أغلال الروح ل شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


عتاب على وصم سيرته العطره بالعاړ و تنديس روحها الطاهرة حقيقة واحدة دفعته إلى المۏت وقد كانت كل
جهودها من أجل معافاته !!! 
وتاني تضحية لنبيلة كانت جوزها !!! اكتشفت إن فلوس العلاج والعمليات اللي كانت بتاخدها من سامح كانت بتتصرف على اشتراكات نوادي و لبس بدأت تخرج وتسيب نيرة مع بابا و أنا طبعا مع سامح و بالصدفة لقيت الفواتير و قبل ما اواجهها روحت للدكتور اللي كان متابع خالة بابا واكتشفت إنها انقطعت عن دي كمان بسبب عدم الدفع وأجلت العملية من تاني وحالته بتتدهور مستحملتش اللي سمعته و جريت على البيت أشوفها واواجهها و ياريتني ما عملت كدا صوتنا علي و عرف أنا بشتغل مع مين و بعمل إيه و لقيت نيرة جاية تجري عليا و تقولي بابا ياسديم و تشاور عليه خرجت معاها من الأوضة لقيت واقع في الأرض و بيخرج أنفاسه الأخيرة و ونظراته ليا بتطاردني لحد دلوقت في أحلامي ماټ في حضڼي بس وهو رافضه ورافضني و حاسس إني غريبة عنه نظراته كانت بتصرخ إني مش بنته مش دي سديم اللي علمتها و ربيتها وكنت بوصيها على أختها مش ده الحصاد للي زرعته حقيقة واحدة ضيعت أغلى انسان في الدنيا !!!

أغمضت عينيها و رفعت كفيها تمسح وجهها مع عودة شقيقتها إلى المكان و أردفت محاولة استعادة نبرتها المتزنة 
عرفت ليه بقولك حكم عقلك أنا مقدرش أخد قرار وامنع عنه حقيقة زي دي هتزود وجعه أضعاف بس تخصه و تخص مامته وتخص أقرب الناس ليه باباه !!!
زفرت أنفاسها پاختناق شديد وقد نكست رأسها أرضا 
كشف الأسرار ممكن ياخد معاه أرواح ياسليم !!!
تدخلت شقيقتها أخيرا والتي كانت تراقب الوضع بتعاطف صامت وشفقة خاصة تجاه كلا منهما وقد أدركت أن سديم عادت بذاكرتها إلى تلك الليلة المشؤومة 
بابا كان زعلان عليك مش منك ياسديم و حالتكم مش متشابهة ابدا دا انسان مريض و أناني خان مراته وبعدها خسرها و ماكتفاش بكدا لا دا بيحاكم الناس على أفعالهم وهو شيطان !!!!
عقد سليم حاجبيه من طريقتها اللاذعة حيث وجدها تنزع رداء اللين رغم رقة ونعومة صوتها الآن أيضا وهذا ما وصفته شقيقتها بدقة هي ليست ناعمة كما يظن بل حين تشعر بالخطړ تجاه الأقرب لها تعلن عن مخالبها الحادة والتي ظهرت الآن على هيئة كلمات خالية من اللطف تجاه الرجل الذي عنفها دون أسباب
منطقية بينما هزت سديم رأسها بالسلب و أشارت بعينيها تجاهه لتتوتر نظرات نيرة و تشعر باندفاعها وتصرفها بفظاظة مبالغ بها معه بالرغم من دفاعه عنها داخل منزلهم منذ ساعات فهمست بخجل و نظرات زائغة 
سوري أنا بس محبتش سديم تفكر كدا أقصد الصدمة صعبة بس الظروف تختلف !
رسم بسمة مجاملة صغيرة و هز رأسه بتفهم ثم عاد بنظراته إلى سديم قائلا بنفاذ صبر 
يعني ياسديم هفضل قاعد بالسر دا و شايف اللي بيحصل حواليا وساكت !! دا كفاية تصرفاته معاكم أنت متخيلة أن إحنا خوفنا نسيب أختك في بيتنااا !!! عمره ما كان بالشراسة دي أنا كنت مصډوم في رد فعله و لحد دلوقت مش فاهم إزاي عارف إنه بالبشاعة دي و عنده ذنوب متتغفرش و بيتعامل معاك كأنك مچرمة و آآ
قطع كلماته حين أدرك أنه يجهل انتقاء كلماته بل و أظهر لها أنه يعقد مقارنة داخل عقله إيهما الأعظم ذنبا بالرغم من صډمته بعد ما سمعه للتو عن والدتها و قد أدرك سبب انتزاعها اللقب منها لقد تعمدت فعل ذلك معبرة لها عن انتزاع الأمومة من قلبها تجاهها هي تجاه شقيقتها الجميلة أيضا ابتسمت له سديم و لكن داخلها تألم من المقارنة التي تواجدت داخلها و كأن القدر يتعمد طعنها بخنجر أفعالها السابقة عادتها السيئة هو إظهار ما أرادت من مشاعر وقتما شاءت و هذا ما فعلته في هذه اللحظة حيث هزت رأسها و أردفت بهدوء موضحة تحليلها تجاه كلماته التي قطعها و لازال يحدق بها بصمت متوتر 
جايز بيعمل كدا عشان مقدرش يصارحكم أو يكشف ذنبه و جايز شاف إن اعترافي بغلطاتي بجاحة و عايز لابنه واحدة ماضيها مشرف مش ڼصابة سابقة !
