وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم وياسمين عادل
المحتويات
..
فاقت من غفلتها السريعة على صوت صفق الباب پعنف فانتفضت مذعورة بجسدها وأدارت رأسها للخلف لتنظر إلى محسن الذي كان يحاصرها بنظراته ..
التوى ثغره بإبتسامة صفراء وهو يقول
نورتي بيتك يا حلوة والليلة ليلتك يا قمر ! أظن بقى مافيش أحلى من دي ليلة !!!!
ثم زاد من نظراته الوقحة نحوها ..
شهقت مصډومة من أسلوبه الفظ في الإشارة إلى ليلة عرسهما ..
ضاقت نظراتها نحوه وهمست بصوت شبه متحشرج
أنا هاغير هدومي الأول
مش عاوزة مساعدة
قالها محسن وهو يتقدم صوبها فتراجعت مذعورة للخلف .. وهزت رأسها معترضة بإصرار وهي تقول بهلع قليل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
رمقها بنظرات غامضة قبل أن يرد عليها بمكر
وماله خدي راحتك يا عروسة ما انتي معذورة لسه مش واخدة عليا !
سارت مسرعة نحو غرفة النوم وهي تعض على شفتيها قهرا .. وفكرة واحدة مسيطرة على عقلها كليا .. أن أخيها قد زج بها في تلك الکاړثة بلا رحمة ...
أغلقت الباب خلفها واستندت بكفها عليه قليلا محاولة السيطرة على نوبة البكاء التي تهدد بالإنطلاق في أي لحظة .. أغمضت عينيها بقوة ونكست رأسها حزنا ..
لم تكن هي ليلة عرسها التي تخيلتها ولطالما حلمت بها ولم يكن محسن هو فارس الأحلام الذي انتظرته بعشق لتتوج قصة حبهما بالزواج ..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تحركت بتثاقل للأمام فوقعت عينيها على الفراش .. فتسمرت في مكانها مشدوهة ..
تذكرت كلمات والدتها المقتضبة حول ماهية ليلة الزفاف وما على العروس من فعله لتنال رضاء زوجها وتوقعه أسير غرامها ...
فإنتابتها حالة من الإرتباك الممزوجة بالړعب.. تنفست ببطء لتسيطر على إنفعالاتها المتوترة ..
ثم بحذر شديد أزاحت حجاب رأسها عنها ..
مدت يديها للخلف لتفك السحاب الخاص بفستانها ولكن انتفض جسدها فزعا حينما رأت محسن يقتحم عليها الغرفة دون سابق إنذار ..
في ايه إنت ازاي
تدخل عليا كده
برقت عينيه بشرر مخيف وهو يرد عليها بنبرة حادة
جرى ايه يا حلوة مش إنتي مراتت ولا أنا غلطان !
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس برجاء
لو سمحت أنا محتاجة آآ...
قاطعها مطوقا إياها من خصرها بذراعيه وكأنها فريسة قد وقعت في شباكه
أنا مش قادر أصبر أكتر من كده
حاولت إيثار دفعه بقبضتيها من صدره وقد بدى النفور واضحا على تعابير وجهها وتوسلت له بنبرة مخټنقة
لو .. لو سمحت أنا محتاجة أخد الأول عليك اديني فرصة آآ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تاخدي عليا ! هو احنا لسه هنتعرف ده انتي مراتي !
أغضبه بشدة نفورها منه وهتف وهو يصر على أسنانه بغلظة
الظاهر إن حبيب القلب لسه في بالك !
ارتعدت من أسلوبه العڼيف ومن نظراته الممېتة المسلطة نحوها وتحركت شفتيها قائلة دون أن تنطق
م.. مالك !
وكأنه قرأ ما قالته في صمت فإهتاج بشدة وزاد عنفه نحوها وهو يصيح پجنون
اعتصر قلبه بشدة من ذكراها .. وشد من قبضة يده الممسكة بالدرابزون المعدني وهو يتحرك نزولا عن السفينة ..
جاهد ليمحو طيف صورتها التي تتشكل أمامه بين الفنية والأخرى وكأنها تتعمد إلهاب جرحه ..
ابتلع ريقه بصعوبة وحبس أنفاسه في صدره ليهدأ من تلك النيران المستعرة بداخله ..
جاب المكان أمامه بنظرات خاوية وحدق في أوجه الواقفين على رصيف الميناء بنظرات واجمة ..
مالك يا مالك أنا أهوو
صوت تردد بنبرة مرتفعة أثار انتباهه وجعل رأسه يدور في أغلب الاتجاهات بحصا عن صاحبه ..
وبالفعل وقعت أنظاره على رفيقه نادر ..
ابتسم له ابتسامة مجاملة وتحرك صوبه
استقبله رفيقه بحرارة وضمھ بشدة إليه وهو يضيف بحماس
أخيرا يا سي مالك حنيت عليا ووافقت تيجي !
