علي حافه الهاويه ل سما سعيد
ظلت تبكى وتبكى بدون توقف
خرجت وتوجهت الى حجرتها وظلت تفكر
لماذا راودها ذالك الحلم المفزع
هل لكونها ظلت بداخل المرسم الخاص بة ليالى طوال
ام لانها صرحت بينها وبين حالها انها تحبة وقد تمنتة زوجا لها
هل هذا هو السبب لا بل تكاد تجزم انة انظار ما
اعصار ما قبل العاصمة فتمتمت بخفوت قائلة
انا مش ممكن اقعد ف البيت دة بعد النهاردة
انا بنهار بنهار ومحدش حاسس بية
انا لازم امشى مش هستنى لما البيت دة ېخرب بسببى
مفيش حد فيهم يستاهل اللى هيحصل
هتفضل لامتى شخصيتى مخفية عنة
ولو عرف هكون السبب پتمزيق العلاقة بينة وبين اخوة
ومن ثم اسطردت مرتبكة وال والحلم اللى حلمتة دة
اللى من ساعتها وانا حاسة انى مش على طبيعتى
وخصوصا وانا بتكلم معاة
مشاعر غريبة بټقتلنى ف كل لحظة كل اما بسمع صوتة
كل اما ببصلة كل اما بشوف ابتسامتة كل اما بيتكلم معايا
لاء لاء خلاص انا همشى من هنا انا لازم اطلق
وابعد عن البيت دة واعيش ف حالى
انا مش ممكن اغلط ف حقهم ومستحيل اغلط ف حق نفسى
فحانت لحظة الحسم لقد حسمت آيات آمرها وهذا ما يجب ان يحدث
حتى تبتعد عن وساوس الشيطان
فاانتم تعلمون جيدا كيف يكون الشعور
حينما نترك اللهب بجانب البنزين فى مكان واحد
وحتى لو لم يكن بمكان واحد واننا نتخذ كل الحرس
فوجود هذان الاثنان بمنزل واحد حتى مع وجود العائلة
يخلفان ورائهم الكثير من القلق والريبة
وهذا ما لا تودة آيات فلقد قررت الفرار من وساوس الشيطان
فلذلك قررت الابتعاد والانفصال عن زوجها
ولو كان ذلك سيوقعها بمأذق اخر
وهو الوقوع بين براثن زوج والدتها
جال بخاطرها اشياء كاد عقلها ان ينفجر من كثرة التفكير
ولكن القدر ارغمها واجبرها على ما سوف تقبل علية
يالا هذا الزمن السحيق الذي يهوى بنا الى اعماق اعماقة
وفى ليلة ما كانت آيات تجلس ببهو الشقة
ظلت تفكر بحالها وترتب افكارها لتكون جاهزة عند عودة زوجها
واثناء شرودها سبحت فى النوم
افاقت من غفوتها على انامل تداعب خصلات شعرها
ففتحت عينيها الحمراوان الذابلنان بفزع
ولكنها بعد ثوان التقطت انفاسها
عندما وجدتة يجلس مقتربا اليها على حافة الاريكة
فتحدثت الية قائلة اخيرا رجعت يامصطفى
انحنى مصطفى وقبل جبينها وهو يقول بحب وحشتينى اوى يا آيات
فأبعدتة عنها ونهضت فنهض وضمھا بشوق الى صدرة
هبطت دموعها بغزارة وعندما شعر بذلك ابعدها عن احضانة
ومن ثم قال انتى بتعيطى لية
فدفعتة برفق وهى تقول بصوت مبحوح من فضلك ابعد عنى
فقال مصطفى بإستياء انتى لسة زعلانة منى
خلاص بقى ميبقاش قلبك اسود
حاول ضمھا ثانيتا فمنعتة بيدها فقطب مصطفى جبينة ومن ثم تحدث قائلا
انتى بتبعدينى عنك لية هو انا موحشتكيش
لم تجيبة فقد تزرف الدموع بصمت
فتحدث مصطفى بحنان قائلا شكلك لسة زعلان خلاص ياستى
متزعليش وانسى كل اللى فات
وانا هعوضك عن قساوتى معاكى وهتشوفى مصطفى جديد
فأنفرجت شفتيها المبللة بدموعها وتحدثت قائلة خلاص مبقاش ينفع
ضم مصطفى حاجبية بعدم استيعاب ومن ثم قال
هو اية دة اللى مبقاش ينفع
آيات بحزم وحزن شديد مبقاش ينفع انسى
مبقاش ينفع استمر اكتر من كدا
انا لسة مصرة على رأيي ومش هتنازل عنة
رمقها مصطفى بذهول وهو يقول يعنى اية مش فاهم
نظرت آيات الية وقالت بصرامة يعنى انا عايزة اطلق
زم مصطفى شفتية ولم يقوى على الاجابة ماذا دهاها
لقد تركها لاسبوع كامل وهو على يقين بآنة بعد عودتة اليها
سيجدها ردعت عن طلبها وغفرت لة ما فعلة بها
ولكنة ادرك نبرة الصرامة بصوتها والحسم ف نظراتها
نظر اليها بإمعان ومن ثم تحدث قائلا تطلقى انتى اتجننتى !!!!!
