اصرة العزايزه الفصل الثالث والرابع ل نهال مصطفي
المحتويات
بعجز تام ثرثرت
اسكت !! ممكن تسكت .. أنت متعرفش حاجة أنت !!
ثم غمغمت بحسرة
كل حاجة باظت !!
أدركت فشلها الذريع في الجدال معه فتوجهت نحو شريف الذي أمر العسكري أن ينصرف وهو يتوقد في حقل غضبه .. اقتربت منه متضرعة
شريف أنت مش فاهم .. مشي الجدع ده وخلينا نتفاهم!!
تجاهل شريف حالتها الهستيرية التي حلت بها ونظر لهارون وهو ينزع سلاحھ من خصره ويلقيه بالدرج وسأله بصرامة
وأيه يثبت أن الاستاذة كانت معاك إمبارح في شهود !
رفع هارون ساقه اليسرى فوق المنضدة الصغيرة التي تتوسط المقعدين المجاورين لمكتبه واستند عليها بمرفقه وقال بفظاظة مستمتعا بحربه معها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
طبعا عندك موظف أمن اللوكاندة والكاميرات وكمان دنقل الميكانيكي طبعا عارفو كان بيصلح لها عربيتها طول الليل .. وغير كل ده والأهم ...
ثم حدق بها ولا يرمش مبتسما وهو يضع مفتاح سيارته على المكتب
محفظة الاستاذة نسيتها إمبارح في عربيتي ولو بعتت عسكري لبره هيلاقيها في الحفظ والصون .
تنظر إليه نظرات محمومة وهمهمت
الله يخربيتك .. !!
ثم اڼفجرت منادية بنفاذ صبر وهي تتشبث بمعصمه كي يلتفت إليها
يا شريف !!
صړخ شريف مناديا على العسكري بصوته الذي ينافس صخب الرعد ف لبى العسكري النداء على الفور
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم أشاح بنظره لهارون على أمل أن يكذبه
قوله هيلاقيها فين !!
حدجهم هارون محاولا معرفة صلة القرابة بينهما ولكنه سرعان ما نفض غبار فضوله مغيرا هدفه بأن يغطي على جريمته والتي كان ورائها بالأمس .. مد المفتاح للعسكري ووصف له مكان حافظة النقود الخاصة ب ليلة التي شرعت أن توضح ما حدث لشريف جنبا ولكن رفض قطعا سماع أي جملة قبل إنهاء تلك المهزلة وما الذي يجمعها بشخص مثل هارون العزايزي المعروف بمكره ودهائه .. سيل من النظرات المتنوعة يتدفق بينهم .. هناك أعين تحمل وميض الظفر وأعين تحمل العتاب والحسړة وآخرى مدججة بالڠضب التي يتطاير منها .. مرت لحظات قليلة حتى عاد العسكري وبيده حافظة ليلة الشخصية التي سقطت بسيارته ذلك اليوم .. ووضعها على مكتب شريف الذي انحنى ملهوفا وهو يفتش بها .. إذن ببطاقاتها القومية والبنكية وصورة أبيها
ايه دي !
احتضنت دمارها كي تقف بوجه التيار وشدت الحافظة من يده
بتاعي كانت ضايعة .
والله !! وبتاعتك بتعمل أيه ف عربية هارون العزايزي !
لقد وقعت ضحېة مخالب مكره .. رمقته بعتب وما كادت ان تتفوه فقطع حديثها قائلا
طيب دي مسائل عائلية أمشي أنا يا شريف بيه .. ولو عوزتني عارف هتلاقيني فين !
تكورت يده متحكما بأعصاب .. دار نحوه قائلا بتلك النبرة الغليظة التي تحمل الټهديد والتوعد وأن الجولة لم تنه هنا.. رمى له صورة المحضر المكتوبة وقال پاختناق
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لم يمسك بقلم شريف الرديء بل أخرج من جيبه العلوي قلما من الفضة محفور عليه اسمه صنع خصيصا لأجله .. وقع على المحضر بإمضته المميزة ثم قفل قلمه ورجعه بمكانه
استئذن أنا عاد ..
