قطرات الندي ل الهام رفعت

موقع أيام نيوز


منها وضعت رأسها على صدره قالت
باحبك! 
مرر زين يديه على شعرها يمسده ليوحي بذلك لها نفس المحبة التي امتصتها منه في حين تبدلت تعابيره لغموض غريب كأنه يستقبح ذاك الكذب على قلبه قبلها فتنافرت مشاعره وتخبطت أفكاره وفي لحظة خاطفة اختار كرامته ليقتص من من تلاعبوا به واستسخروا منه ولن يتصاغر بتاتا 

اجتث هذا التفكير القاټل فيما يحدث له معتزما أخذ حق كرامته المسلوبة بطريقته أخذ زين نفس طويل ثم أعاد حديثه ل سمر قائلا
أنا على فكرة مستعجل على الولاد يعني الموضوع يهمني
نبرته الجادة جعلتها تأخذ الأمر باهتمام رفعت رأسها لتنظر له فوجدت جدية في عينيه ولم تعلن قسماتها أي اعتراض أو قبول بل قالت باقتضاب
إن شاء الله!
نهض زين وبدت
عليه صلابة مفاجئة ثم تحرك ناحية الدرابزين ليتطلع على المارة والشوارع أمامه فنهضت سمر لتقف خلفه وهنا لاح عليها قلق ومن يراها يجهل استشفاف سببه ورغبت في قول شيء لكنها تراجعت مترددة قالت
هروح أكلم ماما أطمنها عليا!
تمام!
اختصر في رده فتحركت لداخل الغرفة بينما وقف زين يحدق فيما أمامه حتى رن هاتفه من خلفه الټفت فورا له وكأنه كان ينتظر فسحبه ليجيب مط شفتيه قليلا حين وجده آيان تنهد بقوة وجاوب
يا ترى فيه أيه المرة دي
لم يتعجب آيان من لؤمه فهو مدرك مدى حنكته قال
يعني عاوز تفهمني إن موصلكش الخبر
اتسعت بسمة زين الخبيثة رد مدعي الجهل
خبر أيه
قال الأخير متهكما
يا سبحان الله مع إنك موصي على الموضوع لدرجة خدوها في لحظة بلاغك عنها!
ظهرت نواياه وهو يرد بجبين معقود
مستغرب ليه ما طبيعي أعمل كده وأكتر مع واحدة زيها
قال آيان مشددا من أزره
إنت صح بس كلمتك أقولك إن الجو مقلوب هناك خصوصا إن بكرة الجمعة يعني مكملة اليوم وبكرة على ما النيابة تفتح 
تعالت قهقهات زين وهو يخرجها من أعماق قلبه فضحك آيان هو الآخر مثله فقال زين من بينها بانتشاء
هنا مخ بيفكر! 
قالها وهو يؤشر بسبابته على رأسه أردف
كانوا أكيد هيخرجوها بكفالة على ما يثبتوا جوازها بس خليها تقعد فيه وتتربى شوية
جملته الأخيرة أعربت عن مدى غله منها فأدرك آيان أنه يعاني بسببها الآن واساه قائلا
متضايقش نفسك متستاهلش تزعل عليها! 
تجشم زين ووضع قناع الجمود والتحجر قال
اللي عملته معاها ده حاجة بسيطة قصاد حاجات كتير هدمر حياتها بيها !! 
ضيقها منه لم يضاهي مدى انزعاجها من كڈب ابنتها عليها جلست
السيدة إيمان على أحد المقاعد بمخفر الشرطة مستاءة متجهمة حانقة للغاية وهم من حولها يطلبون هدوئها لكنها رفضت ذلك مستمرة في لوم ابنتها هتفت
كدبت عليا فهمتني إنه طلقها
رد عليها السيد كارم موضحا
زين كدب على الكل هو قال إنه طلقها وطلع دا كله خدعة منه
حدقت به السيدة قائلة بتبرم
وهي كانت عارفة ده بس تقريبا الموضوع كان على هواها فمقالتش إنها لسه مراته
رد بعقلانية
لو زي ما بتقولي مكنتش غابت سنين بعيد عنه وميعرفش عن ابنه حاجة لدلوقتي
تذكرت السيدة ردود أفعالها حين أتت من الخارج واختلاقها زواجها بآخر قالت بتهكم
ومن غبائها قالت متجوزة غيره فيه واحدة عاقلة تعمل كده وهي على ذمة واحد تاني تلاقيها كانت بتغيظه واللي تعمل كده شوف إنت بقى! 
كل السيد كارم من هذه المسألة المعقدة بينما تدخلت ابنته مايا وقالت لائمة
مش وقته يا طنط يعني حضرتك قاصدة تقولي تستاهل حبستها دي
نهضت السيدة من مكانها نافخة بضجر وحنق خاطبت السيد
خلاص مافيش أمل تخرج معانا 
رد بقلة حيلة
المحامي قدامك قال للأسف هتفضل ليوم السبت لأن بكرة الجمعة ويوم السبت هيجيب الأوراق اللي تثبت إنها مش متجوزة ولا حاجة
قالت بشيء من النفور
يلا نمشي أنا قرفت من المكان ده
سألها بغرابة
بس إنت مشوفتيهاش معقولة هتمشي كده!