تحولت نظراتها الى الجدية وهي تقول لاء دا عين العقل
كدا خلاص كل شئ انتهى انا استنيت لحد ما تيجى
ومش همشى من هنا الا وانت مطلقنى وبالثلاثة
فزع ولقد توقف ضخ الډماء الى قلبة ليتوقف عن خفقاتة لجزء من الثانية
عندما تلفظت بتلك الجملة
شعر بوايل من الطعنات القوية تفتك بقلبة وبدون ادنى رحمة
فتحدث بإستهجان قائلا لالالاءء انتى اكيد جرى لعقلك حاجة اطلقك ازاى !!
آيات بصرامة هو اية اللى ازاى تطلقنى يعنى ترمى علية اليمين
مصطفى بحنق دا مش ممكن ابدا استحالة دة يحصل
آيات بإمتعاض لية هتجبرنى اعيش معاك بالعافية ولا اية !!!!
انت هتطلقنى واظن دة حقى
فتعنت مكابرتا قائلا استحالة انفذلك طلبك
اعتملت المشاعر بداخله وثارت واضطرمت شكوك عميقة لدية
فتحدث بتبرم قائلا عايزة تطلقى وتعيشى حياتك
عايزة تتجوزى واحد غيرى يهنيكى ويقدملك اللى مقدرتش اقدمهولك
فابتسمت بشحوب قائلة يااااااة تانى ظلم انت مبتحرمش
فأمسكها من ذراعيها وهو يقول ظلم انا بظلمك طب تقدرى تقوليلى اية
هو سبب طلبك للطلاق اذا مكنش دة هو السبب
كان يصوب اليها نظرات الوجوم الحادة ينتظر إجابتها
فأكتفت آيات بقول السبب انى مبقتش قادرة استحمل
تلاشت ملامحة الواجمة وتبدلت الى الاستجداء
فتوسل اليها وقد غسقت عينية بعبراتة الاليمة وهو يقول
لية كدا بس داانا بحبك انا وعدتك انى هتغير
عشان خاطرى وحياتى ادي لعلاقتنا فرصة تانية
انا خلاص قربت اخف وهكون جدير بيكى
فنظرت الى ملامح وجهه المتملقة وقالت
يامصطفى الله يخليك متصعبش علية الامور
امعنت النظر الى عينية وقد ذرفت دموعها التى تناشد انسانيتة
وعطف قلبة ليرأف بحالها وقالت طلقنى يامصطفى
الله يخليك خلينى امشى من هنا انا اللى فية مش ف حد
خلاص لحد كدا وعشرتنا انتهت لو كنت بتحبنى يبقى نفارق بعض بالمعروف
وصدقنى انت هترتاح وانا هرتاح ارجوك اتوسل اليك
ارمى علية يمين الطلاق وارحمنى
من اللى انا فية ارجوك
ومن ثم التقطت انفاسها المرهقة بعد طول مجادلاتها معة
ضاقت نفسة بالهموم وفقد صبرة وضجر قلبة
فتحدث بحزن قائلا طب طب ادينى فرصة تانية واوعدك انى هتغي
ولكنها احتجت بإصرار وهى تنظر الية بإستجداء قائلة
لاء خلاص مش هقدر اكمل استحالة ارجوك بقى متتعبنيش ان
فقاطعها پعنف قائلا ياااة للدرجة دى مش طيقانى وعايزة تطلقى
شكلك شيفالك شوفة
ابتسمت بأستخفاف وهى تقول برضوا انت مصر
ذمها مصطفى بنبرة هوجاء قائلا طبعا ما واحدة زيك اتحرمت
من حقوقها كل الشهور دى
لازم تدور على حد يشبعها ويكمل نواقصها
