للعشق وجوه كثيرة ل نورهان العشري
كل تلك الاوجاع التي تحملها بقلبها فهزت كاميليا رأسها بإيماءة بسيطة قائله بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أحسن الحمد لله ميرسي اوي يا ماما
ميرسي ايه يا ست كامي هو احنا بينا الكلام دا و لا تحبي اشدلك شعرك زي ما كنت بشدهولك كده لما كنتي بتضايقيني
هما صاحت روفان مازحه في محاوله منها للتخفيف من وطأة الموقف و إضفاء جو من المرح
لسه مفتريه زي ما انت
قالتها كاميليا بابتسامة واهنة فأجابتها روفان بضحك
لا دانا بقيت مفتريه اكتر من الأول و لا عشان ما بقيتي مرات اخويا الكبير بقي هخاف و اكش لا شغل
الوسايط دا ميكلش معايا
فقالت بۏجع من بين دموعها
مرات مين ما خلاص بقي يا روفان كل حاجه انتهت !
ڼهرتها صفية پغضب
بت انت هو ايه اللي انتهت انا سكتالك من الصبح و بقول نفسيتها
تعبانه لكن دلع بنات مش عايزه يوسف جوزك عارفه يعني ايه جوزك
كاميليا بوهن يعانقه الألم
بعد اللي حصل يا ماما خلاص يوسف معدش عايزني
صفيه بتعقل
كرامته ۏجعاه يا كاميليا و اي حد في مكانه كان هيطربق الدنيا علي دماغك اللي انت عملتيه مش سهل و بالذات بالنسبه لحد زي يوسف و مع ذلك مقدرش يقسي عليك لو مكنش بيحبك فعلا كان زمانه طلقك و مسألش فيك ف اعقلي كدا و خلينا نصلح الهباب اللي انت عملتيه دا
معدش هينفع يا ماما صدقيني
عاندتها صفية قائلة
بطلي جنان يا كاميليا يوسف مش هيتجوز حد غيرك و لا هيسمح انك تبقي لحد غيره و انت فاهمه دا كويس و لا نسيتي مقابلات الجنينه اللي في نص الليل و لا لما كنا نيجي نصحيك تروحي المدرسه تقعدي ټعيطي و تقولي لا والنبي مابحبش اصحي بدري و الاقيك قايمه من سته الصبح عشان تعمليله قهوة و لا البيتزا اللي كانت بتتعمل نص الليل في الخباثه كده و تطلعله فوق آل ايه اصله ملحقش يتعشى معانا و طالع
عينه طول النهار في الشغل هو انت فكراني نايمه علي وداني لا انا قفشاكوا بس كنت بعمل نفسي مش واخده بالي
عودة لوقت سابق
كاميليا بقولك ايه مش كوكي عماله ادور عليها في البيت مش لقياها
هكذا تحدثت روفان فأجابتها كاميليا
مشوفتهاش والله يا روفي دورتي
عليها في اوضه جدو دايما بتستخبي هناك
اه دورت و ملقتهاش طب بقولك ايه شوفيها في الجنينه اللي ورا كدا علي مانا ادور عند البوابه
اطاعتها كاميليا بعفوية
حاضر هروح ادور هناك و انت متقلقيش اكيد هنلاقيها ماهي كل مرة بتغلبنا كدا بس الاول هروح اغير الفستان دا لاحسن اوفر اوي و كمان لونه فاقع و خاېفه أبيه يوسف يشوفه يزعقلي
لا لا ماهو أبيه يوسف مش هنا و مش هيشوفه و على ما تطلعي تغيري و تنزلي ممكن يكون كوكي جرالها حاجه وحشه يلا روحي كدا انت كدا مزه و بعدين محدش هنا عشان يشوفك متقلقيش يالا
كانت تدفعها وسط ذهول كاميليا التي انصاعت لها وهي تقول
طيب بالراحه متزوقيش ربنا يستر
ذهبت كاميليا الي الحديقة الخلفيه و ما ان خطت خطوتين داخلها حتي تفاجأت بتلك الرابطة القماشية تغطي عينيهاا و يد حانيه تحيط بها فهمت بالصړاخ فاوقفها همسه الخاڤت
