الدهاشنه بقلم أيه محمد

موقع أيام نيوز


لسه زي ما هي الحالة اللي عندها شكلها مطولة.. 
بشفقة وحزن قالت
_ربنا يشفيها ويعافيها يارب.. 
وعادت لتسألها مجددا بقلق 
_طب ليه عربية الاسعاف اللي واقفة دي هي حالتها متستدعاش اسعاف ولا أيه 
أجابتها بابتسامة مشرقة 
_لا دي لنقل والدة عبد الرحمن عمي فهد قرر إنها ترجع الصعيد وتعيش معاهم.. 
صمتت قليلا تستوعب تصرفه النبيل ومن ثم قالت باعجاب 
_الراجل ده عظيم بجد بالرغم كل اللي حكتهولي عنها وعن اللي عملته زمان في عيلته وسمحلها عادي كده انها ترجع تعيش وسطهم! 
ابتسمت وهي تخبرها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_عمي فهد مفيش زي طيبة قلبه واللي شبهه بالظبط هو آسر ميتخيرش عنه في

الطيبة.. 
لمجرد سماعها لإسمه ارتعشت خفقات قلبها خلسة وكأنها تخبرها بتصميم على ارتباطها به فحاولت قدر الإمكان السيطرة على مشاعرها التي تكاد تقفز لتترنح في الأفق استفاقت من غفلتها القصيرة حينما اقترحت حور قائلة 
_مش صحيح أنتي نازلة البلد النهاردة ما تسافري معاهم أحسنلك من بهدالة القطر.. 
زمت شفتيها وهي تجيبها 
_لا القطر معاده العصر اكون فكرت كويس. 
سألتها باستغراب 
_فكرتي في أيه 
جلست على الأريكة القريبة من الازهار وهي تجيبها بتوتر 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_بصراحة يا حور بفكر مسافرش أنا مش هقدر أرجع أشوفه تاني وأكيد العريس ده من مجيبه وأنتي عارفة كويس إن اللي هيجيبه اكيد زيه.. 
جلست جوارها وهي تجيبها بهدوء 
_عارفة يا قلبي بس متنسيش إن مهما كان مين اللي متقدملك مينفعش متكونيش موجودة لإن اللي هيحصل هيكون في وش والدك.. 
وربتت على يدها وهي تستطرد 
_لازم تسافري عشان شكل عمي فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة. 
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق! 
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
وهي تعبث بخصلات شعرها بسعادة صفنت لدقائق مطولة ثم جذبت هاتفها تعبث به فانتفضت بلهفة حينما وجدت رسالة منه فتحتها على الفور لتجد بها عنوان عمارة قريبة من جامعتها استغربت من محتوى رسالتها فراسلته بسؤال عن ذاك العنوان رأى أيان رسالتها ولم يجيبها فتعصبت ملامحها وهي تردد بضيق 
_برضه مردش طب أنا مش فاهمه عنوان أيه ده! 
هداها تفكيرها الأحمق أن تغتسل وتذهب الى العنوان أولا خاصة أنه قريب من جامعتها فما أن انتهت من حمامها ارتدت فستان أسود طويل وحجابا زهري اللون يتماشى مع حذائها وحقيبتها الزهرية ومن ثم ودعت نادين واتجهت للمصعد كادت بالدخول ولكنها انتبهت لباب الشقة المقابل لها يفتح لتجد أحمد يقف مقابلها ويتطلع لها بنظرات غاضبة ابتلعت ريقها بتوتر ومع ذلك رسمت ابتسامة مصطنعة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_صباح الخير يا أحمد. 
حاوطتها نظراته وسكونه الغائم يغلفه حتى كسره بعد دقائق متعمدا 
_صباح الخير.. رايحة على فين 
أشارت بارتباك على الكتب بيدها 
_رايحة الجامعة.. 
قرص أرنبة أنفه برفق ثم قال 
_روجينا مش فاضل على فرحنا غير شهر وشوية لازم نقرب فيها من بعض عشان نحاول نفهم بعض أكتر.. 
ارتبكت للغاية حينما ذكرها بموعد زفافها فاسترسل أحمد حديثه بحنان تحلى به حتى يكسبها 
_أنا عارف إننا مكناش متفاهمين خالص بالفترة الأخيرة عشان كده بفكر أننا نخرج كتير الفترة دي يمكن الامور تتحسن بينا ولا أنتي رأيك أيه 
توترت كثيرا وتوتر لسانها الناطق بتلعثم 
_معاك حق... 
منحها ابتسامة أطلت جنب من وسامة وجهه القمحي وسرعان ما بددت سريعا حينما رفعت يدها لتعدل حجابها فأخشونت نبرته وهو يسألها 
_فين دبلتك يا روجينا 
رفعت يدها تتفحص اصبعها بتوتر فبللت شفتيها الجافة وهي تبحث عن حجة مناسبة فقالت بتلعثم 
_آآه.. تلاقيني نسيتها على الحوض وأنا بغسل ايدي الصبح لما هرجع من الجامعة هشوفها... 
ثم رفعت يدها وهي تتفحص الساعة 
_همشي بقا لاني اتاخرت.. سلام.. 
وولجت للمصعد ومازالت عينيه تتبعها بنظرات غامضة تحاوطها شكوك بائسة حول شخصها المتغير ولكنه حاول أن يصدق ما قالت حتى لا تتسخ صفحتها الجديدة التي فتحها لها.. 
سعادة وفخر استحوذت على قلب كبير الدهاشنة وهو يرى ابنه الوحيد يتبعه كظله منذ الصباح فلم يسمح للسائق بالصعود لسيارة أبيه وأخبره بأنه سيقود بذاته فاتبعه إينما ذهب حتى الحقول والمصانع المجاورة بقنا ذهب معه شرد حدقتي عين فهد به قليلا فمال برأسه تجاهه ثم قال بابتسامة عذباء 
_متخيلتش إن هيجي اليوم اللي تكبر وأعتمد فيه عليك وتبقى راجل صوح.. 
الټفت آسر تجاهه ثم قال بمرح 
_الصغير بيكبر يا كبيرنا.. 
ضحك فهد ثم قال 
_بقيت مصراوي شبه امك بس هيجي منك.. 
ناطحه بمشاكسة 
_مهي المصرواية دي اللي وقعت الكبير ولا أيه! 
ابتسم بهيام 
_وقعته بس دي خليته دايب فيها دوب.. 
أوقف آسر السيارة ثم قال بتعصب مصطنع 
_لا يا كبير ما اتفقناش على كده نراعي إن ابنك لسه مدخلش دنيا برضه حس بينا يحس بيك ربنا خف شوية من المشاعر الجياشة دي في شاب أعزب معاك في البيت بدل ما ألم خلجاتي وأطوح بأي مكان متعرفوش توصلولي فيه.. 
بنظرة صارمة أشار بها تجاه المقود 
_إطلع.. 
پخوف مصطنع قاد السيارة وهو يردد في طاعة 
_تؤمر يا كبير لو عايز تهج بأي مكان سواقك وتحت أمرك لحد بعد العشا.. 
ضحك وهو يردد ساخرا 
_آه قول كده بقى بتعمل الشويتين دول عشان مشوار بليل.. متقلقش مشاغلي الكتير مش هتخليني مكنش موجود في أهم يوم في حياة ولدي.. 
ابتسم آسر ثم ردد بجدية 
_ربنا يخليك لينا يا أبوي وميحرمنيك منيك.. 
ربت بيديه على ساقيه بحنو 
_الكبير ميبقاش كبير لو نسى أولوياته يا ولدي وأنت وأختك وأمك أهم شيء بالنسبالي.. 
ثم استطرد 
_حط كلامي في دماغك لأجل اليوم اللي هتمسك فيه مطرحي.. 
قبل يديه وهو

