مع وقف التنفيذ ل دعاء عبدالرحمن
المحتويات
المائدة وهى تقول بنعومة
معلش يا فارس اشرحلى الحته دى تانى أحسن مش فاهماها كويس الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها
طب خشنى صوتك شوية لحسن انا كده مش هعرف اشرح حاجه خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تأفف وهو يغلق الكتاب بيده وقال
ماانتى لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ايه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما
بصى بقى ست الكل انا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى مش انتى امى ومسؤله عنى انا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة
هتف فارس على الفور
نعم هو انا لسه هستنى كمان تلات سنين لالالالالالالا ..أنا يدوب هستحمل لحد الامتحانات السنه دى ما تخلص ...
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال
وبعدها بقى محدش يلومنى واخد بالك يالى فى بالى
قالت والدته على الفور
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
الحكايه مش حكايه عفش قديم الموضوع ده ميفرقش معايا انا بس مش عاوزه اوضه النوم دى .. مش بتاعتى فى واحده غيرى نامت عليها
ثم نظرت إليه نظرات عتاب ولوم فقال
تانى يامهرة هو مش انا فهمتك الحكايه كلها قبل كده وبعدين يا ستى انا نفسى مش هوافق تدخلى على عفش قديم وهغيرهولك بالقسط
أنت ليه يا فارس مرجعتلهاش عفشها مش ده فى القايمه بتاعتها
أخرج فارس ميدالية المفاتيح وقال
كويس انى لسه معايا نسخه من مفاتيح شقتها هروح بكره انقلها حاجتها فيها ده حقها
هتفت مهرة على الفور بضيق
وانت بقى هتروح شقتها لوحدك لاء انا هاجى معاك
رفع كتفيه مقلدا لها وهو يقول مداعبا
استندت برأسها على راحتها وقالت
برضه هاجى معاك
أنهت مهرة أختباراتها وبدأت فى اتمام أمر الاثاث الجديد أخذته الى معرض الاثاث الخاص بوالد صديقتها وأنتقيا غرفة نوم جديدة وغرفة أخرى للاستقبال ولقد كانت مهرة فى غاية السعادة والفرحه وهى تتعلق بيده وهما يتنقلان بين الغرف المعروضة .. اشارت له على غرفة صغيرة الفراش وقالت
مال على أذنها وقال
هو فين السرير اصلا
كتمت ضحكتها وأكملا رحلتهما فى البحث عن أسعار مناسبة وقسط مناسب لحالتهما المادية فى ذلك الوقت وتم تحديد ميعاد الزواج بعد ايام من اتمام تجهيز شقة الزوجية ...
حزمت عزة حقيبتها وهى تقول
خلاص يا عمرو كل حاجه جاهزة
دلف إلى الغرفة وقال وهو ينظر للحقائب
ده أحنا هنشوف بهدله يابنتى
قالت باعتراض ليه بس ده انا بحب اسكندرية اوى وكان نفسى اعيش فيها من زمان كويس أنك لقيت شغل هناك
بدل ملابسه وهو يقول
اه طبعا مصائب قوم عند قوم فوائد
لفت ذراعيها حول ساعده وهى تقول بابتسامة واسعة
يعنى أنت مش فرحان زيى اننا هنعيش فى اسكندرية على الاقل هنقضى شهر عسل جديد مع مهرة وفارس وكمان بلال وعبير هيسافروا معانا اسبوع
وضع يده على بطنها وهو يقول بمرح
شهر عسل ايه بقى ما خلاص أدبست واللى كان كان
دفعته وهى تقول بتبرم
أمشى كده هو أنت كنت تطول ابقى ام عيالك
دفعها من كتفها برفق وهو يقول
أمشى كده وانا متجوزك شفقة ورحمة اصلا
كالعادة كانت زفة اسلامية جميله أحاطت مهرة الاخوات حاملين الدفوف والشعلات وأطواق الزهور وهى تمر بينهم زهرة يافعه فى مقتبل العمر اذا نظرت فى عينيها ترى الامل والسعادة والتفاؤل والحب ..
