جنتي علي الارض

موقع أيام نيوز


ثلاث سنوات من عمره... و كم عانت من قسۏة والدها فما زالت تتذكر كلامته المعتاده كلما طالبته بأن يفعل شيئا ما ليعيد إليها ابنها.
حسين الرفاعي ده ابنه و ملزوم منه و بعدين مين اللي هيتقدملك و إنتي مربوطه بعيل من راجل تاني أنا عايزلك جوازه تشرف و تشفي غليلي من الندل ده و أبوه.
لتعيش بعد طلاقها في بيت يخلو من المشاعر فلا أحد يفهمها أو يشعر بحالها.. فزوجة أبيها لا تهمها سوى مصلحة ابنها.. وأخاها قد شرب من والدته كرهها و الحقد عليها دون أن تفهم سببا لذلك.

و في ذلك الوقت عاد والد جنه ليتقدم بطلب يدها من والدها و كما كانت علياء تتوقع رفض والدها مرة أخرى ... و كانت تلك نقطة التحول في حياة علياء فلقد خالفت رأي والدها و تزوجت بوالد جنه دون موافقته على هذا الزواج ..زواج أدى إلى تبرئه منها و قطيعه دامت سنوات ..سنوات حاولت إعادة الوصل بينهما لتلقى مع كل محاولة فشل ذريع إلى أن يأست .. و لكن الله استجاب لدعائها الليله الماضيه عندما حادثت والدها و أخبرته بمرضها...رق قلبه ..لذا عليها انتهاز هذه الفرصه بأسرع وقت.
قالت علياء بتصميم احنا لازم بكره نكون عند جدك فالبيت .
قالت جنه بفتور كده بسرعه و مدرستي و مذاكرتي و سماح ياماما أنا لسه معرفتش هتسافر فين.
قالت علياء جنه حبيبتي إنتي متعرفيش جدك و لا اللي حواليه..أنا خاېفه حد يأثر عليه تاني و يقسي قلبه عليا لكن لما يشوفك أنا متأكده إن قلبه عمره ما يقسى عليكي...عارفه لما حكتله عنك بكى يا جنه عارفه يعني ايه حسين الرفاعي يعيط ..عايز يشوفك ياجنه.. ضروري بكره نكون هناك.
سألت جنه طب و سماح.
قالت علياء مطمئنة ابنتها هاكلم والدتها بكره من بيت جدك متقلقيش احنا مش رايحين حته مقطوعه يلا يا حبيبتي احنا دلوقتي لازم نوضب حاجتنا و الأشياءالمهمه.
و مع إشراقة صباح اليوم التالي كانت علياء و ابنتها جنه على بوابة البنايه ينتظرن السائق الذي كلفه حسين الرفاعي بإحضارهما
إلى بيته.
و بالفعل لم تمض دقيقة على انتظارهن حتى حضر السائق..و استقلا السياره التي من وجهة نظر علياء ستوصل ابنتها إلى بر الأمان.
قالت جنه متوسلة معلش ياماما لو تقولي للسواق يمشي من طريق بيت سماح عايزه اطلع أودعها حتى لو هي مش عايزه تودعني أنا مقدرش اختفي كده من غير ما أقولها.
ربتت علياء على يد ابنتها قائلة بس كده حاضر يا حبيبتي.. المهم مش عايزاكي ترجعي معيطه.. اتفقنا
ابتسمت جنه و قالت اتفقنا يا أحن قلب فالدنيا.
أخبرت علياء السائق بالمرور من الشارع الذي تقطن به سماح و ما إن توقفت السياره أمام بيتها حتى انطلقت جنه مهروله دخلت البوابه لتصعد الدرجات قفزاو عندما وصلت إلى الشقه التي تقطن بها سماح..دقت جرس الباب لتفتح لها والدة سماح.
حيتها والدة صديقتها قائلة أهلا يا جنه.
ردت جنه ازاي حضرتك يا طنط.. ممكن أدخل أشوف سماح 
قالت والدت سماح بامتعاض اتفضلي يا حبيبتي.
دخلت جنه الشقه و جلست في الصالة تنتظر قدوم سماح بعد دقائق خرجت سماح لتسلم عليها ببرود شديد.
قالت جنه برقه أنا عارفه إنك زعلانه و يمكن مخصماني و مش طايقاني و الحقيقه أنا مش فاهمه ليه و مش عايزه أزعجك و أقلك مالك و ايه سبب التغيير اللي حصللك أنا بس جايه عشان أودعك يمكن دي آخر مره أشوفك فيها ...ماما خلاص قررت أننا نروح نعيش مع جدي.
توقفت جنه عن الحديث منتظره رد فعل صديقتها ولكن لم تسمع سوى السكوت المطبق جوابا لها.
مسحت جنه بيدها دمعه سقطت من عينها نتيجه لهذه اللامبالاه من صديقتها الصدوقه ثم قالت عموما أنا هحاول إني مزعلش منك و أول ما استقر فبيت جدي هاكلمك من هناك يمكن تكون صفيتي من ناحيتي ده لو كان سبب اللي إنتي فيه حاجه عملتها و زعلتك مني بدون ما أقصد ..
نهضت جنه من مقعدها و قالت مش هتسلمي عليا قبل ما امشي !!!
مدت سماح يدها و صافحت جنه بنفس البرود الذي استقبلتها به.
لم تعد جنه تحتمل المزيد من جفاء صديقتها و في غضون ثوان كانت أمام البنايه تستعد مره أخرى للركوب بجوار والدتها في السياره... ولكن أوقفها صوت سماح التي نادتها جنه...جنه...
استدارت لترى سماح تهرول باتجاهها و مما زاد دهشتها عندما عانقتها سماح بشده و قالت بصوت يشوبه الكثير من الحزن أنا بحبك اوي يا جنه....أرجوكي متزعليش مني...ڠصب عني.
قالت تلك الكلمات بسرعه شديده و بنفس السرعه هرولت عائدة إلى بيتها ..دون أن تسمع ما قالته جنه أو ترى الدموع التي ملأت عينيها.
ظلت جنه شارده محتاره من تصرفات صديقتها حتى أوقظها صوت والدتها التي نادت قائلة جنه يلا اركبي مش عايزين نتأخر على جدك..زمانه قاعد مستنينا.
و بالفعل كان في الانتظار على بوابة الفيلا و عندما
نزلت جنه من
 

تم نسخ الرابط