هشششش دا انا
يعرف صوته طريقه الذي قلبها الذي كان يدق پعنف
يو يوسف هو هو في ايه
تحدث بنبرته الة التي لها وقع السحر على سائر كيانها
يا عيون يوسف متقلقيش تعالي معايا
ثم اخذ يتقدم بها الى ان وصلا الى المكان المنشود و قام برفع العصبة عن عينيها فتفاجئت بذلك المنظر الذي أقل ما يقال عنه بأنه رائع
الحديقة مغطاة بجميع انواع الورود الجميله و الشموع علي الأرضية على شكل قلب كبير يتوسطه طاولة مستديرة فوقها قالب حلوى جميل منقوش عليه اسمها بجانب صوره لهما
كان ذلك الجمال تزينه ضي النجوم في السماء فكان المكان تحفة تسر الناظرين فشعرت بالفرح يغمرها يقول بشغف
كل سنه و انت طيبه يا حبيبتي
هاااه
قال بحب
كل سنه و انت طيبة يا روح قلبي
وقع بارود كلماته على قلبها مفجرا ألغام ه غيبتها عن الواقع فهمست مستفهمة
هي هي مين رو روح قلبك دي
راقه تخبطها كثيرا فقال بخشونة
انت روح قلبي
استفهمت بلهفة
دا بجد
أجابها بصوتا أجش
طبعا بجد كل دا و محستيش يا كاميليا
تحدث و يديه
تعزفان معزوفة رائعة على قسمات وجهها مما جعلها تهيم في ه اكثر فهمست بخفوت
محستش بأيه
اني بحبك
كأعمي أبصر النور حديثا كان هذا حالها عندما نطق تلك الكلمة التي لطالما تمنت ان تسمعها كثيرا و لطالما حلمت بهذه اللحظة في المنام واليقظة و لكن روعه حدوثها في الحقيقه تفوق ما حلمت به كثيرا
انت ايه
تريد أن تؤكد لقلبها أن ما تسمعه ليس حلما طالما تمنته بل واقعا تحياه وتتلمسه بكل جوارحها فلم يبخل عليها بما تتلهف إليه فأغدقها به دون تحفظ
بحبك و بك و بمۏت فيك
كان همسه القاټل له مفعول ساحرا إضافة إلي كلماته اله مما جعلها تشعر بالأرض تدور بها فترنحت و لكنه لم يدع لها المجال في الابتعاد عنه حيث التقطتها ان تقع و أسندت رأسها موضع جنونه بها فشعرت بات قلبه المتلاحقة و التي كانت تخبرها بمدى ه و ولهه بها و ظلت أنامله تلهو بخصلاتها بحنو إلى أن قام بالجلوس حول الطاولة دون أن يفلتها بل كانت في وضعها الصحيح بين جنبات ه فشعرت بأنها تحلق فوق الغيوم من فرط السعاده
ظلت علي هذه الحال وقت ليس بقليل إلى أن أدارها ناظرا إلي عينيها ب تجلى في نبرته حين قال
عارف قعدت احلم باللحظة دي قد ايه
ابتسمت بخجل تجلى في نبرتها وهي تقول
قد ايه
تحدث يرسف بعد ما حاول السيطرة علي بركان المشاعر الثائرة التي أيقظتها حوريه فاتنه بقلب طفله بريئه جعلت من قلبه ينتفض ا لها
من و انت لسه بضفاير و بتلعبي انت و روفان
بالعرايس
صمت لثوان أن يضيف بخشونة
كنت عارف انك بتحبيها عشان كدا في كل عيد و في الكريسماس و في عيد ميلادك كنت بجبهالك و احطها في اوضتك هي و الشيكولاته من غير ما حد يحس او ياخد باله
ابتسمت كاميليا برقه و قد كانت كلماته بلسم لكل الچروح العالقه بقلبها فقالت بحب
و انا صغيره كنت مفكره ان بابا نويل اللي بيجبلي العرايس دي و بعدين لما كبرت شوية عرفت ان بابا نويل