تصفق وتنشد معهم كالاطفال .. أما فارس فى قاعة الرجال فكان يشعر للمرة الأولى أنه فى حفل زفافه كانت السعادة بادية على وجهه وبين الحين والاخر يقترب من عمرو قائلا
ما تنهى بقى يا عم أنت مش مسافر الفجر ولا ايه
اقترب بلال منهما وسمع عمرو وهو يقول ل فارس مداعبا
ايه ده هو مش الفرح عندكوا بيبقى اسبوع متواصل ولا ايه
ضحك بلال ضحكات رنانة بينما دفعه فارس من كتفه وهو يقول
اسبوع مين يا عم أنا هروح اخد مراتى وأمشى واقعد انت بقى الاسبوع ده براحتك
وضع بلال ذراعيه على كتفيهما وهو يقول مشاكسا
لا يا عمر حرام اسبوع كتير مشيها تلات تيام بس
نظر له فارس بحنق بينما صفق عمرو وهو يقول بمرح
العريس ھيقتلها يا شيخ بلال كده وبعدين كلنا مسافرين مع بعض فمفيش داعى نقطع على بعض يعنى ... الليله ليلة هنا وسرور
تضاحكا وهما يدفعان بعضهما البعض فى نشوة ومرح كبير والناس ينظرون إليهم ما بين سعيد ومندهش وبالفعل المندهش كان متعجبا هل الملتحون يضحكون مثلنا !!!!!!!! ..
هل هم من كوكبنا أم هجموا علينا من كوكب آخر !!!!!!!!!
سافروا جميعا إلى عروس البحر المتوسط الاسكندرية.. فارس ومهرة .. بلال وعبير .. عزة وعمرو
كل ثنائى فى شقتة الخاصة المؤجرة خصيصا لهذه الاجازه باستثناء شقة عمرو التى كانت مؤجرة بشكل دائم نظرا لعمله الذى جعله ينتقل للاسكندرية للاقامة الكاملة فيها ...
وضع فارس الطعام على المائدة ثم توجه إلى غرفة نومها وطرق الباب بخفة وقال
مهرة العشا جاهز يا حبيبتى
هتفت من الداخل
اوعى تدخل لسه مخلصتش
تنهد بسعادة وهو يتجول فى اركان الشقة ينتظرها .. خرجت بعد قليل بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بجامة قطنية باللون الوردى وعليها بعض الرسوم الكرتونيه المضحكة ...
نظر فارس إليها متعجبا ثم قال
ايه يا مهرة ده انتى رايحه النادى ولا ايه
رفعت كتفيها وهى تقول
مش انت قلتلى هاتى هدوم ينفع تقعدى بيها فى البيت براحتك
ضړب كفا بكف متعجبا وهو يقول
انا قلت هدوم تقعدى بيها معايا مش هدوم تقعدي بيها مع أخواتك
قالت بمكر
طب مفهمتنيش ليه معلش بقى المره اللى جايه
زفر بضيق ثم اشار لها على المائدة وهو يقول
اتفضلى حضرتك العشا جاهز
رفعت حاجبيها وهى تنظر إليه بترفع وخطت خطوات قليلة امامه تتهادى فأوقفها قائلا
هو مش احنا صلينا الركعتين
أومأت برأسها مؤكده فقال
وقلنا الدعاء وعملنا السنن كلها
أومأت برأسها مرة اخرى موافقة وقالت متسائلة
اه بتسأل ليه
فقال بهدوء
يبقى نأجل الاكل دلوقتى أصل انا افتكرت حدوته مهمه أوى عاوز أحكيهالك قبل الاكل
صفقت بيدها وهى تتجه معه نحو غرفة النوم وقالت
بجد يا فارس هتحكيلى حدوته
أوما برأسه وهو يقول مداعبا
لاء وهتعجبك أنا متاكد من كده
تركته وعادت إلى المائدة وهى تقول
طب استنى لما آكل اصلى جعانه اوى
تنهد بعمق ثم توجه إليها وجلس بجوارها وبدأ يطعمها فى فمها بعض اللقيمات الصغيرة وهى تأكلها منه بمرح
وبعد ان انتهى أخذت يده فى يدها ولعقت اصابعه بمرح وهى مبتسمة له فنظر لها وقد خارت قواه تماما وقال بخفوت
أوعى تقولى عبير علمتك دى كمان
أومات براسها وهى تقول
أه عبير هى علمتهالى
أمسد يدها بحنان قائلا
خلصتى أكل ولا لسه
شعر بها ارتجفت فجأة وانتفض جسدها وتقلصت عضلات وجهها خوفا فعقد جبينه وقال بقلق
مالك خاېفه كده ليه
تلعثمت وهى تقول
لا ابدا مفيش
شعر بخۏفها وسمع طرقات قلبها وكأنه رأى خفقانه وقفزاته پجنون وامتقع وجهها واصفر لونه .. شعر بالشفقة تجاهها ومسح على شعرها وهو يجذبها إلى صدره قائلا
من امتى وانتى بتخافى مني .. فاكره اليوم اللى قلتيلى فيه احمينى منك يا فارس ..
