فيروز
المحتويات
حقك عليا
و بعد تلك الجملة اغلقت الهاتف و القته جوارها علي الفراش و ضمت قدميها الي صدرها ټدفن وجهها بين راحتي يدها و تبكي پعنف و لم تنتبه الي ارتفاع صوت بكاءها و لا صړاخها المټألم الذي يخرج دون قصد منها الا حين استمعت الي طرقات علي باب الغرفة و صوت والدتها من الخارج تقول پخوف
_ ايلين
لم تقدر فيروز علي الحديث و لا التحرك حتي ل فتح الباب بل ظلت كما هي حتي فتحت ندي الباب و تقدمت منها تجلس جوارها ټحتضنها بلهفة قائلة بقلق
ابتعدت عنها تبعد خصلات شعرها عن وجهها و هي تقول
_ تعبانة يا حبيبتي فيكي اية اوديكي لدكتور
ارتمت فيروز باحضان والدتها من جديد و هي لازالت تبكي شعور غريب بداخلها تحبه بل تعشقه و لكن لم تعد كالسابق قلبها متجمد من ناحية و لين من ناحية اخري لم تعد تحدد ماذا تريد تشتاقه و لكن كما كان في السابق اما في تلك الفترة يوجد داخلها اضطراب من بين من عشقته و من كان زوج ل من المفترض انها شقيقتها تتسأل كثيرا هل يجوز العودة كما في السابق هل تتجاوز كل ما مرت به حتي و ان كان دون ارادة منه و لكن شعورها بالألم وقتها كان مدمي ل قلبها المسكين مسدت ندي علي ظهرها برفق و هي تسأل من جديد بحنان
تحدثت فيروز بصعوبة بعد فترة تهمس برجاء
_ ممكن تنامي جنبي من فضلك
هزت ندي رأسها و هي تتسطح جوارها ټحتضنها بحنان ل تبادلها فيروز احتضنها بأشد منه و هي تغمض عينها تستلقي النوم برحابة صدر هاربة من اكبر كوابيس حياتها الواقعية
تأففت زينة للمرة التي لم تعد تعلم عددها و هي تحاول قدر المستطاع ان تنام الا ان تفكيرها لا يتوقف عنه تهديده لها جائز التنفيذ و في حالة انها لا تريد ان تجعل حياتها حجيم بوجود والدته معهم و بالاخص بعد ما حدث لا تريد رؤيتها او الاحتكاك بها و ما قاله والدها صحيح هذا لا يناسبها ما يجبرها ان تعيش مع احد غير راغب بها بل و تسببت أيضا في اذيتها استمعت الي صوت رسالة جديدة صادرة من هاتفها ل تمد يدها تمسك بالهاتف ل تجد رسالة من حسام بعث لها قائلا
زفرت بضيق و هي تبدأ بكتابة الرد عليه قائلة
_ سيبني في حالي بقي يا حسام اساسا علاقتنا في مستقرة من الاحسن اننا ننفصل
بعث لها برسالة يتسأل
_ دا اخر كلام عندك
استغفرت ربها عدة مرات و هي تكتب ردا عليه
_ ايوة يا حسام احنا مش نصيب بعض
_ تمام
اجابها باختصار ل يأكل القلق قلبها و هي تكتب من
جديد
_ يعني اية
اغلق الهاتف دون رد عليها ظلت تبعث باسمه حتي يأست و اغلقت الهاتف واضعة اياه جوارها و تسطحت حتي تنام بعد ان ارهقها التفكير بما يريد ان يفعل
خرجت من المنزل الخاص بوالديها بعد توديعهم لكي تذهب الي عملها و قد صممت الا تستقل السيارة التي خصصها لها والدها ل تذهب الي العمل و حتي العودة منه صارت بالطريق حتي تستقل سيارة أجرة و لم تنتبه الي من يسير خلفها الا حين استمعت الى صوت يتحدث من خلفها
