اصرة العزايزه الفصل الخامس والسادس ل نهال مصطفي
المحتويات
الشيء الصغير الذي أوقفه تدلت جفونه بالأرض فوجده خاتم يدها الذي وقع من جلبابه وهو يخلعه قبل النوم .. ذلك الخاتم قدمه القدر إليه ربما كان يريد تنبييه لحدث عظيم سيلتقي به فيما بعد !! انحنى كي يمسكه بنفس السخرية التي لا تفارقه وهو يقلب خاتمها أمام عينه
وبعدهالك عاد يا ست ليلى !! مش خلصنا !
رمى الخاتم بخفة بالهواء ليسقط براحة يده مرة ثانية ثم فتح خزانته الخاصة ورماه بداخلها تصرف غريب منه لا يدرك سببه !! لم أراد أن يحتفظ بخاتم رجل آخر تنتمي إليه !! لم لم يسعى لرد الأمانات إلى أهلها كعادته !! ما الشيء الذي أغراه به ليقرر أن يكون ملكه !! جميعها أسئلة يطرحها العقل البشري تفتقر الجواب والمنطق !!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لأول مرة تصادف شخصا ثرثرا أكثر منها ولكنها كانت مستمتعة جدا بالحديث معه على عكس أخيه الذي تتقاطر الكلمات من شدقه بالكلمة .. انسجمت في الحوار مع هيثم بفضول يتقاذف من مقلتيها حول هويتهم وأعرافهم .. وعندما يذكر أمامها اسم هارون تعتدل بجلستها ويتزايد اهتمامها أكثر .. فرغت من تناول قطعة الخبز المحشية التي أحضرها لها وأجبرها أن يتناولان فطارهم سويا .. ارتشفت كوب من الماء ثم سألته
أخوك ده ال اسمه هارون مش ممكن يضايق منك لو اتفاجئ بيا في البيت من غير ما تعرفه! .
ثم غمغمت مستفسرة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أشاح بنظره لها مجيبا بتوجس يبطنه الضحك
أنا وأنت هنكون في حمى صفية .. مټخافيش .
صاحت موبخة وهي تلومه بضحك
أحيه !! أومال ايه الډخلة بتاعت الصبح وتعالى وفي حمايتي دا أنت ضيفة .. وفي الأخر هنتحامى في مامتك !! روحني يا عم عشان أخوك لو قال لي أزيك هفتح دماغه.. ما بالك عاملني بسخافته !!
يخربيتك يا هارون !! للدرجة دي شايلة ومعبية !
ظلت تقضم بشفتيها متحيرة من أين تبدأ بعد ما استعانت بأصدقائها التي سردت لهم ما حدث برسائل نصية على أحد مواقع التواصل الإجتماعي فاندفعت بتلقائية بسؤال فدوة التي اقترحته عليها
ثم بررت موضحة سبب سؤالها بخبث
قصدي يعني لو متجوز الله يعين مراته على عصبيته ونرفزته طول الوقت !!
قال بعبط المغرور وفي عينيه نظرة متحفزة
مش متجوز وادعي له ربك يفك عقدته عشان ده موقف حال ٣ رجالة كيف الورد .
زامت شفتيها بفضول حول تفاصيل ذلك الرجل الذي أفسد حياتها
أزاي !! أفهم بقا !
صفية ياستي حالفة إيمانات المسلمين ما قعر طبل يرن لواحد فينا قبل ما تفرح بهارون .
أردفت غير مقتنعة
مش فاهمة !! اللي حابب يتجوز يتجوز .. لنفترض مثلا أخوك مش حابب يتجوز من أصلو !!
لا ماهي صفية مديله مهلة لأخر السنة دي !! لو معملهاش هتهمل العزايزة وهتج على رأسها .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وهو هيختار عروسته ولا أعرافكم بتجبره على واحدة معينة !
والله على حسب هو
رايد مين !! بس في الغالب صفية هتجبره على اللي تختارها لانه مش ناوي يختار في سنته المقندلة دي ..
كانت تبحث عنه في وريقات اسئلتها الفضولية فأتبعت باهتمام شديد
هارون ده متعلم !! لو شخص متعلم وواعي آكيد مش هيقبل يتجوز بالطريقة دي !!
تنهد هيثم وهو يناظرها
هارون أخوي ده حكايته حكاية حمله تقيل قوي ..
ازاي !! ده حتي يابن عليه جبلة ومش بيحس !!