التوى ثغره بإبتسامة خفيفة وهو يسأله
ازيك يا نادر
أجابه نادر بنبرة مفعمة بالحيوية وهو يجر حقيبة سفره من حاملها
الحمدلله قولي ايه الأخبار معاك والرحلة كانت عاملة ازاي
رد عليه بنبرة مرهقة وهو يعلق حقيبته الأخرى على كتفه
الحمدلله ماشي الحال
وكأن رفيقه قد رأى لمحة الحزن المتجسدة في عينيه فسأله متوجسا
في ايه مالك انت شكلك مش آآآ...
قاطعه مالك مسرعا حتى لا يترك له الفرصة لإستجوابه
متخدش في بالك ده بس من تعب السفر
أومأ الأخير برأسه موافقا وهو يضيف
أها .. عندك حق برضوه السفر بالمركب بيتعب يالا بينا هوديك عند بيتي تغير هدومك وتاكل وترتاح
ماشي
ثم تحرك الاثنين في إتجاه إحدى السيارات المصفوفة خارج الميناء ليستقلاها بعد أن وضع نادر الحقيبتين في صندوقها ..
كانت ليلة كئيبة بحق لم يغمض فيها جفن لإيثار التي ظلت تبكي في صمت مرير ..
نام محسن إلى جوارها وغط في سبات عميق بعد ذلك المجهود المتوحش الذي استنفذ طاقته كلها ..
وبعد أن اطمأنت إلى انتظام أنفاسه وسكون جسده كالمۏتي وعدم احساسه بما حوله ..نهضت عن الفراش وركضت إلى المرحاض وهي تحاول التماسك كاتمة فمها بيدها .. فهي لم تعد تطيق جسدها من لمساته الحقېرة عليها بالإضافة إلى ذلك الآلم الذي يجتاح جسدها من حميميته القاسېة معها ..
لقد فاق ما فعله بها تصورات والدتها التي كانت تخبرها بها على استحياء ..
أوصدت الباب خلفها وأسرعت بفتح صنبور المغطس لتنهمر المياه على جسدها لتبرد نيرانه المحمومة .. ولكنها لم تفعل ..
ظلت تغتسل وتغتسل وتغتسل وهي تبكي بآسى وحسرة لعلها تزيل تلك الأثار المقيتة عنها ..
ولم تمنع شهقاتها من الظهور ..
بقت لفترة في المرحاض حتى زاد وهنها فأغلقت الصنبور وخرجت منه وهي تلتف بروبها القطني ..
لم ترغب في العودة إلى غرفة نومها ..
وسارت بضعف في اتجاه الصالة وألقت بجسدها المنهك على أقرب أريكة .. ثم لفت نفسها بذراعيها وكأنها تحتمي من ذلك الشړ القابع بالداخل ..
أرجعت رأسها للخلف وأغمضت عينيها وهي
تتنهد بإنكسار لم تتذوق سواه وما هي إلا لحظات واستسلمت لصوت جسدها المتعب ونامت ودمعاتها الدافئة تنساب على وجنتيها ...
.......................................
انتهى مالك من ترتيب متعلقاته الشخصية في خزانة الملابس بغرفته في منزل رفيقه نادر ..
ذلك الرفيق الذي ندر وجوده في
تلك الأيام ..
كان عرضه سخيا بحق .. فرصة عمل مميزة من وجهة نظره بإحدى شركات الإستيراد والتصدير متعددة الجنسيات والتي يعمل بها كمدير تنفيذي ..
لم يستطع الرفض خاصة وأنه كان يحتاج إلى مكان يبعد فيه عن كل ما يتعلق بالماضي المؤلم ..
أراد فرصة ليبدأ فيها من جديد ..
فرصة تتيح له الوقت ليلملم شتات نفسه ويستعيد هويته التي ضاعت بخيانتها ..
إيثار .. مازال صدى اسمها يتردد في أذنيه وطيف ضحكاتها الناعمة تداعب قلبه ووميض نظراتها الباسمة تسيطر على عقله ..
غمازتيها .. تلك العلامتين التي طالما أسرته ..
إيماءة رأسها وإلتواءة شفتيها وهي عابسة ..
كم
ېقتله الحنين إليها ..
تنهد بعمق لأكثر من مرة محاولا إبعادها بيأس عن ذاكرته ..
ظل يذكر نفسه مرارا أنها لم تعد له هي خائڼة العهود هي التي إرتضت بغيره لأنها أقدر ماديا وأوهمته الحب .. فتركته يقاسي بمفرده في غربة موحشة ..
فردد مع نفسه إحدى قصائد نزار الشعرية مواسيا روحه
وما بين حب وحب
أحبك أنت
وما بين واحدة ودعتني
وواحدة سوف تأتي
أفتش عنك هنا وهناك
كأن الزمان الوحيد زمانك أنت
كأن جميع الوعود تصب بعينيك أنت
فكيف أفسر هذا الشعور الذي يعتريني
صباح مساء
.....................................
