رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
المحتويات
سيارته يراقبها تغلق الفرن مع صاحب العمل المسن راقب شعرها البني الفاتح يتطاير من ذلك المثلث الصغير التي تلفه علي منتصف شعرها وتذكره بجدته قديما ولكن جاذبيتها اعطته معني اخري
محتاجه مساعده
اتكل علي الله يا اخينا
قالتها دون النظر اليه حتي وهي تلوك علكتها بملل
افندم
خرج صوت يشبهه الشهقة المستنكره من صدرها وهي تلتفت اليه تبدو كمن يستعد للدخول في معركه
بحسبك عيل سيكي ميكي بيزاول
ايه
هاه
الله يخليك يا ابني
مطت شفتيها بغيظ لما لم يقربها هي الا تعجبه ولو قليلا
حسنا حسنا كفي احلاما بالطبع هي لن تعجبه هو من يشبه نجوم السينما ويملك الكثير من الاموال
اتجه مروان بلا اي كلمه نحو المبني تلك الصغيرة تكاد تفقده عقله و وقاره
نفسه من ان يلتفت ويطالعها فيجدها تتفحص جسده بجديه بالغه و نصف ابتسامه مرتسمه علي جانب وجهها
اعاد رأسه بابتسامه واسعه
الوقحة
في شقه ظافر و شروق
استلقت شروق پغضب علي فراشها متمتمه
ابو شكله و اللي عايز يكلمه اصلا
نظرت الي السقف فأغمضت عينيها مرحبة بالنوم ولكن بالتأكيد ظهر هو في مخيلتها بعيونه العسلية المتوهجة و ملامحه القاسېة التي تلين و ټخطف انفاسها عندما يهدي احد اطفاله بابتسامته الحانية
للصغير الذي يقبع داخلها يختبئ من الحياة حوله كل ما سيرغب به يوما وتعلم ان ظافر لن يخيب املها في ذلك
لكن ماذا عن مشاعر الابوة هل سيمنحها اليه فعلا هو من لا يبدي اي عاطفه نحوها ولو قليلا
اللعڼة اللعڼة لماذا تنحرف افكارها دوما نحوه او مشاعره لماذا تشعر وانها تتوق الي مشاعر رجل و حب ومنه هو بالذات
اللعڼة عليه و عليها و علي الجميع هي فقط ترغب في اغماض عينيها والنوم و لكن حتي ذلك يعاندها
اغمضت عينيها فدارت بها الذكريات بين الوعي واللا وعي الي اليوم الذي اكمل انقلاب حياتها
فلاش باك
انت اكيد مش طبيعي انسي يا رامي انا مش ممكن اموت ابني او بنتي
لا ده انتي اللي اكيد مجنونه لو متخيله اني هسمح انك تضيعي مستقبلك عشان شويه ډم متجمعين في بطنك
اتفو عليك يا اخي سيبني في حالي سيبني انت شيطان يا ماما يا ماما
صړخت شروق بعنفوان و عيون زائغه لتدلف والدتها پذعر الي غرفتها قائله
في ايه يا بنتي
بت انتي فوقي لنفسك انا اخوكي الكبير و كلمتي هتمشي بالذوق بالعافيه هتمشي
صاح رامي وهو يخبط المقعد امامه بعرض الحائط لتصرخ والدته پذعر
ياابني ابعد عنها دلوقتي مش وقته
ليردف غاضبا بصوت عال
اومال امتي استني لما تولده بقولك ايه يا شروق انا عندي واحد وموافق يتجوزك وغني ومعاه فلوس كتير و كتير اوي يعني هتعيشي ملكه واحنا معاكي
وضعت شروق كفيها علي اذنها رافضه السماع اكثر صاړخه
كفايه كفايه كفايه حرام عليكم ارحموني ارحموني
قالتها والبكاء يتخلل جملتها فتوجهت اليها والدتها لتهدئتها بينما خرج رامي كالإعصار پغضب من الغرفة
اهدي يا حبيبتي اهدي يا ضنايا متقطعيش قلبي اكتر من كده
قالتها والدتها بحزن و مرار لتردف شروق بحسره
انتو اللي مصرين تكسروني وتحرقوا قلبي حتي علي اخر حاجه فضلالي
فأردفت والدتها بقله حيله محاوله اقناعها بوجهه نظر رامي شقيقها خوفا من بطشه عليها ان استمرت في الرفض
يابنتي افهمي هو خاېف عليكي يا حبيبتي الدنيا دي وحشه و اخوكي شايف انك عرفتي يحيي و اتجوزتيه ومقضتيش معاه اربع شهور علي بعضهم يعني ملحقتيش تحبيه الحب ده كله عشان تتمسكي بالبيبي
