مع وقف التنفيذ ل دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

بټموت كل يوم من غير حس ولا خبر ولا كأنهم حيوانات ..
هتفت الهام مقاطعة 
عمرو.. أنت شكلك أعصابك تعبانة.. خد أجازة ارتاح شوية
هز رأسه نفيا وقال بتصميم 
آسف يا مدام.. أنا مصمم على الأستقالة
لمعت عينيها بالدموع وهى تحاول الوصول لنقطة اتفاق قائلة 
طب اسمع بس يا عمرو .. خاليك فى الشركة وانا اوعدك انى مش هتكلم معاك تانى كلام يضايقك.. أو يحسسك أنك بتعمل حاجة غلط
نظر لها بترقب وهو يقول 
مقدرش .. مينفعش أحط نفسى فى الفتنة واقول انا جدع وقدها وقدود
أبتلعت ريقها وقالت بتماسك 
طب يا عمرو لو فى شغل بعيد عنى تقبله 
قال بشك 
شغل ايه
ابتسمت بتوتر وهى تقول 
شركتنا داخله شراكة مع شركة سياحة ..هنبنى فندق سياحى فى مكان جديد اسمه وادى الريان.. هنبقى أول فندق فى المكان ده ..المشروع ده ضخم ياعمرو وهيطلعلك منه مكافأة حلوة أوى ..ممكن تبدء بيها حياتك العملية وتفتح شركة هندسة صغيرة كده على قدك ... ها قلت أيه
صمت قليلا يفكر فى الأمر فقالت 
متقلقش مش هتبعد عن بيتك كتير.. هتنزل أجازة يومين فى الأسبوع ..تلات شهور والمشروع يخلص مش كتير.. يعنى بالنسبة لطبيعة شغلك
نظر إليها بتسائل وقال 
واشمعنى أنا اللى عاوزانى اشتغل المشروع ده .. ليه مدتيهوش لنادر ولا حد تانى غيرى
عقدت ذراعيها وقالت بخفوت 
مش هينفع اجاوبك علشان وعدتك انى مش هقولك كلام يحسسك انك بتعمل حاجة غلط ..ها فهمت ولا اقول بصراحة 
صمت قليلا يفكر ..وجدها فرصة من الممكن يبدء بها حياته بعيدا عنها وعن فتنتها وستضمن له مستقبل جيد بالحلال وأخيرا خرج عن صمته قائلا 
موافق ... بس محتاج شوية وقت علشان عاوز اتابع موضوع صحابى اللى حضرتك مهتمتيش بأمرهم
ابتسمت وقالت بثقة 
متقلقش هيخرجوا قريب .. اللى خرجوك هيخرجوهم ..هما بس معرفوش يطلعوهم معاك بسرعة علشان واحد فيهم متوصى عليه جامد والتانى اعتقل قبل كده ..
أستدار عمرو بإنفعال قائلا 
معرفتيش مين اللى وصى عليه بالطريقة دى
تناولت خصلة من شعرها تلفها حول أصبعها وقالت متعجبة 
الحقيقة عرفت بس مستغربة أوى
قالت كلمتها الاخيرة ثم توجهت لمكتبها وجلست خلفه وهى تنظر إليه بتأمل وهو يقول متلهفا 
مين .. مين اللى عمل كده
مطت شفتاها وهى تقول ببطء 
مراته
توجه نحوها وأتكأ على المكتب بقبضتيه وهو يقول منفعلا 
مرات مين
رفعت حاجبيها وقالت 
مرات صاحبك المحامى ده
أتسعت عينيه وهو يردد بذهول 
دنيا
رفعت كتفيها بحيرة وهى تقول 
مش عارفه ..كل اللى عرفته ان مراته هى اللى بلغت عنه وحطت أساميكم معاه
هتف صائحا پغضب 
أنت متأكدة من الكلام ده
مالت للأمام وقالت بثقة 
طبعا يا عمرو .. المعلومة دى من فوق أوى
تركها وخرج مهرولا للخارج والڠضب يعتمل فى صدره والغريب أنه لا يدرى لماذا تفعل زوجة بزوجها هذا مهما كانت بينهما خلافات ومشاحنات كيف تستطيع أن تفعل به ذلك ما الداعى إذن.. ما الداعى..!!