يردد بضيق شديد 
_بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي.. 
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع 
_ركز في طريقك يا ولدي.. 
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها.. 
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها.. 
وصلت روجينا للعنوان المدون وما أن تأكدت من عنوان العمارة من البواب حتى صعدت للطابق الرابع كما كتب لها وزعت نظراتها بحيرة بين الجرس وباب الشقة ومن ثم انصاعت لإصبعها الذي دق لمرة واحدة على الجرس ومن ثم انتظرت على بعد بترقب وحيرة لمنحها ذاك العنوان فتح شابا الباب وهو يتطلع لها بدهشة فسحبت الكلمات على لسانها وتخلت عنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت قادم من خلفه يأمره 
_خليها تدخل يا علي.. 
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة 
_اتفضلي يا أنسة.. 
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات 
_اتاخرتي.. 
رفعت كتفيها بانزعاج 
_وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض.. 
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف 
_هتتعودي.. 
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار 
_المنظر هنا يجنن.. 
ثم استدارت اليه لتتساءل بفضول 
_دي شقتك صح 
_شقتنا.. 
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت 
_جميلة أوي.. 
_مش أجمل منك. 
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر 
_دي اوضتك 
قال وعينيه تتابعها
_تحبي تشوفيها.. 
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض 
_ذوقك حلو في كل حاجة.. 
ابتسم وهو يجيبها 
_اكيد عشان كده اختارتك. 
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك 
_اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا! 
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها 
_لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتهافاتبعته همسة أرجفت جسدها
_ القدر اللي جمعني بيك.. 
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة 
_المحاضرة! 
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق 
_وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني. 
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه 
_متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده.. 
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا 
_اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي.. 
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها 
_غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد 
أجابته بابتسامة سحرت عينيه 
_لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد.. 
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر 
_بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد.. 
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم
طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته 
_ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز.. 
لعقت شفتيها بارتباك 
_أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر.. 
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة 
_كملي أكلك... 
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته 
_من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه 
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت 
_شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش.. 
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه

بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا 
_يلا هوصلك بسكتي.. 
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته قائلة 
_باي. 
أمسك معصمها فباتت
 

تم نسخ الرابط