من نبض الۏجع عشت غرامي ل فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


الثانية ظهرا قبل موعد وصول ماهر بساعتين 
فقد اشتاقته كثيرا ولكن دون أن توضح له أما هو يعاند حاله كثيرا فطيلة فترة
غيابها يشعر بنقصان بدونها ولكنه لم يهاتفها مرة واحدة مما جعلها تحزن دلفت إلى مكتبها ونظرت إليه بمحبة فقد استوحشت أوراقه وقضاياه ثم دلفت الي مكتبه ومان إن رأت صورته الموضوعة على مكتبه نظرت إليها بتعمق نظرة عيناه فيها غموض مثير لاهي مبتسمة ولا هي حزينة 

لاهي مخيفة ولا هي خائڤة مختلف انت يارجل ماذا ورائك 
أقسم برب السماء وأشهده انك اقټحمت أسواري ولكن سأبدل نظرتك الغامضة إلى واضحة سأجعلك تنطقها دائما وأنت لاتريد سأستخدم معك مكر حواء كي تلين 
وقفت متسمرة مكانها ترى الصورة والمكتب بأكمل وهي تتشبع منهم قدر الامكان 
ثم نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط وجدت أنها شردت كثيرا بدأت في مهامها بالمكتب وبعد أن أنهت ترتيب الملفات قررت أن تغير من نظام المكتب كي تعطي طاقة متجددة للمكان 
بعد نصف ساعة نظرت إليه باستحسان ثم قامت بتشغيل الجهاز المعطر للمكان وأزاحت الستار من على الشباك ودخلت شمس النهار أنارت المكتب وأدفئته ثم خرجت إلى مكتبها وبدأت في عملها 
بعد قليل دلف كل من ماهر وجاسر ابن عمها ويبدوا أنهم عائدين من إحدى الجلسات 
دلفا إليها وألقى جاسر السلام على ابنة عمه أما ماهر فور أن رآها أحس بشعور الاحتواء ونظر إليها بعيناي طفل فقد أمه ولكن من تحت نظارته السوداء القاتمة فهو انتقى ذاك النوع من العدسات خصيصا كي لايري أحدا نظرة عيناه 
ثم هتف مباشره دون سلام أو كلام 
بلغي الشؤون المالية تصرف مكافئة للمتر جاسر وإنت تعالى معايا على المكتب 
غمز لها جاسر بعيناه مع ابتسامة نامية على وجهه ودلف وراءه رأى ذلك الماهر تلك النظرة فور أن دلف مكتبه وعيناه نظرت إلى الكاميرات مباشرة وشعر للمرة الثانية بالڠضب الشديد الذي لم يفسر معناه إلى الآن 
أما هي ابتسمت على مشاغبة ابن عمها وأصبح الآن الذراع الأيمن لماهر في مكتبه 
جلس جاسر أمامه مرددا بامتنان
مش عارف أشكرك إزاي يامتر على المكافأة مكنش ليه لزوم نكلف سعاتك يافندم 
أدار بالكرسي يمينا ويسارا وهتف 
مفيش شكر ياجاسر إنت النهاردة اديت مرافعة في المحكمة تستاهل ولازمن تاخد مكافئتك عليها وبزيادة كماني انت قدرت تثبت براءة الراجل من القضية من خلال شعرة القاټل الحقيقي ودي ثغرة محدش يتوقعها إلا محامي كبير وأنت ماشاء الله بقيت مكار القضايا ياجاسر 
حسس جاسر على صدره وهو يردد بامتنان
كله بتوجيهات سعاتك يافندم وكلها حاجات اتعلمناها منك أنت الأب الكبير لينا ياماهر باشا 
هز ماهر رأسه بإشادة ثم أعطاه ملفا لقضية العمال المنفصلين قسرا من وظيفتهم وهو يدلي تعليماته
اتفضل يامتر دي قضية العمال اللي انفصلوا من مصنع الحديد والصلب اجبارا لان الشريك اللي أخد المصنع مش عايزهم عايزك بقي توريني همتك وترجع للعمال دي حقها ومكانها في المصنع وعايزة اعرفك على حاجة كمان إن القضية دي مفيهاش أتعاب العمال دول غلابة وقصدوني وكانو هيبيعو اللي حيلتهم علشان يوكلوني بس أنت عارف لينا قضيتين تلاتة في السنة لله واني حابك تاخد إنت الثواب وكمان القضية دي لو كسبتها هتفتح لك
طاقة القدر أولا لأنها لربنا وثانيا لأنها بقت راي عام يالا يابطل وريني همتك 
أخذ منه الملف واحتضته بين يداه بسعادة غامرة وردد 
متقلقش يافندم هبذل قصارى جهدي وبإذن الله هرجع للعمال دول حقوقهم على داير مليم والله المستعان ومننحرمش من كرم سيادتك يافندم 
