بحر العشق المالح ل سعاد محمد
المحتويات
فبركتها لك وكانت السبب أنك تتجوز من البنت الوحيده اللى قلبك رق لها من سنين يا عواد إنت بتحب صابرين بس معرفش أيه السبب إنك كنت مرتاح فى بعدها عنك بس لما حسيت پضياع صابرين منك فى البدايه هربت وجيت لعندى انجلترا وكنت هتطول القاعده هناك بس لما عمك اتصل عليك وقالك على حكاية الأرض إنت اتعصبت أوى ما هو مش معقول هتسيب لإبن التهاميه صابرين والأرض معاها كمان هديه
أقولك انت ليه إضايقت ومتعصب من صابرينبسبب الجنينبس عصبيتك أخفت عنك حقيقة إن صابرين دكتوره بيطريه
صحيح بس أكيد عندها خلفيه عن أدوية الإچهاض فتعرف تسعملها أمتى من غير ما تضر نفسها غير كان بسهوله تروح لأى دكتور ومش هقول تطلب منه يجهضها ممكن كانت تاخد الدوا ده وهى فى قلب العياده او المشتشفى من
ممكن صابرين تكون أخدت الدوا ده بطريقه غير مباشره
عقل عواد حديث رائف برآسه شعر بندم هو تسرع فى رد فعله لكن لم يعترف أنه يحب صابرين قائلا
تعجب عواد نفسه لكن تذكر قولها أمامه بعد سطو عائلة التهامى على الارض هى قالتالارض لازم ترجع
من تانى أنا عندى أربع ولاد إتنين منهم يكفونى
وقتها تعجب وظن أنها كلمه فقطوأنها تود إسترجاع الارض طمعا بقيمتها الماليه الكبيره
تظاهر عواد بالبرود بينما
بداخله يعلم أنه أخطأ بحق صابرينوالخطأ الاكبر محاولته خنقها التى لن تغفرها له
زفر عواد نفسه وإستغل عدم إنتباه رائف وخطڤ علبة السچائر وبسرعه أشعل إحداها ونفث دخانها
بينما نظر له رائف قائلا
ممنوع الټدخين فى المطعم بتاعى على فكرهوبعدين احنا الكلام أخدنا والجرسونات محدش منهم عبرناهو مش أحنا أصحاب المطعم ده ولا أيهلأ ده تسيب واضح إنك كنت مدير متساهل معاهمبس أنا رجعت ولازم ببقى فى إنظباط
ضحك عواد قائلا لأ واضح إنك هتبقى مدير شديد ومنضبط بأمارة بتنادى عالجرسوس بس بس ناسى إن ده مطعم أسماك كده إنت بتنادى على قطه مش جرسون
ضحك رائف قائلا
البت ميلا بنتى بتحب القطط عندما دميه على شكل قطه مبتنامش غير وهى فى حضنها مفيش مره نامت وهى مش فى حضنها غير فى حضڼ أخت مراتكيا بختها حضنت أم عيون حزينه قولى بقى ايه حكايتها فاديه
وأيه يغصبها تفضل على ذمتهده شخص متخلف يعنى عشان فاديه مخلفتش له يتجوز عليهاغلطان أنا أهو إتجوزت وخلفت ومكنش بينى وبين مراتى مشاعر قويهعلى الاقل من ناحيتيإنت عارف إنى أتجوزت من رزان حفظ لنفسى إنى شاب وفى غربه وبنات بلاد الفرنجه معدومين تلات حاجات الأخلاق و الحيا ولبس الهدوموانا شاب وسيم وخۏفت على نفسى من الفتنه من البنات اللى كانت بتوقع فى غرامى
ضحك عواد قائلا وسيم والفتنه! وبيوقعوا فى غرامك! هتقولى برضوا وماله هصدقك يا صاحب الجمال الفتان
إخلص خلينا نفطر عندى شغل فى المصنعمش فاضى لرغيك
بعد قليل إنتهى الإثنين من إلأنتهاء من تناول الفطور
تحدث رائف الحمد لله بقولك قول لمدير المطعم إنى شريكك فى المطعم عشان يحترمنى بعد كده
ضحك عواد قائلا
هزارك السخيف أحيانا بيفقدك الإحترام يعنى لما تجى تتغدى فى المطعم وبعدها تقول للجرسون نادى لى عالمدير ولما المدير يجى تقوله هو أنت ليه مش بشتغل في المطعم أى حته طريه هيعرف من نفسه كده انك شريك فى المطعم
رد رائف
فعلا المطعم ليه مبيتشتغلش فيه أى نسوان خالص حتى الطباخ راجلعشان كده تحس الأكل مفيهوش نفس
ضحك عواد قائلا بتعقيب
نسوان!
