غيوم ومطر ل داليا الكومي الفصل الحادي عشر

موقع أيام نيوز

كانت تخطط وتدبر ..في البداية ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت أن تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف ...كى يخرج عن صمته ...
علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها .. لا عجب في أن عمر كان مشدودا كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها ... 
اه يا جده لقد تصرفتى كثعلب عجوز خبيث ...اجبرت عمر علي المواجهة ولكن يتبقي السؤال الاهم ...لماذا لم يطلقها عمر رسميا ... 
ودعت والدتها وغيرت اتجاهها ...لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم 
منزل جدتها القديم المكون من غرف عدة في منطقه قديمة في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ...ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق ... بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامة في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العودة معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر إلي القاهره في سفرة قصيرة جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيدة وبمجرد أن فتحت لها ريما الباب علمت أن فريده مختلفة ...
سألتها مباشرة بدون حتى أن تحيها .. تيته فين ... ولم تنتظر الاجابة ... اتجهت مباشرة إلي غرفة جدتها ووجدتها تصلي العصر بخشوع تام ... جلست علي فراشها النحاسي تنتظرها حتى تنتهى من صلاتها ...غريبة جدتها العجوز في تماسكها وصلابتها علي الرغم من انها في اواخر السبعينات وربما اتمت عامها الثمانين لكنها كانت بحيوية مدهشة وصحة جيدة ...رائحة البخور تعبق المكان لتزيل عنه أي رائحة سيئة وتملاء انفها وصدرها برائحة الاطمئنان ...ما ان انهت الجدة صلاتها حتى اشارت لفريده بالانضمام اليها ارضا ...
جلست إلى جوارها واستلمت كفها بحنان ..جدتها ربتت بيدها الاخري علي رأسها وبدأت في الدعاء لها ...كم ترتاح فريده الي حضنها الدافىء ... ربما تلومها لانها تركتها ورحلت لكن خالها اصر علي اصطحابها كى تري ابنائه وزوجته والسنوات مرت كأنها ايام فوجدت نفسها تقضى السنة تلو الأخري هناك لكنها قررت بعزم العودة إلي القاهره فلن ټدفن سوى في ارض بلدها الحبيب...
تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمة ...الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمة غادرها الآن وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد ... 
في لحظات مچنونة تمنت أن يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الآن عادت إلي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ... ذكرها بفعلتها الدنيئة وسبب طلاق عمر لها.. فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسمية ...
سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد ...سألتها ...
فين قسيمة طلاقي...
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطة
ما فيش قسيمه 
اطرقت برأسها واجابتها ....
ايوه عرفت لكن ليه ...
الجده اجابتها ...
عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها ...انها
زوجته قانونيا إلي الآن ... بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعادة ولا تدري لماذا ...فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه ...
ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده .. 
اخر اجابة توقعت سماعها ....ربما توقعت أن تسمع انه لم يجد الوقت أو حتى انه
نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابة التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفة لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف ...فالاجابة الصاډمة التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن ...التفتت بسرعة مذهلة لتجد عمر يقف عند الباب وهو يربع ذراعيه أمام صدره ويراقبهم بعيون حاده مثل عيون الصقر ...كان ينتظر بتحدى بعد أن القى قنبلته شديدة الانفجار ... 
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى ...
مافيش قسيمة لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده ....

تم نسخ الرابط