ثم أكمل حديثه مستئذنا
هستئذن اني تؤمرني بحاجة تانية ياباشا 
حرك رأسه بنفي
لا اتفضل على مكتبك تابع اللي معاك ومتشغلش وقتك بشغل المكتب هخلي رحمة تكلف كل واحد بقضيته ومتنساش الميتنج بتاع بالليل مع الدكتورة عاليا ميعادنا النهاردة 
استمع إليه بتركيز ووعده بأنه لن يتأخر ثم انصرف وأغلق الباب خلفه استند ماهر بجسده على الكرسي وهو يدلك رأسه من الم الصداع ثم لفت انتباهه رؤية جاسر ورحمة يتحدثون بابتسامات عريضة على وجوههم ومن حركة شفاه لها استنتج أنه يداعبها وهي تستجيب لخفة ظله معها ولكن هو ابن عمها وفي منزلة أخيها لذالك لن يقدر على محاسبتها أو ملامها أحس بوخزة في قلبه وعيناه ترتكز عليهما ولم يستطيع تفسير تلك الوخزة ظل منتبها معهما حتى غادر جاسر وعادت هي الي عملها وجد نفسه يرفع سماعة الهاتف مرددا بصوت متعب 
تعالي حالا 
شعرت بالإجهاد في نبرة صوته فتركت مابيدها ودلفت إليه وجدته مسترخيا على الكرسي مغمض العينين بإرهاق فوقفت أمامه مرددة 
حضرتك كويس يافندم 
أجابها وهو على وضعه 
لا مش كويس اتفضلي اقعدي 
عرضت عليه مساعدتها 
تحب أساعد حضرتك بحاجة معينة 
ردد بتعب
اه عايزك تطلبي الصيدلية وتجيبي حبوب للصداع وكمان هاتي الحبوب داي
ثم فتح الأدراج وأخرج منها العلبة الفارغة وأعطاها إياها كي تحضر له مثلها وأكمل
وكوباية قهوة كمان لأن دماغي مش مظبوطة وحاسس بالإرهاق 
انفتح فاهها على وسعه وتسائلت بدهشة وهي تقرأ محتوى العبوة 
هو حضرتك بتاخد منوم يافندم دي غلط على صحتك جامد يامتر 
فرك جبهته بيداه و أجابها
معرفش أعيش من غيرها يالا بسرعة علشان مش قادر 
اعترضت رأيه ورددت بنصح 
هجيب لحضرتك القهوة وحبوب الصداع لكن المنوم لا 
اعتدل بجلسته وهتف منزعجا
ايه اللي بتقوليه ده ياأستاذة إنتي هتفرضي عليا أوامر ولا ايه ! اتفضلي على مكتبك ونفذي اللي قلت لك عليه 
اعترضت رأيه ونطقت بتعقل 
أنا مديرة مكتب حضرتك ومن واجبي إني أحافظ على صحتك وحضرتك إكدة بتدمر صحتك 
تأفف من ثرثرتها وأشار إليها مرددا 
يوووه من كلامك الكتير اللي ملهش عازة واصل طب بسرعة هاتي الحبوب والقهوة اعمليها تقيلة ومتتأخريش علشان دماغي هتتفرتك 
رأت أن تقترح عليه اقتراحا جال ببالها 
طيب أني عندي اقتراح ايه رأيك حضرتك تعمل لك ركن اهنه في المكتب ويكون فيه سرير نجيب مهندس ديكور يظبط لك الدنيا وقت ماتحس بالتعب والارهاق ترتاح ساعة وتقوم نشيط بدل العلاجات عمال على بطال داي 
نظر إليها بتفحص وهتف بتعمق قاصدا ارباكها 
للدرجة دي خاېفة عليا وعلى صحتي ياآنسة 
توترت من سؤاله ولكن تماسكت كي لا يظهر توترها وأجابته 
طبعا ده حضرتك خط المحاكم ولازم نحافظ على صحتك ده إنت أستاذنا ومنك بنتعلم أصول المهنة 
رفع حاجبه معجبا بردها المغلف بالفطنة ثم أشار اليها بموافقة على ردها ثم طلب منها قهوته خرجت من مكتبه وهي تتنفس الصعداء وتنطلق أنفاسها الحبيسة في وجوده فهي تشعر كأنها مسؤلة عنه ولا تريد له الأذية ومن الواضح أنه وحيدا ليس له زوجة كما علمت أن زوجته ماټت منذ عامهم الأول وليس له أما أو أبا

ويبدوا عليه التشتت لذلك التمست له أعذار لجموده أنهت تحضير قهوته ودلفت إليه بالدواء والقهوة ثم وضعتهم أمامه ورددت 
أجيب لحضرتك حاجة تانية يافندم ولا اكده تمام 
سألها عن طلبه منها فقد تركها شهرا بأكمله حتى أنهت امتحاناتها
مقلتليش ردك على طلبي موافقة ولا لا 
استدعت الهدوء واصطنعت أنها لم تفهم شئ وسألته باندهاش مصطنع
طلب إيه يافندم حضرتك أني لسه جاية النهاردة ومكنتش موجودة اهنه من شهر ومفكراش حضرتك طلبت مني ايه 
