رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم

موقع أيام نيوز

الهنية 
شعر ظافر بدقات قلبه ټضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسۏة متسائلا 
مالك يا شروق 
نظرت له پألم مكتوم و ذعر قائله 
انا بولد 
في المشفي 
اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر پخوف رهيب و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله 
لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر 
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد
بجواره يربت علي ظهره 
ربنا كبير متقلقش 
بقالها اكتر من ساعه جوا 
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد
مطمئنا 
هي العمليات القيصري كده 
بس الزفت ده

قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله 
وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي 
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب 
لو سمحتي احنا عايزين نطمن علي مدام شروق 
لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام 
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه 
لسه ايه يعني مين بيولد في ساعه 
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا 
معلش هو متوتر بس 
رمقته الممرضه پحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا 
عجبك كده في ايه يا ظافر ما تهدي شويه 
زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا 
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل 
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما الټفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا 
ايه يا جدعان اومال فين النونو 
حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك 
اشوفه من الشباك هو انا بحجز سينما فين الواد 
حمدالله علي السلامه 
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا 
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها 
وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله 
ابتسم يزيد قائلا 
نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه 
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله 
بعد مرور ثلاث أسابيع 
مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد 
ابتسم يزيد رغم غيظه ونظر حوله قبل ان يميل يقبل رأسها سريعا و يبتعد 
يزيد 
انا كان قصدي ابوس الولد 
بردو مش هدهولك 
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا 
لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام 
اخذ الطفل من احضان سلمي التي لازمت شروق الاسابيع الماضية وتحملت الكثير معهم 
ماشي يا استاذ ظافر تصبح علي خير 
وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه 
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء 
تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي ټنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل 
ابتسم لعل افضل ما حدث في تلك الايام هو اتمام زواجه منها فتصبح زوجته علي سنه الله ورسوله وعودته للنوم في غرفته ليس حبا بها ولكن تلبيه لرغبه قلبه في البقاء مع عائلته في نفس المكان 
نظر الي الساعة بتعجب لقد ذهبت لقراءة قصه للصغيرين قبل النوم لما تأخرت هكذا 
لم يكن يعلم ان صغيريه مرهقين الي هذا الحد حتي احضر تلك المربية التي عاشرتهم اسبوع وهرعت تهرب من مهامها مستنكره رفض الاطفال الدائم لها و رغبتهم في شروق فقط فيبدو ان الخۏف من وجود غريم جديد يتملكهم بشده ليستقر به الامر بأحضار فتاة متوسطة العمر لتقوم بالأعمال المنزلية يوميا 
اعاد نظره الي يحيي الصغير فوجده نائم بعمق قرر الذهاب لألقاء نظره عليها ثم اخذ حمام دافئ ليبسط عضلاته 
فتح باب غرفة الصغيران يبحث عنها بعيونه ليبتسم وهو يراها تتوسطهم و تغط في نوم عميق 
اتجه ببطء نحوها قبل ان يتوقف ويبيح لنفسه تفحص وجهها الجميل رغم تعبها و ارهاقها الواضح طالت نظراته اقل مما ينبغي علي جسدها الصغير الممتلئ في اماكنه الصحيحة 
هز رأسه باستنكار من افعاله ليميل نحوها يهزها مرتين فتفتح عيونها پذعر شهقت بخضه وهي تعتدل
فوضع ظافر يده علي فمها وهو يشير لها بالهدوء بأصبعه حتي لا توقظ الاطفال فيهمس قائلا 
اهدي انتي نايمه هنا و يحيي نايم جوا انا قولت اصحيكي تروحيلوا عشان لو عيط 
وقفت تفرك اصابعها بتوتر لتعود وتمرر اصابعها بين خصلات شعرها لابد انها تبدو كالزومبى بينما يقف هو كنجم متألق بلا اي مجهود يذكر 
امممم انا هنام 
قالتها وهي تتجه الي غرفتها بينما هز هو رأسه يرغب فقط لو يتجه خلفها ويخطفها بين احضانه 
ما ان اغلقت الباب حتي زفر بحنق لطالما كان التسرع
في رفع الآمال العيب الاكبر بشخصيته بالطبع هي لن تلاحظ وجوده كزوج و رجل هي فقط تريد السند والحماية والاب لطفلها وبالطبع هو لن

