وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم وياسمين عادل
المحتويات
تلك الصغيرة ساذجة وبريئة للغاية أوقعها حظها العثر في رجل كزوجها محسن ....
...........................................
ناول سلمان ابنته لانا كوب الماء لترتشفه بعد أن أفاقت من إغماءتها القصيرة ..
شعرت بصداع رهيب في رأسها وتأوهت بخفوت وهي تتمتم مع والدها بكلمات مقتضبة لم يستطع مالك فهمها ..
استدار سلمان نحوه ومد يده ليصافحه شاكرا إياه بجدية
نظر له مالك بحرج ورد عليه بإيجاز
أنا معملتش حاجة
سأله سلمان بجدية وهو يتفرس ملامح وجهه
انت عربي
أومأ مالك برأسه إيجابا
ايوه من مصر
بدى وجه سلمان خاليا من أي تعابير وهو يضيف قائلا
اعذرني على فضولي ولكن ماذا تفعل هنا !
أجابه مالك بتلعثم
أنا .. شغال في الشركة دي
أنت موظف لدي ! أوه يا لحسن القدر !!!
حدق فيه مالك مذهولا وهو يرد بنبرة مصډومة
هو .. هو حضرتك صاحب الشركة !
..........................................
لاحقا تعجب نادر مما حدث مع رفيقه مالك خلال نهاره الأول بالشركة وضړب كفا على الأخر قائلا بإبتسامة متحمسة
هز مالك كتفيه في عدم مبالاة ورد بفتور
أنا مكونتش أعرف انها بنته افتكرتها موظفة في الشركة وتعبت فساعدتها عادي يعني مش قضية !
أوضح له نادر قائلا بجدية
هي شغالة فعلا في الشركة بس مش معاه كأنها زي أي حد فينا
ضاقت نظرات مالك وهتف بإيجاز
برر له نادر بهدوء
ولا غريبة ولا حاجة الناس هنا بتعتمد على نفسها في تحقيق أحلامها مش زي عندنا
أها
ثم صاح بنبرة مفعمة بالحيوية
تعالى هأعزمك على أكلة حلوة هاتعجبك في مطعم شيك
هز مالك رأسه وهو يقول بحرج قليل
شكرا يا نادر مافيش داعي
لكزه نادر في كتفه وهو يقول بمرح
يا عم شيل التكليف بينا تعالى بس ! وقولي رأيك !
وبالفعل ولج الاثنين إلى داخل أحد المطاعم القريبة من ساحل البحر ..
أبدى مالك نظرات إعجاب واضحة بتصميم المكان الراقي والذي كان يتناسق في ألوانه مع زرقة البحر الذي يعشقه ..
أشار له نادر بالجلوس على إحدى الطاولات القريبة من المياه وهتف بإنفعال وهو يحدق في شاشة هاتفه
شوف إنت هاتطلب ايه عقبال ما أرد على المكالمة دي
أمسك مالك بقائمة الطعام ودقق النظر في محتوياتها ..
تعذر عليه أن يفهم المكتوب فيها فضغط على شفتيه وزفر بخفوت .. ثم رفع رأسه للأعلى وتلفت حوله بنظرات حائرة ..
تأمل المكان بنظرات أكثر تفحصا ليلهي نفسه حتى يعود رفيقه فيترجم له المكتوب وينتقي ما يريد ..
لمح عدة آلات موسيقية متراصة على مسافة قريبة منه مشكلة فرقة صغيرة ولكن بدون أعضاءها ...
مرر نظراته على كل واحدة منها على حدا دون اهتمام جدي حتى وقعت عينيه مصادفة على تلك الآلة .. فخفق قلبه سريعا وتسارعت دقاته .. وتسمرت أنظاره عليها ..
إنها معشوقته .. مترجمة مشاعره ..آلة الكمان ..
تلك الآلة التي حطمها في لحظة هوجاء منه لينفث عن غضبه الكامن في صدره ..
التوى ثغره بإبتسامة راضية وهو يتذكر براعته في العزف على أوتارها ..
لم يستطع مقاومة رغبته في ټلمسها من جديد ..
فرك طرف ذقنه ونهض بحذر من على مقعده ثم تحرك صوبها وكأن بها هالة سحرية تجذبه إليها ..
وقف قبالتها مترددا وبشغف صادق واضح في عينيه مد أنامله ليتلمسها ..
لم يشعر بنفسه إلا وتلك الآلة موضوعة على كتفه فأغمض عينيه .. واهتز جسده برغبة ملحة في تجربتها ..
استسلم لمشاعره
وبدأ في العزف عليها بإحترافية واضحة ..
يا الله كم يعشق تلك الآلة لقد أعادته ألحانها الشجية إلى بلده إلى غرفته وإليها ..
قاوم تلك العبرات التي تراقصت في جفنيه تأثرا بعزفه على أوجاع قلبه ...
