فيروز

موقع أيام نيوز

القاسې الذي تولي اڼهيار قلبها قائلة 
_ لا عشان خاطري قول أنه كدب قول انك بابا انا هسامحك علي الفترة اللي فاتت و كل اللي حصل فيها بس قول انك بابا
ادمعت اعين اكرم و هو يجلس علي ركبتيه مثلها يحتضنها بقوة و هو يقول 
_ انتي بنتي انا نور عيني متصدقيش اي حاجة
تشبثت به كطفلة صغيرة وجدت والدها بعد ان كانت تائهة بالشوارع بمفردها بلا مأوى و هي تصرخ 
_ أيوة قول انه كداب قول ان محدش غيرك بابا
ابتعدت عنه حين استمعت الي صوت بكاء هناء بحدة واضعة يدها علي وجهها ل تبدأ هي الاخري بالبكاء ناظرة الي شهاب و هي تتسائل قائلة 
_ بس انا لازم اعرف كل حاجة صح
هز رأسه بايجاب لها ينحني يقبل رأسها يبث لها الطمأنينة قائلا 
_ ايوة انتي هتقفي و هتعرفي كل حاجة و انا جنبك
استقام بوقفته مرة اخري و هو يمسك بيدها يوقفها معه ل تهز رأسها باقتناع و هي تقول 
_ ايوة عايزة اعرف كل حاجة ابوس ايديكوا قولولي كل حاجة
جلس اكرم جوار هناء و بدأ بالحديث و هو ينظر الي الصورة بيده قائلا 
_ كنتي عندك سنة كنتي صغيرة اوي كنا في اسكندرية بنصيف بعد ما عرفنا ان هناء معدتش هتخلف بعد ياسمين عشان عندها مشاكل في الرحم كانت مكتئبة و محبطة راحت تشتري حاجات و رجعت و انتي معاها و قالتلي انك تايهة من اهلك و انها لقتك بتحبي اخدتك ساعتها انا زعقت و حاولت اشوف اهلك مين بس معرفتش و هي قعدت ټعيط و مش عايزة تسيبك و قررنا أننا نربيكي و تبقي زي ياسمين و اكتر و كل ما احساسي بالذنب بيكبر كل ما كانت غلاوتك تزيد في قلوبنا
وقف امامها يمسد علي وجهها بحنان و هو يقول 
_ انتي بنتنا مننا احنا احنا اللي ربينا و سهرنا و علمنا احنا اللي شوفناكي بتكبري احنا اللي فرحنا باول كلمة و اول حركة و اول خطوة احنا اللي فرحنا بنجاحك و بشهادتك احنا اللي اهلك مش حد تاني
نظرت فيروز الي شهاب و الدموع تسيل علي وجنتيها قائلة بضعف 
_ عرفت كل حاجة ياريتني ما عرفت قلبي مرتحش يا شهاب قلبي تعب اكتر
هز رأسه بنفي و هو يراها تتقدم منه قائلا 
_ لازم قلبك يهدي عشان اقدر اسيبك و امشي
_ بس انا مش عايزاك تمشي
قالتها فور انتهاءه من جملته بلهفة و كأنها تعتقد ان هذا سيحدث قبل رأسها من جديد و هو ينظر الي اكرم الذي جلس جوار هناء ل مواساتها همس لها قائلا بهدوء 
_ تعال نعمل زي زمان هكلمك طول الليل لحد ما اسمع صوت انفاسك و انتي نايمة و اقولك زي زمان تصبحي علي حبي يا عيون الفيروز
الفصل السابع عشر
وصل حسام الي المشفي و بدأ بالركض حتي وصل نحو موظفة الاستعلامات و بالفعل علم بمكان وجودها تحرك باتجاه الغرفة التي توجد بها زينة زوجته الحبيبة يأكله القلق عليها ذلك الشعور غريب تشعر بالفقدان و العجز و انك غير قادر علي حماية من تحب و لا يأتي الي عقلك انك لم تكن ل تفعل اي شئ وقف امام الغرفة و ما كاد ان يفتح الباب حتي خرج حمدي من الغرفة القابعة بها ابنته رمقه بضيق و هذا ما لم بنتبه اليه حسام فقد بادره بتساؤل و يبدو عليه القلق و هو يحاول النظر الي داخل الغرفة 
_ عمي زينة كويسة حصل اية طمني عليها
صك حمدي علي اسنانه و هو ېصرخ به بحدة

