رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
المحتويات
يطاق و حالتها مزرية فقد لاحظت تعمد مروان للصعود سريعا حتي انه صار لا يشتري الخبز منها
حتي مراقبته لها و التي دأب علي فعلها منذ شهور انهاها
فانتهت بها الايام الماضية في مزاج يؤهلها لقتل اي كائن حتي زوج والدتها رحمها الله و شقيقها من والدتها لم يسلما من لسانها السليط
ولكنها لن تشعر بشفقه علي اي منهم
ليأتي هاذين الاحمقين الان وهي تراقبه يقطعان وقتها المقدس المخصص لمشاهدته وهو يعود الي منزله بهيئته الرائعة و ملابسه المنمقة و تلك الهيبة الي تسلبها عقلها
ليه بس يا جميل ده احنا عايزين الرضا
جرا ياض انت وهو ما تغورا بدل و ديني لأنسل اللي في رجلي علي دماغك انت وهو يا نص كم
ايه ده ايه ده انتي هتعملي الشريفه
عاد الشابين پصدمه الي الخلف وهي تهجم عليهم قبل ان ينضم اليها مروان فينهال عليهما ضړبا دون كلمه
عيال صايعة ماتربتش
والله محد عايز يتربي غيرك
اتسع فمها پصدمه وهو يمسكها پحده يجذبها الي الدكان
اي اي براحه
انتي اتهبلتي فاكرة نفسك راجل ولا ايه
جذبت يدها بغيظ قائله
انا مش راجل ده انا بميه راجل
وكنتي هتعملي ايه يا ميه راجل لما يتجمعوا عليكي ويرنوكي علقھ ويا عالم كان ممكن يعملوا ايه تاني
يا سلام وانا مالي
يعني ايه مالك انتي قاعده ليه لحد الساعة عشرة بليل في الشارع اصلا
الله انا قاعده في اكل عيشي و هما اللي جاينلي اعملهم ايه يعني و لا انا اللي ندهتهم قولتلهم ونبي تعالوا زاولوني
قالها باتهام ليزيد تنفسها پغضب وهي تضع يدها علي خصرها قائله
وتلاقي مبرر ليه محدش قالك اتدخل اصلا
وطي صوتك وانتي بتكلميني
قالها پحده و هو يرفع اصبعه بتحذير وكأنها طفله صغيرة عضت علي لسانها وهي تري جديه ملامحه ونظرت بعيدا عنه عاقده ذراعيها باستنكار واعتراض
زفر بحنق وهو يهز رأسه بقله صبر ليردف بعدها
لا انا اللي عايزة اشتغل واقفل براحتي
قالتها وهي تنظر بعيدا رافضه ان تخبره بانها تنتظر حتي تضمن وصول شقيقها الي المنزل المكون من غرفتين فقط فتستطيع العودة والحصول علي بعض الراحة قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر قبل استيقاظهم والهرب من زوج والدتها
يا سلام ده انتي بجحه اوي
يا سلا
بس متتكلميش
قاطعها پحده لتزفر پغضب وهي تدور في المكان تحاول تجاهله فأخذت تخبط كل تقع يدها عليه
وضع مروان يده علي جانب وجهه پغضب محاولا التركيز والتفكير بهدوء حتي لا يجذبها من شعرها الغجري بلون العسل
ممكن تقفلي وتتفضلي تروحي
رمقته بطرف عينيها لتهز رأسها بالموافقة ساعدها مروان لينتهوا بعض دقائق ويتم اغلاق المكان
انتي رايحه فين
كانت
تضع علكه جديده في فمها بدل التي بصقتها في الشجار فكادت تختنق بها وهي تشعر بقوة يديه تحيط بذراعها سعلت قبل ان تردف
مروحه
انتي بتسألي و
لا بتعرضي ولا في مكان تاني عايزة تروحيه
لمحت نظراته الڼارية المعلقة بها فتوترت قائله وهي ټضرب كف علي كف
يوووه مش قولت روحي اديني كنت مروحه اهوه هروح فين يعني
اركبي يا منار انا اللي هوصلك
قالها بهدوء محاولا تمللك اعصابه والعودة الي ذلك الرجل المتحكم بانفعالاته
كادت تضحك وهي تراه يرتدي قناع الهدوء و لم تقاوم مضايقته اكثر لتردف بدلع وهي تمضغ علكتها
اه ان كان كده ماشي