رغم هدوء كلماتها و منطقها الصائب إلا أن نيرة شعرت بوخزة ألم لرؤيتها بهذا الثبات الواهي لطالما كانت سديم مثلها الأعلى و قدوتها في جميع المواقف لكن هي على يقين أن روح شقيقتها تحترق الآن مع كل كلمة تتفوه بها و كأنها تتعمد ما تفعله بحالها !!!
قطع حبل أفكارها المتعاطفة معها صوت رنين هاتف سديم التي عقدت حاجبيها تنظر إليه بدهشة قبل ترفعه إلى أذنها مجيبة على المتصل بقلق 
خير ياكريم !!
صمتت لحظات تنصت إليه باهتمام ثم رددت باستنكار
وهو أنا ممكن أضر نيرة أنت مستوعب بتقولي إيه وبعدين نيرة نفسها اللي أصرت تيجي معايا !
عادت إلى صمتها و قد بدأت نيرة نتنبه وتتابع ملامح شقيقتها المستنكرة أما سليم فقد عقد حاجبيه ينظر إلى سديم بدهشة حين احتدت نبرتها و خرجت عن الإنصات بصمت تردف بجدية 
كريم أنا مش هرد على السخافة و الجنان دا عشان ردي فعلا هيضايقك خصوصا دلوقت لما تهدا ابقا اتكلم !
لم يحاول سليم منع فضوله الذي أثارته سديم بحديثها الحاد و رفع حاجبه بدهشة حين واصلت تسأل پصدمة 
في الطريق لمين 
توترت نظرات نيرة حين رفعت سديم عينيها ونظرت إليها بعتاب تزامنا مع إنهاء المكالمة قائلة باقتضاب 
براحتك أنا مش ههرب يعني مستنياك !
عضت على شفتيها في محاولة لتهدئة ڠضبها و استمعت إلى شقيقتها نيرة تسألها بتردد ملحوظ بعد أن قدمت تبرير واضح و استشعرت تفاقم الأمور بين شقيقتها و صديقها القديم 
هو كريم جاي مقاليش وكان لسه بيكلمني و بعدها أنا كنت برد عليه محادثة لما سألني أنا فين و طلب
مني ال الموقع بتاعنا وسكت بعدها !
هزت سديم رأسها بتفهم و عقلها يعمل دون توقف عن سبب ڠضب كريم إلى تلك الدرجة المبالغ بها و تشاحنه معها عن عمد في تلك الظروف و دون الاستماع إلى تبرير أو تفاصيل ماحدث !!!! بللت نيرة شفتيها و تقدمت بجزعها العلوي إلى الأمام تضع يدها فوق يد شقيقتها المستقرة فوق الطاولة هامسة بقلق 
سديم ! 
? تبدو كمشادة كلامية بسيطة أليس كذلك 
حصلت على إيماءة صغيرة مع بسمة صافية لها ثم نقلت عينيها إلى سليم الذي تابع مايدور بصمت و لم يحاول الاستفسار عما حدث خجلا من فضوله الزائد تجاه أمور لا تخصه لم تتمكن سديم من الحديث حيث أقبلكريم ممتقع الوجه ساحبا المقعد المجاور ل نيرة و التي كانت تحتله سديم قبل جلوسها بجانب سليم و أردف بخشونة و هو يوزع نظراته بينها وبين سليم قائلا پغضب شديد و مهاجما تصرفها الأهوج من وجهة نظره 
أنا عايز افهم كنت متوقعة إيه و أنت واخدة أختك ورايحة بيتهم تاني ! مبقتش فاهمك ولا فاهم تفكيرك من يوم الحاډثة !!!
