غيوم ومطر ل داليا الكومي من الفصل الرابع الي السادس
المحتويات
من الابناء اثنان منهم في كلية الطب المكلفه وواحد مريض بالكلي ويحتاج للغسيل مرتين اسبوعيا علي الاقل والغسيل في المستشفيات الحكوميه قتل بطىء وليس غسيل... وجلسة الغسيل الواحده في المستشفات الخاصه تكلف كثيرا ...هذا بالاضافه الي رشا ومصاريفها ...بكاء والدتها المتواصل لم يكن فقط بسبب حزنها علي ۏفاة فتحى حبيب عمرها ورفيقها ولكن بسبب تصريح محمد انه سوف يؤجل دراسته بضع اعوام ويبدأ في البحث عن عمل ....اخبرهم بلهجه لا تحتمل النقاش ... انا خلاص سبت الكليه لحد ما ربنا يفرجها وهشتغل في صيدليه .... محمد قال بلهجه لا تحتمل النقاش... احمد لازم يغسل في ميعاده وانتى يا فريده معلش هتستغنى عن درس الباثولوجى ولو قدرت في اخر السنه هدبرلك مراجعه
والعجز الكامل عن سداد الفواتير فقط غسيل احمد استمر فبدونه سوف يفقدونه ...اصبح هدفهم الوحيد تدبير مصاريف غسيله.. والدتها ضغطت علي كرامتها وبدأت في الاستدانه من عائلتها ...الحق يقال لم يتاخر احدا من خالاتها عن مساعدتهم وايضا خالها سعيد المقيم في كندا كان يرسل لهم المعاونات باستمرار اما جدتها شريفه فلم تتوانى هى ايضا عن المساعده لكن غسيل احمد لم يعد يقتصر علي جلستين بل احتاج الي ثلاثة جلسات وربما اكثر فالحاله النفسيه السيئه التى كان يعانى منها اثرت بشكل مباشر علي حالته الصحيه .. الامور تسوء واصبحوا فعليا يعيشون علي الاعانه اسوء شهران قد تمر بهم فريده يوما ...الاسوء كان دخول والدتها في نوبة اكتئاب حاده فحياة اولادها ټنهار امامها واصبحت تتسول من عائلتها ... اما الاڼهيار التام الذى قضى علي البقية الباقيه من تماسكهم كان اعلان الاطباء ان احمد لم يعد يستجيب للعلاج لانه فقد الرغبة في الحياه ... فريده ترجته وسط دموعها الغزيره ... احمد ارجوك قاوم ..احنا محتاجينك هتسيبنا لمين ...
فريده بدأت بالبكاء... مش كويسه خالص يا عمر احمد والوضع سيء جدا....شعرت پألم عمر حتى في كلماته ... كتب لها بعد تردد.... فريده ان عارف كل حاجه يارتنى جنبك ...تقبلي تتجوزينى يا فريده وتخلينى اشيل الحمل معاكم ... انا مش هقول بحبك لانك اكيد عارفه مشاعري ناحيتك من زمان ... لكن كل اللي هقوله اتجوزينى عشان اقدر اشيل الحمل والهم عنك.... مش عاوزك تفكري ولا تحملي الهم وانا جنبك.. انا مستنى تبقي حلالي يا فريده عشان اعرف اعبر ليكى عن حبي صح .... ساعتها هتعرفي انا بحبك اد ايه ... يا الله عمر قرراخيرا البوح بمكنون صدره ...بماذا ستجيبه عن طلبه الذى توقعت سماعه لسنوات...نعم هى تعلم انه يحبها لكنها لا تحبه بل لا تراه مناسب لها بأي حال من الاحوال لكنه يعرض عليها المساعده ... لو رفضت عرضه الان ربما تضيع فرصه ذهبيه من يدها لمساعدة عائلتها في الخروج من الازمه ... عمر سافر للعمل في الامارت منذ تخرجه من كلية السياحه والفنادق منذ حوالي 5 سنوات اواكثر قليلا ... وتدرج في المناصب حتى اصبح مدير لفندق في دبي وتعلم ان راتبه جيد
من سيارته الفخمه التى يحتفظ بها في مصر ومن شقته الجميله التى اتخذها لنفسه بالتقسيط ...كانت تسمع حكايات خالتها عن شقته الجديده المتسعه والتى تساوى الكثير ...شأنه كشأن العامليين في الخليج استطاع مع السنوات ان يوفر لنفسه معيشه كريمه ومبلغ مالي ضخم يحتفظ به في رصيده .. عمر عمل بجهد لسنوات وتحسنت حالته الماليه كثيرا وكان لا يبخل عليهم بالهدايا القيمه كل عام ...
ان كانت ستقبل عرضه لابد وان تستفيد من الوضع تماما ولابد ان تأخذ الكثير من الوقت في التفكير..محمد ضحى بمستقبله من اجل الصالح العام وهى لن تكون اقل منه...مع انه لا تراه لكنها كانت تشعر بتوتره حتى حينما كتب لها بتساؤل ... فريده ... كانت تعلم ان سؤاله يقطر قلق فهو ينتظر قرارها المصيري علي طلبه ... فريده ترددت كثيرا لبضع دقائق كانت تكتب الجمل ثم تمحوها وعمر ينتظر وهو يراها تكتب والرساله الماثلة امامه تقول .. فريده يكتب الان انتظر وانتظر وفي النهايه فريده كتبت.. محتاجه وقت للتفكير ...مازالت لا تراه لكنها تعلم ان عدم رفضها الفوري احيا بعض الامل في قلبه فكتب لها فورا ... هستناكى للابد عمر سيتمسك بالامل لانه يحبها وهى لابد ان تساومه كى تقبل بالزواج ...
متابعة القراءة