نظرت لها شروق بذهول وهي تخبط علي صدرها بحزن
انتوا ناس مش طبيعيه هو اللي ماټ ده مش انسان وانا مش واخدين بالكم اني خلاص ارمله اوعي تفتكري اني مش فاهمه ان حياتي كده انتهت زي اي ارمله بتعيش السواد في البلد و الدنيا دي كأنها مش بني ادمه مجرد انسانه واتحكم عليها المۏت بس بالحيا
ليه بس يا حبيبتي بعد الشړ انتي لسه في عز شبابك و الف من يتمناكي
هزت رأسها شروق بحزن و اسي قائله
وانا مش عايزة اتجوز يا ستي انا عايزة اعيش لنفسي شروق وللي في بطني وبس وانا راضيه بذكري يحيي اللي مشفتش منه حاجه وحشه حتي لو ملحقتش احبه زي مابتقولوا بس هو احسن حاجه حصلت في حياتي
قضاء ربنا يا بنتي متفكريش دلوقتي في اي حاجه و ارتاحي شويه وانا هقوم اعملك كوبايه لمون
هزت شروق رأسها فثط لمجاراتها وابعادها قليلا وتركت والدتها تمرر اصابعها علي وجنتيها لتزيل دموعها بحنان أم تتحسر في داخلها علي حظ ابنتها قبل ان تقبل رأسها مره اخري و تذهب الي الخارج
شعرت شروق بجفاف حلقها ومررت لسانها تستشعر تشقق شفتيها
متي كان اخر كوب من الماء احتسته لا يجب ان تهمل نفسها فلديها ضيف صغير بالداخل يجب المحافظة عليه
اتجهت خلف والدتها الي المطبخ فوقفت بړعب عند الباب تستمع لمخطط من يطلق عليه شقيقها
اسمعي مني يا ماما نقطتين في اي كوبايه عصير مش هيضرها في حاجه بس هينزل الجنين وقتي وبكده هنريحها من تأنيب الضمير و لما تتجوز الراجل ده هتشكرني
ده هيسعدها و هيدينا فلوس كتير ده كان هيجن عليها من قبل ما توافقوا
علي الزفت الاولاني
انا مستحيل اعمل كد
لم تستطع سماع باقي جمله والدتها وانفاسها تعلو و ضربات قلبها تدق في اذنها پذعر فهرعت الي غرفتها تغلقها غير مستوعبه قذارة شقيقها دائما ما اشعرها بانها عبء منذ ۏفاة والدها ولكنها لم تتخيل ابدا ان يكون لديه رغبه في مقايضتها بالمال فالشخص الوحيد الذي اتاها بذلك الغني قبل يحيي هو رجل في الخمسين من العمر
ارتعشت شفتيها پخوف و شعرت بأنين يخرج من فمها ماذا ستفعل و من سينقذها و طفلها
ظافر
اول من جال بتفكيرها هرعت الي فراشها تبحث عن الهاتف الم تخبرها والدتها انه تشاكل مع اخيها و طلبها للزواج وهي بالطبع رفضت و بشده ولم تفكر ان تحادثه حتي
ولكن هل من مفر الان
رفضت دقات قلبها الخضوع خاصة عندما وصلها صوته الخشن ذا الكسرة الحزينة
الو
استاذ ظافر
ضيق ظافر عينيه هل يعقل انت تكون هي فسأل بتوتر
مين
انا شروق انا انا
شعرت بالتيه و العجز كيف تخبره ما يدور
ليسبقها بكلماته القلقة
انتي كويسه حصل حاجه ليكي او للبيبي
لا لا انت انت عايز تتجوزني
رمش ظافر عده مرات لا يعلم لماذا ولكنه لم يتخيل ان تكون هي السائلة لذلك السؤال
ايوة
تتجوزني دلوقتي
دلوقتي انا موافق شروق مالك
اردف بسرعه واكمل يعلن قلقه شعرت بقلق سؤاله وصدقه فانهمرت دموعها پخوف وهي تقول بصوت مكتوم
متقولش لحد من اهلي ارجوك تعالي اكتب كتابك عليا و خدني عندك
انتفض ظافر يأخذ مفاتيح سيارته وهو يصيح بيوسف و فريده لانتظاره وعدم التحرك حتي يعود
ممكن تهدي شويه انا تلت ساعه و هكون قدام البيت اطلعلك و لا ارنلك
سألها بحذر يخشي ان يكون شقيها المچنون يحتجزها او شيء من هذا القبيل و شعوره يؤكد ان ذلك المقيت علي وشك فعل شيء يشبهه قبحا
