مرة واحده في العمر ل فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

مالك في حاجة 
نهضت من اعلى مقعدها وهى تتصنع الجمود أبدا مافيش حاجة
سارت خلفه فقد سبقها بخطواته السريعة وقف خلف مكتبه وأعطها بعض الأوراق الخاصة بسفرها إلى دبي .
اتفضلي كل ورقك بقى جاهز للسفر والتذكرة بعد بكرة عندك بكره اجازه تحضري نفسك وفي عربية بسواق هيفضل معاكي هناك ومش هتتحركي فى البلد من غيره وأي حاجة هتكوني على اتصال بيه أنا معتمد عليكي فى المهه دي وأنا واثق فى خبرتك أنك قدها وفى كمان توكيل بادارة المصنع والشركة هناك ومعاكي صلاحية تمضي أي ورق متعطل وترجعيلي فى أي قرار يخص الشركة تمام 
هزت رأسها بالايجاب 
تمام يا فندم أنا خلصت شغلي ممكن اروح 
أكيد مع السلامة 
غادرت مكتبه بلا غادرت الشركة باكملها وهى لم تعى لمن حولها داخلها حزن دفين لم تشعر به من قبل تشعر بانها جسدا بلا روح مجرد أله تتحرك بلا حياة فقد حطم أحلامها وآمالها فى الحياة تبا لذلك القلب الذي يقطر دما تبا له فقد دق للشخص الخاطئ الذي لا يستحق تلك النبضاات التي تنبض من أجل هذا الذي يسمى بالحب ...
الفصل الثالث 
عندما عادت إلى المنزل وجدت شقيقتها في انتظارها اقبلت عليها رهام بفرحة عارمة 
تصرخ من شدة فرحتها 
فيروز ... روزة قلبي وحياتي انهارده أسعد يوم في حياتي 
تنهدت بحزن وهى تسير من جانبها 
اشمعنا بقى يا فيلسوفة
تنهدت بحب وهى تقف امامها 
فاكرة الشاب إللي حكتلك عنه وقابلته صدفة في النادي وقولتلك أن بدأنا نتعرف على بعض انهاردة بس اكد ليه أن عاوز يقابل بابا وماما فى أقرب وقت وعايز ارتباطنا يكون رسمي وقدام العالم كله وأنا مبسوطة أوى بالخطوة دي وبحمد ربنا أن قلبي أختار الشخص المناسب اللي بيحبه وعايز يصونه وأخيرا ربنا هيجمعنا في الحلال 
ابتسمت لشقيقتها ولكن داخلها يتألم مبروك يا روما 
ابتعدت عنها وولجت إلى غرفتها لحقت بها شقيقتها .
عبقالك يا روزة 
ارتمت بفراشها تتنهد بحزن 
أنا تعبانة وعايزة أنام ومافيش دماغ أسمع لحكاويكي وعلى فكرة أنا مسافرة شغل بعد بكرة
هتسافري يعني مش هتحضري خطوبتي ولا هتشوفي الجان اللي وقع فى حب اختك
يوه بقولك تعبانة ومش طايقة نفسي وبعدين يعني وجودي هو اللي هيفرق مع حد 
هسيبك تنامي بس هقولك خبر أحلى بابا وماما نازلين بعد بكرة عشان يقابلو العريس وأهله 
دثرت نفسها بالغطاء وانسابت دموعها بصمت ولم تتفوه بكلمة أخرى فيكفي ما سمعته اليوم ..
أما عن نبيل فعندما عاد إلى الفيلا توجه إلى جدته وهو يبتسم لها بسعادة 
احتضنها بشوق وعندما ابتعد عنها نظرت له عائشه بدهشة
إيه يا واد أنت فى إيه أنت مسافر 
جلس جانبها وبدء فى مشاكستها 
لا مسافر إيه يا شوشو أنا اقدر أبعد عنك يا قمر يوم واحد بس 
وده من أمته ده قولي أية وراك ياخوفي لتكون عامل مصېبة وبتمهد ليها أنطق يا ولد فى إيه قلقتني 
هندم ياقة قميصه وهو يطالع جدته ورفع أحدي حاحبيه 
ناوي أعقل يا آش آش مصېبة إيه بس 
ربت نديم على ظهره من الخلف 
وناوي تعقل ازاي كده أن شاء الله
وقف عن مقعده وهو يبادل النظرات بينهم ثم ضحك بصخب وهو يقول
ناويت والنية لله اتجوز وأسس أسرة جميلة كده وأبطل هلس بقى وصرمحة ثم كركر ضاحكا واسترسل قائلا 
ايه رايكم بقى في المفاجأة الجامدة دي !