فاڼفجر اللفظ من عفويتها بدون رقابة فألتفت لها هيثم ضاحكا ثم هدأ سرعة السيارة عند اقترابه من نجع العزايزة ودار برأسه لعندها متغزلا بجمال عينيها الرمادية باستخدام العدسات اللاصقة .. كاد أن يكمل حديثه عن أخيه ولكنه تعرقل بجمال عيونها فقال متغزلا بلطافة
عيونك حلوين يا ترى تفكيرك حلو زيهم !
تقبلت عزله بصفي نية فأجابت بنبرة تحمل السخرية والټهديد معا وهي تحدق بعينيه
لو عرفت اللي بيدور في دماغي هتتخض و تهرب مني .
تراجع هيثم متفهما نظرتها الحادة التي استقبلها بابتسامة خفيفة وعاد النظر للطريق مغيرا مجرى الحديث وهو يشير بسبابته للخارج يستجدي رضاها كي لا تسيء الظن فيه
ده يا ستي نجع العزايزة ..
ثم انكمشت معالم وجهه باستياء وأكمل ممازحا
النجع الملعۏن ..
هبت مع رياح خۏفها تتساءل
ليه!! فيه عفاريت !
لا فيه بني آدمين .
رمقته بعتب وهي تدير وجهها نحو النافذة
خضتني ..
ثم مالت نحوه بنفس الفضول الذي يلتهب من مقلتيها
هو هارون ...
فقاطعها هيثم معترضا بمزاح
هو كله هارون هارون !! مفيش مرة هيثم ولا أيه !
أحست بإنه كشف أمرها وأدركت أنها تمادت حول معرفتها ذلك الشخص الذي شغل تفكيرها طوال الليل بادلته بابتسامة مترددة
هاه !! انا هتفرج على الطريق ....
بوابة ضخمة من الرخام على جانبيها تمايثل ذهبية على هيئة ذئاب رافعة رأسها تعول بالسماء .. يعلوها بالخط العريض الاسم نجع العزايزة أخرجت رأسها من النافذة فداعب الهواء ملامحها مع نسائم رائحة التربة والزرع والحياة الريفية .. صفوف لا تحصى من النخيل على الجانبين أشجار فارعة الطول تغازل سحب السماء عن طريق الطيور التي تحمل رسائلها وترفرف بها لأعلى ولأعلى كي تبلغ منها السلام والحب .. طريق طول لا نهاية له من الأراضي الخضراء المزروعة ترعة ممتدة على يمينها عدد قليل من العمالة صادفها .. الهواء البارد يداعب قلبها مرحبا بعودتها لحيث ما تنتمي لمكان أصلها وډمها الذي عاشت بعيدة عنه لمدة ثمانية وعشرون عام ..
بدأت المنازل المصفوفة تظهر أمامها عن بعد ملحوظ بيوت لا تتجاوز الثلاثة طوابق جميعها تحمل نفس اللون نفس التصميم جميعها على صف واحد ويعلوه خيمة مثلثة الشكل من اللون الأحمر القاتم والجدران المصبوغة باللون الرملي .. خرج من شدقها المزمزم بانبهار وكأن الجمال أيقظ فيها وطنا تعرفه
وواااوو !!
ثم دارت لعنده مذهولة مما رأت
هيثم !! أيه الجمال ده !! أحنا في الجنة !! أنا مش مصدقة الجمال ده !! أنا زورت أماكن كتير عمري ما شفت مكان بالعظمة دي !! كل حاجة جميل !!
ثم تحمست أكثر وقالت بجزل طفولي
المكان يهبل !!
مسد شعره المغطى بالجل وقال معجبا بفرحتها
أهي دي عيشتنا وحياتنا يا ستي .. هنا عالم جوة العالم .. المكان ده على كد ماهو جنة لكن قوانينه من جهنم ..
أتبعت بإثارة
طيب أزاي أنتوا كده !! أنتوا مين !
دار بمقود سيارته على الطريق المرصوف لينحدر بدرب أضيق وأتبع موضحا
اللي فهمته من أحلام ..
قاطعته
مين أحلام !!
اتسعت ابتسامته عند سماعه اسمها
دي بركة بيتنا .. هعرفك عليها لما نوصلوا .
لمع بريق الحماس بمقلتيها
متحمسة جدا .. كمل بقا أحلام قالت لك أيه !
اخفض من سرعة السيارة حد الهدوء منتظرا مرور كلب صغير من أمام سيارته للجهة الأخرى وقال
قالت لنا أن الموضوع
متابعة القراءة