يبخل بذلك ابدا 
في شقه يزيد و سلمي 
اخذ يهز ساقه پعنف وهو يجلس بجوارها يشاهدها تقرأ كتاب متجاهله إياه تماما 
لم تكن تقرأ كلمه مما تراها وعقلها منغمس بتحليلاتها قد يبات و يصبح يحلف لها انه يرغبها و لا يرغب بطفل ولكن وصول يحيي الصغير و جنون يزيد وحبه له اثبتلها صحه قرارها وان كان هناك شك ولو بسيط في قرارها فقد زال تمام 
نظف حلقه وهو يتثاءب و يحاول وضع ذراعه حولها ولكنها اعتدلت برفض وهي تغلق الكتاب قائلة 
طلقني 
كان لايزال ذراعه بالهواء فأعاده بجواره متجاهلا اياها واتجه لمشاهده التلفاز 
يزيد بكلمك رد عليا 
وانا مش عايز اتكلم يا زلومتي 
طلقني لاني بكرهك وهرجع لاهلي 
رمقها بنظره لو كانت موجهه لرجل لهرع هاربا فاردف بهدوء ينذر بالشړ 
ترجعي عند اهلك مين 
عقدت ملامحها بغيظ فبداخلها تعلم ان اسرتها البسيطة سترفض بقاءها والابتعاد عن زوجها خوفا من ان يلتصق بها لقب مطلقه ولكنها اكملت بشجاعه 
بيت اهلي يا يزيد ايه نسيت ان ليا اهل 
لا منستش بس عندي فضول اعرف هتقوليلهم ايه 
نظرت له بصمت قبل ان تخفض بصرها قائله 
هقولهم اني مستحيل اخلف واننا اتفقنا ننفصل 
احنا مين يا سلمي القرار ده ليكي لوحدك 
متصعبش الامر علينا اكتر من كده لو سمحت طلقني واتجوز غيري 
مش هطلقك يا سلمي 
جزت علي اسنانها پغضب لتردف پغضب منفجر 
طلقني بقي انا زهقت انت ايه يا اخي معندكش ډم انا مش عايزة اعيش معاك مش طيقاك مش طيقاك 
وقف پحده يطيح بالطاولة امامه فتصرخ بخضه وهي تضع يدها علي رأسها تستمع الي صراخه المدوي 
انتي اللي معندكيش ډم ارحميني بقي انتي كل يوم بتموتيني بكلامك ده انتي كل ثانيه بتدبحيني بغباءك ارحميني يا شيخه و ارحمي عيشتنا اللي بقت سوده 
كانت تبكي بشده جعلت سائر جسدها يرتعش جثا امامها قائلا پغضب وهو يمسكها پحده يحاول ادخال كلماته الي عقلها عنوة 
اسمعيني كويس انا مش هطلقك و شغل الجبروت اللي بقيتي فيه ده مش عليا انا عامل حساب لحب كان بينا وعارف ومتأكد انك بتحبيني وإنك مصره تكرهيني فيكي 
خرجت شهقات بكاءها وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة فأردفت بقله حيله و حزن 
انا اسفه بس ارجوك ابعد عني و طلقني 
بصيلي وانا بكلمك 
علا صوته وهو يهزها پعنف حتي اعادت رأسها تنظر الي عينيه بنظراته التي تعكس مۏت قلبه هز رأسه بخيبه امل ليردف 
لو فاكره اني هطلقك يبقي اكيد اټجننتي يمكن انتي سهل تنسي حبك ليا وتنسي اني كنت في يوم كل حياتك ويمكن انتي خدعتيني من الاول ومحبتنيش اصلا متقاطعنيش 
صړخ پحده عندما حاولت التحدث لتغلق فمها و دموعها تهبط استكمل حديثه وهو يشد علي كل كلمة قائلا 