مبيجيش غير في راس السنه بس فكرتك الجني اللي في مصباح علاء الدين و لما كبرت شويه كمان قولت دا فارس الأحلام اللي هييجي يخطفني على حصانه و أتمنيا من كل قلبي يكون الفارس دا انت يا يوسف
اذابته برائتها و عفويتها في الحديث فقال بحنو
بس انت مغلطيش يا قلب يوسف انا كل دول
فعلا
كاميليا بخفوت
ازاي
ابتسم قائلا
انا بابا نويل اللي في كل راس سنه هيجيلك احلي هديه في الدنيا و أنا الجني الي في مصباح علاء الدين اللي هيحققلك كل تتمنيه انت بس تأمري
صمت أن تتبدل لهجته إلى أخرى شغوفة
و انا فارس أحلامك اللي هييجي يخطفك علي حصانه و و يخبيك عن عيون الناس
ابتهج قلبها و انشرح جراء كلماته العذبة فتحدثت بخفوت
عارف يا يوسف
يريد منها كل ما يمكن أخذه و اكثر لذا أجابها بلهجه ملحة
عايز اعرف يا قلب يوسف قولي كل اللي جواك
تعانقت سعادتها بالحاضر مع ألم الماضي فقالت بشجن
انا حياتي ابتدت من اول ما قلتلي بحبك اللي فات دا كله مكنش حياة اصلا انا عشت عمري كله يتيمه بس النهارده لا ربنا عوضني بيك
كم آلمته تلك الكلمة فهو يود لو يجلب لها الارض و السماء مقابل أن تكون سعيدة و لا تشعر بذلك الشعور البغيض أبدا لذا قال بلهجه حاسمة بقدر حنانها
انت عمرك ما كنت يتيمه يا كاميليا كلنا هنا بنحبك ماما صفيه ممتك و أدهم و روفان اخواتك و عمو مراد بالرغم انه مش دايم التواجد هنا بس بيحبك اوي و جدي
قاطعته بحزن
جدي عمره ما حبني يا يوسف بالرغم من أني والله بحبه تصور دا حتي مبيخلنيش اعمله فنجان القهوة بتاعه و بيطلب من نيفين او روفان و عمره ما طلب مني
كان الڠضب داخله لا يوصف وهو يتذكر أفعال جده معها ولكنه قال محاولا تخفيف وطأة الأمر عليها
جدي صعب شويه لكن هو بيحبك اوي اوعي تفكري التفكير دا تاني و علي فكرة بقي اياك تعملي قهوة لحد غيري انا و بس
قال جملته الأخيرة بلهجه قويه فأجابته بحبور
عيوني
همس بلهجة اذابتها
تسلم عيونك الحلوة دي مش عايز اشوف فيهم الحزن أبدا يا كاميليا انت اغلى حد عندى في الدنيا مقدرش أبدا تكوني زعلانه أو حزينه
تبدلت ملامحه فجأة و قال بلهجه حادة
و بعدين تعالي هنا انت ايه يا هانم اللي منزلك بالفستان دا كدا
كان يحاول تغيير الموضوع لينتشلها من بحر احزانها
الذي يؤلم قلبه كثيرا و بالفعل قد نجح في ذلك فقالت پخوف
والله يا يوسف انا كنت هغيره روفان شدتني و طلعتني برة الجنينة و أكدتلي ان مفيش حد هنا
يوسف بمزاح
الصراحه الواحد اول مرة يستفيد من روفان اختي دي في حاجه
كاميليا بعدم فهم
ايه دا مش فاهمه تقصد إيه
ابتسم يوسف علي برائتها
التي تزيدها جمال علي جمالها فقال بحب
يعني انا اللي اشتريت الفستان دا و قولتلها تخليك تلبسيه بأي طريقه و تنزلك الجنينه هنا و طردت مازن و أدهم عشان تعرفي تلبسيه براحتك
شعرت بالفرح يغمرها من فعلته و لكنها تنبهت لجلستهم وهي بهذا القرب منه فقالت پخوف
طب هو مش ممكن حد يشوفنا كدا
انت لسه واخده بالك اننا كدا
قالها يوسف بمكر أخجلها كثيرا فلم تعرف بماذا تجيبه فهي في رته تنسي كل شي و تتبخر جميع الأفكار بداخلها و لا تراودها