وعندما شاهد اندهاشها تحدث قائلا متقلقيش ومتزعليش
انا مش بتهمك بالخېانة بس بتهمك بالفجر والشھوانية
دفعها بقوة حتى سقطت على المقعد ومن ثم تحدث وهو يبتعد عنها
انا مش هطلقك وهسيبك متعلقة لا طايلة سما ولا ارض
فضرخت بة اخيرا غير مكترثة بكلماتة المؤلمة قائلة
وانا مش عايزة افضل تحت رحمتك بعد النهاردة
طلقنى بقى طلقنى
رمقها بإشمئزاز وهو يقول كلى ف نفسك طلاق مش هطلق
وهتفضلى على زمتى لا طايلة
متجوزة ولا مطلقة
ومن ثم جذبها متجها بها الى حجرتها دفعها بداخلها
بمنتهى القسۏة واحكم اغلاق الباب
فظلت تصرخ تناجى عطف قلبة ولكنة
مضى الى حجرتة واغلق بابها پعنف
آيها الخاضعون للقدر
دوما يحدث ذلك ف الذى يستكين لما يملية علية القدر
ويمنح تضحياتة يمنح معها حياتة وروحة وكيانة بأكملة
وتتحول هذة الاعضاء الى ملكية خاصة الى المخضوع الية
فإتخذوا حذركم قبل التنازل بما انتم مقبلين علية
واعلموا جيدا وكونوا على يقين بأنة يستحق تلك الټضحية
البارت الثانى والعشرون
آيها القدر آرفق بى
وكفانى منك آوجاعا قد آحرقت فؤادى
داخل شقة مصطفى العطار
جاء صباح اليوم التالى دلف مصطفى الى حجرتها بعد
ان فتحها بواسطة المفتاح فوجدها قابعة فوق فراشها منكمشة على حالها
تضم ركبتيها مقابل صدرها تحتضنهم بمرفقيها مطآطآة رأسها الى اسفل
وجهها شاحب وجسدها مثقل بالهموم وجفنيها حمراوان
من فعل البكاء والسهر طوال الليل
اقترب اليها ومد يدة يتلمس كتفها لكنها نهرتة بقوة وهى تصرخ بصخب
ابعد عنى متلمسنيش انا مش طايقة ايدك تلمسنى
حتى مش طايقة عنيك تبصلى
فتنهد وهو يرفع احدى حاجبية ومن ثم قال بتبرم
اممممم انتى لسة برضوا على حالك
صړخت بوجهة قائلة ايوة وهفضل على حالى كدا لحد ما اموت انت فاهم
امسكها من شعرها بقوة حتى تأوهت من فعلتة ومن ثم تحدث بإزدراء
مش بقولك انتى شيفالك شوفة وهى السبب ف طلبك للطلاق
فهتفت بقوة وهى تحاول الافلات من قبضتة قائلة اوعى بقى سيبنى
مش كل مرة تستقوى علية انا زهأت
منك زهأت
فزجرها بسأم قائلا وانا كمان مبقتش طايقك ونفسى مش قبلاكى
فبكت بشدة من اثر قبضتة على شعرها وقالت من بين دموعها
ولما انت مش طايقنى طب ما تطلقنى وترحمنى من اللى انا فية
ضحك مصطفى بأستخفاف وهو يقول واريحك واسيبك تجرى
على حل شعرك اسيبك تتجوزى غيرى دا بعينك مستحيل
فنهرتة آيات بقوة وهى تقول جواز اية وزفت اية اللى تتجوزك
تفضل طول عمرها ندمانة وكارهة فكرة الجواز
انت كرهتنى فيك وف عشتى معاك حرام عليك بقى
