يمني بقلم إيمان حجازي
المحتويات
وجنبك ومش
هسيبك ..
والدته پبكاء وحشتني يا عبدالله .. وحشتني قوي يا حته من قلبي .. حقك عليا يا حبيب امك ..سامحني يا ضنايا
عبدالله وهو يشتد من أزرها لااا يا امي متقوليش كده ..
والدته بحرقه قلب منها لله اللي بعدتك عني .. ربنا يحرقها وينتقم من.........
قاطعها عبدالله بحزم لااا يا امي لااا ..بلاش تدعي عليها .. انا خبيت عليكم الحقيقه عشان تفتكروها بالخير وتدعولها .. انا معملتش كده عشان تكرهوها وتدعو عليها .. دي مهما كانت بنت عمي ووصيته ليا قبل ما ېموت .. ادعيلها يا امي عشان خاطري .. انا رجعتلك ومعاكي وهعوضك عن اي حاجه .. لكن هي عايزه اللي يدعيلها
عبدالله حاولي عشان خاطري انا تسامحيها .. افتكري لها الحلو وبس .. افتكري انها كانت بنت الراجل اللي فتح لنا بابه يوم ما الدنيا كلها قفلته في وشنا ... وغلاوتي عندك يا امي .. ولا انا مش غالي عندك
عبدالله متقوليش يا امي الكلام ده بعد الشړ عليكي .. انا لسه محتاجلك جنبي .. وعمري ما اقدر استغني عنك .. وحشتيني قوي يا امي
ظل بحراره لبعض الوقت في مشهد اثر علي الجميع وهم ينظرون اليهم .. رفعت الحاجه هدي رأسها الي اعلي لتراها واقفه بجوار ابنتها رشا .. تركت عبدالله بهدوء وهي تنظر اليها في حزن وندم ثم مدت يدها اليها قائله تعالي .. تعالي يا غاليه يا مرات الغالي
اوغرقت
عيناها بالدموع وهي تنظر اليها في حنان واشفاق بعد ان تغلبت طيبه قلبها علي ڠضبها منها .. انا مليش حد في الدنيا غير عبدالله وانتي امه .. حبي لعبدالله يشفعلك اي حاجه عملتيها معايا ! .. ونفسي تعتبريني بنتك وتحبيني زي ولادك ياريت تسمحيلي ..
احاطتها بذراعيها مره اخري وهي تضمها بحنان قائله انتي متعرفيش غلاوه عبدالله عندي دونا عن ولادي دول كلهم او هو بالنسبه لي ايه .. ودلوقتي غلاوتك عندي بقت من غلاوته وانتي بنتي التانيه
تدخلت رشا قائله في مزاح بقه كده يا امي وربنا اعيط .. شكلك هتحبيها اكتر مني
نظرت والدته الي مرام وتأملتها جيدا بينما كانت مرام
تطالعها بخجل شديد من نظرتها تلك ثم قالت أول مره اخد بالي انك بالجمال ده .. بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق فيما خلق
ازداد خجل مرام ونظرت للأسفل في حين لكزت عبدالله قائله ليك حق يا عبدالله متسبهاش .. ابن الحسيني بحق
اتسعت ابتسامه عبدالله وهو ينظر لمرام بحب .. في حين قالت رشا لا ومش اي حد كمان يا حاجه هدي .. دي تبقي اشهر جراحه قلب في الوطن العربي علي سن ورمح
تهللت اسارير الحاجه هدي بفخر واعجاب وهي تنظر لمرام بينما اكملت رشا فاكره اما كنتي بتقولي ابني مش هياخد غير زينه البنات .. اهو جابهالك اهوه
نظر عبدالله اليها في اعجاب وهو يقول في ثقه وزهو طبعا وهو ابنك يختار اي حد ولا ايه
دام ذلك الترحيب لوقت طويل وكل منهم يبث مشاعره تجاه الاخر في اشتياق وحرمان .. شعرت الحاجه هدي بأنها شفيت من مرضها لمجرد رؤيه ولدها بين ذراعيها مره اخري .. امرت بتحضير ما لذ وطاب من الطعام احتفالا بولدها وزوجته التي شعرت بالدفئ والطمأنينه والحنان داخل ذلك المنزل فجلسوا جميعا علي سفره واحده يتهاتفون ويتبادلون المرح والنكات وكأن البيت كان يفتقر روحه بغياب عبدالله ..