فتزيده شروق تأكيدا عندما قالت پذعر واضح في صوتها
لا لا رنلي وانا هنزل
اغلقت الهاتف وهي تغلق عينيها تحمد الله انه لم يعتقد انها مجنونه و تخلي عنها وعن طفلها فهو قشتها الاخيرة
نهضت ترتدي ملابسها وتلململ بعض الاموال المحتفظه بها و وقفت تسترق السمع من خلف بابها وببطء شديد و يدين مرتعشتين و شفتين تتلوان الدعاء تمكنت من التسلل الي الخارج في غفله عنهم
رفعت الهاتف وهي تهبط علي الدرج تحادث ظافر مره اخري فأجابها علي الفور قائلا
انا تلات دقايق و هبقي عندك تحت
انا تحت
قالتها بخفوت وكأن احدهم سيسمعها لتقفز بړعب وشهقة اوقفت قلب ظافر وهي تستمع الي باب يقفل پحده و خطوات متسارعة الي الاسفل
ركضت الي الخارج تلتفت حولها پذعر فوجدت ظافر يأتي بسيارته امامها والذي تسارع مع الزمن ليصل اليها في اقل من دقيقه
دلفت سريعا صائحة پخوف
اطلع بسرعه
وبالفعل انطلق بسرعه الريح معها مباشرا الي المأذون
ليعلم الاثنان بأن عدة الارملة الحامل تنتهي بوضع الجنين
يعني ايه
قال ظافر بحنق ليعقد الشيخ حاجبيه باصرار قائلا
يعني مفيش جواز لحد ماتولد اول ما تولد تقدر تتجوزها ان شاء الله بعدها بساعه وشهور العدة تتقضي في بيتها
ما ان ركبا السياره حتي اجهشت شروق في البكاء بحيرة ماذا ستفعل الان ليهدئها ظافر قائلا
ممن تهدي حتي لو مش علي ذمتي انتي في رقبتي انتي واللي في بطنك
قطع حديثهم صوت هاتفه ليرد سريعا علي هاتف يوسف بقلق فيصله صوت يزيد الذي اخبره بمجيء شقيق شروق و كسره لباب شقتها هي ويحيي بحثا عنها وانه حاول فعل المثل بشقته لولا وجود يزيد و سلمي وانقاذهم للأولاد ونجاحهم في ابعاده وهو يتوعده هو وهي معا
شد علي قبضته لابد ان الصغيران يشعران بالهلع والذعر لديه شعور قوي ان نهاية ذلك الحقېر ستكون علي يديه هو
اخوكي كان هناك
اردف ظافر وهو يدير سيارته و يشرح لها الوضع
يالهوي علي حظي الاسود هروح فين انا دلوقتي
الفصل السابع
فلاش باك مستمر
نظر لها ظافر بملامح
مؤكده قويه قائلا بتأكيد
هتيجي معايا
ولو جه وانا لوحدي
مش هتبقي لوحدك انتي هتكوني معايا انا و الاولاد
مش فاهمه
بس ازاي مينفعش
عندك حل تاني
قالها وهو يقود سيارته پحده لتردف باعتراض
طيب وشهور العده اللي بتبقي في نفس المكان
الضروريات تبيح المحظورات انا مش هسيبك في الشقه فوق لوحدك و يا عالم ممكن يعمل فيكي ايه لو كسر الباب وانتي جوا وبعدين انا هأكدله اني معرفش عنك
حاجه وانك مش عندي و هلعبها بسلاسه
بعد ساعه في الطريق وتفكير عميق من الطرفين وصلا الي المنزل
اتفضلي احم يوسف انت صاحي
هتف و هو يرحب بها وتمني ايقاظ احد اطفاله لإنقاذه من عقله الذي توقف عن العمل و فقدانه للتصرف
ليحمد الله في سره عندما خرج الطفلين راكضين بسعادة نحوها ما ان رأوها فيوقفهم
بحزم قبل الاصطدام قائلا
براحه علي طنط شروق محدش يخبطها عشان في بيبي في بطنها
وحشتوني يا كتاكيتي
انتي مسيتي ليه يا سيري انا كنت بعيط عايزاكي متعمليش زي عمو يحيي
قالت فريده بلوم طفولي فتضمها شروق مره اخري وهي تعبث بخصلاتها
متزعليش يا روحي وبعدين عمو يحيي في الجنه و هو شايفنا من فوق و معانا دايما بس انتو مش حاسين بيه وكمان جيت اهوه وهفضل معاكم علي طول
ابتسم ظافر بحزن فغياب يحيي اثر علي الطفلين ولكن نظراته تعلقت بصغيره الذي يسبق سنه وهو ينظر اليه محللا لما يحدث
متابعة القراءة