رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


يزيد لقد كان يتحدث بحړقة وحزن لا يصف لقد عانى ابنها كثيرا وهي تزيد عليه معهم منذ شهر وجدته مرهق جعلتهم لا يتحدثون معه حتى يستريح كان عليها أن تجعلهم لا يتحدثون أبدا لقد استمعت إلى كلمات تقطع الآن نياط قلبها ابنها معه كامل الحق في حديثه وهي معهم عليه كيف تعتذر منه كيف تقول أنها كانت تريد أن تأتي بحق زوجها عائلة زوجته تستحق أسوأ شيء ولكنها كانت تعاقب ابنها وليس تلك العائلة!.

وقفت خلف باب الغرفة والدموع تجري على وجنتيها قلبها يقرع كالجرس الذي وضع أحدهم إصبعه عليه دون أن يحيده عنه القهر والخذلان يسيطران عليها لقد خذلها بأبشع الطرق قابلته وهو متعجرف مغرور تغير تدريجيا أحبته إلى درجة لا توصف عشقته تطيق العمى ولا تطيق الأڈى إليه ولو برياح تزعج عينيه أحبته إلى درجة الجنون والهوس عشقته إلى أن أصبحت لا تستطيع النوم سوى جواره اعترفت بحبها إليه وهي متيقنة أنه يحبها فعلت كل ما كان بوسعها لتعيش معه بسعادة والآن فقط علمت لماذا لا يستطيع أن يبتعد عن أهله ويعيش معها بمنزله!.. لا تستطيع أن تصف كيف تحبه وتعشقه كيف تخاف عليه كما لو أنه من تبقى لها
من الدنيا وما فيها لا تستطيع أن تصف أي شيء..
دلفت إلى داخل غرفة النوم ودموعها لا تتوقف عن النزول نظرت إلى كل شيء فعلته بالغرفة تلك الورود الحمراء الذي وضعتها بكل مكان هذه الشموع المنتظرة لاشعالها الفراش الموضوع عليه مكتوب منها إلى حبيب قلبها زينة الجدران معطر الجو الذي ينعش الغرفة برائحة الياسمين الذي يعشقها ذلك الطعام الذي يحبه مشروب الليمون بالنعناع أيضا هناك..
دلفت بهمجية إلى الغرفة وسارت تبعثر كل شيء في الأرجاء أمسكت الشموع من على الكومود والقتهم أرضا دعست الورود بقدميها وهي تبكي وتنتحب بصوت عال أخذت المكتوب ومزقته إلى أشلاء ثم نظرت إليه بين يديها وسارت دموعها أكثر عندما علمت حجم الکاړثة الذي أصبحت بها عندما نظرت إلى ذلك المكتوب! ولكن لم تستطيع الصمود أكثر من ذلك ألقت ما بيدها أرضا ودفعت صينية الطعام بيدها ليتناثر على أرضية الغرفة وتنكسر الصينية إلى أشلاء بيدها ألقت كل محتويات المرآة لتتهشم وتصبح دون فائدة ثم أخذت عطرها الخاص الذي يحمل رائحة الياسمين والقته ليتهشم وتتناثر قطع الزجاج على الأرضية مع الرائحة النفاذة جذبت ملاءة الفراش والقتها أرضا هي الأخرى ودعستها بقدميها عدة مرات ثم ومن دون مقدمات هوت قدميها لتجلس بجانب الفراش..
جلست تبكي پقهر على كل لحظة مرت بحياتها معه تبكي على ذلك الحب الذي اعتطه إياه تبكي على كل شيء فعلته معه نظرت إلى الفراش الذي كانت تنام عليه جواره جوار شخص كان يريد سرقتها.. لم يكن آمين على أي شيء بها لم يكن آمين على أي شيء يخصها الشعور الملازم لها الآن ليس له وصف لقد كڈب عليها خدعها بحبه لها كل ما فعله خدعه كل تلك المشاعر خدعه النظرات والكلمات تلك اللحظات الحميمية أيضا كانت خدعه كيف فعلها كيف تحكم بنفسه ليفعل كل ذلك وضعت يدها على فمها عندما ازداد صوت بكائها.. الآن هي تائهة ولا تعلم ما السبيل للبعد عن كل ذلك..
داهم عقلها شيء واحد فقط وهو عمها وقفت سريعا على قدميها ومن دون التفكير خرجت من الغرفة هبطت الدرج وخرجت من المنزل لتذهب إلى بيت عمها الآن سريعا لتعلم كل ما حدث بالماضي يجعله يفعل بها ذلك الأمر الشنيع..
بين بيت عمها وبيت زوجها عشرة دقائق مشيا على الأقدام سارت ومازالت الدموع تخرج وكأنه أبواب السماء داخل عينيها فتحت لتمطر كل هذا الكم من الماء تتذكر حديثه وتهديدات فاروق له