اولفت فلوسك دي هترجعلك اضعاف مضاعفه يا ناجي .. وتعوضك .. مش ناوي بقه تحن عليا وتحررني من الديون دي
ناجي لا لسه مش ناوي يا اولفت .. انتي اللي عملتيه في نفسك ..
اولفت يا ناجي ....
قاطعها ناجي وهو يشير اليها بالصمت حين وجد اتصالا بأسم خليفه احد اطباء التشريح الذي زرعهم لتنفيذ مهماته ....
ايوه يا خليفه .. بتكلمني ليه
ناجي بيه .. في مصېبه حصلت لازم تيجي فورا دلوقت ..
مصېبه ايه
تعالي يا باشا شوف بنفسك ..
اغلق ناجي الهاتف وتناول معطفه ومفاتيح سيارته واسرع يقودها الي الصرح الطبي الخاص بمرام ..
بعد ربع ساعه وصل ناجي الي مقصده وما ان هبط حتي رحب به افراد الامن ولكنه لم يلقي بالا لهم واسرع يعدو الي الطابق الخامس .. رأه خليفه فأتجه اليه مسرعا كويس انك جيت يا ناجي بيه ..
كان ناجي يري الصرح مزدحما بشده واناسا غريبه ترتدي ملابس معينه تجوب بالمكان .. سأله ناجي بلهفه وقلق في ايه .. ومين الناس دي
قبل ان يجيبه خليفه اتنبها لصوت يأتي من الخلف اهلا يا ناجي بيه .. معاك مساعد وزير الصحه .. واللي حضرتك شايفهم دول يبقو دكاتره ومتخصيين .. وجايين هنا دوريه عامه نتطمن علي الاجهزه والمعدات وكمان الحالات الصحيه ازاي بيتم التعامل معاها ..
ناجي وهو يحاول التماسك وانت متعرفش الصرح ده بتاع مين
الرجل لا طبعا عارف .. بس مفيش حد فوق القانون واي حاجه بتحصل لازم يبقي عليها رقابه .. واحنا بنقوم بشغلنا مش اكتر
ناجي وحضرتك هتاخد وقت قد ايه وانت بتفتشنا
الرجل العفو يا ناجي بيه .. زي ما قلت لحضرتك ده شغلنا مش تفتيش خالص .. اما الوقت فا زي ما انت شايف الصرح كبير والحالات كتيره ومش هناخد اقل من يومين علي ما يخلص ..
استدار ناجي بجسده من امام ذلك الرجل بعد ان تمكن الڠضب بكل ذره به .. اتجه ناجي الي احد المكاتب بذلك الطابق وخلفه الطبيب خليفه الي ان رأه يجلس علي المكتب حتي اغلق الباب خلفه
واوصده ..
اهدي يا ناجي بيه عشان محدش يشك فينا
وجه خليفه ذلك الكلام الي ناجي وهو يحاول تهدئته ..ردد ناجي پغضب مستنكرا وهيشكوا في ايييييييييييه .. هو احنا لسه عملنا حااااااجه ..
خليفه وفيها ايه بس لو معرفناش الاسبوع ده .. المړضي هنا اكتر من الفين مريض وفي ازدياد .. يعني اللي مقدرناش نعمله النهارده هيتعمل الاسبوع الجاي .. لسه الايام جايه كتير .. استنينا ده كل مش هنقدر نستني كام يوم كمان
ناجي انا خليتها اشهر وأكبر جراحه عشان تعفينا من الرقابه دي .. الموضوع فيه حاجه غلط .. مش عارف ايه هيه بس مستحيل تكون الرقابه دي جايه صدفه او شغلها زي ما بيقول
خليفه
يعني حضرتك تفتكر ان في حد عارف احنا بنعمل ايه وعشان كده بلغ ..
جالت بعقل ناجي صوره عبدالله وهو يشك به .. فلما لا وهو كان السبب في خړاب كل مخططاته وكأنه خرج له من الچحيم ..
