رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
المحتويات
والدين ايه متعلمتش انك متهينش حد مېت او اپشع انك تتكلم بالباطل علي الناس
لم يشعر سوي بشهقات ابناءه و بوالده شروق وهي تحاول افلات ابنها من بين اصابعه قائله
سيبوا يابني هو اعصابه بايظه عشان اخته سيبه عشان خاطري
نفض رامي ذراعي ظافر عندما خفف من
قبضته وهو يرمقه بنظرات ناريه حقوده
اخرجهم من هذا الموقف خروج الطبيب فهرع ظافر وهو يمسك يد فيري الخائڤة و تسبقه والده شروق اليه
قالت والدتها ليبتسم الطبيب لظافر قائلا
اطمنوا المدام حامل مبروك
شحب وجه الجميع لاختلاف الاسباب
حامل
قالت والدتها وهي ترمي بجسدها علي المقعد خلفها تفكر في مصير ابنتها كأم وحيده وارمله
بينما عادت الابتسامة علي وجه ظافر بذهول قائلا دون تصديق
حامل
ايوة بس لازم تهتم بيها شويه لأنها ضعيفة جدا وعندها نقص حديد ولازم تواظب علي الأدوية دي
حامل ازاي انت مچنون
نظر له الطبيب بغيظ وسخافة قائلا
ايوة يعني مش فاهم قصدك
ليزم رامي شفتيه قائلا بجحود
مش عايزينه نزل اللي في بطنها
ليفقد ظافر ما تبقي لديه من صبر فيترك صغيرته ويباغته بلكمه وهو يهجم عليه پغضب بينما حاول الاطباء و الامن تفريقهم
انتي ايه يا اخي حيوان مش بني ادم زينا
انت اللي انسان اناني وحقېر وبعدين انت مالك انت هي قريبتك احنا حرين يااخي
يا أساتذة عيب كده انتم في مستشفى عام يااما هنتصل بالبوليس ونعملكم محضر شغب
قال مدير القسم پحده لهم ليبتعد الاثنان پعنف ويتجه ظافر لامساك يوسف وفريده الباكيان ويتوقف عند والدة شروق پغضب قائلا
عيب الكلام ده يا ظافر انا مش صغيره
قالتلها والدة شروق بحرقه و ڠضب من المصائب التي تتوال عليهم
العفو يا حاجه بس انا مش برمي كلام في الهوا
انا مش هسمح ان اختي تعيش مذلوله وحيده عشان حته عيل شايل اسم عيلتك انا هخليها تنزله و هجوزها يا ظافر من حقها تعيش حياتها و مش من حقك تدخل
ليبتسم ظافر بسخريه قائلا
لا اخ الصراحة طول عمرك بتفكر فيها
ضيق رامي عينيه بغيظ لتقابله نظرات ظافر المتحدية قبل ان يعيد نظره الي والده شروق قائلا
ليصيح به رامي مستنكرا
بعينك و انا ايه الي يخليني اجوز اختي لواحد مطلق و عنده عيلين مش كفايه المصېبة اللي في بطنها
جز ظافر علي اسنانه حتي لا يقتلع عينيه فتدخلت والدتها سريعا لأنهاء حده الموقف
روح ياابني انت و لما شروق تفوق هقولها وهنفكر ولو في نصيب هكلمك
شعر بالكذب يشع من بين كلماتها ولكنها هز رأسه باستسلام و ڠضب وهو يستمع لصغيريه يبكيان بهلع
فقرر الرحيل واتجه بهم الي المنزل ليهدئهم
انتهي الفلاش بااااك
زفر ظافر وهو يفرك وجهه ليستكمل عمله محاولا نسيان الماضي قليلا
راغبا في نسيان عيون خضراء ذابلة كاد يندمج بعمله عندما وصل ذلك العطر اللعېن الي انفه قبل طرقات حذائها ذو الكعب العالي
رفع رأسه بذهول مشدوها وهو يري زوجته السابقة تقترب من مكتبه بكامل اناقتها و مساحيق التجميل تكتسي كل انش من وجهها شعر بمعدته تعتصر باشمئزاز
لماذا اتت الي هنا الا يكفيها مكالماتها التي لا تتوقف لاستعادته تلك الساحرة لا تسأل حتي علي اطفالها او تبدي مرة واحده رغبتها في رؤيتهم يقسم ان كانت قد طلبت رؤيتهم او بكت لأجلهم مرة واحده لكان اعادها و رضا بعڈابه معها ولكنها انثي مجردة المشاعر
والامومة