امتلأت شقوق ملامحها بالقلق وهي تمسك بحقيبتها وتضع الحافظة بداخلها متعمدة أن تذهب كي تلحق بذلك المتغطرس الذي تركها على حافة الهاوية ورحل وهي تغمغم بندم
وأنا ال قولت عليك جدع وشهم .. طلع ندل بصحيح !! كل حاجة باظت فوق دماغك ياليلة !! أهو هو ده ال مش عاملة حسابه .
ثم أسرعت لتناول بعض الأقراص المهدئة مستعينة بقارورة الماء الموجودة على مكتبه هذه الأقراص التي تواظب عليها طوال الأربعة أعوام منذ رحيل والدها .. قفل شريف باب المكتب دون أن يلتفت لما فعلته ثم انقض على رسغها پعنف لتقف أمامه كالطير المبلل بسيل الغيوم الضبابية التي انصبت جميعها فوق رأسها
أحكي لي أيه علاقتك بالزفت ده يا ليلة !!
عاندت إثر صوته المرتفع الذي يعرف جيدا بإنه يرعبها ولكنه دوما ما يستهين بتلك الأعراض ظنا منه بأنه دلال زائد منها
أنت بتشك فيا ! وصدقت كلام المچنون ده !
رفع حاجبه محدقا بها
الله !! يعني ال قاله مش صح !!
ردت بثقة ممزوجة بالبراءة
طبعا بېكذب .. أنا مأكلتش معاه كفته ده بيألف من دماغه .
بدأ غضبه يتصاعد مجددا
ليلة !! بلاش أسلوبك المستفز ده !! تعرفي هارون العزايزي من أمتى !
تفاقم توترها وهي تعارضه مصرة ألا تضعف أمامه وأمام اتهاماته
انت بتصرخ في وشي عشان حاجات تافهة متستاهلش الصراحة..ودي مشكلتك عمرك ما حاولت تسمعني للاخر دايما أنا غلط وكل حياتي غلظ ومش عاجباك .
قالت جملتها وهي تشيح بظهرها وتحمل حقيبتها فأوقفها
أنت رايحة فين !! مفيش مشي من هنا غير لما أعرف تعرفي الزفت ده أزاي ومن أمتي !
تأففت على مضض
أنت مش عايز تصدقه !! اتفضل صدقه يا شريف .. مش هو ده ال عايز توصله
صړخ بوجهها فأجبرها على الإنصات إليه
محفظتك في عربيته كانت بتعمل أيه يا ليلة !
أكيد وقعت وهو بيوصلني إمبارح .. لان عربيتي عطلت على الطريق وعرض عليا يوصلني وبصراحة الرجل كان منتهى الشهامة والجدعنة .. معرفش استندل ليه هنا ! وده ال لازم اعرفه !
وقف على نصل حماقتها
هو ده كل ال هامك ! وكل ده بسببك وسبب جنانك .. وبصراحة كده الفيلم العربي ده ما دخلش عليا !وهكلم عمتي دلوقتي وتقول رأيها في الجنان ده .
أربكتها سيرة والدتها حادة الطباع.. فانحنت شوكة تمردها
شريف أنت لازم تسمعني !! معقولة هتصدق كلام المچنون ده وتكذبني !!
بنبرتها الانفعالية التي تحمل التبرير أردفت جملتها الأخيرة وهي تقف أمامه رافضة فكرة ذهابه قبل أن يستمع إليها حدجها شريف بنظرته الاستكشافية وهو يمسك كفها الخالي من محبس خطبتهما
فين دبلتك يا ليلة !!!!
ماهي كلمت بقا !
غمغمت بحسرة وهي تفحص أصبع يدها اليمنى
أحية !!فين الدبلة يا شريف!
ثم نظرت له بتوجس وأعين متراقصة
شكلي نسيتها في اسكندرية !!
اكتفى شريف قائلا وهو ينزع دبلتها ويضعها بكفها الرقيق
خلصت يا ليلة .
ثم جهر مناديا على العسكري الذي أمره قائلا
توصل الهانم للفندق بتاعها .. والصبح تعدي عليها توصلها المطار عشان ترجع لبلدها ..
بسيارة هارون ..
دع الندامة لا يذهب بك الندم .. فلست أول من زلت به قدم ..هي المقادير والأحكام جارية
مهما مرت المواقف عليه لم يتخلى عن الشعر الذي يونسه دوما .. ألقى على مسامعه تلك الأشعار الخاصة بابن معصوم المدني .. كي يخمد صوت ضميره
متابعة القراءة