رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)
المحتويات
بهدوء وهو يزيل دموعها من على وجنتيها وهتف وهو ينظر إليها برجاء بعد أن استدارت له
ممكن تهدي وتبطلي عياط
ترك لها مساحتها في البكاء بعد أن عجز عن جعلها تهدأ ثم صمتت بعد فترة فتحدث هو قائلا بلين
ممكن أفهم بقى ايه اللي حصل
أردفت بضيق وانزعاج وهي تروي له ما حدث
في مشكلة بينها وبين يزيد ومصممة على الطلاق حتى أنها بهدلتني وقالتلي أننا ڼصابين وناس ظالمة والمؤامرة اللي اتعملت عليها هي خلاص عرفتها
وجهت نظرها عليه.. هو يعلم ما الذي حدث! يعلم ما المشكلة بينهم! سألته باستغراب
أنت عارف اللي حصل
توتر من نظرتها وتردد من اخبارها ولكن أمام تلك النظرة الواثقة بأنه يعلم وبأنه سيتحدث لم يجد حل غير أن يقول لها فهي الشخص الوحيد إلى الآن الذي لا يدري داخل عائلته..
سألته بدهشة وهي لا تصدق أنه مشارك بهذه الچريمة
أنت إزاي تخليه يعمل فيها كده له معتبرتهاش أنا ولا حتى أختك
أرجوكي بلاش تقولي كده أنا حاولت مع أخوكي أكتر من مرة وهو اللي كان مصمم على رأيه وخاېف تعرف من غيره
روحني..
اليوم التالي
بعد أن أخذ ما يخصه هو وزوجته من بيت عائلته ووضعه بالحقائب الخاصة بهم وضعهم بالسيارة وذهب إليها مرة أخرى ومنذ أمس وهو جالس خارج الغرفة في الرواق وحده بعد أن جعلت تامر يذهب ولم يكن موافق على هذا ولكنه فعل..
يفكر بالكذب الذي افتعله عمه ليبقى هنا الآن لو كان غير ذلك لكان هو بجوارها بالداخل! ولكن هذا ما حدث لقد كانت صدمة حقا في عمه الذي بمثابة والده لم يكن يتخيل أن يفعل بهم هكذا ماذا كان سيحدث إذا رفضت عائلة طوبار الزواج هل كان سيفتح سلسال ډم من الممكن فقدانه هو أو أخيه بداخله.. أنها صدمة حياته..
يا له من وغد!.. كيف له أن يفعل بها ذلك كيف له أن يجعل الدموع لا تتوقف عن الخروج من مقلتيها كيف له أن يحزن قلبها الذي أحبه كيف له أن يشعرها بالقهر والخذلان منه هو وحده.. أنه لا يستحق حبها.. لا يستحق أن تكون بحياته من الأساس! لقد أضاع كل شيء بينهم بسبب ضعفه وخوفه.. بسبب حماقته وكذبه..
لو كان يعلم أن كل ذلك سيحدث بسبب زواجه منها لم يكن ليتزوجها.. لم يكن ليقع
بعشق زرقة البحر لم يكن يقع بغرام خضرة الأرض.. لم يكن يفعل كل ذلك وكان بقى يزيد الراجحي الذي يحمل القسۏة والغرور داخل طياته كان بقى نفسه الذي يحمل العنجهيه والمراوغة داخله وبقيت هي مروة طوبار الملاك الذي لا يوجد مثله في نقائه وبراءته..
زفر بضيق وهو يمسح على وجهه بعد أن اعتدل في جلسته يتكئ بمرفقيه على قدميه ينحني على نفسه للإمام وهو يفكر كيف سيجعلها تعود عن ما في رأسها وتكون زوجته دون أي ضغط من أي أحد تكون زوجته وكأنها المرة الأولى الذي يريدها بها تكون
زوجته بإرادتها هي وحدها..