رفعت رأسها إليه قائلا
محدش فى الدنيا دى ېخاف عليكى قدى صح ولا لاء
أومات برأسها وقد شعرت ببعض الهدوء النفسى يغلفها على اثر كلماته الرقيقة وووضعت رأسها على صدره بهدوء
فمسح على ذراعها بهدوء وهو يقول
لازم تتأكدى من كده كويس أوى أنا هفضل طول عمرى حمايتك وأمانك حتى من نفسى أنتى يا مهرة مش حببيتى وبس ومش مراتى وبس أنتى بنتى وأختى قبل اى حاجه تانيه وزى ما كنت بخاف عليكى وانتى لسه بيبى بين ايديا
هفضل برضه اخاڤ عليكى وانتى مراتى وحبيبتى وبين ايديا ...
اتسعت ابتسامتها ورفعت رأسها إليه
انتى صدقتى ولا ايه ده انتى عبيطة اوى ......
لم تكن تلك الليلة هى ليلة عاديه فى عمرهما كانت بداية جديدة لعمر آخر ...
فارس آخر ومهرة اخرى يطوفان حدائق حبهما فى سكون وصمت يهدى كل منهما رحيقه طواعية وحب أصبح الاخذ هو العطاء والعطاء هو الاخذ اختلفت المقاييس توحدت الأنفس اصبحت كيانا واحدا يتنفس برئة واحدة يبتسم بثغر واحد روحا واحدة جسدا واحدا ... وقلبان ينتفضان عشقا ...
لامست مياه البحر أقدامهما وهما يجلسان على شاطئه ويتأملان شروق الشمس فأسندت رأسها على صدره
وقالت
أنا جسمى قشعر من جمال وروعة المنظر الخلاب ده .. شفت عظمة ربنا فى ابداعه ..
أجابها فارس بعد أن قبل كفها بحنان
اومال لو شفتى الاجمل والاروع من المنظر ده هتقولى ايه
رفعت رأسها تنظر إليه فى فضول كبير قائلة
فين ده
قال وهو ينظر إلى عينيها الواسعتين
عنيكى
أحمرت وجنتيها خجلا وقالت بخجل
بطل يا فارس
قال بحب
انا بتكلم جد ..أنا لما بشوف عنيكى بنسى الدنيا كلها وبحس أنى فى الجنة ...
أنا معرفتش طعم الحب الا وأنا معاكى .. عشت حياتى قبلك فى وهم وانا فاكر أنى بحب غيرك ..
عشت أكبر كدبة فى حياتى .. لكن لما عرفت أنى بحبك دوقت ساعتها طعم الحب الحقيقى ...
أنتى عارفه يا مهرة أنا عشت حياتى كلها كل ما أدخل محكمة واسمع حكم وراه جملة مع وقف التنفيذ كنت بفتكر حياتى اللى عشتها حقيقى الجمله دى هى تلخيص حياتى كلها ....
من ساعة ما أتخرجت من الجامعه وأنا بحلم ابقى وكيل نيابة وكنت بذاكر وأطلع الاول وكنت عايش دور وكيل النيابه بس مع وقف التنفيذ ...
لحد ما أتجوزت وكنت فاكر أنى بحبها وهى بتحبنى وبعد ما عرفتها على حقيقتها والناس فاكرانا متجوزين ومتفاهمين وبنحب بعض ميعرفوش اننا متجوزين مع وقف التنفيذ ...
حتى لما دخلت المعټقل كنت فاكر أنى ھموت ومحضر نفسى للمۏت لكن كنت بمۏت كل يوم من الانتظار لكن برضه مع وقف التنفيذ ...
ولما اتجوزتك وابوكى كان هيفرق بينا ومكنتش عارف اشوفك كنتى مراتى مع وقف التنفيذ ..
حتى لما فكرت واتحمست أنى أطهر البلد دى من الفساد والسرقه اللى بيحصل فيها عرفت ساعتها اننا كلنا شايفين السړقة والفساد لكن مش قادرين نعمل حاجه وفاكرين نفسنا أبطال بس ... بس كلنا ابطال مع وقف التنفيذ ...
كانت تنظر إليه تسمعه بتركيز وأهتمام
فقالت
تفتكر يا فارس فى أمل بلدنا تتغير
قال بشرود
انا متاكد ان ده هيحصل ... بس عشان ده يحصل لازم نكون كلنا إيد واحدة لازم الشعب ده يفوق من الغفلة اللي عايش فيها من سنين طويلة... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...
متابعة القراءة