ومن ثم اردفت لاستفزازة قائلة وافرض انى عايزة اتجوز دة يخصك ف اية
انا صبرت عليك كتير ومن حقى انى اعيش حياتى
من حقى انى اتجوز واصبح زى اى زوجة واكون ام لطفل
لكن طول ماانا عايشة معاك هفضل على حالى دة لحد ما امووووووت
آضطرم الشړ بداخلة فشدد قبضتة على شعرها وقام برفع رأسها
وباغتها بصڤعة على احدى وجنتيها
وبوجة قاطم ونبرة متبلدة قال القلم دة علشان افكرك
انك متعليش صوتك علية بعد النهاردة
ومن ثم صفعها ثانيتا هو يقول بنفس النبرة
والقلم دة علشان متتكلميش مع جوزك بالاسلوب دة تانى ابدا
كان يتحدث اليها ونثيث دموعها يآبى التوقف
دفعها بقوة حتى ارتطمت بالفراش
أولاها ظهره وهم بالمغادرة ولكن صوتها اجبرة على التوقف
وهى تقول بحنق حار حسبى الله ونعم الوكيل فيك هتروح من ربنا فين
فألتفت اليها وقد ارتسمت ابتسامة بلهاء بغيضة على محياة وهو يقول
انتى بتتحسبنى علية وهو فية زوجة محترمة تتحسبن على زوجها
ومن ثم هذى بحديثة قائلا طيب انا هسيبك ف الاوضة دى
وهقفل عليكى لحد ما تعفنى
ماانتى الى زيك ميتأمنش ان الباب يتسابلها مفتوح
كاد ان يغادر ولكنة استدرك الامر ومن ثم قال بوجة متغضن
ولا اقولك مش هينفع لاننا ف بيت عيلة
وانا مش عايزهم يشكوا ف حاجة
وهسيبك تنزلى عند امى وتمارسى حياتك زى ماانتى عايزة
ومن ثم اسطرد بنبرة تحذيرية قائلا
وياويلك لو حكيتى لحد وللا لو ف يوم رجعت من الشغل وملقتكيش
هطربق الدنيا واجيب عليها وطيها وانتى عارفة انى
لما ببقى ڠضبان انا بعمل اية
ومن ثم جحظت عيناة وهو يقول قسما بالله اقټلك انتى فاهمة
فأرتعدت اوصالها آثر طريقتة وټهديدة اليها
نظر اليها بسخط ومن ثم مضى مغادرا من امامها
لقد لدغها بالحديث كلدغة العقرب المبغتة
ظلت بمكانها مذهولة من ما تلاقية على ايدى اقرب الناس اليها
اندثر قلبها وتصدع بقوة لقد ضاقت بة ذرعا
كيف يفعل بها كل ما فعلة اهو جنون ام هذيان ام غيرة ام شك
انفطر قلبها حزنا مپرحا وظلت تناجى ربها ان يرحمها من ما هى فية
وهى لا تعلم ماذا تضمر لها الايام القادمة
كما شعرت وكأنها قطعة من العلكة بفم الحياة
تمضغها بأنيابها كما تود بكل ۏحشية
وقبل ان يغادر مصطفى الى عملة دلف الى شقة والدية
واعلمهم بعودتة من السفر كما كان يزعم
آنذاك داخل شقة عبد الرحمن العطار
كانت منى تقف بشرفة شقتهم وعندما شاهدت سيارة مصطفى
تصطف الى جانب المنزل
فرحت بشدة وظلت تنتظر حتى يغادر الى عملة فقط لتملى عينيها برؤيتة
فلقد اشتاقت الية كثيرا فهى ممنوعة من الصعود الى اعلى
ممنوعة من الدخول الى شقتة