ست البنات ل نهي مجدي

موقع أيام نيوز

ما سيحصل عليه يوما ولا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر فأدرت مشغل الموسيقى واستمعت لأغنيتى المفضله باستمتاع ..
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها
موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحارا وبحارا وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوما يا ولدي مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي ليس لها عنوان
الحلقه التاسعه والعشرون
لم تمر ايام حتى استعد كل منا لمراسم الخطبه فبدئت ملاذ بإعداد فستانها الوردى المرصع واشترى تميم بذله جديده واشترى لصفي واحده هوا الاخر وأصر ان تكون بذله صفي شبيهه ببذلته كما فعل هوا معه يوم زواجنا وأخذنى كليهما لأفخم بيوت الازياء لأشترى زى فريد يجعلنى اجمل من فى ذلك الحفل كانت الايام تسير بهدوء لا عثرات فيها لم ألتق عمر وداليا مره اخرى ولم نتحدث عن شئ جعلنا جل اهتمامنا ينصب على خطبه تميم لم يكن هناك حديثا ساريا بينى وبين مرام فكنت اكتفى بحديث تميم معها وكذلك نحن الامهات طالما ابناؤنا بخير لانكترث لأنفسنا ولا لأى شئ اخر فقط نريد ان نراهم سعداء لذلك قد نفعل من أجلهم الكثير حتى وان كانت تلك الاشياء مرهقه على النفس والقلب لكنها لا تقارن بهم على أيه حال لذلك نفعلها ولا نكترث من يصدق اننى وافقت على تلك الزيجه بل ذهبت اليهم راضيه وقد تكون تلك الزياره هيا افضل ماحدث يوما لذلك تركت تميم يفرح بعروسه التى يحبها واختارها بين جميع الفتيات .
كان حفل الخطبه فى منزل العروس ذهبنا مساء بعد اتمننا شراء الهدايا واحضرنا معنا شبكه العروس التى انتقتها من احدث مجلات الذهب العالميه وتخطى ثمنها الآلاف والآلاف لكننا لم نستطيع ان نتدخل فى ذلك الامر فتركنا لهم الخيار وليتنا لم نفعل فقد انفقنا فيها نصف ما ادخرناه انا وصفي طوال اعوام من العمل الشاق ولكن صفي أصر على ان نشترى ماطلبته ولذلك فعلنا عندما دخلنا المنزل كانت الزينه معلقه والانوار تملئ المكان وهناك التقيت بمن ظننت انى لن اراهم مره اخرى ولكنى كنت اكثر ثباتا مما مضى وتفاعل صفي معهم كأنه صديق حميم تقبل الجميع وجوده بل وانبهروا به فكانت نظراتهم تملأها الاعجاب وكنت اتبختر انا كالطاووس لا يسعنى العالم ومعى ذلك الرجل العظيم لم تتفارق يدانا ولم تتباعد فكنت انا العروس محط انظار الجميع وصفي عريسي الذي لا يغيره الزمن .
مر اليوم بسلام دون ان احتك بعمر وداليا سوى بسلام خاطف وانشغلت عنهم باقى اليوم فلم القى لهم بالا كنت اشعر اننى اسعد الموجودين واكثرهم حظا حتى اننى لم اشغل بالى بأحد عدنا المنزل سعداء لا ينتقص من سعاداتنا شئ ومرت الايام المتتاليه كما هوا المعتاد كنت ألحظ السعاده على وجه تميم فأمتلئ بها انا الاخرى حتى ان ملاذ اصبحت تشعر بالغيره
وتريد ان تجد شريك حياتها هيا الاخرى لتنعم معه بقصه حب مثل تلك التى يعيشها تميم ولكنى اخبرتها ان مازال امامها الوقت طويلا على ذلك الامر وتلك الاشياء لا يجب التسرع فيها وإنما كلما أبطئنا الامر كان افضل واكثر عقلانيه .
مر شهران روتينيان استكمل فيها
تميم عامه الاخير بالجامعه واستمر الحال كما هوا ولكن قبل بدء اختباراته بشهر لاحظت تغييرا طرأ عليه فلم يعد يتحدث كثيرا واختفى مرحه المشهود به بل اصبح يقضي بغرفته اوقاتا أطول بلا مبرر فى البدايه ظننت انه بسبب ضغط الاختبارات وهذا هوا عامه الاخير فى كليه التجاره يريد ان ينهيه بشكل لائق ولكنى تيقنت بخطأ ظنى عندما دخلت غرفته دون طرق بابها فوجدته جالسا مهموما يدفن رأسه بين يديه وكتبه كما هيا منذ نظمتها اخر مره لم يطرأ بها أى تغيير يدل على فتحه لها او مذاكرته فيها جلست بجواره على الفراش ووضعت يدى على رأسه فانتفض وأفاق من شروده 
ماما !