مد محسن ذراعه وهو شبه غاف إلى جواره ليتلمس زوجته الجميلة فوجد مكانها خاويا وباردا ففتح عينيه فجأة .. وضاقت نظراته المنزعجة وهو يفتش عنها سريعا ..
اعتدل في نومته وحك مؤخرة رأسه ثم تثاءب ونهض بتثاقل من على الفراش ..
جرجر قدميه وهو يتحرك للخارج ..
رأها وهي غافية و متكومة على نفسها على الأريكة في روبها القطني
تقوس فمه بإبتسامة عابثة ودار برأسه أفكار طائشة ..
اقترب منها وجلس إلى جوارها .. وظل يطالعها بنظرات دقيقة أكثر جرأة ..
تململت إيثار في نومتها الغير مريحة
رعشة باردة دبت فيها فجأة ففتحت عينيها مذعورة وحدقت فيه بهلع ..
تحولت نظراته للإظلام وهو يرى ردة فعلتها فصاح بها بقوة
في ايه شوفتي عفريت !!!!
نظرت له متأففة وحاولت النهوض وهي تجيبه بتلعثم
أنا .. انت آآ...
قاطعها قائلا
أنا عاوزك
جفل جسدها من نبرته وتفاجئت به يتابع بهمس زاد من شعورها بالنفور
لسه بتتكسفي مني يا عروسة !
وضعت قبضتيه على ذراعيها فدفعته بعيدا عنها بركبتيها المضمومتين رافضة أي محاولة منه لتحقيق مبتغاه ولكنه أبى ألا يتركها ..
فقد طاب له التمتع بها ..
وها قد عاود تكرار فعلة الأمس ليزيد من إزدرائها لنفسها .....
جمعت تحية صحون طعام الإفطار الفارغة وهي تتنهد بحزن ..
كانت ملامح وجهها عابسة للغاية نظراتها شاردة ..
تشعر بإشتياق إلى ابنتها الوحيدة رغم أنها لم تفارقها إلا بالأمس ..
رأها عمرو على تلك الحالة الواجمة فاقترب منها وسألها متعجبا
ايه اللي مضايقك
ردت عليه بإقتضاب
مافيش !
أدرك عمرو دون أن تنطق والدته أن سبب حزنها هو شقيقته فإبتسم قائلا بمرح
شكل البت إيثار وحشتك
ردت عليه بصعوبة وهي تحاول منع عبراتها من الإنهمار
اسكت ياعمرو قطعت بيا !
لف ذراعه حول كتفيها وقبل أعلى رأسها وهو يضيف بتحمس
ياماما هي لحقت ده تلاقيها متهنية مع محسن ومتمرمغة في العسل !
تنهدت تحية قائلة بتمني
يا ريت يا بني لأحسن قلبي واكلني عليها أوي !
وكأن شكوك والدته قد أرقت ضميره الذي حاول إسكاته منذ الأمس .. فكلمات إيثار الجافة قد أحدثت أثرا غائرا في نفسه حتى لو حاول إنكار هذا ...
..............................................
تراجع محسن بجسده للخلف بعد أن فرغ من بث رغباته المشحونة ومسح لعاب فمه بكفه وحدج إيثار بنظرات غريبة ثم أردف قائلا بجمود
قومي يا حلوة جاهزيلنا بايديكي الطعمين دول لقمة ناكلها قبل ما نتوكل على الله ونسافر !
لم تعقب عليه بل إكتفت بالنظر إليه شزرا وهي تعيد غلق روبها بيدين شبه مرتعشتين ..
نهض عن الأريكة وتحرك نحو المرحاض ليغتسل فدفنت إيثار وجهها في راحتي يدها لتبكي بأسف حالها ..
هي ليست كأي عروس سعيدة بزواجها .. هي تعاني بمرور اللحظات وهي في أحضان ذلك السمج المقيت الذي تبغض اقترابه منها ..
وها هو ېحطم فيها مشاعر الود والألفة من جديد ..
لم يدفعها لحبه بالرفق واللين بل تجاهل مشاعرها تماما وكأنها مجرد وعاء ينفث فيه طاقاته المكبوتة قاټلا فيها أي إحساس بالحب والرغبة ...
.......................................
أعدت تحية وجبة الطعام للعروسين وأضافت عليها الكثير من الفاكهة والحلوى
..
تأمل رحيم تلك الأكياس البلاستيكية بنظرات ممعنة وتساءل قائلا بجدية
خلصتي يا تحية
أجابته بنبرة شبه مرتفعة وهي تلج من المطبخ
أيوه يا حاج مش ناقص بس غير احطلها العصير
هز رأسه بحركة خفيفة وهو يضيف بتنهيدة حزينة
ماشي ابقي سلمي عليها أوي
بادلته ابتسامة هادئة وهي تقول
يوصل يا حاج !
هتف عمرو بنبرة عالية وهو يقف مستندا بجسده على باب
متابعة القراءة