ردت بتضايق ظاهري فقط
مش عاوزة أشوفها خليها تنبسط لما تخرج ويطلب رجوعها ليه ما الست لسه على ذمة الحيوان ده !!
فركت أناملها في توتر ملحوظ مصاحب لاشمئزازها من المكان واختناقها من الأجواء العابرة حولها جلست لمى على مقعد في غرفة بسيطة وأمامها زوج والدتها السيد كارم الذي أتى متوددا لرؤيتها وطمأنتها ومن ملامح لمى تيقن سؤالها عن والدتها لكنه بحنكته استشفه وقال
مامتك تعبت شوية ومستحملتش الجو هنا طلبت تروح ترتاح
لم تقتنع لمى بذاك قالت بأسى
ماما زعلانة مني أنا عارفة هي مش عاوزة تشوفني
جاء لينفي بكذب بالطبع لكنها تابعت حديثها بضيق
أنا عرفت بالصدفة إن ورقة طلاقي مزورة ومتكلمتش علشان محبتش مشاكل واختارت أبعد لأن في قانون كنت سمعت عنه إن لو بعدت أربع شهور عن جوزي يحق ليا الطلاق
انصت إليها جيدا محاولا فهم ما تقوله قال
بس إنت اللي هربتي يا لمى منه يعني من حقه يقاضيك حاجات كتير ممكن ياخدها في حقك
تقطب وجهها بالكامل قالت
طيب دلوقتي أنا مش متجوزة وسهل أخرج بعد كده ملوش دعوة بيا
رد باستنكار ما تفوهت به
لمى دا لسه جوزك و 
قاطعته بنفي
طلقني لما جه عند سيف
قال بجدية
مافيش يثبت إن دا حصل حتى شهادة سيف وأخته مش هتنفع فالموضوع بقى حسب ضميره قدام ربنا
ركزت لمى في كلامه وقالت
خلاص أطلب الطلاق منه هو الجواز بالعافية وهقول إني هربت من معاملته الۏحشة ليا ألف سبب ممكن يخليني أخلص منه
تنهد السيد بعمق مبتئسا من وضعها قال
للأسف هتفضلي هنا لحد يوم السبت إنت عارفة كده!
غلبها الحزن والألم من أفعال الأخير تجاهها قالت متهكمة
عارفة خليني مستحملة عمايله لحد ما أشوف أخرتها
ثم نفخت بقوة متبرمة تذكرت ابنها فسألته بلهف
ويونس فين عامل أيه وحشني! 
في مطعم فاخر قامت رسيل بدعوة الوفد الأجنبي المكون من ثلاثة رجال وسيدتين لتناول طعام الغداء وكذلك حين حضرت نور لمرافقتها ووجود محامي زوجها السيد ممدوح وتكليف أيهم له بمتابعة ما يحدث ذاك الأمر الذي زاد من فضول الوفد ليسأل أحدهم عن هويته قائلا
من هذا الرجل لم اتعرف به حتى الآن
ردت رسيل بإنكار
أنا قولتلك دا محامي جوزي
هتف موضحا مغزى سؤاله السابق
أقصد سيدتي ما الداعي لوجوده اعتقد الأمر فيما بيننا 
هنا رد عليه السيد ممدوح بهدوء
فيه
مشكلة في جودي مضايقة حضرتك اعتبرني الحارس بتاعها أصل أيهم بيه موصيني على المدام وإن لازم أرافقها في كل مكان تروحه
لم تنزعج رسيل من وجوده مطلقا بالعكس أحبت ما فعله أيهم حين دعاه للمجيء معها بينما صمت الوفد ولم يعلن أي تأزق وحضور النوادل بالطعام خفف الأجواء كثيرا لينشغلوا به 
مالت نور على رسيل وهمست بالقرب من أذنها
مستر هانك دا باين عليه ذكي جدا كويس إن المحامي معانا الصراحة لو كنا لوحدينا مكنش هينفع
زيفت رسيل بسمة لتوحي لهم أن نور تمازحها في شيء بينما همست لها بطلعة بشوشة مناقضة لما تقوله
بصراحة حسيت أنهم ممكن يستغلوا إننا ستات ويحاولوا يضحكوا علينا ولا حاجة وأيهم متعود عليهم ومش أي حد يضحك عليه
مدحت نور ذكاء أيهم ودهائه في معاملة الأجانب بالأخص ثم شرعوا في تناول الطعام وبالطبع لم تخلو الجلسة من همسات البعض ووجود الأحاديث الجانبية من قبل الوفد وتعثر على نور ورسيل فهمها لكن لم يبدين أي فضول أو تذمر منها 
بعد وقت من انتهائهم أخذتهم رسيل ليجلسوا أمام حوض السباحة بنفس المطعم حيث الهواء الطلق والمنظر المريح وهنا بدأ الحديث الجدي حين هتف السيد هانك بعملية
تصديرنا للأدوية أمر صعب للغاية حيث نجد مشكلة في موضوع مرورها ويكلفنا ذلك الكثير من المال والجهد
قالت رسيل مؤكدة
عندك حق كتير في أدوية بنحتاج نستوردها من الخارج والموضوع ده لاحظته لما بدأت في مزاولة مهنتي فقررت أساعد في المجال ده وأحاول أوفر لهم أدوية خصوصا للأطفال
تبسم وجه هانك وهو يخاطبها
متأكد من نجاح هذه الشراكة سيدة رسيل ولذا عليك مساعدتنا لفتح مقر لنا هنا
ردت بسماحة
طبعا! 
