حطمتني قسوته ل رولا هاني
الشئ الوحيد الذي يمدها بالحياة أما عن حالته فهي لم تقل عن حالتها كثيرا بل كان يزداد تعلقا بها بكل يوم يمر عليه معها لدرجة عدم إستطاعته لفعل أي شئ منذما تزوجا و هما لا يتركا بعضهما البعض بالرغم من المشاكل التي تعرضا لها عندما قررا الزواج من قبل والديه إلا إنهما تحدا كل شئ من أجل بقائهما سويا و بالفعل نجحا!..حاولت أن تبتعد عنه قليلا فوجدت صوته الأجش يقول بنعاس
إستدارت له لتلاحظ مدي قربها منه فهمست هي بتحد
هعرف أقوم علي فكرة.
ضمھا له أكثر ثم همس بإنتصار
أديكي معرفتيش تقومي.
ضړبتو بقبضتها لتصيح بحنق و هي تنفض كلا ذراعيه من عليها لتنهض من علي الفراش
لو كنت عايزة أقوم كنت قومت.
اومأ لها ناهضا من علي الفراش ببطئ
طبعا طبعا.
إرتدت حذائها البيتي ثم هتفت بإبتسامة مشرقة تألق وجهها بها
اومأ لها و هو يدلف للمرحاض بينما إتجهت هي ناحية غرفة الملابس لتحدد ما الذي سترتديه اليوم فزفرت بغيظ و هي تنظر لحالتها في المرآة بتذمر نعم فقد زاد وزنها بتلك الفترة بصورة ملحوظة فظلت هي علي حالتها المنزعجة تلك حتي وجدته من خلال إنعكاس المرآة يدلف و علي وجهه علامات هادئة مريحة فلاحظ هو سريعا ملامحها التي تبين عليها الحنق صاح بصدق و هو يطوقها من الخلف بمحاولة منه أن يخفف من حنقها و غيظها و لكن ما فعله كانت نتيجته العكس
جحظت عيناها پصدمة لتصرخ بإستنكار و هي ترمقه پغضب من خلال المرآة
أنا تخينة!
أجابها بحذر و هو يحاول إنتقاء الكلمات المناسبة قبل أن يبقي في شجار طويل لن ينتهي بسبب عفويته بكلماته البسيطة
إنت زي القمر في كل حالاتك يا روحي.
زفرت بحيرة لتسأله بضيق و هي تعقد ساعديها أمام صدرها
مد يده ناحية الخزانة ليخرج لها ذلك الفستان الطويل ذو الأكمام القصيرة ثم قال بنبرة ساحرة
إلبسي الفستان الأصفر دة.
نظرت للفستان بتمعن لتهمس بنبرة فرحة و هي تمرر أناملها علي الفستان
من زمان يا جواد لما كنت أبقي مش عارفة ألبس إية أجيلك و اسألك و تيجي و تخرجلي أكتر لون بتحبه تخرجلي الأصفر.
و عشان حضرتك بتخرجلي الهدوم اللي ألبسها علي مزاجك و بتحب تتحكم فيا أنا هختار ألبس أكتر لون بتكرهه و هو الأحمر.
عقد حاجبيه بذهول ليصيح بغيظ و هو يرمقها بنظراته المشدوهة
مش إنت اللي سألتيني!
هزت كتفيها للأعلي لتصيح بإنفعال غيرم مفهوم
ثم خرجت من غرفة الملابس و بيدها نفس الفستان الأصفر الذي إختاره لها فهز هو رأسه بتعجب قائلا
بقلة حيلة
أنا هغير أنا كمان هدومي قبل ما يبقوا المجانين في البيت إتنين!
كان نفسي أشوفلهم عيال يا محمد.
قالتها فتحية كعادتها كلما تذكرت أمر إبنها الذي لا يستطيع الإنجاب فرد عليها محمد بقنوط
إنسي بقي يا فتحية أهم حاجة إنهم مبسوطين.
إبتسمت ببساطة لتهتف ببشاشة و هي تربت علي كتفه
بس أنا فرحانة إنك بقيت بتعامل هبة كويس رغم موضوع الإدمان دة!