هبت أم فارس واقفة وهى تهتف به مستنكرة 
بتقول ايه يا عمرو انت اټجننت ولا أيه
وضعت مهرة يدها على فمها فزعا وهى تحدق به وهو يقول 
زى ما بقولك كده يا خالتى.. اللى جابلى المعلومة هو اللى خرجنى من هناك قبلهم .. دلوقتى بقى انا عاوز اعرف ..أيه اللى يخلى زوجة تبلغ عن جوزها وعن صحابه كمان
جلست أم فارس هاوية وهى تقول بشرود 
والله يابنى ما اعرف ..فارس مكنش بيحكيلى على حاجة خالص تخص حياته معاها
تدخلت عزة وهى تقول بحدة وڠضب 
علشان كده مكنش باين عليها الزعل ولا الخضة ..الحقېرة ...
كتمت مهرة بكائها وهى تنظر إليهم غير مصدقة ما تسمع من هذه التى تعاشره وتتعامل معه ثم تسىء عشرتها له بهذا الشكل الفج حتى وإن ضاع الحب أين الأنسانية أين الضمير كيف تجرؤ ...شعرت أنها انفصلت عنهم وجدانيا فى دوامة أخرى لا تسمع ولا ترى سوى انفعالتهم أمامها وكأنهم فى غرفة عازلة للصوت ... ظلت هكذا وأخيرا استطاعت أن تسمع هتاف عمرو وهو يقول 
أنا هعمل المستحيل علشان اطلع تصريح بالزيارة.. لازم اقابله واقوله على كل حاجة
لم تشعر بنفسها إلا وهى تهتف برجاء قائلة 
لا لاء حرام عليك .. مش كفاية عليه عڈاب السچن
كمان يعرف كده وهو مش عارف يتحرك ولا يعمل حاجة ولا قادر يعرف هى عملت كده ليه.. أنت كده هتزود عڈابه
نظرت لها عزة نظرة متفحصة بينما قالت أم فارس 
صح مهرة معاها حق .. بس الله يخاليك يا عمرو تحاول تخالينا نزوره ..أحنا مش هنقوله على حاجة بس نزوره ونطمن عليه وحشنى أوى
هدأ عمرو قليلا وجلس بجوار عزة قائلا 
محدش يجيبلها سيرة اننا عرفنا حاجة.. ولو اتصلت كلموها عادى ... وانا هروح للدكتور حمدى وهو ان شاء الله هيقدر يخالينا نشوفهم ونطمن عليهم
قالت أم فارس بلوعة 
ماهى قالتلنا انه تعبان وسافر يتعالج
نظر عمرو أمامه باشمئزاز وهو يقول 
مش لازم نصدقها فى أى كلمة قالتها ..أنا هدور عليه بنفسى لحد ما الاقيه وبعدين هو يبقى اخو صاحبة الشركة اللى انا شغال فيها يعنى سهل أوصله .