أضافت نور بمفهوم
أنا بقول نخلي المقر هنا في القاهرة أفضل
لم تتفهم رسيل سبب اقتراحها ذاك فوضحت نور بكذب
القاهرة موقعها أفضل وأماكن التجارة فيها معروفة
رغبت نور قدر الإمكان ابتعادهم عن الأسكندرية لأنها سبق وتعاملت معهم ووجود هاتين السيدتين أمر مزعج يذكرها بوقاحة الأجانب ودلالهم المستفز قالت رسيل بلطافة
من بكرة هنبدأ تجهيز المكان وهيكون في موقع مميز
تدخل المحامي ممدوح في الحديث أزعج هانك ومن معه حين قال
الموضوع ده سبوه عليا !! 
وقف خلف الباب كالود يمرر نظراته فقط على غرفتهما ككل يتذكر اللحظات التي جمعتهما سويا وأوقات الضيق بينهما والتي لم تستغرق وقت حتى تعود الصفاوة كما كانت 
تحرك ريان أخيرا ناحية التخت وألقى بثقل جسده عليه وتصلبت عيناه على سقف الغرفة ثم أخذ يؤنب نفسه تارة وتارة أخرى يعاتبها فضيقه من ذاك الأمر أخرج وجه آخر بداخله لم يكن يتخيله حتى بانت عصبيته عليها اغمض عيناه بائسا متحسرا ولم يفتحهما سوى على دقات الباب الخاصة بوالدته تنهد ريان ثم اعتدل جالسا قال
اتفضلي يا ماما! 
صدقا كانت والدته التي يعرف طريقتها عن ظهر قلب ولجت سلمى مبتسمة له لكن حزنها مما حدث كان يلاحظه تقدمت منه ثم جلست بجانبه قالت
كل اللي عملته مكنش يصح يا ريان دي مراتك وحب حياتك
عارض أن يتقبل عدم طاعة زوجته له سابقا هتف
هي عارفة إني كنت حابب تخلف بس هي مشيت ورا كلام أمها تبقى غلطانة لأنها حرمتنا من الولاد
قالت عائبة عليه
وهي الحياة أولاد بس فين العشرة وحبك ليها إفرض أصلا مكنتش بتخلف
رد بصدق
مكنتش هتكلم يا أمي لكن هي اللي وصلتنا لكده طنشت رغبتي وسمعت كلام أمها بس مفكرتش فيا 
لم يهمها كل ذلك بقدر اهتمامها بما سيحدث قادما سألت بعبوس
يعني بتفكر في أيه دلوقت عاوز تطلقها! 
صمت ريان وتطلع أمامه لم يفشي حتى الآن أي خطوة منه
سيفعلها وسط ترقب والدتها لمعرفة قراره وبعد وقت عصيب قال
ماريان حبيبتي مش ممكن اتخلى عنها
انشرحت قسماتها لتمدحه بحركاتها حين ربتت على كتفه لكنه صدمها حين أردف
بس دا ميمنعش إني عاوز ولاد يعني فيني اتجوز اللي تجبهملي
استشاطت سلمى من وقاحة ابنها نهضت من مكانها وهي ترمقه پغضب هتفت
بجد إنت زودتها وأنا لو مكانها كنت سبتك ومقعدتش معاك لحظة واحدة
أدرك قبيل عرضه لنواياه أنه سيقابل ذلك بالرفض من جميعهم لذا جلس هادئا غير مبال بانزعاجها أمامه اكفهرت سلمى من أنانيته تجاه زوجته ثم تطلعت عليه باستهجان قالت
مليش كلام معاك ابوك هو اللي يتصرف بس لعلمك لو عملتها واتجوزت يبقى برة بيتي 
لامها ريان بنظراته نحوها فتحركت هي نحو الباب لتتركه لا تريد سماعه أكثر نفخ ريان بقوة وبداخله صمم على هذا الحل فعودة زوجته للإنجاب في الوقت الحالي صعبة وهذا سبب اختياره لهذا الحل !! 
رغم تحذيرات والدتها لها ضړبت بها عرض الحائط لتخبر
 

تم نسخ الرابط