هز رأسه بقلة حيلة ثم قال براحة و هو يلتقط كوب الشاي الساخن من علي الطاولة ليرتشف منه عدة رشفات
أهم حاجة إنها شايلة إبننا في عينيها و بتحبه و غير كدة متنسيش يا أم جواد إنها بنت أخويا يمكن تكون غلطت بس صلحت غلطها.
تنهدت بحزن و هي تتذكر ما مرت به خلال فترة علاجها فصاحت پألم
عمري ما هنسي اللي حصلها و الپهدلة اللي إتبهدلتها في فترة علاجها و إبنك و حالته كانت عاملة إزاي دة لا كان بياكل ولا بيشرب!
هدأها محمد بصوته العذب و هو رأسها بحنان
و إنت يا حبيبتي رغم إن دة كان أصعب وقت مر علينا إلا إنك فضلتي جمبهم و جمبي كنتي أكتر واحدة عارفة مۏت بابا أثر فيا إزاي.
ثم تابع بنبرة متيمة عزفت علي أوتار قلبها ليظهر الخجل بوضوح علي وجهها من خلال إحمرار وجنتيها
ربنا يخليكي ليا يا حياتي.
كادت أن ترد عليه و لكن قاطعها صوت الطرقات العالية التي علي الباب فزفر محمد بحنق هاتفا بتذمر
هتلاقيه إبنك المزعج و هو اللي قاعد يخبط علي الباب بالطريقة دي.
نهضت فتحية و هي ټضرب كف علي كف و علامات المرح بائنة علي وجهها إتجهت ناحية الباب لتجد ما توقعه زوجها فهتفت و إبتسامتها الخفيفة تزين وجهها
هو دة اللي هتيجوا بدري!
دلفت هبة و هي متعلقة بذراعه لتقول بأسف
هو اللي أخرني و قعد كتير يلبس و يبص لشكله في المرايا.
عقد حاجبيه لينظر لها پصدمة فنظرت له بتحذير ليهمس هو بغل لم يستطع إخفائه
أيوة طبعا طبعا.
مالت برأسها علي كتفه و هي ترمقه بخبث فعض هو علي بغيظ و هو يحاول الإبتسام بصعوبة!
إية يا ولاد عاملين إية
قالها محمد بإبتسامته الواسعة ليرحب بهم فإعتدلت هبة في وقفتها و هي ترد عليه بحرج لم تستطع أن تتخلص منه حتي الآن
الحمد لله يا عمو.
لاحظ جواد تلك الحالة التي تصيبها كلما تري والده فحاول هو التخفيف من حدة الموقف بقوله
طب إية يا ست الكل مش عاملالنا حاجة حلوة ناكلها ولا إية!
إبتسمت فتحية بحماس ثم قالت بمرح و هي تسحب هبة معها لداخل المطبخ
عشر دقايق و الأكل يكون جاهز.
جلسوا جميعهم ليتناولوا الطعام و علي وجهوهم السعادة بائنة بالإضافة الي ضحكاتهم التي تملئ المكان و فجأة تعلقت أنظاره بها ليرمقها براحة و إرتياح ها هو حلمه الذي تحقق حلمه الذي ظنه مستحيل يجلس بجانبه بين يديه لتكون الحياة بينهما هادئة يغمرها العشق بكل شئ جميل يزين الحياة شرد أكثر و أكثر بملامحها ليتغزل بخضروتيها التي أسرته أسرته بقصر الحب قصر الحب الذي لن يخرج منه مهما مر الوقت و قد بات ذلك ال جواد أسير بإرادته أسير زيتونتها!
تنهد بعمق قبل أن يهمس بنبرة خاڤتة لم يسمعها سواها
بحبك يا روح جواد.
ردت عليه بنبرة عالية لينظر لهما كلا من محمد و فتحية بتعجب فشعر و كأنه علي وشك الإڼفجار بسبب أفعال صغيرته الطفولية
و أنا كمان يا جواد
تمت بحمد الله.