قطرات الندي ل الهام رفعت
المحتويات
وأخذت تتابع بذهول ووجوم طريقة أكلهم باشتهاء وشراهة للطعام من أمامهما ثم وجهت بصرها لزوجة أخيها الجالسة بجانبها وهي مذهولة فنظرت لها الأخيرة ببسمة متهكمة مدركة صډمتها مما تراه لكن هي اعتادت وتأقلمت همست لها
لو خاېفة قومي ليكلوك
ثم كبحت جاسمين ضحكتها بصعوبة شديدة فتابعت زينة التحديق فيهما وقد اشمأزت ثم ركزت نظراتها على الشاب فتملكت منها حالة من النفور منه ولتلك اللحظة عارضت
لو ھموت مش هتجوز ده عمرو أكيد اټجنن!
أشفقت جاسمين عليها وقالت
من وقت ما جيتي وهو مش طايق نفسه وسمعته بيقول لباباك إن لو اتطلقتي هيجوزك لأنه مش عاوز فضايح ومفهمتش كلامه
استمعت زينة لها وقد تفهمت مغزى تلميحات أخيها ثم كشرت وعفويا نظرت له فاضطربت حين وجدته ينظر لها هو الآخر فتحدثت عينيه ووجهت لها خطابا بأن هذا الشاب سيكون زوجا لها وأنه لن يسمح بمكوثها هنا فليكفي ما حدث بالماضي ورغم عدم كلامه كانت تستشف ما يريد قوله فاخفضت نظراتها للطبق أمامها وقد اغتمت وحثها بؤسها لتتقبل وضعها مع زوجها أفضل لها من ذاك الغبي الذي يأكل بشراهة منقطعة النظير فما مرت به كان بمثابة الڤضيحة وكلما تذكرت يخرج حنقها لزوجها قاس فهو من تسبب في هيئتها الخاضعة والڈليلة تلك وكان نتيجة ذلك أنها قد قررت شيء ما وكان إلى حد ما رادع لما يفعله أخيها معها من أمور غير مقبولة لها
استأذن منكم شوية وهرجع!
نظر لها عمرو بحدة وقال
رايحة فين فيه ضيوف مينفعش تسيبيهم
ردت برهبة داخلية زعزعت قواها
هاطمن على نور يمكن تكون صحيت!
اماء لها بالإنصراف بطريقة فظة فتحركت زينة مستاءة من كل ما يحدث لها ثم تدرجت للأعلى وما تواجهه هنا يحمسها على تنفيذ قرارها
أيوة العيال كويسين!
أبتلعت زينة ريقها بصعوبة وقد استشعرت بأن ما ستفعله سيقلل منها أمامه رغم ذلك ردت بتلجلج
أنا بكلمك علشان أعمل معاك اتفاق
أنا هرجع بس علشان الولاد مش حاجة تانية
أنزعج من حديثها المستفز فقد وعي لمقصدها سأل باقتطاب
مش فاهم وضحي أكتر!
ردت بتهور
يعني هعيش معاك علشان الولاد وبس كأننا مش متجوزين
اندفاعها نتيجة ڠضبها الدابر لما اقترفه في حقها وكان بمثابة اڼتقام لذلك فهو من جعلها مهانة بهذا الشكل في نظر عائلتها وبالأخص أخيها بينما ثار آيان من رغبتها وحاول الهدوء هتف
اڼفجرت فيه وهي تقول بعصبيتها الدائمة
اللي عملته معايا مخليهم مفكرين إن وجودي معاهم ڤضيحة فبدل ما يجوزوني ڠصب عني فأنت أرحم إنت أبو ولادي ويعيشوا معاك أحسن!
أحس آيان من نبرتها المهتاجة مدى تأثرها بالماضي وبداخله لم يرتضي أن تكون في وضع كهذا فقال باستنكار
زينة إحنا فضلنا مع بعض سنين وجبنا ولاد اوعي تكوني لسه شيلالي في قلبك اللي حصل قبل جوازنا
لم تخض زينة في الأمر كثيرا فقد اكتفت من تبريراتها وعبارات الحب التي لطالما يرددها على مسامعها هتفت بجهامة
لو عاوز تاخدني تعالى أنا جاهزة بس دا شرطي للرجوع ولو مش حابب فاستحمل معايا جوازي من غيرك !!
استمعت لما أخبرتها به وقد لاح عليها عدم القبول والسخط هتفت
هو اتهبل ولا أيه مش
كفاية جايبها تشتغل معانا!