نظر إليها بنصف أعين فحقا ماكرة أنتي تلك الأنثى وعقلك عقل امرأة محنكة وليست بنتا صغيرة ليس لها في مكر النساء فتحدث 
تمام هعمل نفسي مصدق انك مفكراش وهفكرك مرة تانية عايز أعرف ردك على لما طلبتك للجواز استنيتك كتير بس قلت علشان امتحاناتك وأهه أديكي خلصتي على خير 
توترت من عرضه مرة ثانية ودق قلبها نحت مكرها جانبا وتحدثت بلسان الأنثى التي تود أن تعشق تود أن ترى اللهفة في عين حبيبها لها تود سماع كلمة أحبك لديها أحلام الفتيات تريد حكواها لأميرها فهو يريد أن يحرمها من كل ذلك لاااا لن تستكين ولن تهدأ حتى تسمع أذناها تلك الكلمة وتطرب قلبها بها وليس فقط بل ستشعر بها كل لحظة في همساته ولمساته ونظراته فتحدثت وهي تتأنى ۏجعا استشعره من كلامها 
خاېفة أوافق أندم على موافقتي وخاېفة أرفض أندم بردو على موافقتي إنت ناضج
جدا وأني لسه في مرحلة الاحتياج إنت احتياجاتك غير احتياجاتي تفكيرك مختلف عن تفكيري وفي نفس الوقت مش قادرة أرفض 
واسترسلت حديثها وهي تخرج كل مافي قلبها بصدق أحس به 
أني صادقة جدا في مشاعري وفي كلامي ومش حابة اللف والدوران علشان بحب الوضوح وخاصة في البدايات 
كلمة واحدة منك تخليني أوافق وكلمة تخليني أرفض 
انتابه شعور ېهدد الحصار الذي وضعه حول أعضاء الحس لديه وبالتحديد قلبه فقد وعد نفسه أن لايعشق امرأة ولا يسمح للعواطف أن تقترب من أسواره مرة أخرى وحاولت معه نساء غيرها ولكن لم تجدي محاولتهن نفعا وخاصة أنه كان صريحا مع جميعهن أما تلك يشعر أمامها بأنه ليس رجلا قارب على مشارف الأربعين كان متفهما لكل كلمة قالتها فأشار إليها بعينيه أن تكمل فتابعت هي 
ايه احساسك من ناحيتي ياماهر 
استمع الى اسمه من بين شفتاها من غير أي ألقاب يا الله وكأنه لم يسمع اسمه بدون ألقاب منذ أن كان طفلا من شفاه امرأة غير والدته كم كان له لذة أعطت روحه راحة حين سمعه منها لم يجيبها على سؤالها لانه تعمق في ملامحها وحركة شفاها وهي تنطق اسمه ويعيده في ذاكرته أمامها أما هي فسرت سكوته بأنه رافض حتى مبدأ الحوار في ذاك الموضوع وقررت إعطائه هدنة قبل الانقلاب عليه وقامت من مكانها وهي تردد بعملية ستجيب لها وفضل اللعب مع أصحابه شبه ذلك بذاك الموقف منذ قليل ومن بعدها يندم على عدم تمسكه بالفرص التي تحيي قلبه ولكنه قرر إعطاء هدنة الآن لنفسه وبعد قليل من التفكير خرج من هالة الحنين وعاد إلى صلبه وجموده مرسومين على ملامحه وترك قلبه وأمره بيد رب العباد يقلبه كما يشاء فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد 
مرت الأيام وكل في ملكوته هائم الى أن جاء اليوم المنتظر كتب كتاب عمران وسكون ذاك اليوم الذي سيشهد قلب السكون فيه انتصارا عظيما حققه لها رب العباد كانت ترتدي فستانا باللون الأبيض القاتم ويزينها حجابا بنفس اللون وعلى رأسها تاجا من الورود ووجهها مزين بالمكياج الذي تضعه لأول مرة كان جمالها هادئا غير مفتعلا كان الجميع يجلسون حولها يهنئوها ويرددون التكبير عليها بأعين تلمع حبا 
أما عند عمران ارتدى هو الأخر قميصا باللون الأبيض وبنطالا باللون الأسود ومصففا شعره لأعلى بعناية وضع البرفيوم الخاص به بغزارة وارتدي ساعته ذات اللون الأسود المحببة إلى قلبه وهبط الأدراج وجد الجميع ينطلقون بالزغاريد فرحة بوحيدهم عمران وانطلقوا جميعا وبجانبه صديقه محمد الذي لم يتركه من بداية موضوعه 
سمعت سكون وأهلها وصولهم بالتهليل والزغاريد المتعالية التي هزت أرجاء القرية 
دق قلبها كثيرا وشعرت بأن قدماها لم تستطيع
 

تم نسخ الرابط