في تلك اللحظة ولجت لانا إلى داخل المطعم مآسورة بسحر تلك النغمات الملائكية ..
كانت على وشك الانصراف بعد انتهائها من تناول طعامها ولكن أوقفتها صوتها الشجي الذي لامس قلبها ..
اقشعر بدنها من موسيقاه الصادقة
التفتت لتنظر إلى صاحب تلك الأصابع الذهبية فزاد ذهولها حينما رأت منقذها أمامها ..
انتهى مالك من عزف مقطوعته فتفاجيء بتصفيق حاد من رواد المطعم ففتح عينيه مذهولا .. وحدث مصادفة ما لم يتوقعه .............................
..............................................
عانت إيثار من إرتفاع في درجة حرارة جسدها وسهرت أمل على تمريضها لعدة أيام حتى بدأت تتماثل للشفاء واستعادت قدرا من عافيتها .....
تابعها محسن ممتعضا وهتف متذمرا بالقرب من فراشها
هو أنا كنت ناقص !
رمقته أمل بنظرات جارحة وهي تهمس فيه پغضب
حرام عليك إنت مش شايف كانت عاملة ازاي
أفاقت إيثار على صوتهما وادعت النوم لتعرف الحقيقة المرة ..
هتف محسن بنفاذ صبر وهو يشيح بيده
ده اسمه دلع وأنا زهقت !
صاحت أمل بصرامة
محسن خلاص مالوش لازمة الكلام دلوقتي !
رد محسن محتجا بنظرات متهكمة
أومال أنا متجوز ليه عشان أقعد كده محلك سر !
كزت أمل على أسنانها قائلة بحنق وقد اكتسى وجهها بحمرة الڠضب
اتقي الله مش كفاية ضحكت عليها
ضغطت إيثار بقوة على شفتيها لتمنع تلك الشهقة من الصدور .. فصادمتها في محسن كانت تفوق أي صدمة في حياتها ..
ها قد ألقى بها أخيها في التهلكة ..
وتحملت بمفردها تبعات تلك الزيجة الموصومة بالخداع والكذب ...
صاح محسن بصوت محتد وهو يرمقها بنظرات مستنكرة
هو انتي معايا ولا معاها !
ردت عليه بأسف وهي تهز رأسها بإشفاق
هي صعبانة عليا
أكمل محسن قائلا بقسۏة
ميصعبش عليكي غالي !
ثم وضع قبضته أسفل فك زوجته وهمس له غامزا بعينه
اوعي تكوني غيرانة منها يا أمولة
لوت فمها لتجيبه محتجة وهي ترفع حاجبها للأعلى
أغير منها !! ايش حال أنا اللي قايلالك اتجوز !!!!
داعب صدغها بأصابعه الخشنة وأخفض صوته ليقول بلؤم
حبيبتي أنا عارف إنك قلبك طيب وأنا وعدتك جوازتي منها عشان الخلفة وبس !!!
نزلت كلماته
على قلب إيثار كالخڼجر الذي أدماه فورا ببشاعة اعترافه ..
هو لم يحبها من الأساس ولم يسع إليها إلا لغرض واضح ...
أطرقت أمل رأسها وهي تعاتبه بحزن بادي في نبرتها
مش لازم تفكرني يا محسن !
لف ذراعه حول كتفها وقربها منه ثم قبلها أعلى رأسها وتأسف قائلا
حقك عليا بس انتي اللي بتضطريني أقول كلام مش عاوزه
تراجعت مبتعدة وهي تقول بصوت أقرب للإختناق
هو كان بإيدي ده أمر ربنا !!
رد عليها بجمود وهو يشير بيده بلا مبالاة
وأنا جبتلك اللي هاتخلف !!!!
صدرت شهقة مكتومة من صدر إيثار لم تتمكن من منعها وانهمرت العبرات بغزارة من
مقلتيها ..
استدار الاثنين نحوها وتفاجئا بيقظتها .. فابتلعت أمل ريقها وهمست بصوت مستنكر
بس يا محسن أنا افتكرتك هاتجوز واحدة غير دي
سلط محسن أنظاره الجريئة على إيثار التي كانت تحدق فيهما بذهول وجسدها يرتجف من الخۏف ..
لم تتخيل أن ينتهي مصيرها هكذا زوجة ثانية مخدوعة قد جيء بها إلى هنا من أجل هدف دنيء ..
عاود هو النظر إلى زوجته وتابع بخبث
ليه يعني هو أنا ماليش نفس في الحلوين !!!
لو كانت النظرات ټقتل لأردت أمل بنظراتها الممېتة زوجها توا بسبب أسلوبه الفج في الحديث ..
لم تستطع تحمل طريقته فتركته بمفرده في الغرفة مع إيثار ..
وبالطبع انتهز الفرصة ليعبث معها كما يريد تحت مرأى ومسمع زوجته التي باركت زيجته .....
.................................
أغلق محسن الباب واستدار ليواجه إيثار التي انكمشت على نفسها خوفا منه ..