ابتسمت ابتسامة واسعة حاولت مدارتها صوته المرح يصدح باذنها ك اول مرة التقت به تتذكر تمام التذكر ذلك اليوم الذي كان يسير به خلفها حتي وصلت الي المكان المخصص للدرس و هو عند كل شارع يقول ذات الجملة لقد مر سبع سنوات و لازالت تستمع الي تلك الجملة و كأنها المرة الاولي صار خلفها حتي وصلت الي المشفي الخاصة بعملها و هو لا يكف عن القاء كلمات الغزل علي مسامعها عادت لأول يوم رأته به ما ان وصلت حتي رسمت علي ملامحها الڠضب و هي تلتفت اليه قائلة بحدة كما فعلت بالسابق
ابتسم ذات الابتسامة المشهد يتكرر ذاته يا الله اهي فرصة جديد لأحياء ما قتل بقلبهم اقترب خطوة منها ل تبتعد هي ذات الخطوة و هو يتحدث قائلا
_ يعني في حد يشوف الجمال دا و ميعاكسش دا حتي يبقي اعمي
_ انت قليل الادب
صاحت بها فيروز و من ثم رفعت حقيبتها تضربه بها علي كتفه و صدره ل يضع هو يده علي صدره ناحية قلبه و هو يقول
_ انتي بټشتمي و ټضربي كمان و ربنا لهستناكي بعد الدرس
اندفاع مشاعره و عودة الماضي جعلته يتناسي انها الآن الطبيبة فيروز ابتسم و هو يقول
_ قصدي الشغل يا دكتورة
صكت علي اسنانها و هي تدب بقدمها علي الارض تدلف نحو مدخل المشفي في حين صاح هو اليها بمرح
_ قمر و ربنا قمر
ارتفعت صوت ضحكاته قد حقق شئ هام لقد عادت معه الي الماضي و تحدثت و تصرفت كما تحدثت و تصرفت في السابق و اصبح لديه فرصة ثمينة للحصول علي قلبها من جديد
كان يجلس اكرم و جواره هناء ينتظرون ان تستيقظ ياسمين او يخبرهم احد عن حالتها رأي اكرم الممرضة تركض نحو غرفة ابنته ل يتقدم منها و هو يقول بقلق
_ خير يا بنتي
_ خير ان شاء الله
قالت جملتها سريعا و هي تكمل ركضها نحو غرفة ياسمين في حين وقفت هناء تبتلع ريقها بصعوبة و الخۏف يحاوط قلبها تقدم اكرم و جواره زوجته الي الغرفة المفتوح بابها ل يجده الممرضة مرتبكة تمسك اللاسلكي للتواصل مع الطبيب و جهاز القلب يطلق صفير حاد قبض قلب اكرم و هو ينظر الي هناء التي صړخت بفزع واضعة يدها علي صدرها
_ بنتي
تقدمت الي الداخل سريعا و وقفت جوار فراش ياسمين المتسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة امسكت بيدها و هي تبكي تربت علي كتفها برفق متحدثة
_ ياسمين قومي يا ياسمين متخضنيش عليكي يا حبيبتي
ازداد حدة بكاءها و هي تجدها لا تجيب بل لا تنفس بها نظرت نحو زوجها و هي تهز رأسها بنفي قائلة بتلعثم
_ هي .. مش بترد لية
ادمعت عينه بحزن و هو ينظر إلي الاسفل ما هي الا لحظات حتي دلف الي الداخل الطبيب صارخا باخراج الجميع ل يبدأ بفحصها تشبثت هناء بها حتي اخرجها اكرم رغما عنها و هو يجذبها بقوة الي الخارج ل يري الطبيب عمله و حين خرجا بدأ الطبيب بفحص ياسمين المتسطحة علي الفراش و بدأ بعمل الاسعافات حتي يلحق بها و لكن صوت زمور الاجهزة لم يتوقف معلنا عن ۏفاتها الذي كان يتوقعه الطبيب حين اجرت العملية و لكن كان تاركا الأمر لله و قد وقعت ساعتها و وافتها المنية نظر الطبيب الي
الممرضة و هو يتحدث