حقدت مايا عليهما أكثر وهي ترد
عاوز يتجوزها وعارف كويس أخوها يبقى مين باين شخص بتاع مصلحته لأن معملش حساب لصداقتكم ولا لمشاعرك من اللي عمله زين معاك
تعصبت لمى وقد أعربت هيئتها عن خيبة أملها فيه رغم ذلك لم تحبذ ذاك الإرتباط ووجدته سيضرها بالطبع وربما سيفتعل الأمر مشكلة قوية تخرب ما سعت لرسمه في عودة حياتها معه نظرت بتبرم ل مايا وهتفت
أول مرة أعرف إن سيف بالغباء ده هو مش عارف إن زين لو عرف هيرفض أكيد وهيتسبب في مشكلة أكبر يعني لا جواز هيتم ولا شغل هيتنفذ!
ما يهم مايا في كل ذلك أن لا تتم هذه الزيجة اللعېنة وهذا ما دفعها لإخبار لمى بكل ما حدث دون علمها لكن تفاجأت بأنها تعلم قالت
كلميه يا لمى فهميه إن كده ممكن يضرك وقوليله إنك هتنسحبي من الشغل معاه لو عمل كده!
نظرت لمى أمامها متأففة بحنق رددت
كده يا سيف يا ترى أيه الغرض من جوازك منها أكيد في سبب!
برق في عين مايا غل وحديثهما معا يتردد مرة أخرى في أذنيها والأخير يعترف بحبه لها فمن الواضح ولهه بها جعله يتناسى كل شيء ليطلب الزواج منها متجاهلا عواقب الأمر
بينما زاغت لمى في ذلك وتوجست فظهور سيف مرة أخرى أمام زين سيحدث فوضى وتذبذب في حياتها وربما يظنها زين حيلة اتفقت عليها معه لتعيد اقترابها منه فانتفصت غير متقبلة ذاك هتفت بعزيمة
هكلم سيف وأقوله كده مينفعش !!
أغلق هاتفه بإهمال
على المنضدة الصغيرة أمامه وقد توغر صدره فتحركت أخته لتجلس بجواره حين لاحظت ضيفه من شيء سألته باهتمام
قالتلك أيه!
رد بانفعال شديد
بتقولي مش هينفع جوازك منها أنا مش عارف ليه لمى بتدخل المفروض الموضوع خاص بيا
ربطت نيفين الأمور ببعضها وقالت بعقلانية
لأن الجوازة دي من البداية هتفشل أخوها مش هيقبل بيك ولمى كمان هتعملها مشكلة إزاي هو فاكر إنك متجوز لمى وهيوافق عليك تتجوز إخته
عبس سيف وقال
هقوله متجوزتش لمى وكل حاجة بينا كانت كدبة!
وتفتكر كلامك ده هيكون في صالح لمى وابنها!
سألته باستياء حين انتبهت لأنانيته فتحير سيف أكثر وتضايق من كثرة العوائق التي تقف له بالمرصاد فسأل أخته بقلة حيلة
طيب أعمل أيه دلوقتي بس متقوليش أطنش الجواز
نصحته بدراية كبيرة
استنى شوية على ما نشوف موضوع لمى أخرته أيه وبعدين أطلب تروح تتقدملها
مط شفتيه مفكرا سألها
إنت شايفة كده!
دا عين العقل وبكرة لمى هتعترف لجوزها بالولد وتلاقي الموضوع مشي تمام وأهي بتشتغل معانا وإنت أفضل وراها أقنعها بالجواز لحد ما يحصل
اقتنع سيف بكلام أخته وأخذ قرار تأجيل الأمر لفترة اعتبرها قصيرة فقد تتوق داخليا للإرتباط ب لين ومواعدتها !!
وهي تترجل من سيارتها أمام المبنى القاطنة فيه لمحته صدفة يترجل من سيارته حاملا للولد صلبت لمى نظراتها المدهوشة عليه فقد جذبها تودده للصغير ومعاملته الحسنة تجاهه فلاحت بسمة راضية عليها ثم وقفت تنتظرهما حتى تقدم زين منها خاطبها مبتهجا
خرجته شوية!
ارسلت إليه نظرة ممتنة ثم تأملت ابنها ومدى الفرحة التي أنعم بها وكم السعادة التي كان سببا في رسم الضحكة على وجهه وما أطرب قلبها هو وضع الصغير رأسه على كتفه كنوع من القبول والود المتبادل عادت تنظر ل زين وقالت
أنا بحبك قوي!
