فيروز
المحتويات
المصعد ل تدلف الي الداخل غالقة الباب خلفها بقوة بوجه يشع بالحرارة من شدة العصبية
الفصل الرابع
أغمضت فيروز عينها بتأفف داخلي و هي تضع الهاتف علي اذنها تستمع الي صوت زينة المضطرب الخائڤ من تلك المواجهة بينها و بين حسام تنهدت فيروز و هي تقول بضيق
_ ما تهدي شوية يا زينة هو هياكلك قوليله كل حاجة و خلاص
_ هيقتلني و لا اية
ضحكت فيروز و هي تفك فروة رأسها تقول بمزاح
_ لا يا حبيبتي مش هيقتلك هيبيعك قطع غيار
نظرت زينة بالمرآة تطلع الي هيئتها و الي موضع الحجاب اعلي رأسها تنهدت و هي تقول
_ طب افرضي زعل مني مش عارفة يا روز انا خاېفة
_ تشجعي يا زينو خليكي تخلصي الحكاية دي
_ انا هخرج و هقوله و اللي يحصل بقي يحصل انا هقفل سلام يا روز
_ ماشي يا حبيبتي ابقي طمنيني بعد ما يمشي
هزت زينة رأسها بايجاب و كأنها موجودة امامها و اغلق الهاتف ل تشرد فيروز الي نقطة ما و هي تقول بخفوت
تنهدت و هي تقف عن الفراش تخرج للحديث مع والدها قليلا ل يرتاح قلبها ..
خرجت زينة و هي تتنفس بهدوء حتي وصلت الي المكان الموجود به حسام جالس مع والدها حمحمت و هي تضع يدها علي كتف والدها قائلة
_ السلام عليكم
الټفت اليها والدها و حسام معا يرددوا سلام الله عليها ل تجلس جوار والدها الذي ربت علي رأسها و هو يقول بهدوء
وقف والدها عن المقعد يشير اليها قائلا بهدوء
_ انا قاعد قصادكوا اهو
هزت زينة رأسها بايجاب مبتسمة ل والدها بحب ل يذهب والدها يجلس علي أحدي المقاعد البعيدة عنهم ل يكونوا أمام ناظريه نظر اليها حسام و هو يتحدث قائلا
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس
_ طيب احلف انك عمرك ما هتزعل مني و لا تلومني
نظر اليها مطولا نظرات ثاقبة يتفحص داخلها الشفاف بالنسبة له ثم هز رأسه بهدوء ل تغمض عينها بقوة و من ثم فتحت عينها قائلة
_ يوم ما جيت كلمت بابا علي خطوبتنا انا كنت مواففة و كنت هقول لبابا كدا بس طنط كلمتني و قالتلي انها عايزاني نزلت و انت كنت في المكتب او في المحكمة مش فاكرة قالتلي
_ قالتلي انك مكسوف تقطع الوعد اللي بينك و بين عمك و انك مش عايزني و انك مضطر تتمم الخطوبة عشان بابا بس و انها بتنصحني و بتوعيني عشان متكسرش قلبي
صمتت و هي تزيح دمعة وقعت علي كف يدها المرتجفة و من ثم رفعت رأسها اليه و هي تقول
_ و بعدين قالتلي انك مش هتعرف تقول لبابا كدا عشان ميزعلش و انك انت اللي قولتلها تقولي كدا عشان ارفض انا و انت متتحرجش مع بابا و انا ...