بالحرف الواحد وهو يخضع حتى لا يفضح أمره تتذكر كلمات
الجميع لها وله وقد كان كل ذلك جزء من المسرحية عندما أراد الذهاب يا له من وغد هذا هو السبب الحقيقي للزواج إذا!.. هذا هو الذي يعرفه الجميع ولا أحد يقوله لتكن المغفلة الوحيدة التي يأخذون منها ما أرادوا..
تتذكر ذلك اليوم الذي ظل يسأل به عن كل شيء تملكه لقد كان يريد معرفه أملاكها حتى يأخذها منها تتذكر كل شيء الآن فقط فهمت ما الذي كان يحدث..
تتذكره وهو يوافقهم قائلا أنهم أهم من أي شخص آخر..
لقد أحبته أحبته بشدة ولا تستطيع العيش بدونه حتى الآن بعدما عملت كل شيء أنه يزيد من جعل حياتها ترسم الابتسامة بنفسها ولكن كان ېكذب يخدعها لتقع بعشقه وتسلمه ما يريد بسهولة لتعطيه كل ما تملكه هي وعائلتها..
وكأنه أتى بخنجر بارد ووضعه بنصف قلبها وهو ينظر داخل عينيها دون ذرة ندم وهي تبتسم إليه وتقول أحبك..
وصلت إلى منزل عمها دلفت من البوابة الخارجية إلى الحديقة وقد وجدت تامر يتحدث بالهاتف مبتسما بسعادة ربما يتحدث مع شقيقتها على الأقل يوجد هناك واحدة منهم سعيدة رآها من بعيد فأغلق الهاتف سريعا وأتى لها يسألها بلهفة بعد أن رأي مظهرها عن قرب
مالك يا مروة في ايه.. ايه اللي حصل
نظرت إليه ولا تستطيع التحدث فقط تريد البكاء البكاء المطلق لا يصاحبه أي شيء نظرت إليه وتذكرت غيرته من ابن عمها هل أيضا كانت كذبه!.. ازدادت الدموع في الهطول وتحدثت بصعوبة سائلة إياه
عمي فين
لا يستطيع الضغط عليها وهي في هذه الحالة أشار إلى الداخل وهو يمسك يدها يساعدها على الدخول
جوا تعالي
دلفت إلى المنزل ورأت عمها يجلس ومعه زوجته يشربان كوبان من الشاي انتفض عمها لمظهرها عندما وقعت عينيه عليها ووقف سريعا متقدما منها يهتف بلهفة وخوف
مروة بنتي مالك.. حصلك ايه
خرجت الكلمات منها كالمېتة لا تود إلا معرفة ما حدث فقط
ايه اللي حصل زمان بينكم وبين عيلة يزيد يا عمي
ساندتها زوجة عمها لتجلس على الأريكة وسألتها قائلة بجدية وخوف
اوعي يكون يزيد ضړبك
حضرت شياطين تامر عندما استمع إلى هذه الكلمات من والدته صائحا بصوت عالي وهو يتوجه للخارج
ضربها!.. دا أنا أشرب من دمه
نادته سريعا قائلة بلهفة وخوف من أن يصيب زوجها ومن خدعها بالحب مكره
لأ يا تامر معملش حاجه والله... علشان خاطري تعالى
فعاد مرة أخرى يسألها ما
الذي حدث وتجيب بأنها تريد أن تعرف كل شيء في المقام الأول فجلس عمها وقد بدا الحزن عليه الآن وجلس تامر جوارها مطالبا بهدوئها ثم استمعت إلى صوت عمها يقول بجدية وهو يقص عليهم الذي حدث منذ سنوات مضت
جدك وجد يزيد كانوا صحاب من زمان أوي من لما كانوا في الصعيد الجواني واللي لحد دلوقتي ماشين بتقاليده كبروا وكبروا شغلهم سوا وجم على هنا ولسه صحاب والعيلتين صحاب... جالهم واحد خواجه طلب منهم يدخلوا فلوسهم في الحديد وهما في الوقت ده كانوا تجار خشب ومايفهموش حاجه في الحديد.. جدك خاف ليضيع شقاهم ورفض أما جد يزيد صمم لما الخواجه لعب في دماغه فضوا الشړاكه سوا وراح جد يزيد حط فلوسه كلها مع الخواجه وإذا فجأة يطلع نصاب وفص ملح وداب وبعديها ماټ جده
نعم استمعت إلى تلك الكلمات من يسرى ولكن ما ذنب عائلتها ليس لهم علاقة بما حدث لقد حظره جدها وهو لم يستمع ما ذنبهم الآن!..
استمعت إليه يكمل بحزن وأسى
عاشوا في فقر وحزن جدك حاول يساعدهم سابت عم يزيد رفض رفض تام ومنعرفش ايه السبب جدك ماټ.. صحيح عمره خلص بس من زعله على صاحبه وبعديها بكام شهر ماټ أبو يزيد حاولت أنا أساعد بردو سابت رفض أي قرب مننا مرة واحدة كده ومن هنا بدأت العداوة وقالوا إن جدك ڼصب عليهم وكل اللي عندنا ده بتاعهم بس يعلم ربنا إن ده محصلش يابتي ده كان من قهرهم
كل ما فعله كڈب بدافع مكذوب فيه!.. تحزن على ماذا الآن عليه أم على عائلتها المظلومة أم على نفسها وحبها تحزن على من..
العيلتين بعدوا عن بعض تماما ما عدا كامل وزاهر فضلوا أصحاب زاهر أبوه مكنش يعرف كان خاېف منه أما أنا كنت عارف وسبتهم قولت يمكن يرجعوا كل حاجه زي الأول وترجع الصلة اللي كانت بينا حتى علشان عضم التربة بس حصل غير كده في يوم كانوا سهرانين وزاهر تقل بالكلام على كامل وقالوه كتير عننا وأننا حرامية وڼصابين مستحملش كامل وضربوا بعض وهما بيضربوا بعض كامل زقه وقع على دماغه على حجرة في الأرض وساح في دمه... بعديها بكام يوم ماټت أمه وراه والعداوة زادت بس كامل خد جزاءه وانحبس ومن بعد ما خرج أهو مشوفتوش لحد النهاردة وهو مهاجر.. وأنت عارفه الباقي 
وقفت على قدميها ووقف جوارها تامر فتحدثت قائلة بجدية وهي تزيل دموع عينها
أنا همشي..

