مع وقف التنفيذ ل دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

بقى متوقع أنه يكلمنى .. طب هيكلمنى يقولى ايه
صمت فارس يفكر فى الحال الذى وصل إليه الدكتور حمدى وكيف ستعامل مع هذا الموقف المحرج فقال عمرو على الفور 
فى حاجه كمان حصلت يا فارس 
ألفت غليه فارس فقال عمرو 
طلعت بعدها على هيئة الاثار من كتر منا كنت قلقان وعاوز أطمن ..قلت اسأل وأشمشم كده حوالين الحتة اللى راحتلهم من النيابة .. وقبل ما أدخل شفت نادر خارج منها ومعاه واحد كده معرفوش 
أثارت كلماته حفيظة فارس وحواسة فقال بسرعة 
تفتكر كان رايح ليه ومين اللى كان معاه ده
رفع عمرو كتفية بحيرة وهو يقول 
معرفش يا فارس مش عارف انا هتجنن خلاص
وضع فارس يده على كتف عمرو قائلا
طب أنا دلوقتى هروح المكتب يا عمرو وهحاول اتكلم مع الدكتور حمدى وهشوف الحكاية وصلت لإيه ولما أرجع بالليل هبقى أكلمك تانى يالا روح أنت دلوقتى
دخل فارس حجرة مكتب الدكتور حمدى بشىء من الخجل وقال
حضرتك طلبتنى يا دكتور
أشار له الدكتور حمدى بالجلوس أمامه وقد بدا عليه الالم والاستياء ثم قال
أنا كنت متوقع برضه أنك هتتكسف تدخلى أول ما توصل علشان كده نبهت عليهم أول ما توصل تدخلي على طول
حاول فارس أن يحتفظ له بماء وجهه وقال
مش فاهم حضرتك تقصد أيه 
أبتسم الدكتور حمدى بأسى وهو يقول 
لاء أنت فاهم بس مش عاوز تحرجنى
صمت فارس ولم يجيبه فقال حمدى 
لو سمحت يا فارس أنا مش عاوز أى كلام عن القضية دى فى مكتبى تانى ..أنا خلاص أتبريت من أختى ومش عاوز أى حاجه من ناحيتها تانى
رفع فارس رأسه إليه وقد فهم ما يرمى إليه فأومأ برأسه وحاول أن يخرج الكلمات منه بشكل تلقائى وقد حضرته فكرة وليدة اللحظه حتى يرفع عنه الحرج وقال 
بعد اذن حضرتك يا دكتور أن كنت بفكر افيد أهل الشارع بتاعى ..والناس الغلابه اللى فيه وافتح مكتب خاص بيا هناك وتبقى الاتعاب على قد مصاريف القضية بس .... لأن فى ناس كتير هناك أحوالهم المادية ضعيفة جدا وأصلا المرتب يدوب بيكفى اكل وشرب بالعافيه...
أعتصر الالم قلب لدكتور حمدى وهو يستمع إلى فارس واقتراحه وهو يعلم جيدا أن هذا الاقتراح ماهو الا محاولة منه لرفع الحرج الذى استشعره فارس بعد ان علم عن أخته الذى تفعله وهى متزوجة ... ولم يكن فارس مخطىء فى ظنه لذلك
قال حمدى وهو يومىء برأسه متفهما 
ربنا يوفقك فى حياتك يا فارس أنا مش هقدر أمنعك أنك تحقق ذاتك بعيد عني رغم أنى مش هقدر أستغنى عنك ولا عن مجهودك فى الشغل أبدا
قال فارس مبتسما وقد أيقن أنه كان محقا 
أنا تلميذ حضرتك يا دكتور اتعلمت منك أخلاق المهنة قبل ما أتعلم الشغل فيها ومن غير ما أكون بشتغل فى المكتب هنا أنا تحت أمرك فى أى حاجه سواء كان شغل أو غيره أنا مش هنسى فضلك عليا بعد ربنا
نهض حمدى وعانق فارس بمشاعر الابوة التى يشعرها تجاهه دائما وربت على كتفه قائلا بمرح 
هتنافسنى فى المحاكم يعنى وهتاخد مني الزباين
ضحك فارس وهو يشد على يده قائلا بتواضع 
ده انا يدوب تلميذك يا دكتور
هتف عمرو فى الهاتف وهو يتحدث إلى فارس قائلا 
يعنى ايه سبت المكتب يعنى انا السبب 
ضحك فارس وهو يقول 
أنت السبب فعلا بس مش سبب حاجه وحشة أنت السبب فى انى ابدأ أحقق ذاتى وأعملى اسم كويس
هتف عمرو بإنفعال مرة أخرى 
يعنى أنت هتشتغل القضية لوحدك ولا ايه 
قال فارس مداعبا 
ومالك مړعوپ كده متخافش هجيبلك تأيبدة بس
صاح عمرو بضيق 
يا فارس مبهزرش دلوقتى .. وقولى ناوى على ايه
قال فارس بجدية 
أنا الاول كنت مستنى تقرير هيئة الاثار لكن بعد ما قلتلى أنك شفت نادر وواحد تانى خارج من هناك قلقت
قلقت أزاى فهمنى
مفيش حاجه تخلى نادر يروح هناك غير سبب واحد بس .. أنه يكون عاوز التقرير يطلع بطريقة معينة 
عقد عمرو بين حاجبيه وقال قلقا 
يعنى هيدفع فلوس علشان يثبت أنها سليمة يعنى ولا ايه معنى كده ......
