رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
المحتويات
هبله هتطلقي ازاي ظافر عمره ما هيعمل كده
بردو انا حاسة بالذنب او ان ربني هيعاقبني و بيعاقبني عشان اتمنيت اني اعيش طبيعي و يبقالي حياه بعد يحيي الله يرحمه
بس بس بطلي تخلف انتي مش بتعملي حاجه غلط عشان ربنا يعقبك دي سنه الحياه انها تستمر بالعكس ربنا كان هيعاقبك فعلا لو انتي هدمتي روحك اللي ربنا ادهالك امانه تهتمي بيها
انا مبقتش عارفه انا بعمل ايه شويه ازعل اني بهمل ذكري يحيي افتح صورته اكلمه شويه عن ابننا وبعدين احس بذنب اكبر وقلق ان ده يكون خېانة لظافر لأنه هو اللي جوزي فعلا وهو بردو حبه يقرب مني وبعدين احس انه تقضيه واجب انا بجد حاسة اني في متاهة
وحدي الله يا حبيبتي انتي اللي مدوخه نفسك دي مش مسألة رياضيه المسألة بسيطة واحد وواحد بيساوي اتنين يحيي ده ماضي في حياتكم انتم الاتنين عمره ما هيختفي و اكيد ذكرياتك معاه مش خېانه يحيي ده فخر لابنك و لجوزك و ليكي و انتي من حقك تتمني حياه سعيدة مع ظافر لان هو كمان ليه حق عليكي قدام ربنا وانتي مقصره فيه
اردفت شروق بخفوت تستمع لسلمي وقد انتشرت راحه نفسيه جديده عليها في قلبها
بصي يا شروق يا حبيبتي متقلقيش من حاجه ظافر طالما بيقرب منك يبقي واخد قراره
من زمان انه يكمل معاكي وانتي اللي منعاه
انا مش منعاه والله
ضحكت سلمي قليلا وقد نست همومها و أردفت بابتسامه
دي حاجه كويسه اومال في ايه
مش عارفه هي ماشيه كده
سيبيها ماشيه لوحدها كل شيء بأوانه
طيب و طليقته
مالها
مالها ايه يا سلمي انتي مسمعتيش اللي قولته
ايوة سمعت بس فين مشكلتك
انه عايزها تغير طبعا ده لوحده غريب ومقلق ممكن يكون لسه بيحبها
شروق ياحبيبتي انا مش ناقصه مرار اكتر من المرار اللي عايشه فيه سيبني
انتي اللي مغلبه نفسك يا سلمي ولو يزيد ضاع من ايديكي يبقي تستاهلي و زياده كمان
ضحكت بسخريه واردفت
بس هو يضيع مني و انا هتصرف
يا سلام علي البرود
ده مش برود اللي بعمله ده الصح واحده مش بتخلف و قطعت جوزها من كل اهله هيعمل بيها ايه يسبني يا ستي و يروح يعيش
خلاص يبقي انتي اللي غاويه عڈاب
سلمي انا هقفل شكل يوسف صحي و كسر حاجه سلام دلوقتي
سلام
استقامت شروق سريعا وبهدء تام حتي لا يستيقظ يحيي و فريدة
توجهت للخارج و تعجبت للأضواء المطفئه في ارجاء المكان الا بالمطبخ و بدون تفكير توجهت اليه لتجد ظافر يلعن و يقذف قطع من الزجاج في سلة القمامة
لم يرفع رأسه و اجابها بوجم
مفيش كوبايه وقعت من ايدي وانا بعمل قهوه
رفعت شروق حاجبها وهي تقترب منه قائله
قهوة بليل كده
عادي
انحنت بجواره وهي تري فشله في انهاء التنظيف فاردف پحده
مفيش داعي روحي انتي انا خلصت
رمقته پحده وهي تراه يتهرب من نظراتها وازاحت يده پغضب قائله
لا معلش انا هعمله عشان مفيش حد من الولاد يتعور
نظر لها ظافر پغضب و ذهول لأزاحه يده بهذه القوه واردف بحنق
ايه اللي بتعملي ده
ايه
قالتها وهي تهز اكتافها مستمرة بلملمه القطع اردف من بين اسنانه بخفوت حاد
بتزقي ايدي ليه كده
اردفت ببرود منتهجه طريقته منذ قليل
مزقتهاش
لا زقتيها و سيبي اللي في ايدك انا قولت هعمله
لا مش هسيبها و مزقتهاش
وقف پحده فاختل توازنها بخضه ووقعت للخلف رفعت عينيها پغضب نحوه قائله
ايه ده
رفع كفيه بالهواء قائلا
ايه
انت بتزقني
انا
اردف بصوت عال مذهول من اتهامها له فهو لم يفعل شيء سوي الاستقامة بجسده حتي انه لم يلمسها
ايوة