عاوزه أيه يا نورا.. أنا مش فايقة
قالت دنيا عبارتها تلك وهى تستند إلى ظهر مقعدها فى تأفف شديد بينما نظرت لها نورا باستنكار وهى تقول 
أنت بتكلمينى كده ليه يا دنيا.. هو انا جاية اشحت منك .. وبعدين متنسيش انى مديرة المكتب يعنى أسلوبك لازم يكون أحسن من كده معايا
ضړبت دنيا سطح المكتب بعصبية وقالت 
مديرة على نفسك ..أنا يا ماما ابقى مرات فارس ودراعه اليمين هنا فى غيابه.. عارفة كده ولا لاء
عقد نورا ذراعيها بتحدى قائلة 
الدكتور فارس مدانيش تعليمات بكده ولو حضرتك عاوزه تقعدى فى المكتب ده مكانه يبقى لازم هو اللى يقولى كده فى الأول
زفرت دنيا بقوة وقالت بتعالى 
قولتلك مسافر مسافر ..أنت مبتفهميش
خرجت نورا مباشرة و صفقت الباب خلفها بقوة ودخلت مكتبها ..جلست خلفه بانفعال وهى ټضرب بأناملها بسرعة وتوتر وهى تمتم
أنا مش مستريحة أبدا للموضوع ده ..لازم الدكتور حمدى ياخد خبر
بعد خروج نورا مباشرة من حجرة فارس التى احتلتها دنيا زفرت بضيق وڠضب ولملمت أوراقها الخاصة لتنصرف ولكن رنين هاتفها استوقفها وجعلها تنظر إلى الرقم الغير مسجل لديها بتفكير ولكنها قررت أن تجيب المتصل وقالت 
مين
أجابها المتصل ببرود 
أنا حسن يا أستاذة دنيا
عقدت ما بين حاجبيها وهى تقول 
حسن مين
أجابها بنفس البرود 
حسن اللى كنت شغال فى مكتب الدكتور حمدى معاكوا وبعدين روحت اشتغلت مع الأستاذ باسم
أومأت برأسها وقد تذكرته وقالت 
خير يا حسن فى حاجة
عاوز سلفية صغيرة منك ..حوإلى نص مليون جنية بس
أتسعت عينيها وهتفت ساخرة 
أنت بتكلمنى علشان تهزر معايا ولا أيه
أنا مبهزرش معاكى .. أنا بتكلم جد ودخلت فى الموضوع دوغرى
عقد حاجبيها بشدة وقد شعرت بالخۏف وقالت 
أتكلم على طول
زى ما قلتلك كده نص مليون
قالت بجمود 
مقابل أيه
مقابل اللى سمعته بيحصل بينك وبين الأستاذ باسم يوم ما جيتيله المكتب بالليل لوحدك وخرجتى متبهدلة من عنده .. ومقابل انك اتفقتى معاه انك تودى جوزك فى داهية علشان تقسموا انتوا الاتعاب سوا وتهبروا الملايين لوحدكوا.. ها كدة كفاية 
أتسعت عيناها وصاحت پغضب وسبته بشدة رافضة ابتزازة لها ثم قالت
وشوف بقى هيحصلك أيه من باسم لما يعرف انك كنت بتجسس عليه
ضحك حسن متهكما وهو يقول 
بمنتهى البساطة لو قولتى لباسم هفضح حكاية التزوير اللى عملتوها فى القضية
صاحت متهكمة 
شوف يا بابا ..أنا مش هجيب سيرة لباسم علشان بس انا مبحبش أذى حد .. لكن تنسى حكاية الفلوس دى خالص واللى انت بتهددنى بيه مرمى فى المعټقل ولو ضايقتنى تانى هتحصله .