مالك يا تميم 
اعتدل فى جلسته ونهض واقفا 
مفيش حاجه انتى ازاى تدخلى من غير ماتخبطى
كانت صډمتى اضعافا فذلك المتحدث لا يقرب لابنى ابدا ولا يعرف انه من المستحيل ان يحدثنى تميم هكذا فما حدث جعله ينقلب على عقبيه
انت اول مره تكلمنى كدا يا تميم
نفض رأسه والتف يقبل يدى وجلس بجوارى منهكا 
انا اسف ياماما سامحينى
ربت على يده ومسحت برأسه كما كنت افعل عندما كان صغيرا يرتكب الاخطاء ثم يجلس بجوارى منكس الرأس 
فيك ايه ياحبيبى 
اعتدل ونظر لى بعينان دامعتان وألقى سؤاله على مسامعى سؤالا خشيت كثيرا سماعه ولكنى كنت اعلم انه سيأتى يوما ما
انتى كنتى متجوزه عمى عمر 
صمت قليلا ثم ابتسمت واجبته بثقه 
ايوه
امسك بيداى وتحدث محنقا 
وليه محدش قالى الموضوع دا قبل 
انت مسئلتش
هوا لازم اسئل فى كل حاجه علشان اعرفها 
انت عرفت امتى ان صفي مش باباك 
لما دخلت المدرسه 
يومها انت جيت من المدرسه بټعيط علشان قالولك ان باباك اسمه عابد مش صفي مكنتش قادر تقبل فكره ان فيه حد تانى غير صفي يبقى ابوك مع ان المفروض احنا كنا نعرفك الموضوع دا قبل ما تدخل وتتصدم بالحقيقه بس مقدرناش صفي مقدرش يقولك انه مش ابوك وانا مقدرتش اكسر قلبك ولما كان لازم نقولك يومها عرفناك ان والدك اتوفى وان صفي هوا ابوك الحقيقى لكن من غير مايتكتب اسمه فى الشهاده ودلوقتى انت سئلتنى اذا كنت اتجوزت عمر وجاوبتك
وقتها انا كنت صغير يا ماما مكنتش هفهم وكنت هتصدم لكن متهيألى انا كبرت كفايه علشان اقدر افهم واستوعب حاجه زى دى ازاى تطلعينى انسان عبيط مش عارف حاجه واهله
ضاحكين عليه
بس احنا مضحكناش عليك فى حاجه كل اللى عملناه اننا مفتحناش موضوع ملوش لزمه ولا هدف انه يتفتح ممكن اعرف مين اللى قالك واللى قالك غرضه ايه بالظبط انه يفتح الموضوع دا 
عمى عمر هوا اللى قاللى 
كنت متأكده انه مش هيسكت
وطبعا مكنتيش عايزه تقوليلى علشان معرفش انك كنتى بتحبى عمى عمر وانتى متجوزه بابا 
محصلش 
لا حصل 
اقسملك بالله ياتميم انك فاهم غلط
طيب فهمين متخليش الافكار تجننى
انا عرفت عمك عمر وانا بنت صغيره مجرد مراهقه بتشوف واحد بيعدى من قدام بيتها كل يوم فحست انها معجبه بيه ولأنى مكنتش بخرج ولا بشوف حد فمكنش قدامى غيره وهمت نفسى انى بحبه وانه فتى احلامى لحد ماخلصت الدبلوم وباباك اتقدم لى مش هقولك انى كنت فرحانه بالعكس كنت مصدومه ان اللى عايز يتجوزنى هوا اخو الشخص اللى كنت فاكره نفسي بحبه ومع ذلك من يوم مااتكتب كتابنا عمر ما فكرت غير فيه ولا شوفت غيره اتجوزته شهرين وبعدين تعب وبدئت معاه رحله علاج حرمتنى من اى احساس بالسعاده كبرت عشرين سنه على عمرى والايام اللى المفروض كانت تبقى اسعد ايام حياتى اتحولت لأتعسها وماټ وانا لسه حتى موصلتش لعشرين سنه وكنت حامل فيك وعلشان خاطرك طلب عمك عمر انه يتجوزنى وانا رفضت لانى عشت مع ابوك ايام قليله لكن حلوه وحسيت فيها قد ايه هوا قلبه طيب
تم نسخ الرابط