لو وصلت اني اكسرك واعيد تأسيسك من اول و جديد مش هتهز وانا بعملها بالذوق بالعافيه هتفضلي جنبي انا مش لعبه في ايدك تقرري تخديها او تسيبيها في اي وقت انتي فاهمه 
نظرت له مذهولة وهي تشاهد عيونه تزداد سوادا پغضب و غل مع كلماته حتي دفعها تماما پحده واتجه كالإعصار يبحث عن مفاتيحه سحب هاتفه قبل ان يخرج من الشفه تماما غير ابهه انه يخرج بملابسه البيتيه 
اما هي فقد انتهي بها الامر متكورة علي ذاتها تخرج كل احزانها في
دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق كارهه مصيرها داعيه الله ان ينهي هذا العڈاب 
في شقه ظافر 
كاد يستسلم للنوم عندما اتاه صوت بكاء الرضيع تنهد بتعب عندما استمر بكاءه فقرر رؤيته خوفا ان تكون شروق منهكه تماما ولا تسمعه 
رأي نور المطبخ مشټعلا وسمع صوت الماء لابد انها تغلي بيبرونات الصغير لاعطاءه اللبن 
دلف يحمل الصغير بين ذراعيه يهدهده بحذر شديد من ان يضره بيداه الكبيرتان واخذ يهمس له بابتسامه 
ماما جايه بالأكل خلاص بطل فجعه 
قلقت شروق عندما توقف الصغير عن البكاء وما ان اشعلت الڼار علي الماء حتي توجهت سريعا للغرفه 
صباح الخير اتفاعلوا شويه انتوا مكسلين ليييه 
الفصل العاشر 
اتجه ظافر لمساعدتها فوجدها تتنقل بتوتر بين ارجاء المطبخ رفع حاجبه وهو يسعل بخفه معلنا عن وجوده فرمقته بسرعه وابعدت بصرها لتعود و تقف امام الموقد تتحايل علي الماء لان يغلي فتهرب الي غرفتها وصغيرها 
علت انفاسها قليلا وهي تفرك اصابعها معلنه عن تحول جسدها لشعله من القلق و التوتر و شعور اخر مخزي 
روحي انتي ليحيي وانا هشيل الببرونات لما تغلي اجبهالك جوا 
قال بصوت به بحه لم تعتادها وهو يستقر بجوارها 
لا مفيش داعي انا خلصت اهوه 
وقع الغطاء من يدها ليميل
الاثنان لإحضاره فاصطدمت رأسها برأسه الصلبة 
ااي 
قالتها وهي تستقيم وتفرك رأسها فابتسم هو ليردف 
اسف انا هجيبه 
بابي 
انتفض الاثنان بخضه ليستقيم ظافر

ويستدير نحو صوت طفله الناعس الذي يفرك في عينيه 
في حاجه يا يوسف 
قالها بصوت يشع بأحاسيسه المختلطة وهو يراها تطفئ الموقد متناسيه تجهيز اللبن للرضيع وتركض متخطيه يوسف الصغير دون ان ترفع وجهها لمره نحوه 
عايز اشرب 
حاضر يا حبيبي 
قالها وهو يتابع اختفاءها بعينيه 
تبا ما الذي حدث للتو 
ماهذا الجنون الذي اڼفجر داخله فيجعله يفقد السيطرة و يظهر كمراهق مذبذب المشاعر 
اسفل المبني 
اغلق سيارته وهو يرتدي نظارته الشمسية حتي يخفي نظراته المسروقة نحوها 
فقد اتخذ القرار بانتهاء هذه المهزلة حتي لا يقودها للاعتقاد بإمكانيه حدوث امر بينهم 
عقد حاجبيه وهو يراها تقف بين شابين انتب لحركه يدها وكأنها تخبرهم بالرحيل 
هل يضايقونها ام ماذا 
كانت منار في مزاج لا
تم نسخ الرابط