متاكد إنك كنت عايش فى لندنالكلمه دى إنقرضت من زمانقوم قوم لو فضلنا قاعدين مش هتبطل إستعباطوخلاص المدير عرف إنك شريك فى سلسة المطاعمأهو خد إداردتها إنت عالاقل ارتاح شويه
قال عواد هذا و نهض واقفا لكن سرعان ما جلس مره أخرى شعر فجأه أن ساقيه مثل الهلاملا ليست هلامبل هنالك آلم قوى يشعر به فى ظهره وإشتد فجأه وأثر على حركة ساقيهولم يستطيع الوقوف عليها للحظات
إنخض رائف ونهض سريعا ووقف جوار عواد قائلا
عواد مالك
رغم الآلم الذى يشعر به عواد لكن قال
أنا كويس بس حسيت بشوية تنميل فى رجلى يمكن من القاعده
رد رائفعواد إنت لازم تعمل الفحص الدورى اللى كنت بتعمله فى أقرب وقت
رد عوادمع إنى متأكد إن مالوش لازمه بس هعمله الفتره الجايهوخلاص رجلى فك التنميل
قال هذا ونهض واقفا يتحمل ذالك الآلم
كذالك إستقام رائف قائلا
لازم تسمع كلامى وبلاش تطنيش أعمل الفحص
ده مش هتخسر حاجه أهو زيادة تطمن على صحتك
أماء له عواد برأسه ثم قال فى أقرب وقت هعمله مع أن الفحص ده بيتعبنى أكتر
بعد الظهر بمنزل
جمال التهامي
رحبت ساميه بزيارة أحلام لها دون توقع منها
دار بينهم حديث يتطرق لمواضيع شتى بينهم
الى أن قالت أحلام
إنت عارفه إني عندى أربع شباب
ردت ساميهبسم الله ماشاء ربنا يباركلك فيهم
ردت أحلام
آمين ويباركلك فى فادى ويفرح قلبك بصى يا أختى انا جوزت تلاته منهم مبقاش غير واحد وقولت أجوزه هو كمان وارتاح بقى كل واحد فيهم يشيل مسؤلية نفسه وماشاء الله التلاته متجوزين بنات ناس مناصبها عاليه
بس الواد الأخيرطاهر ده
دماغ لوحده غير أخواتهولما فاتحته فى موضوع الجواز قالى إن فى واحده فى دماغه شافها يوم زفاف أخواته فى القاعه ودخلت مزاجهحتى إتفاجئت أنه عارف هى بنت مينوقولت ده إختياره هو حروالبنت دى تبقى
نهى بنت عاطف أخوكوالبنت دى عارفه إنها إتربت على إيدك وسمعت طراطيش كلام كده من واحده من نسوان أخوالها أنك هتاخديها عروسه ل فادى
قولت أسألك الاول قبل ما أكلم عاطف إنت أختى برضوا وفادى زى ولادي
تلبكت ساميه من المفاجأه وصمتت قليلا ثم قالت
أيوه نهى تربيتى وفعلا أنا كنت طلبتها من عاطف بس إنت عارفه فادى كان متغربو الظروف اللى حصلت آجلت الموضوع بس هنعلن خطوبه فادى ونهى قريب إن شاء الله
تبسمت ساميه ونهضت واقفه تقول برحابه ربنا يتمم على خير هستأذن أنا بقى كل شئ قسمه ونصيب نهى قسمتها ونصيبها مع فادى
سارت أحلام خطوات لتقف أمام صوره معلقه بأحد حوائط المكان تمعنت
أحلام لاول مره بتلك الصوره الموضوع على جانبها شريط أسود
بتلقائيه علمت أنها لإبن ساميه الراحل لكن فجأه عاودت التمعن بصوره وآتى لذاكراتها صوره رآتها بألبوم صور تحتفظ به إحداهن هنالك شبه واضح بين هذه الصوره والصوره الأخرى لكن ربما الاختلاف أن هذه الصوره بالآلوان والصوره الآخرى مرسومه بقلم الفحم سرعان ما نفضت عن عقلها فهذا بالتأكيد خيال لا أكثر
غادرت أحلام لكن تلك الصوره ظلت تراوض عقلها
لم تنتبه الى خطواتها
أو أنه القدر الذى وضع تلك الحصوه الشارده على الطريق والتى دخلت الى حذائها أثناء سيرها لتتعثر وتتعرقل بعدها وتصرخ بآلم جم وهى تهوى أرضا تسمع
لصوت طقطقه كسر عظام ساقيها التى حشت من منتصف سمانتي ساقيها والسبب حصوه بالطريق ليجتمع على صړاخها المفزع بعض الأهالىوقام أحدهم بحملها وأخذها الى أقرب مشفى