لو مجتش هنا قبل الساعة عشرة تعالى خدني
من هناك
أمسك بيدها بحدة خائڤ عليها خائڤ أن يصيبها مكروه وسط تلك العائلة وهو لا يعلم من الأساس ما الذي يحدث تحدث قائلا بجدية
تمشي فين مش هتطلعي من هنا غير لما أفهم في ايه وايه اللي عمل فيكي كده
أردفت بجدية هي الأخرى مقدرة قلقة عليها
اسمعني أرجوك.. أنا مش هقدر أقول حاجه دلوقتي.. متخافش عليا أنا في بيت يزيد ومحدش يقدر يعمل فيا أي حاجه طول ما يزيد معايا
خرجت الدموع مرة أخرى على هذا الكذب الذي تتحدث به هي لن تشعر بالأمان معه بعد الأن فقط قالت هذا لتجعله يتركها تذهب ولكن يزيد ليس أمانها الآن وللحقيقة أصبحت تخاف منه..
ممكن متقولش حاجه لميار ولا بابا ومتنساش الساعة عشرة!
أومأ إليها ثم سارت وتركتهم حاول الخروج معها ولكنها منعته ليبقى ينظر في أثرها ولا يدري ما الذي يحدث معها ابنة عمه الغالية على قلبه الذي اعتبرها شقيقته!..
خرجت وقد حل الليل على البلدة بأكملها ازداد الهواء والبرد القارس وضعت يدها حول صدرها تحتضن نفسها وهي تسير متجهة إلى منزل زوجها الكاذب الهواء الطلق يزيح خصلاتها للخلف بشدة وقوة وأعلنت السماء حزنها على ما حدث لها وأصبحت تمطر بغزارة..
أمطار السماء تهطل وسيفعل أي شيء لأجلها لأجل اسعادها هو كان مخطئ والآن سيصلح هذا الخطأ باعترافه على نفسه وعلى كل شيء فعله..
دلف إلى غرفة الصالون وجد رائحة الياسمين تقابله بقوة أخذت عقله هذه الرائحة لو تعلم ماذا تفعل به هذه الرائحة لبقى بالنسبة إليها هش ضعيف كما أضعف الرجال ولكن مهلا!.. كلما تقدم
إلى الداخل وضحت الرؤية يرى أشياء مبعثرة في الأرض لأول مرة منذ زواجه!..
دلف إلى غرفة النوم وياليته لم يفعل!.. الفراش ليس عليه ملاءة أوراق ممزقة على الأرضية شموع ملقاه في كل مكان ورود
 

تم نسخ الرابط