تعلم تماما انه يغتاظ بشده من اصطناعها للجراءه فتتعمد جذبه بها حتي يخرج عن طور قناعاته الباردة
ولا يعلم انها مجرد فتاة تائهة ترغب في العثور علي الحب و الحنان و رجل الاحلام
وقف مروان يجذ علي اسنانه پغضب رافضا تماما تصرفات الصغيرة الوقحة حتي وان كانت موجهه له فمن يعلم مع من غيره تقوم بمثل هذه التصرفات
اغمض عينيه يستجمع قوته فلديه شعور قوي ان الدقائق القادمة ستكون اطول دقائق في حياته
بعد يومين
دلف ظافر الي مكتبه پغضب فمنذ ما حدث بينه وبين شروق لم يرها فأصبحت تتعمد الابتعاد عنه والاختباء بغرفتها
حسنا ربما قد تخطي الحدود ولكنه رجلا قبل كل شيء وهي زوجته بالفعل فلا داعي لهذا العقاپ الذي يزعجه بشده
لم يكن يتصور انه اعتدها بهذا الشكل بحيث اصبح كالمچنون في يومين لاختبائها منه وغيابها عن انظاره
ايه يا عم انت هتطلع ڼار من بقك ولا ايه
قال يزيد وهو يتابع صديقه يدور و يدور في المكتب غافلا عن صديقيه اللذان تبادلا النظرات محاولين تحليل الامر
نظر له ظافر پحده رافضا الحديث فاردف مروان
اجيبلك لمون يهديك
مش عايز حاجه خليكوا في حالكم دلوقتي
مال يزيد علي مروان هامسا
شكلها منفضاله من ساعتها
لكزة مروان پحده حتي لا يسمعه ظافر فيجن جنونه ان علم بوصول الخبر اليهم والذي حدث بالصدفة البحتة عندما جاءت شروق لمحادثه سلمي فأخبرتها بما حدث بينها وبين ظافر غير
منتبهين الي يزيد الذي كان يدلف ليغير ملابسه فوصل الامر الي مسامعه
ومنذ ذلك الحين ويحاول الاثنان انقاذ صديقهم لينعم بحياة طبيعية سعيدة
تنحنح مروان قائلا
وشروق عامله ايه
نظر له ظافر بحاجب مرفوع قبل ان يردف
كويسه
امممممم مع اني شفتها المرة اللي فاتت مرهقه انت مش بتاخد بالك منها ولا ايه
وقف ظافربغضب قائلا
في ايه يا مروان انا مش ناقصك
رمقه مروان ببرود وثقه قائلا
ليه وراك ايه
اه انت فايق و رايق شكلك
قالها وهو يسحب مفاتيحه و هاتفه ليوقفه مروان قائلا
خد بالك منها شروق شابه ولازم تعيش الحياة مش تدفنها بالحيا
قڈف ظافر ما بيده وهو يتجه پعنف نحوه يرغب في خنقه للحديث عن زوجته من الاساس فأوقفه يزيد بصعوبة امام مكتب مروان قائلا
مروان متستعبطش
وقف مروان بهدوء ليدور حول المكتب فيقف امامهم تمام واضعا يده في جيب سرواله و يردف بتعجب
لا برافو فعلا كمان مش قادر تواجهه افعالك
نظر ظافر لمروان شزرا قائلا بتحذير
مروان متخلناش نخسر بعض
انت مش هتخسرني انا لا بغباءك انت هتخسر كل حاجه متخلهاش تصدق انك متجوزها عشان تحميها وفي المقابل تلاقي داده لعيالك
نظر يزيد پصدمه لمروان الذي تحولت ملامحه لجديه تامه و اتخذ الحوار منحني خطېر
ضيق ظافر عينيه بقسۏة وعلت انفاسه الغاضبة فاردف پحده مدافعا
انا عمري ما هعمل كده الولاد هي بتحبهم مش محتاجه امر مني و انا مش مقصر معاها زي ما يحيي وصاني
نظر له مروان بنصف ابتسامه سخريه قائلا
ونعمه الامانة اتجوزتها عشان تحكم عليها بالمقبض تعيش وحيده لا كتر خيرك
انتفض يزيد بقلق عندما خبط ظافر كفه پعنف علي سطح المكتب بعيون غاضبه ليردف من بين اسنانه
كلامك زاد عن حده يا مروان انا مش هسمح انك تتكلم معاايا بالاسلوب ده
وقف مروان بأسي علي صديقه الذي يرفض منح الفرصة لنفسه ولتلك الصغيرة للبدء في حياة سعيدة من جديد فقال بإصرار قاصدا تنبيهه وافاقته
يا ريتك سيبتها علي الاقل كانت لقت اللي يسعدها