_ و انتي صدقتي ماما و قولتي لعمي انك مش موافقة
اكمل عنها دون تعبير يذكر ل تهز رأسها بايجاب بحزن و هي تقول
_ ايوة كل دا اللي حصل و طنط كانت بتتكلم بجد و كلام جرحني اوي و مش هقدر اكرره
نظر إليها و هو يصك علي اسنانه و عينه تضج ڠضبا ل يهب واقفا بحدة ل يرتجف جسدها من حدة وقفته ل تنظر اليه هامسة
_ حسام انا مغلطش انا مكنتش اعرف انك متعرفش حاجة عن الموضوع دا حتي لما جيت لبابا تاني افتكرت بردو عشان الكلمة اللي بين بابا و بين عمي الله يرحمه و انت من بعده
رمقها بطرف عينه و هو
يقول
_ و انا كنت فاكر اللي بينا اكبر من كلمتين تصدقيهم
وقفت هي الأخرى تنظر إليه قائلا
_ و انت عارف مامتك بتتكلم ازاي و عارف ان الكلام منطقي جدا بص انت عرفت اللي حصل كدا تمام
تقدم منهم والدها متسائلا بهدوء ينظر فيما بينهم
_ ها يا زينة اتفاهمتوا
نظرت الي والدها بحزن قائلة بنبرة مليئة بالاصرار
_ لا يا بابا بعد اذنكوا
ذهبت الي غرفتها و اغلقت الباب خلفها تأففت و هي تخلع حجابها پاختناق و تلقيه علي الفراش في حين استمعت الي صوت باب الشقة يغلق علمت انه خرج من الشقة
نظرت بثبات الي والدها الذي يتحدث اليها بتعقل منتظرة ان يكمل حديثه الي ان انهي حديثه مبتسما يربت علي كف يدها ابتسمت هي الاخري تبادله بسمته و هي تقول بهدوء و جدية
_ انا عارفة كل الكلام دا يا بابا انه ابن اختك و واثق فيه و كل دا بس لو عايزني سعيدة بلاش علي يا بابا عشان خاطري
تنهد اكرم و هو يحاوط كتفها يضمها اليه بحنان قائلا
_ يعني دا قرارك الاخير يا فيروز
هزت رأسها بايجاب سريعا ل يقبل والدها رأسها و هو يقول
_ خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي المهم تبقي مبسوطة انا هكلم علي و هقوله انك مش موافقة
ابتعدت عن احضان والدها ل تقبل وجنته بفرحة عارمة لكن تحولت ملامحها الي عبوث مرة أخرى حين نطق والدها بنبرته العابثة المعتادة هي عليها قائلا
_ بس في واحد شافك في فرح اختك و كلمني و بما انك رفضتي علي هتقعدي معاه يا روز
_ واحدة قصاد واحدة يعني يا بابا
قالتها بحزن حتي يلين و لكنه هز رأسه بايجاب مؤكدا علي حديثها ل ينحني بجذعه العلوي حتي يلتقط هاتفه الموجود علي الطاولة يعبث به ل يجد رقم هاتف علي و هو يقول
_ و مفيش اعتراض احنا بعد ما نطلع رحلتنا بتاعت كل سنة هحدد معاه ميعاد يجي
ابتسمت فيروز و هي تلوح بيدها قائلة بفرحة
_ مش مهم الحكاية النكد بتاعت العريس المهم اننا هنطلع رحلة
وضع الهاتف علي اذنه مبتسما علي مظهر طفلته استمع الي صوت علي من الطرف الاخر ل يجيبه بهدوء
_ الو يا علي ازيك يا حبيبي عامل اية
صمت يستمع الي رده ل يهز رأسه يكمل حديثه قائلا
_ الحمد لله يا بني .. المهم يا علي انا كنت عايز اقولك انك ابني زي ما فيروز و ياسمين بناتي
صمت مرة اخري يستمع الي رد علي ل تلتصق فيروز بالهاتف ل تري ماذا يقول لكنها لم تستمع الي شئ و دفعها والدها برفق يرمقها بحدة ل تجلس معتدلة متنهدة ل يتحدث اكرم قائلا