هز نديم رأسه بعدم تصديق 
مش عارف ليه مش قادر اصدقك 
أشارت إليه جدته ليقترب منها انصاع لمطلبها 
التقطت أذنه تجذبها بقوة ليتاوه من أسر فعلتها 
أه يا تيتا ايه ده بس هو أنا قولت حاجة غلط 
عارف لو كنت بتلعب بيه وبتهزر ورحمة ابوك ما أنا هعديهالك المرة دي
ابتعد عنها وهو ېلمس أذنه بالم وينظر لها بضيق 
والله بتكلم جد وههزر ليه يعني أنا بحب وعايز أتجوز
نظرت له جدته بضيق 
واحدة من البنات اللي بتتصرمح معاهم 
همس بهيام قائلا
لا طبعا دي حاجة كده مختلفة غير أي بنت عرفتها قبل كدة وعايز أقولك إن دوخت على مااتعرفت عليها وجاد جدا كمان ونفسي ارتبط بيها انهاردة قبل بكرة.
تحدث نديم بجدية 
وهى عارفه بقى أنك سوابق وكان ليك علاقات قبلها 
زفر بضيق لا لم أتمكن من قلبها وكمان تتفهم وقتها أن مافيش حاليا حد فى حياتي غيرها مش عايزها تخاف مني وأنا ماصدقت لاقيتها اتشديت ليها وماعنديش إستعداد اخسرها او أبعد عنها أنا بجد بحبها ومتمسك بيها ومش عايز غيرها في حياتي وكمان توبت على ايديها ومافيش غيرها سكن قلبي 
ابتسمت عائشه لسعادة حفيدها 
مبروك يا حبيبي ربنا يكملك بعقلك ايوه كده فرحني نفسي أطمن عليكم 
نظرت إلى نديم 
عبقالك أنت كمان يا حبيبي 
اقترب منها يقبل جبينها 
كله بأوان يا روح قلبي نخلص من الاستاذ وبعدين نشوف الحكاية دي 
ثم عاد ينظر إلى شقيقه بتسأل 
مين بقى اللي وقعتك فى شړ أعمالك 
تنهد بحب وهو يخبرهم بالفتاة التي ملكت قلبه 
أهلها في الكويت وهينزلو بعد يومين عشان اتقدم بقى رسمي ونتفق معاهم على كل حاجة أنا عاوز جواز على طول في الفترة اللي والدها هيكون موجود فيها مش عايزها
تقعد لوحدها 
وأهلها ناوين يفضلوا قد إيه 
أسبوعين 
شهقت جدته پصدمة 
عايز تتجوز في أسبوعين وهتلحق تعمل كل حاجة
عادي يا آش آش كل حاجة تجهز فى أقل من كده كمان إحنا فى عصر السرعة ماتقلقيش أنتي بس 
ماشي يا حبيبي ربنا يسعدك والله عشت وهشوفك عريس يا نبيل 
قبل وجنتها بحب 
ربنا يخليكي لينا يا
عيشه قلبي أنا 
شعر نديم بالسعادة من أجل شقيقه وتمنى له حياة سعيدة برفقة الفتاة التي اختارها قلبه ..
قبل أن يذهب فى النوم أراد التحدث إلى محبوبته وقصى عليها ما حدث مع عاىلته وترحيب جدته وشقيقه الأكبر بهذا الخبر السعيد وأنه ينتظر قدوم عائلتها على أحر من الجمر لكي يتوج حبهم بالزفاف الذي يحلم به وبعد ذلك أنهى مكالمته على آمل أن يلتقى بها داخل أحلامه ..
أما عن رهام فبعدما أغلقت معه المكالمة ظلت محتضنه الهاتف الخاص بها والسعادة تغمرها وتتمنى من الله أن تدوم فرحتها وسعادتها وأن تظل الحياة وردي ولن يحدث شيء يعكر صفوها ...
فى صباح اليوم التالي عندما توجه إلى عمله استوقف لحظات أمام مكتبها ليجد فتاة أخرى هي التي تجلس مكانها وقف لحظات يتطلع إليها ثم تنحنح 
احم صباح الخير
نهضت الفتاة ترحب به 
صباح النور يا فندم أنا ندى هستلم مكان فيروز لحد لم ترجع من دبي 
هز رأسه بتفهم وقبل أن يدلف لمكتبه نظر لها قائلا
اطلبيلي قهوتي 
تحت أمر حضرتك 
دلف مكتبه وهو يشعر بالضيق ولا يعلم السبب جلس أمام مكتبه ثم أخرج هاتفه ليهاتف صديقه بدبي لكي يتولى أمر فيروز وأن يظل جانبها أثناء مكوثها بدبي ..
انقضى اليوم سريعا وهي لازالت تتهرب من شقيقتها بالنوم وتتصنع التعب لا تريد لشقيقتها أن تخبرها شيء عن حبيبها العاشق لها فهى بحالة حزن تحتاجها وتهرب من نفسها أيضا لم تستعب صډمتها بعد ..