تقدمت منه ميار سريعا عندما وجدته أمامها ثم سألته بلهفة واهتمام
يزيد مروة حصلها ايه
واستمع إلى سؤال والدها هو الآخر من بعدها ولم يعطيه حق الإجابة يقول
بنتي فين يا يزيد
ابتلع ما بحلقه ثم تحدث بهدوء واحترام وهو يشير إلى باب غرفتها
ممكن تهدوا هي جوا هنا ومحصلهاش
أي حاجه دي وقعة بسيطة
أجابت ميار بسرعة وخوف يحتل نبرتها
بس مروة حامل
دا الظاهر إن أنا الوحيد اللي مكنتش عارف.. على العموم هما بخير
نظرت إليه ميار باستغراب شديد هل لم تقول له شقيقتها عن حملها بعد إذا هو علم فقط عندما سقطت من على الدرج!.. أنها غبية..
ولجت إلى الغرفة هي ووالدها لترى شقيقتها التي عندما رأتهم يدلفون إليها تجمعت الدموع بمقلتيها وأصبحت تبكي بشدة!..
أخذها والدها في أحضانه وهو يحاول أن يجعلها تهدأ فإن كانت بخير وكل شيء على ما يرام لما تبكي.. دلف إلى الغرفة ليراها وهي بهذا الوضع فظل واقف جوار باب الغرفة ولم يتقدم ناحيتها وقد كان قلبه يخفق بشدة ود لو كانت بأحضانه هو..
نظرت إليه وهي تزداد في البكاء عينيها معلقة على عينيه متشبسه بوالدها وكأنه هو الذي تحتضنه وتخفي نفسها داخله ولكن هيهات فهو من تهرب من براثنه..
حاولت ميار أن تجعلها تهدأ قليلا ولكن ليس هناك فائدة شعرت أن هناك خطب ما أنظار يزيد و مروة متعلقة ببعضهم وكل منهما يقول شيء مختلف تستطيع قراءته بوضوح تركت ذلك الأمر جانبا ثم حاولت مرة أخرى هي ووالدها الذي استغرب أيضا بعد يزيد عنها في هذا الوقت!..
أتى تامر أيضا بعد صف سيارته الذي أتى بها عمه وابنته جلس على الأريكة بالغرفة وهو لا يريد التدخل فقط لأجل ميار..
بعد فترة جفت دموعها وصمتت عن البكاء ومازالت تنظر إليه بضعف وقلة حيلة عينيها تزف إليه حبها ولكن لن يكمل على كل حال..
سألها والدها باستغراب وجدية وهو يريد أن يعلم ما الذي أصابها في يوم وليلة
مالك يا مروة يا حبيبتي.. ايه اللي حصل لكل ده
انتظرت ميار لتستمتع الإجابة منها على سؤال والدها ولكن ظلت فترة صامتة لم تتحدث ومازالت نظراتها متعلقة به ثم فجأة ابتعدت عن والدها نظرت له ثم هتفت بحزن ونظرة ضائعة
عايزة أرجع معاكوا القاهرة.. النهاردة
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إلى شقيقتها ولم يفهم ما الذي يحدث بعد فتحدث مرة أخرى
ماشي يا حبيبتي اللي أنت عايزاه نعمله بس يعني يزيد بيقول إنك كويسه ومحصلش حاجه عايزة ترجعي القاهرة ليه
لن يكون هناك دموع مرة أخرى ولن يكون هناك ضعف هو من خان وهو من باع هو من كڈب وهو من راوغ هو الذي جعلها تشعر بالخذلان والقهر.. عليه هو أن يشعر بكل هذا وليست هي!.. ولكن هل تستطيع أن تؤذيه بهذا الشكل..
أجابت والدها بخفوت
علشان مش هقعد هنا تاني أبدا
نظر كل من ميار ووالدها إلىيزيد حتى يتحدث يمحي هذا اللغز فلم يكن منه ردا سوى أنه أخرج سېجارة ووضعها بين أسنانه دون اشعالها فهو ود لو ضغط على أحد بأسنانه ليخرج كل الضغط عليه..
