غيوم ومطر ل داليا الكومي الفصل الحادي عشر

موقع أيام نيوز

للوقاحة مجددا وهو يسألها بعجرفة ...
بتعملي ايه هنا ...
ياللاحراج ...انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكرة عن حضورها ..هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وأن الشقة فارغه ... وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود... تلعثمت وهى تجيبه ...
طلبوا منى ...يعنى ماما و...قاطعها بسخرية ...
طلبوا ايه ... 
اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب ... 
سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاولة وجلس عليه بتوتر ...انها الصدفة القاټلة كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق ...تخيلت انهما في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي ...لكنها عادت إلي الواقع عندما دققت النظر في الطاولة الخالية أمامها ...
الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الآن ...هما بمفردهما في مكان مغلق ...في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض أما الآن فهو يعاملها كغريبة عنه ... 
كانت اقصى امنياته أن يأخذها بين ذراعيه ليتنشق انفاسها والآن اقصى امنياتها أن يعاملها فقط بود وينسي كراهيته لها فهى سترضى أن تظل حتى مجرد صديقة أو قريبة طالما يعاملها بود لكن لا هى تكذب هى لا تريد أن تكون صديقته انها تريد أن تكون حبيبته كما اعتادت أن تكون ... 
وجودها في منزله بدون أن تكون زوجته كان قاسېا جدا علي كليهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشدة هو الاخر.. كان مختلف عن جميع المرات السابقة التى تقابلوا فيها من بعد عودته ...
كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه.. دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا أيضا مد يده ومسح تلك الدموع ... 
تخشبت كانت تخشي الحركة او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظة الساحرة ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى ... 
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته... السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا ... رفع ذقنها ليتطلع في عينيها پألم ..لأول مرة خلال فترة علاقتهما كانت تلاحظ انه يحاول الفهم ...كان يحاول سبر غور فريده الجديدة المختلفة ... مشاعرهما معا كانت محمومة فعمر تجرد في هذه اللحظة الخاصة من كل الماضى وعادت عيناه للحنان ..قلبها واصل الخفقان كالمچنون ربما ستزداد الكهرباء فيه لدرجة المۏت لكنها لم تكن تهتم طالما ستكون رؤيته وهو يضمها بلهفة اخر ما ستراه عينيها ...لكن فجأة شعرت بالبرودة تعود وعمر قفز الي الخلف كأنما لسعته حية ونظر اليها بقرف وهو يقول...
عادة التميمة بتجلب الحظ لكن انتى تميمتى للحظ السيء ... 
وبدون اضافة المزيد غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده 
الأحداث التالية مرت عليها وهى تتحرك مثل الالة ...كانت تقوم بالاشياء المفروضة عليها وهى متخشبة مثل الالهة الخالية من المشاعر ..
بعد رحيله ظلت علي نفس وضعها متجمدة كالتمثال لفترة غير معلومة..فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت ...رشا كانت مندهشة للغاية فبعد تحذيراتها القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون أن تعود لالتقاطها كما امرتها ....
جمعت الباقي من اعصابها التى تحطمت ونهضت ...لن تأخذ أي ملابس فعلي عمر اأن يحرقها ويتخلص منها ... ربما انتابها الامل للحظات
وتمنت أن يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار ... 
انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الآن .. السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها
تم نسخ الرابط