شعر نبيل بالاسف وأراد أن يعتذر منها يعلم بانه جرحها ولكن تفاجئ بوجود أخرى تعمل بدلا عنها ظن منه بانها تركت العمل زفر بضيق وداخله شعور بتأنيب الضمير ولا يعلم ماذا يفعل ولكن انشغل بأمر محبوبته وعودة أهلها من السفر فقد كان على تواصل معها وتنقل له كل ما هو جديد بأمر عائلتها واخبرته بسفر شقيقتها أيضا وكان يواسي حزنها ويصبرها بانها ليست وحيدة بعد الآن فهو معها دائما ولا داعي للحزن فسوف ياتي والديها أيضا ولم تعد وحيدة ...
أشرقت شمس الصباح لتعلن عن بداية جديدة في حياة كل منهما ...
وقف أمام منزلها ينتظر خروجها لكي يقلها بنفسه إلى المطار ولا يعلم لماذا تجراء على هذه الخطوة وهو أن يقلها بنفسه ولكن لم يجد تفسيرا لتصرفاته تلك الأيام ..
تفاجئت بوجود رب عملها يقترب منها بخطواته الثابتة جحظت عينيها پصدمة وتسمرت مكانها لحظات ثم اقتربت منه بدهشة وتسأل
مستر نديم .. في حاجة حصلت !
ابتسم بهدوء وقال بود
جاي اوصلك المطار وفى كذا حاجة هبلغك بيها في الطريق أنا لاحظت أنك ماعندكيش عربية 
أومت برأسها وسارت جانبه بصمت التقط منها حقيبتها وفتح لها باب السيارة لتجلس بالمقعد المجاور له 
ابتسمت برقة وهي تشكره 
ميرسي لحضرتك
دار حول السيارة ليستقل مقعده خلف الوقود ثم أنطلق في طريقه إلى المطار وأثناء القيادة كان يتطلع إليها بين تارة وأخرى وينقل لها حديثه 
فى عربية هتكون في انتظارك أول لم تخرجي من المطار وهتنقلك لشقتي إللي هناك ماينفعش تقعدي في فندق والشقة موجودة وزياد هيشوف كل طلباتك وهيوصلك للمصنع عشان تشرفي على وصول المكن الجديد والشركة تتابعي فيها الشغل الشركة للأسف أسهمها نزلت في البورصة ومحتاجين نتعاقد على صفقات مربحة تعلي اسم عابد الصيرفي في السوق من جديد مش عايز الشركة تقع مش عايز أضطر لتصفية الشغل هناك بابا تعب على ما أسس نجاحه هناك زي هنا بالظبط وصعب أخسر تعبه ومجهوده خليكي دايما على تواصل معايا وأي جديد بلغيني على الايميل 
حاضر 
خلي بالك من نفسك وأشوف وشك بخير 
ترجلت من السيارة عندما صفها أمام المطار وتحركت لداخل لتنهي إجراءات الوزن قبل أن تقلع الطائرة ظل مكانه يتطلع إليها إلى أن أشارت إليه مودعة اياه ليبتسم لها ثم غادر المطار وداخله شعور غريب بسبب ابتعادها ولكن لم يجد أجابه واضحة لكل التساؤلات التي تتزاحم داخل عقله ...
عندما استقلت الطائرة توجهت إلى حيث مقعدها لتجد شاب يتحدث بصوت عال 
وقفت أمامه تريد أن تجلس بمقعدها المجاور له ولكن يبدو بانه منشغل بالهاتف ولم يكترث لوجودها .
تنهدت بضيق وهى تنتظر انتهائه لكي يشعر بوجودها أستمعت لحديثه الصارخ رغما عنها 
بقولك إيه أنا عايز امحي اسمه وتاريخه من السوق وتيام النحاس هو بس اللي عايز أسمع اسمه عايز احتكر السوق كله أنت سامع بقول أيه عليك التنفيذ وبس عايز اكبر دعاية وإعلانات عن المنتجات بتاعتنا وأنا مسافر دبي عشان اتعقاد مع صفقة كبيرة هتقضي على اسم الصيرفي نهائي 
أغلق الهاتف بأنفعال ونزع نظارته الشمسية التي تحجب الرؤيه عن عيناه الحادتين ليجد فتاة تنظر له بتوتر 
دقق النظر بوجهها وقال وهو يتفحص هيئتها 
أنا شوفتك قبل كدة
زفرت انفاسها بضيق وحاولت التماسك بعد ما سمعته من حديثه واجابته على مضض 
مااعتقدش أننا اتقابلنا قبل كده بس إذا سمحت مكاني جنب حضرتك 
أبتسم وهو يفسح لها بقدمه لكي تجلس بمقعدها بجانب النافذة 
كان ېختلس النظر إليها واراد أن يفتح معها حوار ولكن لم تعطيه الفرصة أغمضت عينيها تتصنع النوم من أجل الإبتعاد عنه
وإرغام نفسها على تحمل تلك الساعتين التي تحلق بهم الطائرة في السماء إلى أن تهبط أرض الإمارات ولكن مرت الساعتين عليها كالدهر بسبب مقلتيه المتفحصة لكل سكناها وحركاتها ..
بعد مرور عدة ساعات ..
دق جرس المنزل لتركض رهام بفرحة تستقبل والديها بالاحضان
تم نسخ الرابط