تحدثت مروة مرة أخرى بجمود وقد عز عليها أن تفعل ذلك ولكنه لم يترك لها خيارا آخر بعد ما فعله
أنا ويزيد هنطلق
وقفت ميار سريعا من جوارها تهتف بذهول وصدمة ألقتها عليها شقيقتها
ايه
مش هيحصل يا مروة قولتلك مليون مرة مش هيحصل
عاندته وهي تهتف بحدة شديدة وصوت عالي تشير بيدها ناحيته بهمجية
هطلقني يا يزيد ولو حكمت هخلعك
تقدم منها ليمسك يدها فدفعته بحدة وقد كان الجميع مذهولا مما يحدث بينهم!.. أمسك يزيد بيدها الاثنين بحدة ليبقى وجهها أمامه مباشرة ولا يفصل بينهم سوى أنفاسهم تحدث يزيد بضعف ورجاء وهو يضغط على يدها
أرجوكي كفاية لحد هنا قولتلك أعملي اللي أنت عايزاه.. مش هنرجع هنا تاني.. المكان اللي تحبيه هنروحه... خدي الوقت اللي أنت عايزاه علشان تكوني معايا لكن بلاش البعد ده يا مروة بلاش.. لو مش علشاني علشان ابنك
ظنت أن عينيها جفت الدموع منها ولكن بكلماته هذه جعل الشلال يفتح أبوابه مرة أخرى نظرة عينيه الراجية
أنا عايزة أرجع معاكم دلوقتي
أومأ إليها والدها فنظر لها يزيد بخيبة أمل وحزن ثم ترك يدها وذهب خارج الغرفة دون أن ينظر إليها مرة أخرى..
ليس هناك أحد يفهم أي شيء مما يحدث نظرت
ميار إلى والدها الذي
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الثامن_والعشرون
ندا_حسن
علينا أن نجعل هناك ذكريات جميلة
لا تنسى لنتذكرها عند الفراق
بعد مرور شهر
شعور الفقد يلازمه منذ شهر كان بالنسبة له عام!.. فقد أعز ما يملك في هذه الحياة بسبب غباءه وضعفه بسبب خوفه وقلة حيلته المصتنعة الآن يعاني الوحدة عن حق بعد أن ترك الجميع وأصبحت حياته عبارة عن اعتذار وعمل..
منذ آخر يوم رآها به قبل شهر والذي قد تركته فيه وذهبت مع عائلتها مطالبة بالفراق ذهب هو الآخر إلى منزله في العاصمة الذي جمع بينهما من قبل في أسعد لحظات حياتهم أخذ كل ما يخصه ويخصها من منزل عائلته ووضعه في هذا المنزل على أمل عودتها له كما كان هناك أمل لها أن يعود بها إلى هنا!.. يا ليته فعل وانصت إلى حديثها ولكن بماذا يفيد الندم..
بقى وحده دون شريك حياته عمل منذ ذلك اليوم عمل ثم الذهاب إلى زوجته يوميا
بالورود وغيرها للإعتذار منها لن ييأس أبدا نعم هي لا تود مقابلته ولم يراها إلى اليوم ولكن هي تعلم أنه يذهب إليها بل ويترك لها الهدية برسالة ورقية صغيرة تلين قلبها تجاهه..
لو كان يعلم أن قلبه سيؤلمه إلى هذا الحد في فراقها لم يكن يستمع إلى عمه أو شقيقه لم يكن يستمع إلى أي شخص كان لقد شكلت فرقا كبيرا بحياته..
هل لو قال أنه لا يستطيع العيش بسلام سيصدق.. هل لو قال أنه لا يأكل بشيهية كما السابق سيصدق..
أنه الآن مثل طفل فقد عائلته بالكامل وعاش وحيد وهو ېخاف من البشر أجمع
قلبه يؤلمه روحه معذبة بفراق حبيبته وطفله الذي أراد أن يكون جوارها في حملها له لحظة بلحظة عقله لا يتوقف عن التفكير فيما سيحدث قادما.. ضميره إلى الآن يعبث به محدثة أنه جعلها تتألم جعل قلبها يكسر وعرفت الخذلان بمعرفتها له!..
وصف حالته لن يفيد ولن يفي ولكن ما يعلمه حقا أنه لن يستسلم سيظل يذهب إليها معتذرا إلى النهاية.. إلى أن يسترد الله أمانته فيه.. أو إلى أن تسامحه وتعود إليه مرة أخرى فقد مزقه الاشتياق لها..
ذهبت مع عائلتها منذ شهر!.. هل كان شهرا واحدا.. تركت صاحب
متابعة القراءة