قالت كلمتها وأغلقت الهاتف بشدة وعڼف نظر حسن إلى الهاتف وقال پغضب 
ماشى يا أستاذة .. لما نشوف
ضحك باسم ضحكات رنانة فى ذلك المكان العام المطل على كورنيش النيل ثم قال 
بقى فى حد فى الدنيا يقعد يتكلم فى قضية على البحر كده .. معقول لسه بتخافى مني ده انت قلبك اسود أوى يا شيخة
مالت للأمام وقالت بإنفعال 
وطى صوتك شوية .. الناس بتبص علينا
هدأت ضحكاته أخيرا وتحولت ملامحه للجدية مباشرة ثم قال 
خلاص خالينا فى المهم ... الجلسة اللى فاتت كانت جلسة أجراءات شكلية بس .. زى ما انت شوفتى كده مجرد تسجيل أوراق وحضور المتهم وكلام من ده .. الجلسة بتاعة بكره هى اللى لازم تبدعى فيها .. لازم تترافعى وانت واثقة من نفسك وعارفة بتقولى أيه
أومأت برأسها بأنصياع وهى تقول 
هاخد المذكرة اللى كتبتهالى دى احفظها صم من النهاردة لبكره
أخذ رشفة من القهوة التى وضعت أمامه وقال 
برافوا عليكى ..عاوزك تصميها صم
نهض الدكتور حمدى من مقعده وهو يتناول مفاتيح سيارته ويقول ل عمرو مسرعا 
تعالى معايا يا بشمهندس
توجها إلى المكتب مباشرة بعد أن علم من عمرو ماذا حدث لفارس وماذا فعلت دنيا والبلاغ الذى قدمته ضده وأكدت له أخته إلهام ماحدث وما عرفته من معلومات .. تفاجأ جميع المحامين بدخول الدكتور حمدى بصحبة عمرو ..أبتسم البعض وڠضب الآخر وهم ينظرون إليه وهو متجه لمكتبه فى عجلة من أمره ..فتحه بقوة متوقعا وجودها ولكنه لم يجدها .. حضرت نورا فورا ونقلت بصرها بينهما بقلق بينما قال الدكتور حمدى پغضب 
ليه يا نورا مكلمتنيش لما فارس اختفى فجأة كده
حدقت به بقلق وهى تقول 
أختفى ازاى يا دكتور ..دى مراته قالتلى انه مسافر
قال عمرو بحنق 
مسافر !.. اه يا بنت ال .. ولا بلاش ابوها كان راجل غلبان
هز الدكتور حمدى رأسه بقوة غير مصدق ما حدث فى غيابه وقال لها 
لا يا نورا فارس مش مسافر ..فارس فى المعټقل ومراته هى اللى بلغت عنه وقدمت شكوى بالكذب ضده
عقد حاجبيه پغضب ثم قال لها محذرا
البت دى لو دخلت المكتب تانى تطردوها فورا فاهمانى ولا لاء
أومأت برأسها موافقة وقد لمعت الدموع فى عينيها وقالت 
طب ليه تعمل فى جوزها كده
نظر عمرو للدكتور حمدى وقال 
طب وموضوع فارس والدكتور بلال هنعمل فيه أيه
شبك الدكتور حمدى يديه وهو يستند إلى المكتب قائلا 
الأول نعمل تصريح لوالدته تطمن عليه وتشوفه وبعدين نشوف هنعمل ايه علشان نطلعه منها هو وصاحبه
بكت مهرة بقوة وانسابت الدموع فى عينيها وهى بين ذراعى أم فارس التى قالت
خلاص بقى هدى نفسك شوية ..والله يا بنتى كان على عينى.. كان نفسى تيجى معايا بس عمرو بيقول مينفعش غير للقرايب بس
أنسابت دموعها أكثر وهى تقول 
كان نفسى اشوفه حتى من بعيد من غير ما اكلمه
مسحت أم فارس على رأسها وتمسح دمعها بيدها وتقول 
أنا هقوله انك بتسلمى عليه وانك كنت عاوزه تيجى
هتف عمرو فى عجلة منه 
يالا بقى يا جماعة لازم نتحرك دلوقتى الدكتور حمدى مستنينا بالعربية تحت
تشبثت مهرة بها وهى تقول برجاء 
طب مش هدخل هستنى بره
نظرت لها أم فارس بإشفاق وقالت لعمرو 
مينفعش يا عمرو يابنى
تيجى معانا وتستنى بره
مطت عمرو شفتيه وهو يقول 
ماهو انا كمان هستنى بره ..طيب يالا تعالى معانا ..قولتى
تم نسخ الرابط