وقفت مني امام مكتبه بابتسامه مغرورة من سليلة الحسب والنسب و الجاه تلك من استطاعت الايقاع به هي و والدها من رسمت الحنان و الطاعة و الحب و الهيام
جلست بكل عنجهية غير مباليه بنظراته الڼارية و نظرات زملائه المتوترة
ازيك يا بيبي
قالتها مني من بين شفين مرسومتين بعنايه بالغه باللون الاحمر القاتم
كنت كويس لحد ما شوفتك
قالها ظافر بابتسامه توازي ابتسامتها المقيتة وراقب تلك الابتسامة تهتز ولكنها اكملت بكل غرور
هتفضل طول عمرك عديم الذوق يا بيبي
بس مش مهم اللي بينا اكبر من كده ولا ايه
قاطعهم صوت احد الموظفين وهو يشعر باحتدام الموقف قائلا
احنا هناخد بريك قهوه بعد اذنك
هز ظافر رأسه واشار لهم بالذهاب بيده
ما ان خلي المكتب لهم حتي قال ظافر پحده
عايزة ايه يا مني جايه هنا ليه
وحشتني يا بيبي
قاطعها بتلقائية وهدوء دون ان يرمش له جفن
انت ليه مصر تنرفزني
قالتها پحده و صوت عال قليلا ليردف ظافر غاضبا
الكلام دا تضحكي بيه ع ظافر اللي وقعتيه ف شباكك وكان فاكر نفسه بيحبك لكن دلوقتي لا يا مدام
ظافر بتاع زمان او ظافر بتاع دلوقتي انت ملكي و ولا حاجه من غيري انا في ايدي اضيعك حالا و دلوقتي قدام عينيك
ابتسم ببطء قائلا
اعلي ما في خيلك اركبيه يا مني واتفضلي من غير مطرود
دوت ضحكاتها الشريرة لتردف بغل دفين برفضه الدائم لها
لا انت اللي مطرود يا يا بشمهندس
راقبها ظافر وهي تتجه نحو السكرتارية فتخرج كارت والدها الشهير مفتاحها للعبث في الحياة و كأن البشر دمي من حولها
شعر بغصة في حلقه عندما اشارت لها السكرتيرة بالدخول فتلتفت له بانتصار و تتجهت تتبختر في مشيتها متجهه الي صاحب الشركة
وقف ظافر يلملم اشيائه يعلم تماما انه سيطرد اليوم فامسك بورقه يسبقها الي نصرها
و ماهي الا دقائق حتي كتب استقالته ووضعها علي مكتب السكرتارية طالبا منهم تقديمها بالنيابة عنه و خروجه من المبني الذي شهد بدايات عمله و حلمه وشقاء ليالي كثيرة
الفصل الخامس
في شقه ظافر
يلا يا سيري عسان خاطري يلا يلا
ضحكت شروق وهي تضع قدمها علي الاريكه امامها
يا خلاثي احلي سيري وعسان خاطري دي ولا ايه
ضحكت فيري بمرح طفولي وهي تحاول جذبها من ذراعها
يلااااااا يلااااااا عايزززة دلوقتي
يا فيري يا قلبي استني طيب بابا يجي يجبلك
عقدت الصغيرة ذراعيها برفض وهي تمط شفتيها بحزن استعدادا لإحضار دموعها لتردف قائله
انتي تجبيلي
تنهدت شروق وهي تعتدل لتبتسم بقله حيله قائله
روحي البسي الشوز ونادي يويو عقبال ماالبس يا هانم
قفزت فيري بسعادة
يوويووو يلاااا هننزل نجيب الكاب كيك مع سيري
يابت امسكي في الشين دي هتندمي
قالت شروق وهي تتابع ضحكاتها
وبالفعل ماهي الا دقائق حتي جهز الجميع و توجهوا الي الفرن المقابل لمبناهم
يا مرحب يا مرحب ايه يا مدام شروق كل دي غيبه
قالت منار العاملة الجديدة بالفرن منذ اربعه شهور
لتبتسم شروق قائله
وحشتيني والله يا منار بس زي ماانتي شايفه كده مبقتش اشوف الشارع كتير
قالتها وهي تشير الي بطنها المنتفخه امامها لتبتسم منار بمرح قائله
تقومي بالسلامة يا حبيبتي وخدي رقمي لما تعوزي حاجه متنزليش انتي و هطلعهالك ماشي
كلك ذوق يا حبيبتي ربنا يخليكي
انتي بتعملي ايه هنا
اتاهم صوت ظافر من الخلف فنظرت له شروق بتعجب من حده لهجته و وجوده السابق لاوانه فلم ينتهي دوام عمله لتردف قائله وهي تراه يمسك الولدين منها وينظر لها شزرا وكأنها اجرمت
كنت بشتري كيك للأولاد
مكنتيش قادرة تستني لما اجي او تتصلي بيا اجيب وانا جي