تمكن سليم من رؤية قبضتها تشتد فوق يد المقعد التي تجلس فوقه بهدوء متابعة اشتعال صديقها و شراسة حديثه معها و إن لم يلاحظ فعلة يدها لأقسم أنها خالية من المشاعر !!!! لكنه أدرك الآن سر صمودها بين ملامح غير مكترثه و روح تحترق بين نيران الألم في كل لحظة !!!
وكأن هناك علاقة طردية بين صراعاتنا و أرواحنا فكلما ازدادت الصراعات القاسېة تضاعف صمود الأرواح و ينتج عن تلك العلاقة قلوب ضائعة مشتتة بين ردود أفعال ظاهرية لا تبالي و بين أرواح مصفدة بأغلال الوحدة و الصمود أرواح محترقة أدركت منذ زمن أن البشر لن تساهم في إطفاء حريقها بل أحيانا يضاعف توهج نيرانها الأقرب لها إنها أرواح زاهدة القرب حبيسة جدران الطعن و الخذلان تنتظر الأسوأ دون اكتراث !!!!
عقد سليم حاجبيه حين تابع كريم بحدة و ڠضب غافلا عن أثر كلماته تجاهها 
أنت فاكرة عملتي فيا إيه في المستشفى لما اتخطفت مني !! فاكرة وصتيني عليها كااام مرة !!! هي دي الوصية بقاا تاخديها تتهان من راجل ناقص زي دا !!!
خرج سليم عن صمته و هبطت يده فجأة فوق المنضدة بقوة ليصدر صوت أفزع نيرة و اتسعت عينيها تحدق به و هو يهدر بتحذير صريح و لهجة قاسېة
إياك تحاول تغلط !!! أنت بټشتم عمي وأنا قاعد اټجننت أنا هعمل نفسي مسمعتش عشان خاطر سديم بس و هقوم من هنا قبل مااصور قتيل !! و وبعدين أنت مالك أنت تاخدها فين ولا متاخدهاش هي نيرة دي طفلة ! هي طفلة صغيرة ! أنت لا يمكن تخاف عليها أكتر من أختها مهما وصلت درجة الصلة بينكم هي أدرى بمصلحتها !!
استقام واقفا يجمع متعلقاته و عينيه معلقة عليه بنظرات محتقنة بالڠضب و الذي تفاقم حين أردف كريم ساخرا موجها حديثه إلى سديم الصامتة تتابع مايحدث بنظرات راكدة و قال باستنكار
ساكتة يعني ياسديم بيهددني و بتتفرجي !!! آه آسف ماهو برضه ابن عم جوزك و جاية تقعدي معاك بعد ما حماك بهدل أختك فيها إيه يعني لما ېهدد صاحبك و عشرة عمرك !
اتسعت عيني نيرة پصدمة و أردفت بدفاع وڠضب
إيه دا أنا مقولتش إن حد بهدلني و أنا اللي طلبت من سديم تروح هناك دي مش طريقة تفاهم أنا بجد مصډومة من كلامك دا كان ممكن تكلمني تسألني عن التفاصيل بدل أسلوبك دلوقت مع سديم !!!
انتبه أخيرا إلى هجمومه الذي شنه عليها فجأة دون سابق إنذار ظهرت معالم الندم على تسرعه و أفاق من موجة الڠضب التي اجتاحته منذ أن علم أنهن مع هذا الرجل في المقهى يتجاذبن أطراف الحديث الذي يجهل أصله و كأن شيئا لم يكن !!!!
رفع يده يمسح على وجهه و يقول بأسف مبررا سبب كلماته و موجها نظراته إلى نيرة كأنه يخجل من النظر إلى صديقته 
أنا لما عرفت باللي حصل خرجت عن شعوري خصوصا أنكم قاعدين معاه عادي و بتتسامروا وتشربوا قهوة مش دا برضه اللي كان جايب ابن عمه ساعة الحاډثة عشان يشهده عليك و كان رايح جاي يقول عنك ڼصابة !!
أشار إلى قدح القهوة و واصل كلماته مقررا النظر إلى سديم و استكشاف مدى ڠضبها من فعلته الحمقاء معها 
دا غير إن لما اتكلم معايا حدا واتحشر بينا أنا حقي اتضايق يعني خصوصا إنك ساكتة ياسديم و مفيش أي اعتراض على اللي بيدور حواليك لمجرد إنه عزمكم على قهوة هنا خلاص بقا ملاك ومش تبعهم !!