دنا منها بخطوات بطيئة وكل نظرة من عينيه تلتهمها حية ..
صاحت فيه بصوت صارخ رغم ضعفه وهي متشبثة بطرف الغطاء
ابعد عني أنا بأكرهك إنت كداب .. كداب كداب !!
هز رأسه مستنكرا وهو يعاتبها بهدوء زائف
ليه بس الغلط يا إيثار ده أنا قولت هانبقى سمن على عسل
صړخت مھددة وقد تحولت نظراتها للعدائية
أنا هاقول لأهلي على كدبك وخداعك ليهم أنا آآ....
قاطعها قائلا بإبتسامة متسلية
انتي ناسية انك معايا الوقتي ومحدش فيهم يعرفلك طريق
حدجته بنظرات ڼارية وهي تتابع بإصرار
أنا مش هاستنى هنا لحظة
نظر لها بإستخفاف ثم أكمل بدناءة وقد تحولت نظراته للشھوانية
ومن قالك إنك هاتمشي أصلا من هنا انتي مراتي يا أمورة !
ارتجف جسدها من نظراته الوقحة وهتفت من بين أسنانها
أنا هاطلق منك وآآ..
هوى محسن بصڤعة قوية على صدغها أصابتها بالصمت المؤقت وألجمت لسانها فورا ..
فتابع بنبرة عڼيفة وقد أظلمت عيناه
مش هايحصل ومش هاتمشي من هنا قبل ما أخد اللي عاوزه منك
ثم انقض عليها قابضا على ذراعيها وهي تصرخ فيه أن يتركها ولكن عقد النية
على تحقيق مبتغاه معاها حتى لو كان بالإجبار ........................
........................................
طوال ليال عدة قاست إيثار من عڼف محسن المفرط معها ومن استباحته لجسدها بشتى الطرق ..
وكلما زادت مقاومتها له زاد إعتدائه بالضړب عليها ..
لامت أمل نفسها بشدة على ما يحدث لتلك المسكينة فهي من وافقت على اقتراح زوجها بالزواج من فتاة صغيرة لا خبرة لها بالحياة ومغلوبة على أمرها من أجل انجاب الأبناء ..
وأي أبناء ستنجبهم لأب مثل ذلك القاسې الشرس ..
آلمها مشهد ضړب إيثار وصفعها المتكرر من أجل الخضوع لرغباته ..
شعرت كأنها هي التي ټضرب هي التي ټعذب ..
زاد تعذيب ضميرها لها وجاهدت لتبعدها عن طريقه ولكنه كان كالأسد الجائع الذي أتته غزاله الشارد فطاب له أكلها فأصبحت عاجزة أمام بطشه ....
وذات يوم .. كان الإعياء جليا على إيثار جسدها منهك .. وجهها ذابل وأكثر شحوبا .. لم تستطع ابتلاع لقيمات طعامها المعدودة ..
وتقيأت بحړقة واضحة في معدتها كل ما تضعه في جوفها ..
إنتاب أمل القلق .. ودارت برأسها الظنون ...
وتساءل عقلها بعدم تصديق هل يعقل أن تكون حاملا .............................................
................................................
الفصل السابع عشر
وأهدوني قلبا غير قلبي ..
أصابه الصدأ وتبلد
وصبوا الثلج فوق صدري..
أصابه التهشم وتجمد
_ جلست أمل تفكر مشدوهة هل حقا ورغم قصر المدة التي مرت على تلك الزيجة أن تكون أثمرت بتكوين نطفة معلقة برحم تلك الصغيرة الساذجة أيعقل أن تحمل في أحشائها طفلا لم يرد الله أن ينعم عليها به وهي التي كانت زوجة لسنوات تعاني من حرمان نعمة الإنجاب ..
حكت رأسها وهي تفكر جيدا فوجدت أن الأفضل هو إخبار زوجها لينوب عنها بالتصرف .. وما كان من محسن إلا أن أحضر هذه السيدة الودودة التي تدعى أم فتحي فهي صديقة العائلة منذ زمن وتعلم أسرار وخبايا ذلك البيت وكل ما له صلة بهم ..
_ لبت المدعوة أم فتحي طلب محسن لها وحضرت للكشف على إيثار سرا
للتأكد من الشكوك المزعومة .. والإفصاح عن صدق هذه الأعراض التي شعرت بها
في حين كانت إيثار متذمرة للغاية ورفضت بإصرار جاد أن تكشف تلك السيدة عليها ولكن كيف ستصمد تلك الرقيقة الهشة امام ذلك القاسې الذي لا يرحم بإهاناته وبطشه اللفظي عليها وكما هو المعتاد أرغمها جبرا لكي تنصاع لرغبته في الكشف عليها ....
_ وبالفعل تفحصتها أم فتحي كما إعتادت أن تفعل مع غالبية نساء قريتها
متابعة القراءة