على أحجار أحد شواطئ الأسكندريه
كان يجلس فادى وغيداء معا يتجذبان الحديث حول تلك الموجات التى تتلاحق كآنها بسباق من يصل للشط أولا
تنهدت غيداء وأغمضت عينيها تستنشق رائحة الهواء العليله المحمله برائحة يود البحر
تشعر بإنتعاش فى روحها كذالك فادى الذى نظر لوجه غيداء وهى تغمض عينيها لكن حجب الهواء وجهها عن عينيه حين أطار وشاح رأسها على وجهها فأخفى وجهها عنهللحظه شعر بوخز فى قلبه
مد يده يزيل ذالك الجزء من على وجهها
فتحت غيداء عينيها حين شعرت بأنامل يده فوق وجههاتلاقت أعينهمشعرت غيداء بحياء من تطلع فادى لها ونظرت نحو مياه البحربينما ظلت نظرات فادى عالقه بوجه غيداءلوقت تناسى تلك الفكره القديمه التى كان يسعى لهاأراد فقط النظر لوجهها البرئ والملائكى
لكن صوت رنين هاتفه أعاده لتهب موجه عاليه وتنثر مياهها فوق وجوهمكآن تلك المياه أيقظت عقل فادى من غفوتهالذى لام نفسه و نهض بعيدا عن تلك الصخره وأخرج الهاتف من جيبه ثم نظر نحو غيداء التى مازالت جالسه فوق الصخره تنتظر مياه موجه أخرى
إبتعد فادى خطوات أكثر عن مكان جلوس غيداء وقام بالرد على الهاتف ليسمع صوت والداته المبحوح المخټنق بالدموع تقطع نياط قلبه وهى تلومه
كأنك لسه فى الغربه رغم أن بينى وبينك ساعتين بالعربيه لكن إنت مرتاح بعيد عني شوف بقالك قد أيه مقولتش ليا أم ولها حق علياحتى أتصل عليها بالموبايل أطمن عليها
رد فادىماما أنا متصل عليك إمبارح بالليل لزمته أيه الكلام ده وإنت عارفه إنى هنا بشتغل وليا مواعيد للأجازات وقولتلك الأجازه الجايه هاجى أقضيها عندك
بكت ساميه قائلهما أهو لو تسمع كلامى وقتها مش هحس إنك بعيد عنىلما تبقى مراتك معايا فى البيت تحسسنى بونسبدل ما أنا قاعده لوحدى طول اليوم وباباك بيقضى وقته ما بين الشغل وأصحابه والقهوه وأنا محپوسه لوحدى فى البيت معظم الوقت مفيش نهى هى اللى بتطل عليا من وقت للتانى بسبب وقت محاضراتهاكتر خيرها هى اللى بتهون عليا شويه حتى كلمت منال مرات المرحوم مصطفى إنها تجيب بنتها وتجى تعيش معايا هنا فى البلدقالتلى إنها رجعت إستلمت شغلها تانى فى إسكندريهورتبت حياتها هتعيش مع مامتها
طبعا مامتها عندها أغلى منىبس هلوم عليها ليهوانا أبنى خلاص نسى إن له أمربنا يرحمه مصطفى هو اللى كان بيبقى على زعلى
زفر فادى نفسه بسأم قائلا
ماما أنا آسف بوعدك فى أقرب وقت هنزل للبلدوبعدين زى ما قولتى إسكندريه مش بعيد ساعتينتعالى فى عربيه مخصوص وسواقها هيوصلك للمكان اللى عايش فيهشقتى واسعه حتى هاتى بابا معاكتغيروا جو وكمان تزورى بنت مصطفى
ردت ساميهانا مبرتاحش غير فى بيتىوكمان أنا قررت أفاتح خالك واطلب من أيد نهى تتجوزها البنت بقى جاي لها كم عريسوهى بترفضهم بحجج فارغهوانا مستخسرها لحد غيركحتى آخرها النهارده أحلام بنت عمى مرات فهمى زهران كانت جايه تسألنى عليها وكانت عاوزه تخطبها لأصغر عيالها بتقول أنه شافها قبل كده وعجباه وهو اللى قال لها عليها بس انا
قولت لها خلاص انها محجوزه لك
زفر فادى نفسه پغضب قائلا
ده مستحيل يا مامانهى زى أختى وعمرى ما فكرت ولا
هفكر فيها
قاطعته ساميه قائله
أمال بتفكر فى مينقولى
رد فادىمش بفكر فى أى واحدهسبق وقولتلك فكرة الجواز
متابعة القراءة