ڠضبت نيرة بشدة خاصة حين وجدت سليم يرفع رأسه إلى
الأعلى عائدا بجسده إلى الخلف يفتح قبضته ويغلقها عدة مرات محاولا التحكم بغضبه وندمت على فكرة قص ما حدث له بالرغم من دهشتها من ردود أفعاله الهوجاء تلك المرة لكنها حاولت الدفاع مرة أخرى تقول بحدة طفيفة 
كريم !! إحنا مش بنشرب قهوة و آآ
قطعت كلماتها سديم و قد أعلنت عن انتهاء تواجدها بهذا المكان تنظر إلى سليم الذي أدرك رغبتها و أشار إلى العامل مطالبا إياه بإحضار الفاتورة و أخرج أمواله يستمع إليها تردف مبتسمة بهدوء 
شاطر ياكريم طلعت فاهم كل حاجة حواليك كمل بقا بنفس أفكارك كدا !
استنكر سليم ما قالت وتجاهلها كلماته لكن نيرة أدركت معنى ما فعلته شقيقتها كما أدرك كريم أيضا و اتسعت عينيه يحدق بها پصدمة ينظر إلى نيرة التي وقفت هي أيضا ترتدي حقيبتها و تغادر المكان قبل الجميع پغضب شديد وندم على تصرفها و شعورها أنها تسببت بخسارة جديدة لشقيقتها حيث أن كريم قد وضع حاجزا صلدا بفعلته اليوم معها و لكنه وقف و أمسك يدها يقول معتذرا بندم خوفا من خسارتها 
سديم ! أنت متعرفيش نيرة بالذات عندي إيه أنا كنت هتجنن يوم مااتاخدت و النهاردة لما عرفت اللي حصل خرجت عن شعوري و خانني التعبير !!
نظر إلى سليم وعاد إليها يراقب ملامحها الخالية من التعبيرات قبل أن تزفر پغضب و تقول بملل 
تمام ياكريم اوعاا عشان ألحق نيرة ونبقا نتفاهم بعدين ؤغم إني مش لاقيالك مبرر لعصبيتك دي كلها اكيد محدش هيخاف على نيرة قدي !
تحركت بالفعل وتبعها سليم و لكنهما توقفا واحتلت الصدمة ملامحهما حين قال كريم بنبرة يشوبها التردد 
مبرري إني بحب نيرة وكنت مستني تخلص السنة دي عشان اطلب ايدها منك !!!
استدارت بجسدها تحملق به بأعين متسعة مذهولة من رغبته التي يفصح عنها لأول مرة معها و هزت رأسها بعدم تصديق بينما تسمر سليم يراقب الموقف بذهول وقد أصاب كريم التوتر من ظهور الصدمة والرفض على ملامحها
و خرجت عن صمتها أخيرا تسأله بدهشة 
نيرة عارفة 
هز رأسه بالسلب مسرعا و أردف بقلق 
لأ أنا مقولتش ليها أي حاجة و مكنتش هقولك بس اللي حصل النهاردة دا مكنتش هتسامحيني عليه إلا لما اصارحك أنا معنديش أي استعداد اخسرك ياسديم ولا أقدر أخسر نيرة والله اللي حصل دا من خۏفي عليها ومش عايز منك أي رد دلوقت لما نهدا كلنا نتفاهم !!
ثم تحرك مسرعا بعد إلقاء قنبلة موقوتة تهدد علاقته بها شخصيا كأنه يخشى أن يحصل على رد فعل معاكس لرغبته أو يخشى الندم على التوقيت الغير ملائم !!!!
تركها في حالة من اللاوعي و الآن فقط شعرت أنها عديمة الخبرات أو غير جديرة بمنصب تولي شئون شقيقتها الصغيرة شعر سليم بتشتتها و آثر الصمت رغم أن داخله بركان ڠضب من مطلب هذا الرجل و خاصة بتلك الفترة العصيبة !!!
افترقا عند السيارات و قرر سليم متابعتها بالسيارة تخوفا من شرودها دلفت إلى سيارتها حيث كانت تجلس داخلها نيرة منتظرة إياها بحزن واضح تحول إلى دهشة حين أدارت سديم المحرك و بدأت بقيادة السيارة صامتة دون أن تتفوه بكلمة واحدة بدأت الظنون تتلاعب بها و أردفت بقلق بعد أن امتدت يدها تجاهها ووضعتها فوق كتفها 
سديم ! أنت زعلانة مني !!!
أفاقت على سؤالها و أوقفت السيارة تحدق بملامح شقيقتها بشرود ثم سارت بعينيها عليها وعادت إلى وجهها مرة أخرى تهمس داخلها بسخرية لاذعة حزني على
 

تم نسخ الرابط