وعلي الناحيه الاخري كان ادهم يستمع له ضاحكا وهو يقول اكيد ناجي بيفكر في عبدالله ...
ثم اخرج هاتفه وقام بالاتصال بأحد ما ..
ها يا وليد .. اي الاخبار عندك
كله تمام يا ادهم باشا .. ناجي دخل من شويه علي مكتب وهو كان هيولع .. ووراه الدكتور خليفه عمال يهديه ..
منذ ليله الامس وهو لم يغادر منزله وكذلك عمله الذي كان يعطيه كل وقته لم يكترث له ..لأول مره بحياته يبكي وهو يشعر بمثل ذلك الشعور .. اهانه والده بشده وطرده من منزله ..
علي الرغم من ان والدته فعلت ذلك من قبل ولكنه لم يشعر بالوحده والقهر مثل ما فعل والده .. كان دوما صديقه ورفيقه .. هو اول ما اعترف له بحبه لأيمان وانه يريد ان يتزوجها .. اول من فهم مشاعره وكان دوما بجواره يسانده .. لم يتناول طعام منذ يوم كامل .. كان يستعيد اللحظات الماضيه في كل وقت وصوره ايمان ترتسم امامه وهي تبكي .. لا يدري اكانت تبكي علي ما يحدث له بسببها ام علي ذلك الذي طرده من منزلهم قبل ان تتم خطبتها له .. ولكن كان طيفا بداخله يحدثه انها كانت تبكي لأجله هو شعر بها وبحبها بل عشقها له .. شعر بسعادتها حين اخبرها انه لم يرتدي اي خاتم خطبه لأي واحده بل ظل محتفظا بخاتمها هي .. شعر بتأثرها اثر ملامسته ليدها وغيرتها عليه حين تمت خطبته علي غيرها .. لا يريد فقدها هي الاخري بعد ان فقد اهله . يريد الاعتذار منها اكثر والتمسك بها .. اشتاق لها بشده واراد فقط سماع صوتها .. تناول هاتفه بقلب مترقب لسماع صوتها .. وقبل ان يقوم بالاتصال بها حتي سمع رنين جرس منزله .. ترك هاتفه وذهب مسرعا كي يري من ذلك الذي يأتيه الي هذا المنزل ..
ايمان بأبتسام ويا تري قد ايه انت بتحبني ..
عمر صدقيني مش عارف قد ايه انا بحبك .. كل ما اجيب حاجه كبيره واقارن حبي ليكي بيها الاقيها صغيره
قوي قدام اللي في قلبي ليكي .. مش لاقي حاجه توصف الحب ده !
نظرت له بأبتسامه خافته .. وهو يقول مسامحاني يا ايمان
ايمان بضيق ولوم عمي خليل ليه حق يقول عليك غبي .. وانا ايه اللي هيجيبني لحد هنا من ورا عمي الا اذا كنت يعني ....
عمر اذا كنتي ايه .. وبعدين ليه جايه من ورا عمك
ايمان بتأفف لأن هو قالي امبارح لو عايزاه روحيله بس مترجعيش البيت ده تاني .. عشان كده اضطريت اجيلك من وراه
عمر وانتي عايزاني ..
كسا وجهها الحمره الشديده مصطحبه بالخجل والتلعثم هو .. يعني.. انا ..
قاطعها عمر وهو يمسك بيدهاايمان .. بتحبيني
شعر عمر بتوترها فابتعد عنها ولكن نظره مازال مثبتا عليها قائلا بعدت اهوه ... قوليلي عايزه تقوليلي ايه
ايمان وهي تبتلع ريقها هو .. انت لسه عايز تتجوزني
عمر بابتسامه هو انتي بجد بتسألي .. بس برضه ده يرجع لك انتي ..
ايمان بعدم فهم يرجعلي انا ازاي
عمر يعني لما انتي توافقي واسمعها منك
ايمان بتلعثم عمر .. بطل رخامه بقه .. انت عارف
عمر وهو يلعب علي اوتار حبها عارف ايه .. انا عمري ما سمعت منك حاجه .. ولا قولتيلي حاجه
ايمان بضيق وارتباك وهي تشعر بحصاره لها
متابعة القراءة