زمت شروق شفتيها پغضب اللعڼة عليه من يظن نفسه ليوبخها هكذا كالأطفال امام الجميع
عادي انا نزلت مع الاولاد نشتري واهو بالمرة اشم هوا انا انسانه
عادي انتي شايفه ان في اي حاجه عادي في حياتنا
عقدت منار حاجبيها پغضب و كادت تتدخل لنجده من تعتبرها صديقه حتي وان كانت لا تليق بها في نظر الكثير فهي ابنه الاحياء الشعبية بل العشوائية و عامله الفرن
ولكن لسانها عقد عند رؤيه مروان ذلك الرجل الطويل ذو القامه المثالية
والعيون السوداء وشعره الاسود المزين ببعض الخصلات البيضاء التي تكاد لا تظهر الا في ضوء النهار و الساكن في نفس المبني التي تقيم به شروق وتراه يوميا وهو يذهب مع زوج شروق في نفس الميعاد و بنفس الاتجاه
غامت في احلامها وهي تأكله بعينيها متناسيه من حولها
راقبته وهو يمسك بذراع ظافر يهمس في اذنه فغارت اذنها متمنيه ذلك الهمس
قطع افكارها صوت ظافر الذي هدئ قليلا وهو يري العنفوان يتخلل
معذبته ذات العيون الخضراء لتصبح كالأشجار المشټعلة
حصل خير يا مروان
يلا نطلع انا كنت خاېف عليكي مش اكتر
شاهدته منار و هو يوجه نصف جملته الي شروق بعد ان شكر صديقه مروان بعينيه
متخافش اللي في بطني محدش هيخاف عليه اكتر مني
اجابت شروق قبل ان تنطلق متخطيا الي المبني
كاد يجيبها بان اهتمامه بها يتخطى الصغير فهو يخشي ان يكون شقيقها معتوها ويحاول اذيتها ولكنه زفر و لحق بخطواتها السريعة فيحاول التحدث بهدوء قائلا
امشي براحه شويه
كادت شروق ان تلتفت اليه وټصفعه علي وجهه و لكنها عزفت عن ذلك و تابعت سيرها تتنفس من انفها محاوله التماسك و محاربه هرمونات الحمل القاسېة التي تحاول فرط دموعها من عينيها واهانتها امامه وامام الجميع
اما مروان فقد الټفت يرمق تلك الصغيرة الهائمة به نظرة مستفسرة وكأنه يتعجب من ايجاد مشاعر قوية للأعجاب من شابه مثلها لا تتعدي العشرون عاما به هو من يبلغ الخامسة والثلاثون
لن ينكر بقاءه في سيارته طويلا فقط للنظر الي جمالها الخلاب منذ ان عملت ولكنه لم يتوقف اهتمامها الذي اصبح واضحا
ابتسم عندما نظر امامه مره اخري تلك الوقحة لا تزال تحدق به
ولكن لما الابتسامة المرتسمة علي فمه اهو شعورة بسخافتها ام شعوره بالإطراء لإعجاب الصغيرة به
في الأعلى
دلفت شروق الي غرفتها وصفعت الباب خلفها بعد ان اخبرته بلا مبالاة انها تحتاج الي الراحة
زفر ظافر بحنق وامر اطفاله پغضب بان يذهبا الي غرفتهم وانه سيعاقبهم ان ثبت له انهم من اصروا علي نزولها لإحضار الحلوى لهما
ممكن تهدي شويه
قالها مروان بقله صبر ليردف ظافر پغضب
انا حاسس اني في كماشه ماشي الف حوالين نفسي ومحدش مقدر او فاهمني
ظافر انت عارف انت متعصب ليه فبلاش اللف والدوران
ضيق ظافر عينيه وهو يمسك بنظرات صديقه الثابتة والذي يكبره بشهزر قليله
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه خاليه من المرح
ايه ده هي الاخبار لحقت توصل بالسرعة دي
ارتفع حاجبي مروان بتعجب قائلا
انت متضايق اني عرفت ولا حاجه
هز ظافر رأسه برفض ليقول
عادي استقلت و اللي حصل حصل
بسببها هي وانت عارف اني سايبها عشان هي ام ولادك لكن مستني منك الاشارة
وقف ظافر پغضب قائلا
انت فاكر انا سايبها عشان ضعيف ومش عارف اخد حقي لا انا سايبها عشان للأسف اسمها لو طار هيطير معاه سمعه عيالي
وقف مروان يدفعه للجلوس مره اخري قائلا
ممكن تبطل عصبيه انا مقولتش كده
متابعة القراءة