_ اعلان الۏفاة 19 5 2021 الساعة التاسعة و نصف صباحا
ثم خرج من الغرفة معلنا ل اكرم و زوجته عن ۏفاة ابنتهم وسط انهيارهم و بكاء هناء الهستيري و قد سقطت علي ركبتيها غير قادرة علي التحمل تصرخ بأسم ابنتها بقلب مفتور تكاد تفقد حياتها من شدة فجعتها علي صغيرتها ل يجلس اكرم جوارها و هو يدمع هو الاخر و قد اعتصر قلبه من الحزن علي وحيدته ه و هي تصرخ بهسترية و بلا توقف حتي شعر بها تصمت و يثقل جسدها عليه لف وجهها اليه ل ينظر اليها ل يجد قد فقدت الوعي بعد ان تمزق قلبها من كثرة البكاء الحاد ل يحتضنها و هو يبكي لقد فقد ابنتيه الي الابد و قد اصبح وحيدا
خلعت القفازات و القتها بسلة المهملات و بدأت بغسل يديها بعد ان خرج المړيض ل تدلف الممرضة اليها و هي تتحدث قائلة بتساؤل
_ ادخل المړيض اللي برا يا دكتورة
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تجفف يدها قائلة بهدوء
_ ايوة دخليه هو لسة كتير
هزت الممرضة رأسها و هي تتحدث
_ لا يا دكتور هما تلاتة بالمړيض اللي داخل دلوقتي
جلست فيروز علي مكتبها و هي تتنهد قائلة
_ طب دخليه
خرجت الممرضة ل تمسك فيروز القلم و تدون بعض الاشياء في حين دلف المړيض و جلس علي المقعد المقابل للمكتب ل تتحدث فيروز و هي ترفع رأسها
_ حضرتك بتشتكي....
توقفت عن الحديث بعد ان رأت شهاب يجلس امامها و علي ثغره ابتسامة واسعة غربت عينها و هي تنظر اليه بضيق قائلة
_ شهاب احنا مش عيال علي فكرة عشان الحركات دي قوم روح عيادتك
نظر شهاب حوله و هو يقول بلا اهتمام
_ انا جاي اكشف يا دكتورة
رفعت حاجبها لاعلي و هي تقول بتهكم
_ و بتشتكي من اية بقي
نظر اليها و هو يبتسم ظاهرا اسنانه كاملة و هو يقول
_ عايز اعمل هوليوود سمايل
ابتسمت باستخفاف و هي تنظر اليه بضيق قائلة
_ سنانك حلوة مش محتاج اي حاجة اتفضل
زفر بضيق قائلا
_ دي معاملة دكاترة دي انتي مش عايزة تشتغلي يا دكتورة
تأففت پغضب و هي تصك علي اسنانها تمسك بقفازات نظيفة ل ترتديها و هي تقول بغيظ
_ اتفضل
اشارت الي مقعد المړضي ل يتقدم شهاب يجلس عليه ل ترتدي هي الكمامة و تجلس جواره علي المقعد المخصص لها تنهدت و هي تقول
_ وريني اسنانك
فتح فمه ل تبدأ في بفحص اسنانه اولا ثم تبدأ بعملها بعملية شديدة و اتقان و هو ينظر اليها متأملا اياها فقط عينها الظاهرة له فقط كانت كافية لان يكون عاشقا لها من جديد هي بكل مرة تقيده باغلال العشق الحديدية فريدة الصنع و لا يقدر علي فك نفسه و بالاصل هو لا يريد ان تنفك هذا الاغلال بل يريد منها ان تشدد اكثر علي قوة الاغلال عينه لا تنزاح عنها و قد جعلها ذلك متوترة هو حتي لا ينتبه الي هاتفه تنحنحت مبتعدة عنه قليلا تقول بهدوء
_ رد علي الفون
انتبه اخيرا لصوت هاتفه ل ينظر الي المتصل ل يجد صديقا له طبيب بذات المجال و الذي تابع حالة ياسمين فتح الاتصال واضعا الهاتف علي اذنه و هو يتحدث قائلا بعد ان نظف فمه
_ الو ازيك يا محمد
صمت يستمع
متابعة القراءة