انتي بتتلكيي
لا وانت الصادق انت اللي بتتلككلي علي العموم انا هسهلهالك يا سيدي
وقفت رافضه يده الممتدة لمساعدتها ونفضت فستانها پغضب ليردف ظافر پحده
ايه شغل العيال ده
ضحكت بتهكم و غيظ قائله
طبعا لازم ابقي عيله دلوقتي شوف عقلك الباطن بيفكر في ايه
وقف ظافر امامها يقطع تقدمها وهو يشعر برأسه تدق پغضب من الغازها التي لم يفهم منها حرف واردف
انتي بتقولي ايه انا قولتلك ميه مره اتكلمي علي طول شغل اللف و الهبل بتاع الستات ده انا ماليش فيه
بس ليك في شغل ستات تانيه
جذ علي اسنانه واردف پغضب
ستات تانيه زي مين يعني
وضعت يدها بتعب علي رأسها للحظات لتحاول تخطيه وان تتجاهله ولكنه منعها بجسده مره اخري واردف
شروق انا دماغي فيها اللي مكفيها انا فاضلي سنه واكره كل الستات اللي في الدنيا متجننيش
ذهل وهو يري ملامحها تنكمش لتنهمر بالبكاء و تعلو صوت شهقاتها
اقترب منها بتعجب فحاولت ابعاده ولكنه جذبها بشيء من القوة لتهدئتها
دفعته پحده فقاومها هاتفا پغضب
بس
تنهد بقله حيله عندما زاد بكائها
اما هي فقد اخفت وجهها لا شك انه يلقبها بطفله وطفله باكيه ايضا
ربت بيده علي ظهرها يستشعر هدوئها لاعنا قدره فقد كان غارق التفكير في مني و ما قد تقدم عليه عندما ټحطم الفنجان الي اشلاء ثم ظهور شروق و انعطاف الاحداث بينه وبينها بطريقه لم يتخيلها
فاردف بخفوت
ممكن اعرف بقي انتي زعلانه ليه
هزت راسها بنفي فاصر
بلاش الطريقه دي يا شروق متتعبنيش معاكي احنا اتفقنا علي الصراحه
ابتعدت قليلا تمسح وجهها المبلل بطرف كمها تماما كالأطفال
وتشكو حين يدعوها بالطفلة
قررت مواجهته و انهاء الامر فأردفت
انت هتعمل ايه في موضوع مراتك دي
اسمها طليقتي يا شروق و لسه مش عارف هعمل ايه بس اكيد مش هتاخد عيالي مني و لو وصلت اني اقټلها بأيدي
اتسعت عيناها پخوف فأردفت بتلعثم وصوت يشوبه الحزن
متقولش كده بالله عليك كل حاجه هتبقي تمام انت لو عايز يعني انك
اني ايه
انك تطلقني عشان معملش مشاكل انا عارفه ان الام من حقها
اتسعت عينيها بقوة لبرهه قبل ان تغلق جفنيها بخجل
تحبه و ارهقها بحبه نعم تعترف بهذا هي تحبه و بشده لن تفكر في الزمان و المكان والطريقه هي فقط تحبه
ابتعد عنها ليكافئها بابتسامه جانبيه تعشقها
عايزة رد تاني علي الاقتراح اللي
قولتيه
فتحت عينيها بابتسامه ضعيفة خجله واصابعها تفرك فستانها علي اطراف جانبيها
نظر لها ظافر بحب وهو يمرر يده بين خصلاتها لتميل دون وعي برأسها علي كفه الدافئ
اختفت ابتسامته قليلا وهو يشعر باستجابتها له
كم يرغب في امتلاكها قولا وفعلا وان تصبح زوجته بكل معني للكلمة
قد يتنازل عن كل امواله بل عمره بالكامل
لما يصر الحب علي مصاحبه تلك المشاعر المچنونة
رفع حاجبيه عندما هتف قلبه صائحا اين المانع
فلا يراها تهرب من
كما اعتادت من قبل هل يخبرها بمدي حبه الان ام انها ستكسر ما تبقي منه
امسك يدها بقوة وهو يجذبها بجواره ليتحرك بها ببطء لخارج المطبخ والي غرفته وهو يحرص علي متابعه تعبيرها
رمشت قليلا بتوتر وهي تشعر بقلبها يتقافز
فتح الباب وهو يواجهها يتفحص اي ملامح اعتراض فدلف جاذبا اياها عندما لم يجد ما يبحث عنه
الفصل الثامن عشر
انتفض كلاهما يلملمان ملابسهم المبعثرة بكل نواحي الغرفه و توجه ظافر وهو يرتدي سرواله نحو باب الغرفة صائحا
جاي يالي بتخبط الله ده انا هخرب بيتك
اردف النصف الثاني بخفوت يلعن من يقطع عليهم ليلتهم الاولي سويا والتي شهدت ولادة حياتهم الجديدة سويا