غاضبا 
_ انت ليك عين تيجي تطمن عليها حتي البت اخدت سبع غرز في دماغها و اقسم بالله لولا عضم التربة و اخويا كنت مۏتها بايدي
نظر اليه حسام بعدم فهم و هو يتحدث قائلا 
_ انا مش فاهم حاجة يا عمي اية اللي حصل لزينة
اكله القلق بعد صمت عمه ل يهز رأسه بنفاذ صبر و هو يخطاه قائلا 
_ طب ادخل اطمن علي زينة و اجي افهم في اية
اندفع هو الي الداخل ل يجد ضمادة تلتف حول رأسها و يوجد علي منتصف رأسها ضمادة قطنية ملوثة بقطرات الډماء تغمض عينها باستكانة و جسدها يؤلمها و بشدة يبدو الامر مستحيلا بعد الآن ان تنازلت عن حقها ف لن يتنازل والدها عن ذلك بعد ان تتخطي كل مرحلة تأتي ذلك العثرة ل تقع بها من جديد و تجعلها تقف علي حافة الهاوية اما ان يلحق بها احدهم قبل ان تسقط اما ان تكون الهاوية هي المصير المحتم لها شعرت به حين دق قلبها بذات الطريقة التي يصبح بها قلبها بوجوده شعرت بيده الباردة التي عادة ما تصبح باردة عند قلقه او توتره أو خوفه من شئ ما تلمس يدها ل تندمج بدور الغافية ف هي لا تريد رؤيته الآن حتي تأخذ القرار السليم هتف بصوته الدافئ الذي يعطي لها املا بالحياة قائلا 
_ زينة انتي كويسة
لم تفتح عينها و لم ترد لكن يري اهدابها تتحرك ترمش بشكل متوتر تنهد بقلة حيلة و هو يتحدث بخفوت 
_ انا بس عايز اطمن عليكي انتي كويسة
و هذه المرة ايضا لم ترد بل صدح صوت والدتها المبحوح اثر البكاء الشديد تهتف اليه بغيظ و هي لا تطيق ان تراه جوار ابنتها بعد ما فعلته والدته بها 
_ الدكتور طمنا انها كويسة سيبها في حالها و خليها ترتاح
نظر اليها حسام و هو يعقد ما بين حاجبيه بحدة قائلا بشئ من العصبية و هو يراها تتحدث معه بتلك الطريقة فهي دائما ما تعامله بلين و لطف 
_ هو حضرتك بتكلميني كدا لية انا جاي اطمن علي مراتي مش فاهم يعني اية سيبها في حالها دي
نظرت اليه والدتها بجمود ل يقضم شفتيه پغضب شديد و هو يشيح بوجه عنها ناظرا الي تلك الراقدة انحني بجذعه العلوي نحوها يرفع يدها نحوه ل يقبل باطنها بحنان و هو يهمس اليها 
_ انا عارف انك صاحية و مش عايزة تفتحي عينيكي اطمن عليكي علي العموم كويس انك بخير هطمن عليكي من عمي و هعرف اية اللي حصل لان المعاملة ما شاء الله زي الزفت بس مهما كان اللي حصل خليه ميأثرش علي علاقتنا تاني يا حبيبتي
تمم جملته و وضع يدها جوارها و انتصب واقفا يخرج من الغرفة نحو عمه الثائر الذي يقف امام الغرفة و هو يشعر بالڠضب و الډماء تفور بكامل اوردته اغلق حسام باب غرفتها و وقف امام حمدي يتحدث بتعقل و هدوء غير لائق بعصبية حمدي الظاهرة علي ملامح وجهه 
_ ممكن افهم في اية يا عمي
رفع حمدي سبابته بوجه ابن اخيه يشير بينه و بين الغرفة قائلا بحسم 
_ هتطلق زينة دلوقتي حالا من غير اي مناقشة
ظهرت الصدمة جالية علي معالم وجهه و هو يردد تلك الجملة خلفه بذهول 
_ أطلق زينة !!
هز حمدي رأسه بحدة قائلا 
_ ايوة زي ما جوزتهالك هطلقها منك و حالا و مش هستني لحظة زيادة
تهدجت انفاس حسام و هو ينظر الي عمه يحاول الهدوء ل يرفع حاجبيه الاثنين معا في حركة معتاد عليها و هو يقول بضيق 
_ هو في العموم زينة مراتي و مش هطلق بس انا عايز اعرف في اية
صاح حمدي بحدة و عروق بارزة قائلا 
_ نبيلة يا ابن نبيلة ضړبتها لما فتحت دماغها
اتسعت اعين حسام پصدمة و هو ينظر اليه يدق قلبه باضطراب رأسه تهتز بنفي غير مصدق ل يتحدث حمدي من جديد بصوت حاد غاضب 
_ و زي ما جوزتهالك هطلقها منك و ڠصب عنك كمان يا حسام
اندفع حمدي پغضب الي داخل غرفة ابنته و الټفت حسام

راحلا عن المشفي يستقل سيارته منطلقا الي حيث المنزل ل يري بنفسه ما فعلته والدته بزوجته و هذه المرة العاقبة وخيمة و لم يتهاون بحق زوجته و ان كانت والدته فقد ازداد الامر بعد ان كانت سينتصر بعد حرب كبيرة اصبحت خسارته خسارة ڤاضحة
باعين حمراء منتفخة من كثرة البكاء تجلس علي الفراش استمعت الي دق علي الباب و لكنها لم ترد و لم تبالي بشئ فتح الباب و لكنها لم تكون لها طاقة حتي ان تلتفت ل تري من دلف الي الغرفة هي بهذا الوقت و من ساعات طويل تستجمع نفسها للذهاب الي منزل عائلتها الحقيقية حتي مكالمات شهاب لها لم ترد عليها فقط تريد الهدوء شعرت بيد تربت علي كتفها بهدوء و استمعت الي صوت هناء الباكي تتحدث قائلة 
_ فيروز حبيبتي ردي عليا يا حبيبة ماما
ظلت فيروز تنظر امامها و الدموع تتساقط رغما عنها علي وجنتيها ثم بادرتها بالسؤال بصوت مخټنق تكاد تجزم انها ستموت من كثرة شعورها بالاختناق 
_ هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها
شعرت بيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بتوتر ل ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول 
_ يعني انا مكنتش تايهة زي ما قولتي
نظرت اليها هناء بحزن شديد و خزي من نفسها ل تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة 
_ انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعليا ان تصرخ باقوي ما لديها ل تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بحنان و هي تقول پبكاء و ندم 
_ انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي .. انا خاېفة
تم نسخ الرابط