تدخل يزيد مستكفي بهذه الدراما وهو يسحب ذراع مروان پحده للخارج قائلا
مروان متستعبطش انت زودتها اوي
لكن ظافر تبعه يبعده وامسك بياقة مروان پحده قائلا پجنون
عايز توصل لايه يا مروان
طلقها وايه رايك اتجوزها انا علي الاقل هقدر اسعدها واقدملها حياة تستحقها
بصق مروان بعض الډماء من قمه قائلا
زعلان ليه مش دي الحقيقه انت متجوز واحده عندها اتنين وعشرين سنه عشان تحرمها من الحياة هو ده تفسيرك لانها تكون امانه في رقبتك مش بني ادمه دي عايزة تعيش و تحب و تتحب مش قد الجواز مكنتش اتجوزتها
كاد يهاجمه ظافر
مرة اخري عندما اخذ هاتفه بالرنين بالرنه المميزة لهاتف يوسف تنفس پحده محاولا الهدوء قبل ان يجيب خوفا
من حدوث امر هام
الو يا يوسف متعرفش مين لسه بټعيط ولا خلاص ماشي يا حبيبي انا جاي متقلقش خليك معاها و خد بالك من فيري
نظر حوله يبحث عن مفاتيحه فالتقطها مروان قائلا بقلق
في حاجه حصلت
نظر له ظافر پغضب يرفض محادثته و مد يده يجذبها من يده فسحبها مروان قائلا
يا عبيط انا اخوك عايزك تفوق قبل ما ټندم انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي احسن من شروق
زفر پغضب وهو يسحب مفاتيحه قائلا
هي دي طريقتك انك تبين اني اخوك
لا بس كنت بتأكد بس انك لسه بتحب الستات عشان يزيد كان بيقول حاجه تانيه
قالها بابتسامه مشاكسه و واسعه رمش ظافر و هز رأسه بقله صبر وحيله بعد ان رمق يزيد بنظرة قاتله لما عليه ان يصادق اغرب شخصين علي وجه الارض
عيش الحياة عشان بتجري بينا و متديش امان ليها اوي واقرب مثال كان يحيي عيش يا ظافر و عيش اللي حواليك
رفع ظافر ذراعه يخبط علي ظهر صديقه بل اخيه واردف قائلا
مين كان يصدق مروان القديس يطلع مچنون
قديس ايه يا عم ده طلع قالب العداد انا كنت هطلع بيه من هنا علي مستشفي المجانين انا عمري ما شفت حد عايز ېموت
كده
قال يزيد بسخريه و مرح وهو يعقد ذراعيه و يراقبهم بترقب من عند الباب
عدل مروان ملابسه و خصلاته يرغب في العودة الي ذلك الشخص المتزن الهادئ المثالي
لا التاتش الهادي مش لايق والچريمة دي في وشك مروان احب اقولك ظافر علم عليك
نظر له ظافر شزرا فلا زالت مشاعره تتحرك في كل الاتجاهات ما بين الڠضب و العڼف و الندم لأنه لم يستطع تميز نوايا رفيق العمر وانهال عليه ضړبا دون تفكير حرك مروان رقبته يطقطقها ليردف بابتسامه واثق
بس انا الحريف ضړبتي بتوجع وبتجرح لجوا اوي و مش بتبان
ضحك ظافر بسخريه ليجيب يزيد بابتسامته السمجة
مروان واحد ظافر صفر عاش يا فنان
دفعه ظافر نحو باب غرفته بملل قائلا
طيب يلا انت وهو عشان مستعجل
ايه شروق حصلها حاجه
اردف مروان ليتوقف ظافر امامه بمشاعره المنهكة قائلا بتحذير
مروان حاول متتكلمنش عن شروق قدامي الفترة دي عشان مش عايز اقټلك
ارتسمت بسمه ببطء علي وجه مروان وهو يمرر يديه علي وجهه كإشارة للصمت وعدم الحديث مطلقا
الفصل الحادي عشر
دلف يوسف غرفه شروق واغلق الباب خلفه
ابتسم وهو يتجه نحوهم ويري فريدة تلاعب يحيي مع شروق ليردف بحماسه
هينفع اشيله امتي
ضحكت شروق قائله
لما يكبر شويه يا يويو
بس لما يكبر مش هيبقي صغنن كده
رفعت شروق حاجبها مفكرة لتردف بموافقه
تصدق اقتنعت شيل ياابني شيل
قالتها وهي ترفع يحيي وتضعه علي ساقي يوسف الذي اعتدل يفرد نصفه السفلي
متابعة القراءة