمئنا اياها
_ متقلقيش شهاب طيب جدا انتي بس كلامك معاه محدود انا اتكلمت معاه كذا مرة ولد كويس و مهذب هو انا يعني هرمي بنتي يا هناء
ربتت علي ذراعه و هو تبتسم قائلة بحنو
_ ربنا يباركلنا فيك يا حبيبي و يجازيك عننا كل خير
ما ان انتهت من جملتها حتي خرجت فيروز من الغرفة و هي تكمل ترتيب ملابسها و تلف حجابها جيدا لاهثة و كأنها كانت تحارب الوقت حتي لا يعود والدها بحديثه من جديد و هي تقول بسرعة
_ خلصت يا بابا
نظرت اليها هناء و من ثم نظرت الي زوجها نظر يعلم فحواها جيدا رفعت حاجبها لاعلي و هي تقول بتساؤل مضيقة عينها پغضب
_ و رايح فين بقي يا بابا
سعل اكرم و هو يمرق فيروز بحدة ل تنقذ هذا الموقف علي الفور و بالفعل علمت ما يريده والدها ل تتقدم منها فيروز و تمسك بيد والدتها تبعدها عن والدها و هي تقول بهدوء
_ انت بوظتي المفاجأة يا ماما كدا ينفع
لمعت عين هناء بالفضول و هي تقول مصطنعة اللامبالاة قائلة
_ أية هي المفاجأة دي
مالت نحوها قليلا و هي تقول
_ مش بابا نازل معايا يشتريلك هدية
اتسعت عين هناء و هي تقول بفرحة
_ هدية ليا انا انتي متأكدة
نظرت فيروز الي والدها الذي استمع اليها و كاد ان يخلع نعله و يلقيه برأس فيروز ل تتنحنح باعتذار و هي تقول
_ ايوة طبعا متبينيش بقي انك عرفتي حاجة
هزت
هناء رأسها بايجاب تنظر نحو اكرم مبتسمة و هي تتوجه مرة أخري نحو الشرفة ل يتقدم اكرم من فيروز پغضب ل تهرب هي سريعا نحو باب المنزل و هي تقول باعتذار
_ و الله اسفة ملقتش حاجة اقولها غير كدا
ثم قالت بتساؤل
_ يعني كدا كويس و لا تنكد عليك اسبوع كامل
وقف اكرم يفكر و من ثم هز رأسه مقتنعا يشير اليها بسبابته و هو يقول
_ صح اقتنعت بصراحه
تنهدت هي براحة و فتحت الباب سريعا و ركضت خارج الشقة و هي تقول
_ يلا بقي خلينا نفرفش شوية
خرجت ياسمين مع علي من العيادة الخاص بطبيب النساء و التوليد و هي تضع يدها علي بطنها ل يضع علي يده علي كتفها و هو يقول بهدوء
_ اهو يا ستي مطلعش فيه اي حاجة تخوف
نظرت اليه بطرف عينها و تدفع يده بعيدا عنها و هي تقول بتحذير
_ متحطش ايدك عليا تاني يا علي
ابتسم ساخرا غير مهتم بما تقول
_ بلاش الشويتين دول يا ياسمين اظن انا و انتي عارفين انتي اتجوزتي شهاب ازاي
نظرت اليها بغيظ ل يجذبها نحوه و هو لازال يحاوطها ل يميل نحوها يتحدث بجوار اذنها هامسا
_ زي الشاطرة هتيجي معايا دلوقتي نعيش يوم من بتوع زمان عشان عندي ليكي خطة هتجيب فيروز الارض
جذبها بحدة و هو يوقف بيده الاخري سيارة أجرة متوجه بها نحو احد الفنادق مبتسما بخبث في حين لم تهتم هي الا بجملة ټدمير فيروز هل يمكن ان يكون لدي البشر كل هذا الحقد و الكره ل احد آخر صعدت معه الي سيارة الأجرة ل يبتسم هو بجانب شفتيه بخبث يتابع الطريق بأعين مليئة بالسخرية عليها حتي وصلا الي احد الفنادق الذي يديرها صديقا له و الذي اعطاه غرفة باخر طابق اعطي مساعده المفتاح و هو ينظر الي علي قائلا
_ اي خدمة يا صاحبي
انتهي جملته بغمزة من عينه و هو يعاين ياسمين بطرف عينه من اعلاها الي اسفلها ل يشكره علي و يمسك بيد تلك المتأففة النادمة انها جاءت معه الي هنا صعد بها الي الاعلي و حين دلف الي الغرفة سحبها ل تدلف هي الاخري غالقا الباب خلفه تقدم نحوها و ما كادت يده ان ټلمسها حتي ابتعدت عنه و هي تقول
_ هتعمل اية مع فيروز الاول
نظر اليها يدفعها برفق نحو الحائط خلفها وضع يده علي الحائط جوارها و هو يقول مبتسما
_ هتتبسطي اوي لما تعرفي اللي في دماغي و لما انتي تتبسطي هترجعي ياسمين اللي اعرفها مش كدا
حب
ل يضحك علي بصخب عليها و هو يمرر عينه عليها قائلا
_ دايما بتعجبيني
امسكت هاتفها تلتقط بعض الصور الفوتوغرافيه لها هي و والدها بعد هذه النزهة التي كانت تريد ان تعيش اجواءها و بالفعل هي سعيدة بهذا اليوم وضعت يدها بذراعه و هي تقول بسعادة
_ احلي يوم في حياتي يا بابا بجد ربنا يخليك ليا
ابتسم والدها و هو يضع يده علي رأسها و يسير بها عائدا الي المنزل و هو يقول بحنو
_ و يخليكوا ليا يا حبيبة بابا
ثم اكمل مضيقا عينه
_ الاول معاكي الهدية بتاعت هناء لان لو لقينا بنضحك عليها لا هتكلمني و لا هتكلمك و يومين المصيف هيبقوا يومين حرب اهلية
ضحكت و هي تضع هاتفها بالحقيبة و هي تهز رأسها قائلة
_ لا متقلقش معايا
وصلا الي المنزل فتح اكرم الباب و دلف الي الداخل و خلفه فيروز التي اخرجت هدية والدتها و ناولتها الي والدها حين وجدت ياسمين بالردهة جالسة مع الجميع ل تستاذن الجميع و تدلف الي غرفتها عالقة الباب خلفها وضعت الحقيبة علي الفراش و نزعت الحجاب عنها فتحت خزانة ملابسها تخرج لها ملابس للنوم بها لقد حسمت امرها و لن تخرج معهم يكفيها مرح اليوم لا تريد ان يعكر صفوها
بمجلسها مع ياسمين و علي الذي يكاد ېقتلها بنظراته انتهت من ارتداء ملابسها قبل ان ترتمي علي الفراش و تتنهد بثقل و تغلق جفنيها
متابعة القراءة