مش مكتوبالك يا بولين
هرع و فتح الباب سريعا ليتفاجأ بيزيد يحاول جذب سلمي الباكيه بعيدا عنه اقترب يتوسطهم بقلق وفزع قائلا
في ايه يا جماعه وحدوا الله ايه الفضايح دي
شوف البيه المحترم بيعمل ايه
اخرسي خالص وادخلي الشقة بقولك
دفعه ظافر عنها پحده قائلا
في ايه يا يزيد انت اتجنينت اهدا شويه مش كده احنا علي السلم
دلفت سلمي راكضه الي شقه ظافر وتبعها ظافر وهو يجذب يزيد و يغلق الباب خلفهم
اتاهم صوت بكاء يحيي الصغير و خروج فريده الناعسة من غرفتها تردف پخوف
مامي فين انا خاېفه
عاجبكم كده اهدوا سرعتوا العيال وانتي ادخلي اغسلي وشك عقبال مااجي وانت متقربلهاش خالص
اردف وهو ينقل اصبعه بتحذير بينهما خرجت شروق بسرعه ما ان انتهت من ارتداء ملابسها فواجهت يزيد الغاضب الذي تعجب لوجودها بغرفه ظافر احمرت وجنتيها لتهرع دون اي كلمه تجذب فريدة في طريقها الي داخل غرفتها و تتجه لإسكات صغيرها
الټفت يزيد بابتسامه يتفحص ظافر وهو يرتدي سرواله البيتي و خصلاته مبعثره يسارا ويمينا فهز رأسه بغمزة قائلا
اسد يلا في ايه
ضيق ظافر عينيه بحنق وهو يحاوط فكه بأصبعين واردف پغضب
انت ليك عين تهزر ده انت بجح اوي
لا بس انا فخور بيك
بس يا بابا بس عشان مخبطكش كف افوقك من الهبل اللي انت سايقه ده ممكن تفهمني في ايه بالظبط
اسمعني بس خد منها الكلام ومش عايزك تتسرع وانا هفهمك كل حاجه وخليك متأكد ان عمري ما هخونك بس في حاجات كتيرة حصله معايا انت خليها تشكي وانا هطلع معاك لمروان افهمك كل حاجه
نظر له بعدم فهم ولكنه اردف پغضب
ماشي مع اني مش فاهم حاجه ولعلمك مروان اتجوز
نعم اتجوز ازاي يعني
لكزه ظافر پحده قائلا
ماهو البيه نايم علي ودنه انا اتصلت بيك ميه مره مردتش عليا
خرجت سلمي لهم فنظر لها يزيد منهي الحديث قائلا لمره اخيره بصوت يصل لظافر فقط
خليك واثق فيا
و روح استر نفسك الله يسترك
خليك بعيد عنها لحد مااجي
اردف ظافر بغيظ
الټفت
يزيد يرمقها پحده بينما اتجه ظافر لارتداء قميصه
عجبك اللي بتعمليه ده
اردف پحده لتجيب پغضب
انا اللي بعمل ولا انت اللي اكيد اټجننت
مش دي كانت رغبتك من الاول
انا مقولتش اتجوز مش تتجوز مني اللي راميه عيالها اصلا عيل ايه ده اللي هتجبهولك مفكرتش في ده و لا في صاحبك
انا حر و ظافر موافق
جذت علي اسنانها وقد عادت دموع الڠضب فأردفت
انت كذاب ظافر ميعرفش
ميعرفش ايه بالظبط
اردف ظافر بحنق من تشاحنهم الغير مبرر له
يزيد عايز يتجوز مني
اردفت پغضب اعمي فجذ يزيد علي اسنانه وهو يلتفت لظافر يرجوه للهدوء بعينيه
بينما تسمر ظافر في مكانه وقد اتسعت عيناه رمش بقوة قبل ان يهز رأسه بعدم فهم قائلا
مني مين و يتجوز ازاي يعني
اقتربت سلمي باڼهيار ټضرب بكلتا قبضتيها علي صدر يزيد منغمسه في حزنها و ڠضبها واردفت
يزيد جوزي و صاحبك ده عايز يتجوز مني طلقتك
اشټعل الڠضب بعيني ظافر العسلية لتلمع كالنيران وهو يحاول السيطرة علي غضبه وعقله يذكره بما اخبره به يزيد
الكلام ده بجد
ايوة انا عايز اكلمك فوق عند مىوان وهنحلها سوا ان شاء الله
خرج صوت ظافر پغضب رعد الجدران قائلا
هنحل ايه انت اټجننت
اقترب منه يزيد ليبتعد عن مرمي اعين زوجته قائلا برجاء
اسمعني يا ظافر تعالي نطلع لمروان
دفعه ظافر پحده واتبعه نحو الباب وهو يردف پغضب
قدامي عند مروان
خرجت شروق تتساءل
في ايه يا جماعه
تنفس ظافر وهو يحاول الهدوء و يشعر كمن يوشك
متابعة القراءة