_ بص يا بني الجواز نصيب و نصيبك مش مع فيروز يا بني كل شئ قسمة و نصيب ان شاء الله تلاقي اللي احسن منها
اغلق اكرم الهاتف ل تصفق هي بسعادة قائلة
_ و الله فرحتي انه بعد عني هتخليني اعدي كلمة احسن منها دي يا بابا
قبل قمة رأسها و هو يقول
_ للدرجادي كنتي مضايقة انا مقدرش اشوفك مضايقة يا حبيبتي اللي يريحك المهم تبقي مبسوطة
جلست علي ركبتيها أمام والدها و هي تقول بحماس
_ و امتي هنطلع الرحلة بقي
ابتسم والدها مجيبا بحنو
_ الاسبوع الجاي باذن الله يا حبيبتي
تجلس ياسمين امام التلفاز بالمقعد المجاور تحاول ان تجعله يعيش معها حياة عادية طبيعية ك أي زوجين و لكنه يجلس غير مبالي بها نظرت اليه ل تجد يصب كامل انتباه علي التلفاز ل تتأفف عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هو غير مبالي و كأنها غير موجودة ل يرن هاتفها يصدح بنغمته المزعجة ل يتأفف هو بأنزعاج ل تمسك بالهاتف و تقف عن المقعد قائلة
_ دي ماما هرد عليها
اشار بيده بأن تبتعد غير مهتم ل تدلف الي داخل الغرفة و تغلق الباب خلفها و تفتح الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و تجيب
_ أيوة يا علي بترن عليا لية
استمعت الي صوته الغاضب من الطرف الاخر ېصرخ بها بحدة قائلا
_ فيروز رفضتني و
ابوكي بلغني الوقتي بعد كل اللي عملنا دا عشان نبعدها عن الزفت دا و تكون ليا رفضت
تأففت هي بضيق و هي تقول بخفوت حتي لا يستمع الي صياحها شهاب الموجود بالخارج
_ ممكن توطي صوتك و تهدي و انا ذنبي اية مانا كنت معاك في كل خطوة علي اساس هتوافق و انا اعرف منين
_ انت تتصرفي انتي اخدتي حبيب القلب و ارتاحتي انا مش هرتاح غير لما اتجوز فيروز و هخرب الدنيا يا ياسمين
صاح بها پغضب عارم و عصبية شديدة بهت لونها و هي تقول بتساؤل حاد
_ انت بتهددني يا علي
ل يصلها نبرته التي اصابت في مقټل قائلا
_ انا مبهددتش انا بنفذ علي طول يا ياسمين زي ما نفذت معاكي كل حاجة كدا
_ يعني اية
_ يعني زي ما وقفت معاكي تقفي معايا و فيروز توافق
صكت علي أسنانها پغضب شديد و من ثم قالت بغيظ
_ ماشي يا علي انا هشوف اية اللي هعملوا و ابلغك
اغلقت الهاتف و القت به علي الفراش تشد علي خصلات شعرها بقوة ماذا ان ذهب علي و اخبر والدها بفعلتها لن يسامحها والدها ابدا رغم أنها اصبحت الآن زوجة شهاب الا انه لن يسامحها اما عن ذات العيون الفيروزية ان علمت من الممكن ان لا تنساه من الممكن ان تسيطر عليه مرة أخري امسكت رأسها الذي يطرق بقوة و هي تبحث عن الدواء الخاص بها ما ان وجدته حتي اخذت منه جرعتها المعتادة ل تنظر الي الامام و ارتفعت بسمتها تزين محياها تدريجيا بخبث و هي تقول
_ ماشي يا علي كدا تمام اوي
كان شهاب يجلس امام التلفاز و ما ان انتهي الفيلم السينمائي المقدم علي شاشة التلفاز حتي اغمض عينه يرجع رأسه الي الخلف يتذكر موقف بينه و بين عيون الفيروز خاصته
فلاش باك
تقف بالشرفة بجواره يحتسون اكواب من القهوة نظرت الي القمر بابتسامتها الرائعة و من ثم نظرت إليه قائلة
متابعة القراءة