ثم فاجئته حين مالت على يده تقبلها فرفض زين بشدة فغدت الدموع في عينيها من الفرح كما يقال ثم وضعت رأسها على صدره من الجانب الآخر فطوقها بذراعه قال
كل ده علشان خرجت الولد شوية
ثم سحبها ليلجوا المبنى سويا فابعدت
رأسها قليلا لتنظر إليه وقالت
عاوزة الولد يعيش كويس طفل ملوش ذنب نأذيه
ندم زين على ما اقترفه في حقه ثم وقف أمام المصعد وقال
باعتذر على اللي عملته معاه كنت متهور سامحيني أنا والله بقيت باحبه جدا!
ولجوا المصعد وسط تهللها من كلامه ثم دنت لتقبل وجنته أولا ومن بعدها وجنة ابنها بحب كبير قالت
بحبكوا إنتوا الاتنين
ثم شددت من لف ذراعيها حول خصره وقد بعثت له بشوق كبير فقال زين بتأفف مصطنع
الواد ده بيكلمني انجليزي وأنا مش متعود
ضحكت بخفوت ولم تعلق فكل ما طرأ عليها أن تخبره بحقيقة ابنهما فما تراه منه قد شجعها وانتظرت الفرصة الملائمة والتي ستأتي بالطبع عند انفصاله من زوجته الأخيرة فلن تتوانى لحظة واحدة وستبوح بكل شيء
فتح زين باب الشقة وعند ولوجهم معا تأجحت فرحتها أكثر فكلما تراه محبا للصغير تتراقص دقاتها فرحا فتلك اللحظة كانت تترقب حدوثها بلهف كبير توقفت معه منتصف الردهة وقالت
هاعملكوا أكل يجنن!
رد بعزم كاد ېقتلها مسرة
هدخل أغير ل يونس على ما تخلصي
أرادت لمى مكافأته على ذلك بأنها قد رغبت الآن في إنجابها ثانية منه وتعوض بذلك سنين قد ضاعت هباء بينهما قالت
خليك النهار ده معانا أنا فاضية ومعنديش حاجة!
لمحت له بتوقها في اقترابهما اليوم وهي تتأمله بتمن فتفهم عليها وقد رغب هو الآخر فهو هيفان لتكون بجانبه ليس في البقاء اليوم فقط لكن المكوث بجانبها طيلة حياتهما قال مبتسما
من غير ما تقولي كنت هبقى طول اليوم هنا معاكم
ردت بطلعة مستبشرة
طيب يلا جهزوا نفسكم على ما أعمل الأكل !!
لازم تستغلي جوازك منه ويكمل كمان!
رددت تلك العبارة سيدة مسنة لا تتوافق طلعتها البريئة مع طريقة كلامها الماكرة فنظرت لها ابنتها وقالت
اعمل أيه يا ماما دا أنا كل ما أشوفه يقعد يفتكرلي في مراته وإنه ندم على جوازه مني!
هنا تدخلت أختها الصغرى وقالت بجبين معقود
علشان إنت خايبة واحدة غيرك كانت مضيعتش الفرصة دي من إيديها كانت استغلته وخلاته ليها دي فرصتك
تحيرت ماذا تفعل لذا أضافت والدتها بعقل داهية
لازم يحصل بينكم حاجة تخليه ميقدرش يسيبك علشان بس ميبقاش جواز على ورق زي ما اتفق معاك
حدقت بوالدتها وقد اهتمت فتابعت الأخيرة بنفس مكرها
كلميه وقوليله يا ريان تعالى شوف ماما تعبانة وأنا هخليه يبات عندنا!
انبهرت ندى باقتراح والدتها لكن لم تتمسك بفعلها ذلك قالت
هو بيحب مراته وجوازه مني كان مشروط علشان يخليها ټندم على اللي كانت بتعمله معاه يعني بعدين هيرجعلها
هتفت أختها بحنكة
يبقى لازم تنفذي كلام ماما عارفة دا لو حصل مستحيل يسيبك وأكيد هيكمل معاك وينساها طالما طلقها
لم تقتنع ندى فتابعت والدتها بشغف
دا لو حصل هتنقذي نفسك وتنقذينا من الفقر اللي إحنا فيه دا أبوه قريب هيترقى ويبقى لوا يعني حسب ونسب
مررت ندى نظراتها عليهن وهي تفكر في التنفيذ أو من عدمه وكانت نظرات التشجيع الظاهرة من أعينهن قد دفعتها لأن تفعل ما اقترحوه
متابعة القراءة