قاطعه فارس قائلا بثقة 
بالظبط كده معنى كده أنها
مش حقيقة ومزيفة لانها لو كانت حقيقة مكنش راح هناك
قال عمرو بشرود وكأنه يحادث نفسه 
حتى لو كده طب ماهو لو تحليلك ده صح يبقى برضه هروح فى داهيه لان التقرير هيطلع زى ماهو عاوز
قال فارس مطمئنا 
متقلقش أنا واثق من تحليلى ولو التقرير طلع زى ماهو عاوز هشكك فيه وهطلب أن الحتة تتحال للجنه تانيه 
قال عمرو ساخطا 
طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانيه برضه 
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة 
متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال 
طب وهو هيعمل كل ده ليه ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكما 
أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين ..
لا طبعا هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء طبعا...
ثم رفع فارس حاجبيه وقال بتفكير عميق 
وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز 
وانت جالك الاحساس ده أزاى 
جلس فارس خلف مكتبه واستند إليه وهو يعبث بصور مهرة الخاصة بعقد القرآن والتى وضعتها والدته على مكتبه 
فقال عمرو بقلق 
فارس أنت معايا 
انتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مهرة وقال بسرعة 
ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤالة من جديد وهو يقول 
كنت بسألك احساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور 
بص يا عمرو الانسان لما بيحب يأذى حد أول حاجه بتيجى فى تفكيره الحاجات اللى هو بيتعامل معاها دايما .. يعنى مثلا البنت اللى مش كويسه لما بتحب تبوظ اخلاق صاحبتها ولا جارتها ولا أى وحده تانيه شايفه أنها أحسن منها .. أول حاجه بتعملها أنها تحاول تخاليها تتعرف على رجاله أو شباب ليه عملت كده .. لأنها غارقانه فى المستنقع ده وده أول حاجه هتيجى على بالها .. اللى بيشتغل فى المخډرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه .. 
يحاول يخاليه يتعاطى معاه ولو صاحبه رفض بيفكر يوديه فى داهيه ويحطله مخډرات ويبلغ عنه .. 
واحد بياخد رشوة ولما يحب يأذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا ..
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر يأذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها .. 
فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئا هاما وقال 
الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها 
أنتبهت حواس فارس وهو يقول 
افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز 
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطة العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق 
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان أثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق 
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون اتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار 
أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها إياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة .. نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتأملها بإعجاب وقال 
قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة 
لاء هو في دعاء للهدوم الجديدة
ابتسم وهو يومىء برأسه وقال 
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا فقالالحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع 
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض 
ليه دى جميلة اوى وواسعه أهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها 
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه أوى عليكى وخاېف حد يبصلك 
ابتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل 
يالا بقى هتأخر كده 
قال بحب 
اتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد 
انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة اهتز لها قلبها عشقا ثم قال 
علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف 
أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعر بأحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم 
أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء 
أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك 
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى 
ضحكت وهى تقول 
ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح 
علشان أنا عارف أنها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجره ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجأ بدخول مهرة عليه المكتب 
وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال 
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده 
يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطعة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل 
وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها إلى أحد الاركان وقال بجدية 
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح طفولى 
انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم 
قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وادتها العنوان وبس ..
قال بحدة 
أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس ادفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين 
قالت ببراءة 
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى
تم نسخ الرابط